صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 13 إلى 16 من 31

الموضوع: وصايا الملوك


  1. #13
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وصايا الملوك وصية ثعلبة بن مازن

    من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
    اذهب إلى: تصفح, البحث
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن ثعلبة بن مازن وصى ابنه امرأ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد. ثم أنشأ يقول: " من البسيط "


    هل امرُؤُ القيسِ لا يَنسَى الوصاةَ لما
    يسري بها نَهجُ آبائِي وأجدادِي إن امرأ القَيسِ من ما زِلتُ آمُلُهُ
    للمُلكِ بعديَ من نَسلِيْ وأولادِي يُطيعُ للغوثِ لا يعصِيهِ في أملٍ
    يُرشِدهُ ذاكَ في دُنياهُ إرشادِي لهُ البلادُ ومنْ فيهنَّ قاطبةً
    مِنْ معشرٍ حاضِرٍ أو معَشَرٍ بَادِ والغوثُ بيتٌ سِمَاكُ المُلكِ يرفَعُهُ
    وكُلُّ بيتٍ بِمِسماكٍ وأوتادِ ال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن امرأ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد حفظ وصية أبيه في طاعة الملك الغوث بن قطن بن عريب،ويقال: إن امرأ القيس ولي الثغور والأطراف لأربعة من ملوك حمير، للغوث بن قطن، ولوائل بن الغوث، ولعبد شمس بن وائل، ولجشم بن عبد شمس،ويقال إنه قلد ابنه حارثة الأحساب بن امرئ القيس الثغور والأطراف التي كان يتقلدها في طاعة الملوك من حمير. وكتب له كتاباً يقول فيه: " من الرجز "


    من امرِئِ القيسِ ألُوكٌ لابنهِ
    حارثةِ الأحسابِ عن أمرِ جُشَمْ إلى جميعِ النَّاسِ بالطاعةِ في
    آفاقِها من عربٍ ومن عَجَمْ وأنْ يُجيئُوا الخَرجَ محمُولاً إلى
    حَارِثةِ الأحسابِ عُمَّالُ الأُممْ أو لا يُلامُ جُشمٌ إنْ أعرضُوا
    أو أتَتِ الخَيلًُ إليهِم للنِّقَمْ فيقال: إن حارثة بن امرئ القيس ولي الأطراف والثغور في حياة أبيه وبعد وفاته في طاعة الملك جشم بن عبد شمس وفي طاعة الملك عمرو بن عبد شمس وفي طاعة الملك الفظاظ بن عمرو بن عبد شمس،ويقال: إنه عمر ثلاثمائة سنة ونيفاً وثمانين سنة.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وصى ابنه عامر بن حارثة فقال: " من البسيط "


    يا عَامرَ الخيرِ إنِّي قد وَهَي بصري
    ورابِني ما يَريبُ المُسترِبينا ورابني ما يَرِيبُ ابن الثَّلاثةِ من
    عد المئاتِ الخواليْ والثَّمانِينا قُلِدتُ أعمالَ أسلافي وقُلِّدها
    قبلي أبي للَّهَاميمِ الأغرِّينا فاثبُتْ على كُلِّ ما أُوصِي إليكَ وما
    قد كانَ قِدماً بِهِ الآباءُ يُوصُونا لا تعدُ عن طاعةِ الفظَّاظ إنَّكَ ما
    لم تعصِهِ لم تخف ... لمْ يَعْصِ آباؤُنَا آباؤهُمْ ولقد
    كانُوا لآبائنا قِدماً مُطِيعينا إنَّا نُجِيبُ بنَي أعمامِنَا وهُمُ
    إذا دعونَاهُمُ يوماً يُجيبُونا نُعِزُّهُمْ فيُعِزُّونَا وننصرُهُمْ
    فيَنصُرُونَا ونِكفيهمْ فَيَكفُونَا نسعى لهُم بين أيديهِمْ إذا نَهَضُوا
    وإن نَهَضنا يكُونُوا بينَ أيدِينَا إذا مَضَى سيِّدٌ مِنَّا يقومُ لَنَا
    مقامهُ سيِّدٌ لَمْ نَعدُهُ فِينَا يحكِي أواخِرُ أقواميْ أَوائِلهُمْ
    وإنَّ من بَعدنَا مِنَّا سَيَحكِينَا يا عامِرَ الخيرِ لا تَنسَى الوصاةَ وكُنْ
    بعدِيْ لِقومِكَ منْ خَيرِ المُوَصِّينا قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن عامر بن حارثة بن امرئ القيس حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وعمل بها فيما بينه وبين قومه، وتولى ما كان يتولاه أبوه من الأطراف والثغور للفظاظ بن عمرو، ولمن قبله من ملوك حمير،ويقال: إن عامر بن حارثة بن امرئ القيس، هو الذي تسميه العرب ماء السماء، وهو الذي افتخر به أحد الأنصار في قوله حيث يقول: " من الوافر "


    أنا ابن مِزيقيا عمرو وجدّي
    أبوه عامرٍ ماء السَّماءِ نماني الفيض ثعلبة المرجى
    وقيلةُ تلكَ سيَّدةُ النساءِ وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد جرد إلى الشام بأمر الملك الفظاظ بن عمرو، وولى عليهم زيد بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير، وعقد له الولاية وأمرهم بالسمع والطاعة له. وزيد هذا هو أبو عذرة وأبو جهينة ونهد ويحمد والحميس وشحمة وأخوه بلي ويهوى أبناء عمرو بن الحارث،ويقال: إن ماء السماء كتب لزيد بن عمرو إلى أهل الشام كتاباً. وكان كتابه:


