سابعاً: العمل عليه من خلال الأوامر Terminal
يمتاز نظام التشغيل لينكس بشكل كبير جداً بميزة العمل من خلال إستعمال الأوامر وليس الشاشات الرسومية. تأتي قوة هذه الأوامر من خلال إنها برامج صغيرة للغاية يمكن تحميلها من والى الذاكرة بسرعة عالية جداً وأيضاً يمكن ربطها مع بعضها البعض, أي يمكن أن نجعل مثلاً ناتج أمر معين يكون مدخل لأمر آخر من خلال شيء أسمه ال Pipe والتي هي غير موجودة في بقية أنظمة التشغيل التي ستضطر الى برمجة برنامج يدمج لك الامرين. طبعاً العمل من خلال الأوامر يعتبر عمل إحترافي للغاية وذلك لأنه يتيح لك إمكانية السيطرة على النظام بشكل أدق من البرامج التي تعتمد في طبيعتها على الفأرة Mouse. أيضاً ما يمييز العمل بالأوامر وخاصتا أذا كانت على ال Virtual Terminal أو على مستوى تشغيلي Run Level لا يدعم الرسومات هو قلة الذاكرة المحجوزة للشاشات وغيرها من البرامج الرسومية مما يتيح للجهاز أن يعمل بكفاءة أعلى. وهذا بطبيعة الحال كله تقريباً غير موجود على الأنظمة الأخرى وذلك لأنه يجب أن تعمل ظمن البيئة الرسومية.

ثامناً: العمل بوجود ال XServer البيئة الرسومية
كثيراً ما يخطر في على أذهان الناس أنه نظام التشغيل لينكس مصصم للعمل بالأوامر فقط !!! وهذا مفهوم خاطيء للغاية وذلك لأنه يدعم واجهات رسومية غاية في الجمال ومتعددة, ولهذا المستخدم يمكن أن يختار الواجهة الرسومية التي يريد أن يعمل عليها. ال X Server هو عبارة عن النظام الذي يوفر البيئة الرسومية الخاصة باللينكس. وكما أسلفنا أنه يمكنك تغيير سطح المكتب Desktop بواحد آخر دون الحاجة الى عمل إعادة تشغيل Restart للجهاز وحتى من دون أن يحدث مشاكل. أيضاً أذا حصل مشكلة في برنامج يعمل على سطح المكتب لا نحتاج الى إعادة التشغيل كما في الأنظمة الأخرى لا, كل ما عليك أما أن تدخل من خلال ال Terminal العادي أو الرسومي أو من خلال ال Virtual Terminal وتعمل Kill للبرنامج الذي فيه المشكلة هذا بشكل إحترافي أو بشكل مبسط أن تضغط على Ctrl+Alt+Backspace والدخول مرة أخرى للنظام هذا كله وأنت لم تعمل إعادة تشغيل للجهاز عكس الأنظمة الاخرى التي قليلا ما تعمل وكثيراً ما تعمل إعادة تشغيل.

