رأيت طفلة تبكي وتغني أغنية يحبها أخيها المرمي على الأرض علّه يستعيد قواه وينهض فتذكرت من غنت لي وهي تبكي علي
أحسست بها دافئةً بالبداية وحين ابتعدت عن مسكنها قليلاً أصبحت باردة جداً
مسحتها بيدي ولم أجففها وأسرعت لقلمي وأوراقي
نثرت حروفي في أرجاء غرفتي الكئيبة فعادت إلي وتجمعت بهذا الشكل
أهي خاطرة أم رواية أم قصيدة أم أي شيء آخر لا أعلم


سالت من عيني دمعةفسألتها :
لما من عيني نزلتِ
أمللتِ مني ؟ .... هل كرِهتِني
أم إلى غيري اشتقتِ
لم أبخل عليكِ بشيء
فجفوني دوماً تحتضنكتحميك
وتدفئكوتطمئنك
إن خفتِأسكنتك أغلى مسكنٍ عندي
حتى حين رحلت عن أهليمعي رحلتِ
رأيتِ كل ما عندي
رأيتِ ما لديَّ من فقرٍ وغنى
رأيتِ ما لديَّ من جاه وسلطة
رأيتِ غضبي وعفوي
رأيتِ قسوتي ورقتي
رأيتِ جبروتي وضعفي
واليوم عني رحلتِ
فجاوبتني ضاحكةًلم كل هذا العتاب؟
لن أُطيل عليك الغياب
فأنا منك ولكلكني لست ملكك
يجب أن أغير بيتي
ألم تقل لي أني أسكن أغلى ما لديك
ألم تدرك أن اليومأصبح عندك من هو أغلى من عينيك
دعني أرحل إليها أبحث عنا
أجوب لأجلها كل البحور
أقطع لأجلها الصحراء
أطير بالهواءلأسكن على خديها
أفعل ما لا تستطيع فعله أنت
أسكن خديهاأداعب شفتيها
أقبلها دون إذن أو اعتذار
أراقبها لأجلك وأحميها
أضَحِّكها وأواسيها
وحين تصل أنت إليهاتجدني بالانتظار
وهي تنتظرك على نار
فقلت يا دمعتي البلهاء
تريدين أن تسابقي إليهاغيوم السماء
وتحاربي لأجلها رمال الصحراء
أتعرفين شكلها
أتعرفين بيتها
أتعرفين من تكون
أستجدين الطريق إليهابين أسراب الدموع
ألا تحسبين حساب الرجوع
فإن عدتي ليس لكِ عندي مكان
سأقول لكِ ممنوع
فقالت ألم تصرخ يوماً للنهاية لا رجوع
أنا من يقول لك لا رجوع
لن أرجع إلى عينيكإلا عن طريق شفتيك
سأسكن على خديهاوإن كنت رجل اتبعني إليها
وامتصني من خديهالكن دون إذن أو اعتذار
أثبت لنفسك ولي أنك أصبحت من الكبار
تقول وتفعلليس ككلام البزنس والتجار
اتبعني إليهاوانتزعني من خديهاعندها أكون دمعتك
أكون منك وإليك ومُلكك
فقلت بأمان الله اذهبيوسأتبعك متى استطعت
وسأفعل كل ما قلتِوإن بالغت باحتضانكِ اعذريني
فقالت عدتَ مرة أخرى للإذن والاعتذار
لا تكن كالصغار كن قويا كما عهدتك
افعل ما تحب دون إذن أو اعتذار