    لزيدٍ إلى من حلَّ بالشَّامِ حُجَّةٌ
    مِنَ المَلكِ الفَظَّاظِ والقيلِ عامرِ على أنَّ زَيْداً لَيسَ يُعصَى وَينتَهيْ
    إلى أمرِ زيدٍ كُلُّ بادٍ وحاضِرِ ويُعطُونَهُ الخَرجَ الذي يُسألُونَهُ
    وفاءً ولا يلقونَهُ بالمَعَاذِرِ وإلاَّ فلا يَلحونَ إلاَّ نُفُوسَهُمْ
    إذا ما مُنُوا بالسَّابحاتِ الضَّوامِرِ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن زيداً لما خرج بأحياء قضاعة إلى الشام والياً عليها، وصار إلى الحجاز وقع بينه وبين عشيرته كلام وحماشات ومحاسد فتفرقوا عنه، فمنهم من رجع إلى اليمن، ونسله إلى اليوم بها، وهم خولان بن عمرو بن الحاف بن جلوان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. ومنهم من نزل بالحجاز ونسله إلى اليوم بها، وهم بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وأما نسل زيد بالحجاز فجهينة بن زيد، وحميس بن زيد، وعذرة بن زيد. وأما من مضى من قضاعة إلى الشام فنسله إلى اليوم بها وهم عاملة بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن قضاعة وإخوتهم بنو وبرة. وأكثر وبرة بالشام عدداً وأشدهم بأساً وعضداً ونجدة وعزاً بنو كلب بن وبرة. منهم حباب، ومنهم العمائر، ومنهم عدي وعليم وأوس الله ويتم الله وسعد الله ويسع الله ووهب الله وزيد الله. فهؤلاء بنو رفيدة بن ثور بن كلب. ومنهم تنوخ، ومنهم العاص، ومنهم كنانة الكبرى. فهؤلاء حماة الشام ومدائنها. وأنشد أحدهم شعراً يقول فيه:


    نحنُ اللِّيُوثُ إذا حَمَسنَا في الوغَى
    والحلمُ شِيمَتُنا إذا لم نَحمسِ نحنُ الصُّخُورُ فمَنْ يُحاولُ عضَّها
    تَفلُلْ نواجِذهُ الصُّخُورُ ويضَرَسِ نحنُ البُحُورُ فمَنْ يَخُضْ أمواجَهَا
    تعطِفْ عليهِ بِيمِّها المعلنطسِ عَلِمَ القبائِلُ من نِزارٍ كُلِّها
    ما ضَربُنَا وطِعانُنَا بِتلَّمسِ أعداؤُنا لم يَسلمُوا وحرِيمُنَا
    لم يُستَبَحْ وتُراثُنَا لم يُغْمَسِ فأبا عُثَيمٍ إننَّي لكَ ناصِحٌ
    فأَجِلَّنَا وبِغيرِنَا فتمرّسِ واجعلْ هِجاءَكَ في لئامِ مُحاربٍ
    أو في بنِي عَجلانَ أو في فَقعسِ أتَحُوطُ مِنَّا هَاشِماً لتُجِيرَها
    هذا لعَمَرُك أنكسُ المتنكسِ وقُضاعةُ الرَّأسُ الرئيسُ وأنتُمُ
    ذنبٌ لعَمر أبِيكَ غَيرُ مرأسِ وهُمُ الجِبالُ الرَّاسياتُ وأنتُمُ
    بيضٌ متى يُقرَعْ بِهِ يتنفسِ ويقال: إن ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس عمر ثلاثمئة سنة ونيفاً وستين سنة، وولي الأطراف والثغور لأربعة من ملوك حمير، للفظاظ بن عمرو، وليشدد بن الفظاظ، ولأبرهة بن يشدد، ولإفريقيس بن أبرهة.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #14
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وصايا الملوك وصية ماء السماء

    من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
    اذهب إلى: تصفح, البحث
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن ماء السماء وصّى ابنه المزيقياء بن ماء السماء، وهو عمرو بن عامر فقال:


