القويُ الأمين‏.‏ باع رجل ضَيْعة من رجل فلمّا انتقد المالَ قال للمُشتري‏:‏ أمَا والله لقد أخذتَها كثيرة المَؤونة قليلة المَعونة قال له المُشتري‏:‏ وأنت والله أَخذتَها بطيئةَ الإجتماع سريعةَ الإفتراق‏.‏ واشترى رجل من رجل داراً فقال لصاحبها‏:‏ لو صبرتَ لاشتريتُ منك الذِّراع بعشرة دنانير قال له البائع‏:‏ وأنت لو صبرتَ لاشتريتَ مني الذراع بِدِرْهم‏.‏ وكان بالرَّقة رجل يُحَدَث بأخبار بني إسرائيل فقال له الحجّاج بن حَنْتَمة‏:‏ كيف كان اسم بقرة بني إسرائيل قال‏:‏ حَنْتمة فقال له رجل من ولد أبي مُوسى الأشعريّ‏:‏ أين وجدتَ هذا قال‏:‏ في كتاب عَمرو بن العاص‏.‏ وقال رجل للشَّعبيّ‏:‏ ما كان اسم امرِأة إبليس قال‏:‏ إن ذلك نَكاح ما شَهدناه‏.‏ ودخل رجلٌ على الشَعبي فوجده قاعداَ مع امرأة فقال‏:‏ أيّكما الشَّعبيّ قال الشعبي‏:‏ هذه وأشار إلى المرأة‏.‏ كان مَعْن بن زائدة ظَنِيناً في دِينه فبعث إلى ابن عيَّاش المنتوف بألف دينار وكتب إليه‏:‏ قد بعثتُ إليك بألف دينار اشتريتُ بها منك دِينك فاقْبِض المال وأكتُب إليَّ بالتّسليم‏.‏ فكَتب إليه‏:‏ قد قبضتُ المالَ وبِعْتُك به ديني خَلا التَّوحيد لمَا عَلِمْتُ من زُهْدِك فيه‏.‏ بَعث بلالُ بن أبي بُرْدة في ابن أبي عَلْقمة المَمْرور فلمّا أُتي به قال‏:‏ أتدري لما بعثتُ إليك قال‏:‏ لا أدري قال‏:‏ بعثتُ إليك لأضحك بك قال‏:‏ لئن فعلت لقد ضَحك أحدُ الحَكَمين من صاحبه يُعرض له بجدّه أبي مُوسى فَغَضِب به بلالٌ وأمر به إلى الحَبس‏.‏ فكلّمه الناسُ وقالوا‏:‏ إن المجنون لا يُعاقب ولا يُحاسب فأمر بإطلاقه وأن يُؤتى به إليه‏.‏ فأُتي به في يوم سبت وفي كمّه طرائف أُتحِف بها قي الحَبس فقال له بِلال‏:‏ ما هذا الذي في كُمك قال‏:‏ من طَرائف الحَبْس قال‏:‏ ناولني منها قال‏:‏ هو يوم سَبْت ليس يُعطَى ولا يُؤخذ يُعرض بعمّة كانت له من اليَهود‏.‏ دخل حَسّان بن ثابت على عائشة رضي الله عنها فأَنشدها‏:‏ حَصان رَزَانٌ ما تُزَنّ بريبةٍ وتُصْبِح غَرْثَى من لُحوم الغَوَافِل قالت له‏:‏ لكنّك لستَ كذلك وكان حَسّان من الذين جاءوا بالإفك‏.‏ نظر رجل من الأزد إلى هلال بن الأحْوز حين قَدم من قَنْدابيل وقد أَطافت به بنو تميم فقال‏:‏ انظرُوا إليهم وقد أَطافوا به إطافة الحواريين بعيسى‏.‏ فقال له محمد بن عبد الملك المازني‏:‏ هذا ضِدّ عيسى عيسى كان يُحيى المَوتى وذا يُميت الأحْياء‏.‏ لما حُلقت لِحْيةٌ ربيعة بن أبي عبد الرحمن كانت امرأة من المسجد تقف عليه كُلّ يوم في حَلْقته وتقول‏:‏ الله لك يا بن أبي عبد الرحمن‏!‏ مَن حَلَق لِحْيتك فلمّا أَبْرَمَتْه قال لها‏:‏ يا هذه إنّ ذلك حَلَقها في جَزّة واحدة وأنت تَحْلقينها في كل يوم‏.