تاسعاً وأخيراً: نظام مفتوح المصدر Open Source
هنا أقول هذه الخاصية قد تكون هي الأميز من بين باقي الخصائص التي يتمتع بها نظام التشغيل لينكس, وذلك لأنه يسمح لك بالإطلاع على شيفرته Source Code أولاً والتعديل عليها ثانياً. بسبب هذه الخاصية نجد اليوم الآلف من التوزيعات للينكس وذلك كل حسب حاجته أو حسب ما يراه هو مناسب. يعني ممكن أن تأخذ الشيفرة كاملة وتعدل عليها كاملاً وبالنهاية تكون لك نسخة خاصة بك سميها ما شئت وحسب حاجتك, وبالتالي تكون على علم بكل صغيرة وكبيرة فيه. أيضاً هذه الخاصية تساعدك في عملية الصيانة للنظام والبرامج التي عليه وذلك لأنه كل شيء مكشوف أمامك وأقصد الشيفرة الخاصة به, مما تتيح لك التعديل والتحديث لكي تواكب التطور, عكس الأنظمة الأخرى التي ستضطر الى شراء النسخ الجديدة منها. إضافة أخرى, في عالم اللينكس وحتى اليونكس, مشاكلك ممكن أن تحل بسهولة جداً !!! كل هذا لأنه مبني على فكرة العلم للجميع, يعني بعبارة أخرى, الوصول الى حل لمشكلة معينة لا يتطلب منك الدفع لها, بل ستجد الالاف إن لم يكن الملايين من الناس التي مستعدة أن تقدم لك الدعم. أيضاً توجد منتديات خاصة لطرح المشاكل وطلب المساعدة مثل موقع ومنتديات أسئلة لينكس طبعاً هذا كله باللغة الإنجليزية, ولكن قريباً سيكون لنا نحن العرب موقع للدعم الفني مثل هذا ولكن خاص بنا نحن العرب إن شاء الله وهو ما أعمل عليه جاهداً. ميزة أخرى وهي وجود مقالات وكتب كثيرة كتبها أشخاص بشكل بسيط ومختصر تساعدك على حل مشكلة معينة وكل هذا بالمجان !!! طبعاً في الختام كل هذا يأتي ظمن حقوق فكرية أو قوانين تسمى بال GPL التي هي مختصر ل General Public Licenseالتي تخص على العمل من خلال المصادر المفتوحة.


ولكن من أهم ما يميز لينكس هو أنه يعمل على عدد كبير من أنواع الأجهزة و المعالجات. فهو يعمل على معالجات x86 و I64 من أنتل، و معالجات SPARC من Sun ، و معالجات DEC Alpha, Motorola, PowerPC, RISC, SGI, StrongARM, MIPS و غيرها. وهذا التنوع الواسع في أنواع الأجهزة يغطي إمكانية الربط و الانسجام لكافة هذه الأنواع المختلفة للعمل على شبكة واحدة.


ويوفر نظام لينكس انفتاحا على أنظمة التشغيل الأخرى ، فمثلا تستطيع الوصول للملفات سواء كانت تحت نظام ويندوز أو NT أو Win2000 أو Solaris أو OS/2 أو Mac أو HP-UNIX أو أي نظام آخر من نوع UNIX. و هذا يعطي لينكس القدرة على أن يكون نظام وسطي بين عدة أنظمة تشغيل في شبكة.


ويمكن في لينكس تشغيل البرامج المكتوبة ل UNIX أو GNU لأنه في الأصل يعمل في نفس الطريقة. و هناك برامج مثل WINE تتيح تشغيل برامج و ألعاب Windows للعمل في بيئة لينكس . كما يوجد محاكيات لتشغيل برامج الDOS . وهناك أيضا برامج Virtual Machine التي تكون جهاز افتراضي داخل لينكس لتشغيل إي نظام آخر مثل ويندوز بشكل كامل.


أما بالنسبة لاستخدام لينكس في الحواسيب الشخصية في المنزل أو المكتب، فلينكس يوفر دعم واسع للإضافات والبطاقات Hardware من بطاقات صوت إلى بطاقة عرض فيديو و بطاقات دعم الثلاث أبعاد و بطاقات الFM و المداخل من نوع PCMCIA و USB لوصل أجهزة مختلفة من ماسحة ضوئية Scanner و طابعات و غير ذلك من الإضافات المختلفة.