    يا عَمرُو إنِّي قد كَبِرتُ ورابني
    عيشاً لهُ في النَّاقلين دبيبُ أبليتُ عُمرِي في ثلاثِ عمائِمٍ
    مَنشُورةٍ ألوانُهُنَّ ضَرُوبُ يققٌ وسحقٌ كالبسيلِ وحالِكٌ
    مثلُ الدُّجُنَّةِ حِندِسٌ غربيبُ مَرَّتْ بي المِئتانِ والمِئةُ الَّتِي
    جَلّى عليها عُمرِيْ المَحسُوبُ يا عمرُو أنتَ خليفتي فاعملْ بِما
    قد كُنتُ أعملُ فالرَّشِيدُ قرِيبُ أطِع المُلُوكَ ولا تَزِغْ عن أمرِهِمْ
    ما اخضرَّ في فَنَنِ الأراكِ قضِيبُ وإذا دعوكَ أجِبهُمُ واسمع لهُمْ
    كي يَسمعُوا لكَ داعِياً ويُجيبُوا قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن المزيقياء بن ماء السماء حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وعمل بها، وولي بعد أبيه ما كان يتولاه ماء السماء للملوك من قبله من أعمال الأطراف والثغور، فكتب إلى العمال في كل بلد، فسمعوا له، وأطاعوا، ورفعوا إليه الإتاوات التي كانوا يرفعونها إلى أبيه.
    ويقال: إن عمرو بن عامر كان أيسر رجل في زمانه وأكثرهم مالاً وعدداً وعُدداً ومواشي وضياعاً، وكان له ثلثا جنتي مأرب. ويقال: إنه عُمر عمراً طويلاً، ورزق جماعة من الأولاد، وعاش حتى رأى من نسله وبنيه وبني بنيه سبعة آباء. ويقال: إنه تولى الأعمال والأطراف والثغور لأربعة من ملوك حمير، لعمرو بن أبرهة، ولشرحبيل بن عمرو، وللهدهاد بن شرحبيل مصاهر الجن، وهو أبو بلقيس صاحبة العرش التي زوجها الله من سليمان بن داود النبي صلى الله عليه وسلم.
    ويقال: إن أم بلقيس بنت الهدهاد امرأة من الجن، كان سبب تزويجها للهدهاد بن شرحبيل أنه خرج للصيد في جماعة من خدمه وخاصته، فرأى غزالة يطردها ذئب وقد أضافها إلى مضيق ليس للغزالة منه مخلص، فحمل الهدهاد بن شرحبيل على الذئب حتى طرده عن الغزالة، وخلصها منه، وانفرد يتبعها، لينظر أين منتهى ما به. قال: فسار في أثر الغزالة، وانقطع عنه أصحابه، فبينما هو كذلك إذ ظهرت مدينة عظيمة، فيها من كل شيء دعاه الله باسمه من الشاء والنعم والنخل والزرع وأنواع الفواكه. قال: فوقف الهدهاد بن شرحبيل دون تلك المدينة متعجباً مما ظهر له، إذ أقبل عليه رجل من أهل تلك المدينة التي ظهرت له يسلم عليه، ورحب به وحياه. ثم قال له: أيها الملك إني أراك متعجباً مما ظهر لك في يومك هذا. قال: فقال الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن يشدد بن الفظاظ بن عمرو بن عبد شمس: إني لكما ذكرت، فما هذه المدينة؟ ومن ساكنها؟ قال له: هذه مأرب، سميت باسم بلد قومك، وهي مدينة عرم، حي من الجن، وهم سكانها، وأنا اليلب بن صعب ملكهم وصاحب أمرهم، وأنت الهدهاد بن شرحبيل ملك قومك وسيدهم وصاحب أمرهم. قال: فبينما هو معه في هذا الكلام إذ مرت بهما امرأة لم ير الراؤون أحسن منها وجهاً، ولا أكمل منها خلقاً، ولا أظهر منها صباحة، ولا أطيب منها رائحة. قال: فافتتن بها الهدهاد بن شرحبيل، وعلم ملك الجن أنه قد هويها وشغف بها. فقال له: يابن شرحبيل، إن كنت قد هويتها فهي ابنتي وأنا أزوجكها. قال: فجزاه الهدهاد بن شرحبيل خيراً على كلامه، وقال له: من لي بذلك؟ فقال اليلب: أنا لك بما عرضت عليك من تزويجي إياها منك، وجمعي بينكما على أسر الأحوال وأيمنها، فهل عرفتها؟ فقال له الهدهاد: ما عرفتها قبل يومي هذا، فقال اليلب للهدهاد: هي الغزالة التي خلصتها من الذئب، ولأكافئنك على جميع فعالك أبداً بأحسن من محبواتها، فتأهب لدخولك عليها، فقد زوجتك إياها بشهادة الله وشهادة ملائكته، فإذا أردت ذلك فقدم إلينا بخاصتك من قومك وأهل بيتك وملوك قومك ليشهدوا ملاكك ويحضروا وليمتها، وميعادك الشهر الداخل. قال: فانصرف الهدهاد بن شرحبيل على الميعاد، وغابت المدينة عنه، فإذا هو بأصحابه حوله يدورون. فقالوا له: أين كنت؟ فنحن في طلبك مذ فارقتنا، ولم نترك شيئاً من هذه الفلوات إلا وقد قلبناه عليك وطلبناك فيه. فقال لهم: لم أبعد ولم أغب وأقبل يسير وهو يقول: " من البسيط "


