الغجر في العراق :
يشكل الغجر في العراق اقلية عرقية حيث يتراوح عددهم بين 50 و200 الف نسمة،
ينتشرون في جماعات صغيرة على عموم القطر العراقي ، ويسكنون في تجمعات قروية او بشرية
عادة ماتكون منعزلة عند اطراف المدن او الاقضية ، حيث توجد تجمعاتهم في بغداد- ابي غريب والكمالية - والبصرة - شارع بشار وحي الطرب على طريق الزبير- والموصل في -هجيج والسحاجي-
اضافة إلى بعض القرى في سهول جنوب العراق كالديوانية -قرية الفوارة- والمثنى ومنطقة -الفجر - في الناصرية. ويعتقد العراقيون ان هذه الكلمة تعني -كابولي- اي قادم من كابول عاصمة افغانستان،
وهذا الجواب يحمل شيئا من الحقيقة ، كما يقول اللغوي العراقي مصطفى جواد ،
فالغجر اصلهم من الهند وافغانستان وخصوصا المناطق الجبلية في هذه المناطق،
فبشرتهم ولون عيونهم وقوامهم تشبه سكان جبال الهند وافغانستان ، وقد بدا هؤلاء الاقوام
يصعدون الى الشمال الغربي منذ الالف الثاني قبل الميلاد ، ودخلوا بلاد فارس ثم نزلوا السهل العراقي
في الالف الاول ق.م. وكانوا بدوا رحلا يعتاشون على منتجاتهم الحيوانية خصوصا الحليب
وايضا امتهنوا مهنة الرقص والغناء الذي حملوه معهم من ديارهم ليمارسوه في افراح المناطق التي ينزلون جوارها. وللغجر في العراق قصة ، وهي حديثة تحكي عن غزو الراقصات الغجريات للمسرح العراقي في التسعينات ،
فخلال سنوات قليلة اقتحمت الغجريات خشبة المسرح العراقي التجاري ،
واقتحمن خشبة المؤسسة الاعرق وهي الفرقة القومية للتمثيل ،
وإذ بمسارح القطاع الخاص والعام على حد سواء تعج بالغجريات بوصفهن ممثلات ،
مما اثار نقاد المسرح والصحافة العراقية.
الغجر في مصر :
في مصر يعود تاريخ الغجر، كما يروي المؤرخ «سفاتيك»، إلى قرون عديدة ، بعد قدومهم من القسطنطينية،
وينقسم الغجر في مصر إلى اقسام عدة ، الغجر ، النور ، الحلب ، وارتبطوا كذلك في الموسيقى والغناء،
فكانت منهم «العوالم ـ جمع عالمة وهي الراقصة» و«الغوازي» وهي تحمل الدلالة ذاتها.
وينتشر الغجر في مدن مصرية عدة اغلبها في الصعيد المصري ،
ويتركزون فى بعض الاماكن اشهرها قرية طهواج بالوجه البحرى ويرتحلون خلف الموالد لكسب رزقهم .
والرجال بعد الزواج يجلسون فى المنازل ياكلون ويشربون ويدخنون والنساء تعمل وتاتى بالرزق وكثير
منهم يحترفون السرقة وعاشروا اللصوص والمطاريد ،
وحالياً يعمل الغجر في اٍلاساس في المزارع ورقص الغوازي وعلاج البهائم واصطياد الثعابين وتصليح الكوالين ، والتسول وقراءة الطالع ،
وصناعة المراجيح وتجارة الخردة والعطارة ،
والعاب السيرك مع حيواناتهم المدربة من قردة وكلاب وثعابين ، ولهم باع في خيال الظل والاراجوز والبيانولا .
