العقد الفريد/الجزء الثالث/9

الفضل بن سهيل

كتب إلى أخيه الحسن‏:‏ أحمد الله يا أخي فما يَبيتُ خليفة الله إلا على ذِكْرك‏.‏ وإلى طاهر‏:‏ لِخَيْرِ ما اتّضَعت‏.‏ وإليه‏:‏ لشرّ ما سموتَ‏.‏ وإلى هرثمة وأشار عليه برأي‏:‏ لا يُحَل مَا عَقدت‏.‏ وفي قصة متظالم‏:‏ كَفى بالله للمَظلوم ناصراً‏.‏ ويا قصة رجل نَقب بيت المال‏:‏ يدرأ عنه الحد إن كان له فيه سهم‏.‏ ووقع إلى حاجبه‏:‏ تَمهَّل وتَسهل‏.‏ وإلى صاحب الشرطة‏:‏ تَرفَّق توفق‏.‏ وإلى رجل شكا غَلبة الدين‏.‏ قد أَمرنا لك بثلاثين ألفاً وسنَشفعهما بمثلها ليرغب المستمنحون وفي قصه متظلم‏:‏ طب نفساً فإن الله مع المظلوم وإلى رجل شكا إليه الدين‏:‏ الدين سوء يَهيض الأعناق وقد أمرنا بقضائه‏.‏ وفي قصة قوم قَطعوا الطريق إنما جَزاءُ الذين يحاربون الله ورسوله ويَسْعون في الأرض فساداً الآية‏.‏ وفي امرىء قاتل شهد عليه العدول فشفع فيه‏:‏ كتاب الله أحق أن يتبع‏.‏ وفي قصه رجل شهد عليه أنه شتم أبا بكر وعمر‏:‏ يضرب دون الحد ويشهر ضربه‏.‏
الحسن بن سهل ذو الرياستين

وقع في قصة متظلم‏:‏ ينظر فيما رفع‏:‏ فإن الحق منيع وإلا فشفاء السقيم دواء السقيم‏.‏ وفي قصة قوم تظلموا من واليهم‏:‏ الحق أولى بنا والعدل بغيتنا وإن صح ما أدعيتم عليه صرفناه وعاقبناه‏.‏ وفي قصة امرأة حبس زوجها‏:‏ الحق يحبسه والإنصاف يطلقه‏.‏ وفي رقعة رائد قد أمرنا لك بشيء وهو دون قدرك في الأستحقاق وفوق الكفاية مع الاقتصاد‏.‏ وكتب إليه رجل من الشعراء يقول له‏:‏ رأيت في النوم إني راكب فرساً ولي وصيف وفي كفي دنانير فقال قوم لهم فهم ومعرفة رأيت خيراً وللأحلام تعبير رؤياك فسر غداً عند الأمير تجد في الحلم خيراً وفي النوم التباشير فوقع في أسفل كتابه‏:‏ أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين‏.‏ وأطلق له ما التمسه‏.‏ ودخل بعض الشعراء على عبد الملك بن بشر بن مروان فأنشده‏:‏ أغفيت عند الصبح نوم مسهد في ساعة ما كنت قبل أنامها فرأيت إنك رعتني بوليدةٍ رعبوبةٍ حسن علي قيامها وببدرة حملت إلي وبغلة دهماء مُشرفة يصل لجامها فدعوت ربي أن يثيبك جنة عوضاً يصيبك بردها وسلامها ليت المنابر يا بن مروان الندى أضحت وأنت خطيبها وإمامها فقال له عبد الملك بن بشر‏:‏ في كُل شيء أصبتَ إلا البغلة فإني لا أملك إلا شَهباء‏.‏ فقال له‏:‏ امرأتي طالق أن كنت رأيتُها إلا شهباء إلا أنّي غَلِطت‏.‏ وقَّع في كتاب رجل تظلم من أصحاب نَصْر بن شَبِيب‏:‏ طلبتَ الحق في دار الباطل‏.‏ وفي قصة رجل طلب قَبالة بعض أعماله‏:‏ القَبالة مفتاح الفساد ولو كانت صلاحاً ما كنتَ لها موضعاً‏.‏ وإلى السندي بن شاهك وجاءه منه كتاب يستعطفه وفيه‏:‏ عِشْ ما لم أرك‏.‏ وإلى خُزيمة بن خازم‏:‏ الأعمال بخواتيمها والصَّنيعة باستدامتها وإلى الغاية ما جرى الجواد فحُمد السابق وذُمَ الساقط‏.‏ وإلى العباس بن موسى الهادي واْستبطأه قي خراج ناحيته‏:‏ وليس أخو الحاجات مَن بات نائماً ولكنْ أخوها مَن يبيت على رَحْل وفي رُقعة مُتنصّح‏:‏ سننظر أصدقتَ أم كُنت من الكاذبين‏.‏ وفي قصة محبوس‏:‏ يُطلق وُيعتق‏.‏ وفي رقعة مُستوصل‏:‏ يُقام أوَده‏.‏ وكتب أبو جعفر إلى عمرو بن عُبيد‏:‏ أبا عثمان أعِنّي بأصحابك فإنهم أهلُ العدل وأصحابُ الصادق والمُؤثرون له فوقَّع في كتابه‏:‏ ارفع علمَ الحق يَتْبعك أهله‏.‏
توقيعات العجم