و يمكن لمزايا تعدد المستخدمين أن تفيدك في جهازك الشخصي بشكل كبير. إذ أن تعدد المستخدمين يوفر الحماية للنظام من أعمال المستخدمين التخريبية المقصودة و غير المقصودة. فمع تعدد المستخدمين يتم تحديد الصلاحيات و الملفات المسموح للمستخدم رؤيتها والملفات المسموح قراءتها والملفات المسموح تشغيلها والملفات المسموح الكتابة فيها (إلغائها) . فمثلا في جهازي في المنزل الذي يشغل لينكس أعطيت أخي الصغير أسم مستخدم و كلمة سر للدخول للنظام. استخدامه للجهاز محصور بالألعاب و بعض التطبيقات و البرامج مثل MP3 Player و معالج النصوص و غيرها. و مهما حصل مع أخي الصغير و مهما حاول لا يمكن أن يتأثر النظام ، لأنه هو و البرامج التي يشغلها لها الصلاحيات التي حددتها كمدير للنظام. وأقصى ما يمكن لأخي أن يخربه هو الملفات التي تعود إليه مثل الملفات النصية التي كونها و الملفات الأخرى التي تخصه كمستخدم.


ويوفر نظام لينكس الحرية الكاملة في اختيار و تحديد معالم واجهة الاستخدام، فواجهة الاستخدام منفصلة عن النظام، و لهذا بإمكانك اختيار الواجهة التي تريد. هناك حاليا جهتان رائدتان لإنتاج واجهات استخدام للينكس و تطبيقات عليها ، و هاتان الجهتان هما GNOME و KDE. و كلتا الواجهتان يوفران سهولة عالية للمستخدم و إمكانيات تخصيص customization عالية و هما مجانيتان أيضاً . الشيء الوحيد الذي يحدد أي واجهة تريد هو اختيارك أنت .


ومع زيادة عدد مستخدمين لينكس في العالم زاد اهتمام شركات البرمجيات الكبرى بهذا النظام الجديد ، وبدأوا بتوفير برمجياتهم الشهيرة للعمل على لينكس. فشركة IBM وفرت عدد كبير من برمجياتها بدءا من برنامجها الشهير Via Voice إلى برامجها الأخرى المعنية بالبرمجة و التطوير. و شركة Corel أصدرت Corel Linux الذي يعد من أهم إصدارات اللينكس للمستخدم الجديد وكما أصدرت Corel Draw 8 و Word Perfect للعمل في بيئة لينكس. و شركة Sun وفرت ملفات التطوير في لغة JAVA في لينكس و كما تابعت إصدار Star Office ليكون من الحزم المكتبية (Office Suits) الرائدة في لينكس. و كما يوجد عدد كبير من الألعاب المشهورة مثل Quake 3 و Civilization و Tycoon وغيرها الكثير يعمل في لينكس الآن.


أما عن دعم اللغة العربية في لينكس ، فهو في ازدياد ، لكنه ما زال في أول الطريق . و السبب في تأخره هو تأخر اهتمام الدول العربية في هذا النظام، و بالتالي تأخر اهتمام المبرمجين و المطورين العرب فيه. إذ بما إن الشيفرة المصدرية للنظام متوفرة، فعلى المبرمجين و المطورين و الشركات العربية أن تسعى هي لتعريب النظام، لا أن ننتظر شركة أمريكية أو أوروبية للقيام بالتعريب . في الوقت الحالي يوجد متصفحات إنترنت باللغة العربية و كما يوجد برامج لتعريب واجهات الاستخدام ، ولكن إلى الآن لا يوجد حزمة مكتبية تدعم اللغة العربية.


أما عن أسباب تفضيله عن نظام ويندوز فهي كثيرة ... فبداية لأن نظام لينكس مجاني ، فبإمكانك الحصول على نظام يقوم بكل ما يقوم به ويندوز بثبات أعلى و أمان أعلى و بسعر مجاني ! و هذا العرض من الصعب مقاومته. أما السبب الثاني فهو الأمان المتوفر في النظام. فبناء على إحصائيات شركة McAfee الرائدة بمجال الحماية من الفيروسات ، يوجد في بيئة ويندوز ما لا يقل عن 58000 نوع فيروس ، و يتم يوميا كتابة و نشر 80 نوع جديد حول العالم. و النظر إلى هذه الإحصاءات و معرفة مدى سهولة كتابة برنامج تخريبي بلغة مثل VB****** يؤكد أن بيئة ويندوز هي بيئة خصبة لانتشار وعمل الفيروسات. بينما بيئة لينكس فهي غير صالحة لحياة هذه الفيروسات و انتشارها. فعدد الفيروسات الموجودة في لينكس قليل جدا لا يتجاوز العشرات القليلة وهي على الغالب ليست ذات أثر تخريبي . و لو وصلك في لينكس في يوم من الأيام رسالة بعنوان I LOVE YOU فافتحها ولا تخف و أفتح الملف المحتوي على الفيروس و أقرأ نص الفيروس المكتوب بلفة VB****** و شاهد كم هو بسيط نص الفيروس الذي كلف العالم الملاين و أرعبهم ! فسبب الضرر الذي حدث ليس الفيروس بل قلة الأمان في بيئة ويندوز.


