قِرْبة لمُسافر وقال فيها‏:‏ لها جِسم بُرْغوث وساقا بَعُوضة ووَجْه كَوَجْه القِرْد أو هو أقْبَحُ تُبَرِّقُ عَيْنيها إذا ما رَأيتها وتَعْبِس في وَجْهِ الضَّجيع وتَكْلح إذا عاينَ الشيطان صُورة وَجْهها تَعَوَذ منها حين يُمْسى وُيصْبح وقال أعرابي في سَوْداء‏:‏ كأنها والكُحْل في مِرْوَدها تَكْحَل عَيْنَيها ببعض جِلْدِها وقال فيها‏:‏ أشْبَهك المِسْكُ وَأشْبَهته قائمةً في لَوْنه قاعِدَهْ لاشَكّ إذ لَوْنُكما وَاحدٌ أنكما من طِينَة واحده ولآخر في عجوز‏:‏ عجوز تُطَيِّب لي نَفسَها وقد عَطَلَ الدهرُ مِسْواكها فمن ناكها أبداً طائعاً فناك أباه كما ناكها وقال كُثَيّر في نُصَيْب بن رَباح وكان أسْود‏:‏ رأيتُ أبا الحَجْنَاء في الناس حائرا ولونُ أبي الحَجْناء لوْن البَهائم تَرَاه على ما لاحَه من سَوَاده وإن كان مَظْلوما له وَجْه ظالم وقال رجل من العُمّال لأعرابيّ‏:‏ ما أحْسبك تَعْرف كم تُصَلّي في كل يوم وليلة فقال له‏:‏ فإن عرفتُ أتجعل لم على نَفْسك مسألة قال‏:‏ نعم قال‏:‏ ثم صَلاة الفَجْر لا تُضيَّعِ قال‏:‏ صدقت‏.‏ هات مسألتك قال له‏:‏ كم فِقارُ ظَهْرك قال‏:‏ لا أدري قال‏:‏ أفتَحْكم بين الناس وتجهل هذا من نَفسك‏!‏ قولهم في الغزل ذَكر أعرابي امرأة فقال‏:‏ لها جلد من لؤلؤ مع رائحة المِسْك وفي كل عُضْو منها شَمْس طالعة‏.‏ وذَكَر أعرابيّ امرأة وَدَعها للمسير‏:‏ واللهّ ما رأيْتُ دَمْعة تَرقرق من عين بإثمد على دِيباجة خَدّ أحسنَ من عَبْرة أمْطرتْها عينُها فأعْشب لها قَلبي‏.‏ وسمعت أعرابياً يقول‏:‏ إنّ لي قَلْباً مَروعاً وعَيْنا دَمُوعا فماذا يَصنعُ كلّ واحد منهما بصاحبه مع أن داءَهما دَواؤهما وسُقْمَهما شِفاؤهما وقال أعرابي‏:‏ دخلتُ البصرةَ فرأيتُ أعْيُنًا دُعْجا وحواجبَ زُجّا يَسْحَبن الثّيَاب ويَسْلُبن الألباب‏.‏ وذكر أعرابيّ امرأة فقال‏:‏ خلوتُ بهما ليلةً يُرينيها القَمر فلما غاب أرَتْنِيه قلتُ له فما جرى بَينكما فقال‏:‏ أقرب ما أحلَّ الله مما حرَّم الإشارةُ بغير باس والتقرّب من غير مَساس‏.‏ وذكر أعرابي امرأة فقال‏:‏ هي أحسنُ من السماء وأطيبُ من الماء‏.‏ قال‏:‏ وسمعت أعرابياً يقول‏:‏ ما أشدّ جَوْلةَ الرأي عند الهَوَى وفِطامَ النَّفس عن الصَبا ولقد تقطعتْ كَبدي للعاشقين لَوْمُ العاذلين قِرَطة في آذانهم ولَوْعات الحُبّ حِبَرات على أبدانهِم مع دُموع على المغاني كغًروب السَّواني‏.‏ وذكر أعرابي امرأة فقال‏:‏ لقد نعِمَتْ عينٌ نَظَرتْ إليها وشَقِيَ قلْب تَفَجَّع عليها ولقد كنتُ أزورها عند أَهْلها فَيُرحِّب بي طَرْفُها ويَتَجهمنىِ لِسَانُها قيل له‏:‏ فما بلغ من حُبّك لها قال‏:‏ إني لذاكرٌ لها وبيني وبينها عَدْوة الطائر فأجد لذِكرها ريح المِسْك‏.‏ وذَكرَ أعرابيّ نِسْوة خَرَجنَ متنزّهات فقال‏:‏ وُجوه كالدّنانير وأعناق كأعْناق اليَعَافير وأوْساط كأوساط الزَّنابير أَقْبلن إلينا بحُجُول تَخْفِق وأوْشحة تَقْلَق فكم من أَسير لهنّ وكم مُطْلق‏.‏ قال‏:‏ وسمعتُ أعرابياً يقول‏:‏ أتبعتُ فلانة إلى طَرَابُلْس الشام والحَريص جاهِد والمُضِلّ ناشِد ولو خُضْت إليها النار ما ألمتهَا‏.‏ قال‏:‏ وسمعتُ أعرابياً يقول‏:‏ الهَوَى هَوَان ولكنْ غُلِط باسمه وإنما يَعْرف ما أقول مَن أبْكَتْه المنازلُ والطلول‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ كنتُ في شبَابي أعَضّ على المَلام عَضّ الجَواد على اللِّجام حتى أخذ الشَّيْب بعِنَان شَبَابي‏.‏ وذكر أعرابيّ امرأة فقال إنّ لسَاني بذِكْرها لَذَلول وإنّ حُبّها لِقَلْبي لَقَتُول وإِنّ قصير اللّيل بها لَيَطُول‏.‏ وَصَف أعرابي نساءً ببلاغة وجَمال فقال‏:‏ كلامُهنَ أقتلُ من النّبْل وأو وْقع بالقَلْب من الوَبْل بالمَحْل وفُرُوعهنّ أحْسن من نروع النَخْل‏.‏ ونَظَر أعرابي إلى امرأة حَسْناء جميلة تُسمَى ذَلْفَاء ومعها صَبِيْ يَبكي وكلما بكى قبلته فأنشأ يقول‏:‏ يا لَيتَني كنتُ صَبِيّا مُرضَعَا تَحْمِلُني الذَلْفَاءُ حَوْلا اكْتَعَا إذا بَكَيْتُ قبلتني في أرْبعا فلا أزال الدَهر أبْكي أجْمَعا وأنشد أبو الحسن عليُّ بن عبد العزيز بمكة لأعرابي‏:‏ قد أعصرت أو قد دنا إعْصَارُها يَطِيرُ من غُلْمتها إزارُها العُتْبي قال‏:‏ وَصف أعرابيّ امرأة حَسْناء فقال‏:‏ تَبْسم عن حُمْش اللثات كأقاحي النَبَات فالسعيدُ مَن ذاقه والشقيّ مَن أراقه‏.‏ وقال العُتْبيّ‏:‏ خرجت ليلةً حين انحدرت النجومُ وشالت