‏ خرج سعيدُ بنُ هِشام بن عبد الملك يوماً بِحِمْص في يوم مطر عليه طَيْلَسان وقد كاد يمسّ الأرض فقال له رجلٌ وهو لا يعرفه‏:‏ أَفسدتَ ثوبَك يا عبد الله قال‏:‏ وما يضرُّك قال‏:‏ وَدِدتُ أنك وهو في النّار قال‏:‏ وما يَنفعك لما قِدم الحجّاجُ العِراقَ والياً عليها خَرج عُبيد الله بن ظَبْيان مُتوكِّئاً على مَوْلى له وقد ضَرَبه الفالِجُ فقال‏:‏ قَدِم العراقَ رجل على دِينيّ فقال له حُضَين ابن المنذِر الرَّقاشيّ فهو إذًا مُنافق قالت عبيد الله‏:‏ إنه يَقْتل المنافقين قال له حُضَين‏:‏ إذاً يَقْتلك‏.‏ لما قَدِم عبدُ الملك بن مروان المدينةَ نَزل دارَ مَرْوان فمرّ الحجّاج بخالد بنِ يزيد بن مُعاوية وهو جالسٌ في المسجد وعلى الحجّاج سَيْف مُحلَّىً وهو يخْطِر متبختراَ في المَسْجد فقال له رجلٌ من قُريش‏:‏ مَن هذا التَخْطَارة فقال خالدُ بَخٍ بَخٍ‏!‏ هذا عمرو بن العاص‏.‏ فَسمعه الحجّاج فمال إليه فقال‏:‏ قلتَ‏:‏ هذا عمرو بن العاص‏!‏ والله ما سَرّني أنّ العاص وَلدني ولا ولدتُه ولكنْ إن شِئتَ أخبرتُك مَن أنا أنا ابن الأشياخ من ثَقِيف والعقائل من قُريش والذي ضَرب مائة ألفٍ بسيفه هذا كُلّهم يَشْهد على أبيك بالكُفْر وشُرْب الخمر حتى أَقروا أنه خليفة ثم وَلِّى وهو يقول‏:‏ هذا عمرو بن العاص‏!‏ قال رجلٌ من بني لهْب لِوَهْب بن مُنَبّه‏:‏ ممّن الرجل قال‏:‏ رجل من اليمن قال‏:‏ فما فعلتْ أُمّكم بلقيس قال‏:‏ هاجرتْ مع سُليمان لله ربّ العالمين وأمّكم حَمّالة الحطب في جِيدها حَبْل من مَسَد‏.‏ وقال رجل لابن شُبرمة‏:‏ مِن عندنا خَرج العِلمُ إليكم قال‏:‏ نعم ثم لم يَرْجع إليكم‏.‏ نَظر يزيدُ بن منصور خالُ المهديّ إلى يزيد بن مَزْيد وعليه رداءٌ يمان وهو يَسْحبه فقال‏:‏ ليس عليك غَزْله فاسحب وجُرّ قال له‏:‏ على آبائك غَزْلُه وعليّ سَحْبُه‏.‏ فشكاه إلى المهديّ فقال‏:‏ لم تَجد أحداً تتعرّض له إلاّ يزيدَ بن مَزْيد‏!‏ دخل أبو يَقْظان القَيْسيّ علي يزيدَ بن حاتم وهو والي مِصْر وعنده هاشمُ ابن حُديج فقال له يزيد‏:‏ حَرِّكه وعلى أبي اليَقْظان حُلّة وَشيْ وكِساء خَزّ فقال هاشم‏:‏ الحمدُ لله أبا اليَقْظان لَبِسْتم الوَشيْ بعد العَباء قال‏:‏ أجل تحوكون ونَلْبس فلا عَدِمْتم هذا مِنّا ولا عَدِمْنا هذا منكم‏.‏ كتب الفرزدقُ إلى عبد الجبّار بن سلْمى المُجاشعيّ يَسْتهديه جارية وهو بعُمان فكتب إليه‏:‏ كتبتَ إليّ تستهدي الجَوارِي لقد أَنْعَظْتَ مِن بلد بَعيدِ وقال رجلٌ من العَرب‏:‏ رأيتُ البارحهَّ الجنة قي مَنامي فرأيتُ جَميع ما فيها من القُصور فقلتُ‏:‏ لمَن هذه فَقِيل لي‏:‏ للعرب قال له رجلٌ من المَوِالي‏:‏ صَعِدْت الغًرف قال‏:‏ لا قال‏:‏ تلك لنا‏.‏ قال عبدُ الله ابن صَفْوان وكان أُمّياَ لعبد الله بن جَعفر بن أبي طالب‏:‏ أبا جعفر لقد