أما السبب الثالث الذي لا يقل أهمية عن الأسباب السابقة فهو ثبات النظام. فتقريبا كل مستخدم للويندوز واجه رسالة “This program has performed an Illegal Operation and it will Shut Down” أو رسالة General Fault Error أو العديد من رسائل الخطأ غير المفهومة أو المنطقية ، و هذه الرسائل تلقي اللائمة دائما على البرامج، و ليس على ضعف النظام ! وآخر نوع من الرسائل هو تلك التي تظهر بالشاشة الزرقاء المشؤومة . في نظام لينكس المستخدمين لا يمروا بهذه الكوابيس ، فالنظام بعمل بثبات و دون توقف لأي سبب كان. و جزء آخر هام من ثبات النظام هو حفاظه على موارده. إذ يكرر خبراء الحاسوب نصيحة إعادة تشغيل restarting ويندوز لحل معظم مشاكل بطء البرامج المفاجئ أو عدم عملها ، لأن من المعروف أنه أثناء عملك في ويندوز فإن موارد الجهاز من ذاكرة و غيرها يتم تسربها و استنزافها . بينا في لينكس فالموارد محافظ عليها ، فلو أستعمل برنامج معين 20% من الموارد أثناء عمله ، فبعد انتهائه فإن 20% تعود للموارد المتاحة للاستخدام، و بهذا فلا حاجة أبدا لإعادة تشغيل الجهاز لاستعادة الموارد. وفي الواقع فإنه بإمكانك أن تبقي جهازك عاملا لمدة تزيد عن السنة دون أن تعيد تشغيله ، و بقائه بنفس الحالة التي كان فيها عندما شغلته!


و السبب الرابع لاتجاه الناس لنظم تشغيل بديلة عن ويندوز هو السياسات الاحتكارية لشركة مايكروسوفت التي أدانتها بها المحاكم الأمريكية . فبعد كشف هذه الأعمال الاحتكارية أتجه عدد كبير من مستخدمي ويندوز لأنظمة أخرى لرغبتهم أن لا يكونوا ضحايا لاحتكار هذه الشركة و سياساتها ، وعندما اتجهوا لنظام لينكس وجدوا فيه ما فاق توقعاتهم ، و حتى تغير مفهومهم لنظام التشغيل ليصبح يرتكز على ثبات و أمان النظام. و أخيرا يفضل الناس لينكس لأنة يوفر حرية الاختيار للمستخدم، فهو يختار واجهة الاستخدام التي يريد، و يحدد شكلها و ملامحها ، و يختار الملفات المسموح لكل مستخدم استعمالها ، و غير ذلك من حرية الاختيار المتوفرة.

كلمة أخيرة ، اهتمام الشركات الكبرى بهذا النظام سيزيد من قوته و قدرته على تلبية احتياجات المستخدمين بأقل تكلفة و أفضل أداء. و من المتوقع لهذا النظام أن تزيد حصته في سوق أنظمة التشغيل. حاليا 30% من *** Servers على شبكة الإنترنت تعمل على Apache Server يعمل في بيئة لينكس. و عدد مستخدمي لينكس يقدر ب 30 مليون مستخدم حول العالم.