    عجائِبُ الدَّهرِ لا تَفَنى أوابدُهَا
    والمرءُ ما عاشَ لا يخلُو مِنَ العَجَبِ ما كُنتُ أَحسِبُ أنَّ الأرضَ يعمُرُها
    غيرُ الأعاجِمِِ في الآفاقِ والعَربِ وكُنتُ أُخبرُ بالجِنِّ الخُفاةِ فلا
    أرُدُّ أخبارَهَا إلاَّ إلى الكَذبِ حتَّى رأيتُ أقاصيرَاً مُشيَّدةً
    للجِنِّ محفُوفةَ الأبوابِ والحُجُبِ يحُفُّهَا الزَّرعُ والمَاءُ المَعِينُ بها
    معَ المواقيرِ مِنْ نخلٍ وَمِنْ عِنبِ ما بينها الخيلُ مِنْ طَرفٍ ومِنْ تلدٍ
    والخُورُ فيها من الأنعامِ والكَسَبِ وكُلُّ بيضاءَ تحكِي الشَّمسَ ضاحِيةً
    هيفاءَ لفَّاءَ من موصُوفةِ العَربِ مضى جمادُ ويأتِي بعدهُ رجبٌ
    وسوفَ أُسرِيْ على المِيعادِ في رَجبِ حتَّى أُوافِيَ خيرَ الجِنَّ مِنْ عَرمٍ
    ذاكَ ابنُ صَعْبٍ هُوَ المَعروفُ باليَلَبِ أبغِي لَدَيهِ الَّذي أرجُوهُ مِنْ سببٍ
    مِنْ التَّواصُلِ والإصهارِ والنَّسَبِ ويقال: إن الهدهاد بن شرحبيل خرج على الميعاد إلى أصهاره الجن في خاصة قومه وخدمه حتى وافاهم، فوجد قصراً بناه له الجن في فلاة من الأرض، تحفه النخل والأعناب وألوان الزروع وأنواع الفواكه، تجري فيه الأنهار الجارية. قال: فتعجب القوم من ذلك تعجباً شديداً، ورأوا ملكاً عظيماً، فنزلوا في القصر معه على فرش لم يروا مثلها، وقربت لهم موائد، عليها من طيبات المأكول وألوانها التي لم يأكلوا قط أطيب منها طعماً ولا أزكى رائحة، وسقوا من الشراب ما لم يشربوا قط أهضم منه ولا ألذ ولا أمرأ ولا أخف منه. فمكثوا معه ثلاثة أيام بلياليها في ذلك. ورفعت إلى الهدهاد بن شرحبيل امرأته الحرور بنة اليلب بن صعب العرمي ملك الجن. قال: وأذن الهدهاد لبني عمه وخاصة عشيرته بالانصراف إلى مواضعهم، وصار ذلك القصر دار مملكته.
    ويقال إنه مكث زماناً طويلاً مع الحرور بنة اليلب بن صعب، وولد منها بلقيس بنة الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن يشدد بن الفظاظ بن عمرو بن عبد شمس. قال: فلما ترعرعت بلقيس توفي أبوها الهدهاد، ولم تعش بعده أمها الحرور بنة اليلب إلا قليلاً، وبقيت بلقيس بنة الهدهاد بن شرحبيل مع أخوالها العرميين من الجن.
    ويقال إن ابن عم أبيها جلس بعد الهدهاد في الملك وهو شمرَّ يرعش، فسمع له والناس وأطاعوا، ثم إنه أرسل إلى بلقيس يخطبها، فأجابته إلى ذلك على أنه لا يخالفها في شيء تريده وفي شيء تكرهه، فضمن لها ذلك وتزوجها. فيقال: إنها لم تزل تبث المواهب والإحسان في الناس حتى استمالتهم إلى طاعتها.
    ويقال: إن شمَّر يرعش لم يمت حتى أعطاها خاتم الملك لما رأى من كفايتها ورعايتها للملك وحفظها وحياطتها وحسن قيامها به، فكان لا ينهى ويأمر غيرها على الرسم الذي قد جرى لها.
    ويقال: إنه مات وما درى أحد بموته إلا في أيام سليمان بن داود النبي صلى الله عليه وسلم حين رفعها الله زمن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم ونقلها إليه. فلما توفي سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم انتقل الملك عن رهط بلقيس بنة الهدهاد بن شرحبيل إلى زرعة بن كعب، وهو حمير الأصغر، أخوه عبد شمس، وهو سبأ الأصغر، وهما ابنا كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن عمرو بن عامر عند ذلك أخبره كاهن بخراب السد وخراب مأرب، وحذره ذلك، وقال له: احتل في تخلصك من ضررها فإنك في أوان ذهاب الجنتين وخراب السد.
    قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن عمرو بن عامر أولم وليمة، جمع فيها أهل بيته ووجوه عشيرته، وقد تقدم إلى ابنه ثعلبة بن عمرو، فقال له: يا بني، قد علمت ما أشرفنا عليه من خراب هذا السد وذهاب هاتين الجنتين. وقد عزمت على بيع الذي لنا فيهما، وليس أحد يشتريه مني إلا بحيلة أحتالها. واعلم أني شأخاشنك بالكلام بحضرة وجوه العشيرة من حمير وكهلان، فكلما كلمتك بكلمة شكعة فاردد علي بمثلها أو بأشكع منها وإذا رأيتني رفعت يدي لأضربك بها فارفع يدك علي، تري الناس أنك أردت ضربي بها، حتى أحلف على بيع جميع ملكي في مأرب وخروجي منها، أري الناس أني أريد لك إضرارك.
    قال: فلما اجتمع الناس عنده لوليمته تلك من حمير وكهلان، وفرغوا من الطعام، وغسلوا أيديهم، وقرب لهم الشراب، أقبل عمرو بن عامر على ابنه ثعلبة بن عمرو فكلمه بكلام حوش، قال: فرد عليه ثعلبة بن عمرو كلاماً مثل كلامه أو أشد، قال: فرفع عمرو بن عامر يده على ابنه ثعلبة ليلطمه، قال فرفع عمرو بن ثعلبة يده، وقال له: وايم الله لأن لطمتني لألطمنك. قال: فعند ذلك آلى يميناً لا كفارة لها على بيع جمع ما يملكه في أرض مأرب من الجنتين وغيرهما وخروجه منها. ونادى هل من مشتر؟ قال: فلما رأى الناس أنه قد جد في البيع أقبلوا إليه، وقالوا له: أتأذن لنا أن نساومك في أموالك هذه؟ قال: فقال لهم: قد أذنت لكم، فساوموا. قال: فقالوا له: نأخذ منك نصف الذي لك بمائة حمل من كل شيء من المال الحسن. قال: فقال لهم: هم لكم بما طلبتم. قال: فدفعوا إليه مائة حمل من كل حسن قد سموه؛ وهو عشرون حملاً من التبر، وعشرون حملاً من الفضة، وعشرون حملاً من عصب اليمن، وعشرون حملاً من طرائف الحجاز، وعشرون حملاً من الكافور الأشهب والعنبر الهندي والمسك الأذفر.
    قال فلما استوفى منهم عمرو بن عامر مائة حمل من كل شيء على الوصف الذي ذكرناه سلم إليهم نصف جميع الذي له من الجنتين، ولم يجد من يشتري النصف الآخر، فتركه، وخرج من مأرب بجميع ولده وأهله وعشيرته وكافة أزد، وأقبل فما لا يعلمه إلا الله من العدد والعُدد والخيل والإبل والشاء والبقر وغيرها من أجناس السوام، فلا يرد قومه وكافة من معه من بني عمه ماء إلا أنزفوه، ولا يسيمون بلداً إلا أجدبوه. وفي ذلك ضربت الأمثال لهم الرواد في البلاد، حيث خرجت تلتمس لهم المرعى والماء. وكان من روادهم رجل من عمرو بن الغوث خرج لهم رائداً إلى بلاد إخوتهم همدان فرأى بلاداً لا تقوم مرعاها ومياهها بماشيتهم، فأقبل آتياً إليهم حتى وافاهم، ثم قام فيهم منشداً وهو يقول: " من الوافر "