وقّع أرْدشير في أَزْمة عمّت المملكة‏:‏ مِن العدل أن لا يفرح الملك ورعيتُه مَحزونون‏.‏ ثم أَمر ففرَّق في الكُور جميعَ ما في بُيوت الأموال‏.‏ وِرَفع رجل إلى كِسرى بن قُباذ رُقعة يُخبره فيها أنّ جماعة مِن بطانته قد فسدت نياتهم وخبُثت ضمائرهم منهم فلان وفلان‏.‏ فوقَّع في أسفل كتابه‏:‏ إنما أملك ظاهرَ الأجسام لا النيات وأحكم بالعدل لا بالهوى وأفحص عن الأعمال لا عن السرائر‏.‏ ووقع كسرى في رقعة مَدْح‏:‏ طُوبى للممدوح إذا كان للمَور مُستحقّا وللداعي إذا كان للإجابة أهلاً‏.‏ وكتب إليه مُتنصِّح‏:‏ إن قوماً من بطانته اجتمعوا للمُنادمة فعابوه وثَلموه‏.‏ فوقّع‏:‏ لئن كانوا نَطقوا بألسنة شتَّى لقد اجتمعت مساويهم على لسانك فجُرْحك أرغب وِلسانك أَكذب‏.‏ ورفع إليه جماعةٌ من بطانته رُقعةً يَشكون فيها سًوء حالهم‏.‏ فوقع‏:‏ ما أنصفكم من إلى الشَّكيَّة أحوَجكم ثم فَرّق بينهم ما وسعهم وأغناهم‏.‏ ووقع أنوشروان إلى صاحب خراجه‏:‏ ما استُغزر الخراج بمثل العَدْل ولا استُنزر بمثل الجَوْر‏.‏ ووقّع في قصة رجل تَظلّم منه‏:‏ لا يَنبغي للملك الظلم ومِن عنده يُلتمس العَدل ولا البُخلُ ومن عنده يُتوقَع الجُود ثم أمر بإحضار الرّجل وقَعد منه بين يدي المُوبَذ‏.‏ ووقّع في قصّة محبوسِ‏:‏ مَن ركب ما نُهي عنه حيل بينه وبين ما يَشتهي‏.‏ ورَفع إليه بعضُ خَدمه رقعةَ يُخبره فيها بكثرة عِياله وسُوء حاله فَعرف كذبه فوقَّع‏:‏ إنّ اللهّ خَفّف ظَهرك فثقّلته وأحسن إليك فكَفرته فتُب إلى الله يَتُبْ عليك‏.‏ ووقع في قصّة رجل سَعى إليه بباطل‏:‏ باللسان احفَظ رأسَك‏.‏ ووقّع في قصة رجل ذَكر أنّ بعض قرابة المَلك ظَلَمه وأخذ مالَه‏:‏ لا تَصلح العامّة إلا ببَعض الحَيْف على الخاصة فإن كنتَ صادقاً أبحتُك جميع ما يَملكه‏.‏ فلم يتظلّم بعدها أحدُ من قرابته‏.‏