جاء مَسْلمة قد جاء أهلُ الشام. وما أهل الشام إلاّ تِسْعة أسْيَاف منها سَبْعة مَعِي واثنان عَليّ وما مَسْلمة إلا جرادة صَفْراء وأما العبَّاس فبسطوس بن بسطوس أتاكم في بَرابرة وصَقالبة وجَرَامقة وأقْباط وأنباط وأخلاط أقبل إليكم الفَلاّحون والأوباش كأشلاء اللحم واللهّ ما لَقُوا قطُّ حدًّا كحدّكم ولا حديداً كحَديدكم. أعيرُوني سواعَدكم ساعةَ من نهار تصفقون بها خراطيمَهم فإنما هي غَدْوة أو رَوْحة حتى يحكم اللهّ بيننا وهو خيرُ الحاكمين. خطبة لقس بن ساعدة الأيادي ابن عبّاس قال: قَدِيم وَفْد إياد على رسول الله فقال: أيكم يعرف قُسي بن ساعدة الإياديّ قالوا: كُلنا يعرفه. قال: فما فَعل قالوا: هَلَك. قال: ما أنْساه بسُوق عُكاظ في الشهر الحَرام على جَمَل له أحْمر وهو يَخْطُب الناس ويقول اسمعوا وعُوا مَن عاش مات ومَن مات فات وكلّ ما هو آت آت إنّ في السماء لخبراً وإنّ في الأرْض لَعِبَرا سَحَائِبُ تَمُور ونُجُوم تَغُور لا فلك يَدور ويُقْسم قُسقٌ قَسَماً إن لله لدينا هو أرضى من دِينكم هذا. ثم قال: مالي أرى الناس يَذْهبون ولا يَرْجِعون أَرَضُوا بالإقامة فأقاموا أم تُركوا فناموا أيُّكم يَرْوي من شِعره فأنشد بعضهم: في الذَّاهبين الأوَّلي ن مِنَ القُرون لنا بَصَائرْ لما رأيتُ موارداً للمَوْتِ ليس لها مَصادر ورأيتُ قَوْمي نَحْوَها يَمْضي الأكابر والأصَاغر لا يَرْجِع الماضي ولا يَبقى من الباقِين غابِر أيقنتُ أنِّي لا مَحا لةَ حيثُ صار القومُ صائر خطبة لعائشة أم المؤمنين رحمها الله يوم الجمل: قالت: أيها الناس صَهْ صَه إنّ لي عليكم حُرْمَة الأمومة وحق المَوْعظة لا يتّهمني إلا مَنْ عَمى ربّه مات رسول الله بين سَحْري ونَحْري فأنا إحدَى نسائه في الجَنّة له ادّخَرَني ربِّي وخلصني من كل بُضْع وبي مَيّز مُؤمنكم من مُنافقكم وبي أرْخَصِ الله لكم في صَعِيد الأبْوَاء ثم أبِي ثاني اثنين اللهّ ثالثهما وأوَّل من سُمِّي صِدِّيقاً. مَضى رسولُ الله راضياً عنه وطَوَقه أعباء الإمامة ثم اضطرب حَبْل الدِّين بعده فَمَسَك أبي بطَرَفَيه وَرتَقَ لكم فَتْق النِّفاق وأغاض نَبْع الرِّدّة وأطفأ ما حَشِّت يهود وأنتم يومئذ جُحْظ العيون تَنْظرون العَدْوة وتَسْمعون الصَّيْحة فرأب الثّأْي وأوَدَ من الغِلْظَة واِمتاح من الهُوّة حتى اجْتَحى دفينَ الداء وحتى أَعْطن الوارد وأوْرد الصادر وعَلّ الناهل فقبضه اللهّ إليه واطئاً على هامات النّفاق مُذْكِيَاً نار الحَرْب علىِ المشركين فانتظمت طاعتُكم بحَبْلهِ فَوَلّى أمركم رجلاً مُرْعِيَاً إذ رًكِنَ إليه بعيداً ما بين الَّلابتين إذا ضُلّ عُرَكَة للأذاة بجَنبه صَفُوحاً عن أذى الجاهلين يقظان الليل في نُصْرَة الإسلام فسلك مَسْلك السابقيه ففرّق شَمْل الفِتْنَة وجَمَع أعضاد ما جَمَّع القرآن وأنا نُصْب المسألة عنِ مَسِيري هذا لم ألتمس إثماً ولم أُؤَرِّث فتنة أُوطئكموها. أقول قولي هذا صِدْقاَ وعَدْلاً وإعذاراً وإنذاراً وأسأل اللهّ أن يصلّي على محمد وأن يُخَلِّفه فيكم بأفضل خِلافة المُرسلين. خطبة لعبد الله بن مسعود أصدق الحديث كتاب الله وأوثق العُرى كلمة التقوى أكرم الملل مِلَّة إبراهيم . خَيْر السُّنن سنةُ محمد شَرُّ الُأمور مُحْدَثاتُها وخيرُ الأمور أوْساطًها. ما قلَّ وكَفى خَيْرٌ مما كَثُرَ وألهى. لَنفس تُحييها خير من إمارة لا تُحْصيها. خيْرُ الغِنى غنى النَّفس. خيْرُ ما أُلْقِيَ في القلْب اليَقين. الخمرُ جماع الآثام. النساء حبائلُ الشيطان. الشِّباب شُعبة من الجنون. حُبًّ الكِفاية مِفْتاح الَمَعْجزة. شرّ الناس مَن لا يأتي الجماعة إلا دُبْراً ولا يذكر اللهّ إلا هُجْراً سِباب المؤمن فُسُوق وقِتاله كُفر وأكل لَحْمه معصية. من يَتأالِّ على الله يُكْذِبه ومَن يغفر يغفرْ له. مَكتوب في ديوان المُحْسنين: مَن عفا عُفِيَ عنه. الشقيَ شَقِىّ في بَطْن أُمِّه. السَّعيد مَن وُعظ بغيره. الُأمور بعواقبها. مِلَاك الأمْر خواتُمه. أحسنُ الهُدى هُدى الأنبياء. أقبح الضَّلالة الضلالة بعد الهُدَى. أشرَفُ الموْت الشَّهادة. مَن يَعرف البلاء ويَصْبر خطبة لعتبة بن غزوان بعد فتح الأبلة حِمدَ الله وأثنى عليه ثم صلّى على النبيّ وقال: إنّ الدنيا قد تولَّت وقد أذنَت أهلَها منها بصرم وإنما بَقي منها صُبَابة كصُبابة الإناء يَصْطَبُها صاحبُها. ألَا وإنكم مُفارقوها لا محالةَ فارقوها بأحسن ما يَحْضُركم. أَلا وإن من العجب أَني سمعت رسولَ اللهّ يقول: إنّ الحَجَر الضَّخْم يُرمى به في شَفِير جهنَّم فَيَهْوي قي النار سبعين خريفاً ولجهنم سبعة أبواب بين كل بابين منها مَسِيرةُ خَمْسُمائة عام وليأتينّ عليها ساعة ولها كَظيظ بالزحام. ولقد كنتُ مع رسول اللهّ سابعَ سبعة ما لنا طَعام إلّا وَرق البَشام حتى قرِحت أَشداقُنا فوجدتُ أنا وسعد بن مالك تمرة فشققتًها بيني وبينه نِصْفين وما منّا أحد اليوم إلّا وهو أمير على مِصْر. انه لم تكن نَبْوة قط إلّا تناسخت وأنا أَعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيماً وفي أعين الناس صغيراً. خطبة لعمرو بن سعيد الأشرق لمّا عقد مُعاويةُ ليزيد البَيعة قام الناس يَخْطُبون فقال لعمرو بن سَعيد: قُم يا أبا أُمية. فقام فَحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإنّ يزيدَ بنَ مُعاوية أَملٌ تأملونه وأجل تأمنونه إن استَضَفْتم إلى حِلمه وسَعكم وإن احتجتم إلى رأيه أَرْشدكم وإن افتقرتم إلى ذات يده أَغناكم جَذَع قارِح سُوبق فَسَبق ومُوجد فَمَجُد وقورع فَقَرع فهو خَلف أمير المؤمنين ولا خَلَف منه. فقال له له معاوية: أَوْسعتَ أبا أُمية فاجلس. خطبة لعمرو بن سعيد بالمدينة قال أبو الفَضل العبّاس بن الفَرج الرِّياشي: حَدّثنا ابن عائشة قال: قدِم عمرو بن سعيد بن العاص الَأشدق المدينة أميراً فخرجِ إلى مِنبر رسول الله فَقَعد عليه وغَمَّضَ عينيه وعليه جُبَّة خَزّ قِرْمِز ومُطْرَف خزّ قِرْمِز وعِمامة خَزّ قِرْمِز. فجعل أهلُ المدينة يَنْظرون إلى ثيابه إعجاباً بها. ففتح عَينيه فإذا الناسُ يَنْظرون إليه فقال: ما بالُكُها بأهل المدينة تَرفَعون إليّ أبصارَكم كأنكم تُريدون أن تَضْربونا بسيُوفكم! أغركم أنكمِ فَعلتم ما فَعلتم فَعَفَونا عنكم! أما إنّه لو أُثبتمِ بالأولى ما كانت الثانية. أَغرّكم أنكم قتلتم عثمان فوافقتم ثائرَنا منّا رفيقاً قد فني غضَبهُ وبَقي حِلْمُه! اغتنموأ أنفسَكم فقد والله مَلكناكم بالشَباب المُقْتَبل البعيد الَأمل الطويل الأجل حين فَرغ من الصِّغر ودَخل في الكبر حليم حديد ليّن شديد رقيق كثيف رفيقِ عنيف حين اشتدّ عَطمه واعتدل جِسْمه ورمى الدّهرَ ببمره واستقبله بأَشره فهو إن عَضّ نَهس وإن سَطا فَرس لا يُقَلْقل له الحَصى ولا تقرع له العَصا رلا يَمْشي السُمَّهى. قال: فما بَقِي بعد ذلك إلّا ثلاثَ سنين وثمانيةَ أشهر حتى قَصَمه اللهّ. خطبة لعمرو بمكة العُتبيّ قال استَعمل سعيدُ بن العاص وهو والٍ على المدينة ابنه عمرِو بن سَعيد والياً على مكة فلمّا قَدِم لم يَلْقه قُرشيّ ولا
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)