    ألمَّا تعجبُوا مِنَّا ومِمَّا
    تعسَّفنَا بهِ ريبَ اللَّيالي تركَنَا مأرباً وبِهَا نشأنَا
    وقد كُنَّا بها في حُسنِ حالِ تقِيلُ سُرُوجُنَا في كُلِّ يومِ
    على الأشجارِ والماءِ الزُّلالِ وكُنَّا نحنُ نسكُنُ جنَّتيهَا
    مُلُوكَاً في الحدائقِ والظلالِ فوسوسَ ربُّنا عمراً كلاماً
    لكاهِنِهِ المُصِرِّ على الضَّلالِ فَأقبلنَا نسُوقُ الخُودَ مِنها
    إلى بلدِ المجاعِةِ والهزالِ ألا يا للرِّجالِ لقد دهتهُمْ
    بمُعضِلةٍ ألا يا للرِّجَالِ أبعدَ الجَنَّتينِ لنا قرارٌ
    برَبذةَ أو أَثافِتَ أو أزالِ فأما الجوفُ وادٍ ليسَ فيهِ
    سِوى الرِّيضِ المُبَرَّدِ والسَّيالِ وفي عوف فليسَ لكُمْ قرارٌ
    ولا هي مُلتجا أهلٍ ومالِ وأرضُ البونِ قصدكُمُ إليها
    لترعَوهَا العظيمَ من المُحالِ وفي الخُشُب الخلاء وأشرفيها
    لَكُمْ يا قومِ من قيلٍ وقالِ وهذا الطُّودُ دُونَ الغورِ مِنكُمْ
    ودونَ الغَورِ أركانُ الجبالِ وخيلكُمُ إذا حشَّمتمُوها
    تزور الشَّامخَات مِنَ القلال أخافُ وجى تعلُّقها عليكُم
    فتُصبُحُ لا تسِيرُ من الكلالِ وأنتُم يا بني الغَوثِ بن نبتٍ
    فلا والخيلِ والسُّمرِ العوالي إذا ما الحربُ أبدتْ ناجِذيَها
    وشمرَّت الجحاجِحُ للقتالِ قال: وكان من روادهم رجل يقال له عائذ بن عبد الله بن نصر بن مالك بن نصر بن الأزد، خرج لهم رائداً إلى بلاد إخوتهم حمير، فرأى بلاداً ضيقة، لا تحملهم، ولا تقوم مياهها ومراعيها بماشيتهم، مع ما فيها من كثرة أهلها. وأقبل آتياً إليهم حتى وافاهم، فقام فيهم منشداً وهو يقول:


    علامَ ارتحالُ الحيِّ من أرضِ مأربٍ
    ومأربُ مأوى كُلِّ راضِ وعاتبِ أما هي فيها الجنَّتانِ وفيهِما
    لنا وطنٌ فيه فُنونُ الأطايبِ ألمْ تكُ تغدُو خُورُنا مُرجَحِنَّةً
    على الحرجِ الملتفِّ بين المشارِبِ لئن قال قولاً كاهِنٌ لمليكِنَا
    وما هُوَ فيما قال أوَّلُ كاذِبِ نُخلِّفُها والجَنَّتينِ ونبتغِي
    بجهرانَ أو في يحصبٍ مثل مأرِبِ فهيهاتَ بل هيهاتَ والحقُّ خيرُ ما
    يُقالُ وبعضُ القولِ كشف المعايِبِ لقد رُدتُ صَيداً والسحولين بعده
    وعُنَّة والسيّال بين الربائبِ وغوَّرتُ حتَّى طُفتُ من أرضِ حميرٍ
    لمأربنَا مِنْ مُشبهٍ أو مقاربِ وهذي الجِبالُ الشُّمُّ للغورِ دُونكُمْ
    حجابٌ وما فِيها لكُمْ مِنْ مآربِ وخيلُكُم خيلٌ رَعَتْ في سُهُولةٍ
    من الأرضِ لم تألفْ طُلُوعَ الشناخبِ أخافُ عليهنَّ الونى إن ربابها
    وأنتم ولات المعلمات العجائبِ وَكَمْ ثمَّ كَمْ مِنْ معشرٍ بعد معشرٍ
    أبحتُمُ حماهُمْ بالجيادِ السلاهبِ قال: فأقاموا ما أقاموا في أزال وربذه حتى استمخرت خيلهم ونعمهم وماشيتهم، وصلح لهم طلوع الجبال، فطلعوها، وهبطوا منها في تهامة على ذوال وغلبوا غافقاً عليها. وأقاموا بتهامة ما أقاموا، فلم يغتبطوا بها، ولم تقع منهم بالموافقة، فساروا منها إلى الحجاز، وافترقوا من الحجاز فرقاً، فصار كل فخذ منها إلى بلد، فمنهم من نزل السَّروات، ومنهم من تخلف بمكة وما حولها، ومنهم من سار إلى الشام، ومنهم من سار إلى عُمان. وفي ذلك يقول جماعة البارقي حيث يقول: " من الخفيف "