وهناك نظرية تقول إنّ الغجر هم انفسهم المصريّون الذين قاموا بمطاردة اليهود في الصحراء وتاهوا اثناء المطاردة وما زالوا تائهين الى الان… وغجريّ جاءت من كلمة: Egyptian اي مصريّ وكانت تُطلق قديماً على من هو منتم للبلاد الحارّة او على كلّ ما هو شرقيّ و بعض قبائل الغجر إستعملت فعلاً هذه التسمية Egyptisk اي مصري لتحديد هويّتها ، ففي مقدونيا اشترطت احدى المجموعات الغجرية قبل بضعة سنين تسجيل ابناءها باعتبارهم مصريين لتحديد هويّاتهم القومية في السجلاّت الحكومية.
وقد عرف المسوقيون الغجر في مصر عام 1175م عندما اصبح اسلوبهم المتطور شائعاً ، وفي عام 1553 وصلت اعداد كبيرة منهم إلى مصر وقد كتب المكتشف Belum ؛ وجدنا اعداداً كبيرة من الغجر بين ماتير والقاهرة وايضاً على طول نهر النيل يخيمون تحت اشجار النخيل ، وكان وليم شكسبير يعتقد ان الغجر من مصر، فجعل كليوباترا في مسرحيته عنها تتصرف مثلهم ، ذلك ان غجر بريطانيا زعموا ذلك ، بسبب تشابه الحروف الإنجليزية بين كلمتي غجريgypsi ومصرEgypt.. وكنا نسمع الكبار يحذرون من ضاربة الودع ، لان الغجرية تسرق الكحل من العين ، كناية عن خفة اليد!!.. لكن سرعان ما اندمج معظمهم في المجتمع ، وتعلموا وصاروا اطباء واساتذة جامعة ، ويفضلون إنكار اصلهم الغجري ! وتشير الإحصائيات إلى ان عدد الغجر الذين يقيمون في المناطق العشوائية كالمقطم ومنشية ناصر وغيرها يتراوح مابين 150 - 200 الف مواطن و هذه الارقام لا يتضمن الغجر الذين عاشوا في المدينة واختلطوا بالمجتمعات المدنية .
وكلمة " غجر " في مصر كلمة سب وتحقير فيقال " ناس غجر " اي سفلة وحثالة.. وقد استخدمت كلمتا غجر ونور في الامثال الشعبية ، فهناك مثل يقول " الغجرية ست جيرانها " وهو يعني ان المراة السفيهة سليطة اللسان يتقي جيرانها شرها فتصبح مهابة بينهم .
وقد ظهر الغجر في السينما المصرية ممثلين في الغوازي وضاربات الودع والقرادون كما صورت السينما اماكن إقامتهم وخيام الخيش التي يعيشون فيها، وقد انتجت افلام يظهر الغجر في عناوينها مثل فيلم " الغجرية " الذي انتج في مصر عام 1960 سيناريو وحوار وإخراج السيد زيادة تمثيل هدي سلطان وشكري سرحان وهناك ايضاً فيلم " غازية من سنباط " الذي انتج 1967 من إخراج السيد زيادة وتمثيل شريفة فاضل ومحمد عوض، والغازية هي الراقصة الغجرية ، وفي لبنان انتج فيلم " الغجرية والابطال " 1984 سيناريو وإخراج سمير الغصيني تمثيل محمد المولي ورولا عمارة.. وبالطبع فإن الغجر كانوا يظهرون كإحدى الطبقات المهمشة في المجتمع العربي .
وكانت " عشش الترجمان " مستوطنة معروفة للغجر وعندما تم التفكير في إنشاء مبنى التلفزيون المصري اتخذ القرار بإزالة عشش الترجمان واحتل المبني ارضهم شامخاً يطل علي النيل من عل.. وعلي اية حال فإن الغجر كانوا يعملون ايضاً في مجال الترفيه كحواة وقرداتية وغوازي كما اسلفنا . وقد احترفوا إنشاد الغناء الشعبي المصري فحافظوا عليه من الاندثار ، كما برعوا في الربابة والمزمار ، ومن النادر ان تجد عازف مزمار او راوي سيرة شعبية او مداحا ليس منهم ، ومن اكثرهم شهرة الريس متقال القناوي وابن عمه شمندي ، وسيد الضو وخضرة محمد خضر ، وعائلات كاملة اخرى.
![]()
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)