    حلَّتِ الأزدُ بعدَ مأربِها الغو
    رَ فأرضَ الحِجاز فالسَّرواتِ ومضتْ مِنهُمُ كتائبُ صِدقٍ
    مُنجِداتٍ تجُوبُ أرضَ الفلاةِ فأتتْ ساحةَ اليمامةِ بالأظع
    انِ والخيلِ والقنا والرُّماةِ فأنافتْ على سيوفٍ لطسمٍ
    وجديسٍ لدى العظامِ الرُّفاةِ وأنابت تؤم قافية البح
    رين بالحور بين أيدي الرعاةِ فأقرَّتُ قرارها بعُمانٍ
    فعُمانٌ محلُّ تلك الجهاتِ وأتتْ مِنهُمُ الخورنقَ أسدٌ
    فاحتووا مُلكلَها ومُلكَ الفُراتِ وسمتْ منهُمُ مُلُوكٌ إلى الشَّا
    مِ على الأعوجِيَّةِ المُضمراتِ فاحتوَوها وشيَّدُوا المُلكَ فيها
    فلهُم مُلكُ ساحةِ الشَّاماتِ تِلكُمُ الأكرمونَ من ولدِ الأز
    دِ لغسَّانَ سادةُ السَّاداتِ والمِقُيمُون بالحِجازِ بجمعٍ
    أرغمُوا مِنهُمُ أنوفَ العداةِ ملكُوا الطَّودَ من شروم إلى الطَّ
    ائفِ بالعدلِ منهم والثَّباتِ واحتوتْ مِنهُمْ خُزاعتُها ال
    كعبةَ ذاتَ الرُّسومِ والآياتِ أخرجتْ جُرهُمَ بن يشجبَ منها
    عُنوةً بالكتائِبِ المُعلماتِ فولاةُ الحجيجِ مِنهَا ومِنهَا
    قُدوةٌ في مِنىً وفي عرفاتِ وإليها رفادةُ البيتِ والمِر
    باعُ تُجبَى لها منَ الغاراتِ وبنُو قيلةَ الَّذينَ حووا يث
    ربَ بالقُوَّد الأُسودِ العُتاةِ زحفُوا لليهودِ وهيَ أُلوفٌ
    من دُهاةِ اليهُودِ أيَّ دُهاةِ فأبادوا الطعان مِنهَا ولمَّا
    يَفشلُوا في لِقاءِ تلكَ الطغاةِ فأذلُّوا اليهُودَ فيها وأَخلَوا
    مِنهُمُ الحرَّتينِ فالألباتِ أصبح الماء والفشيل لقوم
    تحت آطامها مع الثمراتِ ولهُمْ مِنْ بني اليهُودِ عبيدٌ
    حُوَّلٌ من نواظِرٍ وبناتِ ورحاب لهم تسيم سُرُوجاً
    وسقاة قوارب وطهاةِ أسَرُوها من اليهُودِ لدى شتِّ
    يتِها في القرى وفي الفلواتِ أيُّهذا الَّذي يُسائِلُ عنَّا
    كيفَ يخفى عليكَ نُورُ الهُداةِ نحنُ أهلُ الفخارِ من وَلَدِ الأز
    دِ نحنُ أهلُ الضِّياءِ والظُّلُماتِ هل ترى اليومَ في البلادِ سِوانَا
    مِنْ مُلُوكٍ وسادةٍ وولاةِ قال: فأما من سكن عمان من الأزد فيحمد والحدَّان ومالك والحارث وعبيد. وأما من سكن العراق فجذيمة الوضاح. وأما من سكن الشام فجفنة. وأما من سكن المدينة فالأوس والخزرج. وأما من سكن مكة ونواحيها فخزاعة. وأما من سكن السروات فبُجيلة وخثعم والحجر ونهد وغامد وشكر وبارق وسنجاب ودوس ونمر وخواله واليهوم وشمران وعمرو.
    ويقال: إنه لما خرج عمرو بن عامر بكلية قومه الأزد من أرض مأرب في كافة ولده، وخرب سد مأرب، وتعطلت الأعمال التي تقلدها عمرو بن عامر، واشتغلت ملوك كندة بأعمالها التي كانت تتولاها من الأطراف والثغور وقبائل العرب، وكذلك اشتغلت مذحج وهمدان بما في أيديهما من البلاد والأعمال، وبعدت لخم وجذام، واشتغلت ببلادهما وبما هما فيه من مقاساة الأطراف والثغور، وصارت أولاد نصر بن الأزد في أرض فارس وجانب الشحر - وهم عشيرة الجلند بن كركر وقد تقدم خبره في هذا الكتاب - وانتشرت قضاعة في الشام وأكناف الحجاز، ونزلت في الحجر منهم عذرة، وفي جنبها ورضوى نزلت جهينة. قال: وأقبلت أولاد عمرو بن عامر تلتهم البلاد التهاماً، تشق العرب بطناً بطناً لا يدخلون بلداً إلا غلبوا أهل ذلك البلد عليه. أما خزاعة فغلبت جرهم على مكة، وأما الأوس والخزرج فغلبوا اليهود على المدينة، وأما المناذرة فغلبوا أهل العراق على العراق. وأما جفنة فغلبوا أهل الشام على الشام وملكوها. وأما ولد عمران بن عامر فغلبوا أهل عمان عليها. إلا أن الجميع من هؤلاء في طاعة الملوك من حمير، وذلك عند انتقال الملك من يشدد بن زرعة إلى ابن عمه الحارث الرائش، وخبره قد تقدم في هذا الكتاب. وهو أبو التبابعة السيارة في شرق البلاد وغربها، وخبره قد تقدم، وكذلك أخبار المثامنة قد تقدمت في هذا الكتاب.


  • #15
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي أن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس لما حضرته الوفاة جمع بنيه وقومه فخطبهم وأوصاهم - وكان قد مضى له من العمر ثمانمئة سنة، منها أربعمائة سنة سيداً شريفاً، وأربعمئة ملكاً مملكاً - فقال لهم: قد أسمعكم الداعي ونفذ فيكم البصر ولزمتكم الحجة، وانتهى بكم الأمر إلى حد الرجاء، ومرجو حسن القضاء، فليس أحد أعظم في خلقه رزية ولا في أمره بلية ممن ضيّع اليقين وغره الأمل، وإنما البقاء بعد الفناء. وقد ورثنا من كان قبلنا وسيرثنا من يكون بعدنا، وقد حان الرحيل من محل زائل وظل مائل، ألا وقد تقارب سبب فاحش وخطب جليل فاستصلحوا ما تقدمون عليه، وارضوا بالباقي خلفاً من الفاني سلفاً، وأجملوا في طلب الرزق، واحتملوا المصائب بأحسن الاحتساب تستجلبوا النعماء. واستديموا الكرامة بالشكر قبل العجلة إلى النقلة وانتقال النعم ودول الأيام وتصرف الحالات، فإنما أنتم فيها أهل للمصائب وطريق للمعاطب، فاتنهوا، ودعوا المذاهب في هذه الغرّارة الضرّارة أهلها، في كل يوم لهم جرعة شرق، ومع كل أكلة غصص. ولن تنالوا فيها نعمة إلا بفراق أخرى، فأنتم الخلف بعد السلف، تفنيكم الدهور والأيام، وأنم أعوان الحتوف، وعلى أنفسكم وفي معاشكم أسباب مناياكم، لا يمنعكم شيء منها، ولا يغنيكم شيء عنها. في كل سبب منكم صريع ومعترف. وهذان الليل والنهار لم يرفعا شيئاً إلا وضعاه، وهما جديران بتفريق ما جمعاه. أيها الناس اطلبوا الخير ووليه واتركوا الشر ووليه، واعلموا أن خيراً من الخير عامله، وأن شراً من الشر فاعله. ثم التفت إلى بنيه وأنشأ يقول:


    تجدَّدَ لحمي يا بنيَّ وأقشعتْ
    سحائِبُ جهليْ واسترحتُ عن العذلِ وودَّعتُ إخوانِي الشَّبَاب وغرَّنِي
    غوايَ وعرَّيتُ المطيَّة من رحْلِ وأصبَحتُ أخطُو أسبُرُ الأرضَ بالخُطا
    دبيباً كما يَخطُو المُقيَّد بالغلِّ وقدْ كُنتُ غَضَّاً في الشَّبابِ وعيشهِ
    كَلَدنٍ من الخَطِّي أو مُرهَفٍ نصل أجدُّ وأُمضِيْ في الأمورِ إذا دحت
    قوَادحُها بالعَزمِ والجِدِّ لا الهزلِ فلمَّا رأيتُ الدَّهرَ ينقُضُ مِرَّتي
    كما انتقضتْ بعدَ القُوَى مِرَّةُ الحبلِ فَزِعتُ إليكُمْ بالوصَّيةِ فاحفظُوا
    وصاتِي وبادرتُ التَّغيُّر مِنْ عَقلِيْ بنيَّ حلبتُ الدَّهرَ بالدَّهرِ بُرهةً
    وذُقتُ بِهِ طَعمَ الممرِّ مِنَ المُحلِيْ وقايستُ أخلاقَ الرِّجالِ فلم أجِدْ
    لذي شرفٍ فيها عُلُوّاً مع البُخلِ ولمْ أرَ مثلَ الجُودِ داعٍ إلى العُلا
    ولا كالنَّدى داعٍ إلى شرفٍ معلي وأدركَ عُمرِي السَّدَّ قبلُ انهدامِهِ
    وعهدِيْ به إذ ذاكَ مُجتمِعُ الشَّملِ ونحنُ مُلُوكُ النَّاس طُرَّاً وما لنا
    نظِيرٌ بِحزنٍ في البِلادِ ولا سهلِ وقُدتُ جيادَ الخيلِ من سدِّ مأربٍ
    إلى يثربِ الآطامِ والحرث والنّسل وأدركتُ رُوحَ اللهِ عيسى بنَ مريمٍ
    ولستُ لعمرُ اللهِ إذ ذاكَ بالطِّفلِ إذا متُّ فانعونِي إلى كُلِّ سيِّدٍ
    شريفٍ وأعلُوا بالرَّزيةِ والثُّكلِ وكُونُوا على الأعداءِ أُسداً أعِزَّةً
    وقُومُوا لتشييد المَعَالي على رحلِ وإِنْ قامَ مِنكُمْ قائِمٌ فاسمعُوا لهُ
    ولا تخذُلُوهُ إنَّما الذُّلُ في الخذلِ وكُونُوا لهُ حِصناً حصيناً ومعقِلاً
    منيعاً وأبلُوا يا بنيَّ مع المُبلِي وإنْ ظالمٌ من قومِكُمْ رامَ ظُلمكُمْ
    فأغضُوا وحامُوا يا بنيَّ على الأصلِ فلمْ يعدُ يوماً ظالِمٌ ضُرَّ نفسِهِ
    ولا الحُلمُ أسنَى بالرِّجالِ من الجهلِ ولا تهِنُوا أنْ تأخُذُوا الفَضلَ بينكُمْ
    على قومِكُمْ إن الرِّئاسةَ في الفضلِ ولا تِهنُوا أن تُدرِكُوا النُّبلَ إنَّنِي
    رأيتُ ذَوي العِزِّ المُداركِ للنُّبلِ وإنْ مِنكُمُ جانٍ جنى مُصمَئلَّةً
    عواناً وأبدتْ عن نواجِذِها العُصلِ وشالَت بِقُطريها تلظَّى وشبَّها
    لإضرامِها الغَاوُونَ بالحَطبِ الجَزلِ فكُونُوا أمامَ العالمينَ بضربكُمْ
    وقومكمُ حدَّ الأسِنَّةِ والنَّبلِ وإنْ كانَ من يَسعَى إلى الحربِ فاركبُوا
    صُدُورَ القَنَا بالخيلِ مِنهَا وبالرَّحْلِ ومُوتُوا كِرَاماً بالقواضِبَ والقَنَا
    وما خيرُ موتٍ لا يكونُ من القَتلِ وعافُوا المَنَايا بالضَّنا إنَّ في الضَّنا
    لخبلاً لِمنْ يَضنى يَزِيدُ على الخَبلِ ويقال: إن ولد عمرو بن عامر ما زال يحفظ هذه الوصية، ويعمل بها، ويجري أموره عليها، ويوصي بها في الجاهلية والإسلام. ولها في ذلك أشعار محفوظة تتناشدها العرب في المجالس والمحافل وفي ملاقاة الرجال عند النزال وفي إكرام الضيف وحياطة المستجير ودفع الضيم والمحاماة على الحسب. من ذلك قول السموءل بن عادياء الغساني:


    تُعيِّرُنَا أنَّا قليلٌ عَدِيدُنَا
    فقُلتُ لها إنَّ الكِرامَ قليلُ وما ضرَّنَا أنَّا قليلٌ وجارُنَا
    عزيزٌ وجارُ الأكثرينَ ذليلُ وما ماتَ منَّا ميِّتٌ في فِراشِهِ
    ولا طلَّ منَّا حيثُ كان قتيلُ تسيلُ على حدِّ السُّيُوفِ نفوسُنَا
    وليسَ على غيرِ الحديدِ تسيلُ ونحنُ أُناسٌ لا نرى القتلَ سُبَّةً
    إذا ما رأتهُ عامِرٌ وسَلُولُ لنا جَبَلٌ يحتلُّهُ من نُحلُّهُ
    منيعٌ يرُدُّ الطَّرفَ وهُوَ كليلُ وأيَّامُنَا مَشهورةٌ عُرِفت لنا
    لها غُررٌ مَشهُورةٌ وجُحُولُ وأسيافُنا في كُلِّ شرقٍ ومغربٍ
    بها من قِراعِ الدَّراعينَ فُلُولُ وللنابغة الذبياني في هذا المعنى، في شعره الذي يمدح به ابن عمرو بن عامر حيث يقول:


    ولا عيبَ فيهِمْ غيرَ أنَّ سُيُوفهُمْ
    بهنَّ فُلُولٌ من قِراعِ الكتائِبِ ولبعض ولد عمرو بن عامر من الأنصار في مثل ذلك: " من الوافر "


    أبتْ لي عِفَّتيْ وأبى حيائي
    وأخذِي الحَمدَ بالثَّمنِ الرَّبيحِ وإقدامِي على المكرُوهِ نَفسيْ
    وضربِيْ هامةَ البطلِ المُشِيحِ وقولي كُلمَّا جشأتْ وجاشتْ
    مكانكِ تُحمدِيْ أو تستريحِي لأدفع عن مكارمَ صالحاتٍ
    وأحمِيْ بعدُ عن عِرضٍ صحيحِ وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن أبا الأوس والخزرج وهو الحارث بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد أقبل على ابنيه الأوس والخزرج حين حضرته الوفاة، فقال: " من الرجز "


    يُوصيكُما أبُوكُمَا ابنُ ثعلبهْ
    بما اشتهاهُ مِنكُما وأعجبهْ منَ الخِصالِ الغُررِ المنتخبه
    بنيَّ إن العِزَّ صعبُ المكسبهْ وما عداهُ فالخَزَى والمثلبهْ
    ورُبَّما يلقى امرؤٌ ما طلبهْ بل رُبَّما أخطأهُ وجنَّبَهْ
    فالتمِسُوا العِزَّ ورُومُوا سببهْ فإنَّ في العِزِّ الأمورُ المُرغِبهْ
    وصاحِبُ العِزِّ رفيعُ المرتبهْ يرفعُ أقصى قومِهِ وأقربَهْ
    والعِزِّ في أربعةٍ مُنسَّبهْ في كرمٍ للمرءِ يعلُو حسبهْ
    ونجدةٍ حاضرةٍ مُوَثَّبهْ ولُغةٍ مسمُوعةٍ مُعرَّبهْ
    ورأيِ صدقٍ حيثُ أرسَ أرسبهْ فهُنَّ ما إنْ هُنَّ إلا موهِبهْ
    بنيَّ ما أسنى الغِنى وأهذبه وما أجلَّ ذِكرهُ وأرغبهْ
    وما ألذَّ طعمهُ وأطيبهْ تحير الناس من أمر سُلِبَهْ
    ومن حوى مرغوبه واكتسبه لا سيَّما إن كانَ ممن قرَّبهْ
    لفكِّ عانٍ أو لضيفٍ ندبهْ أو لزمانٍ ماحِلٍ ذي مصعبهْ
    تُطعِمُ في لأوائِهِ ذا مقربهْ والبائسَ المُعترَّ أو ذا متربهْ
    وإنْ دعا الدَّاعي لأمرٍ أرعبهْ من حادثٍ هرَّ بهِ وأرهبهْ
    قرَّبَ للدَّاعِي السَّميعِ سلهبهْ شدَّ عليهِ للِّقاءِ مَركَبَهْ
    وشدَّ من بعدِ الحِزامِ لببهْ ثمَّ استوى من فوقِهِ وقرَّبه
    نحوَ الوغى مقتلب مشطبه مُعتقِلاً للطَّاعنينَ سلبهْ
    يأثم من جمع العدو مقنبه حيثُ يرى جُمهُورهُ وموكِبهْ
    رامَ البِرازَ مُعلِناً وانتدبَهْ حتّى إذا صاحَ بهِ من طلبهْ
    انهدَّ كالليث لهُ فأعطبهْ بِطعنةٍ فاغِرةٍ مُنتعبَهْ
    يركبُ مِنها رأسهُ ومنكبَهْ ذالِكُمَا العاليْ رفيعُ المنقبهْ
    يأملُهُ الحيُّ ويخشى عصبهْ وهو فيحيي حشد أم أربهْ
    قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن الأوس والخزرج حفظا وصية أبيهما هذه، وثبتا عليها، وعملا بها وكذلك أولادهما من بعدهما وأولاد أولادهما. وتقول العرب: حوت الأوس والخزرج خصالاً لم يسبقها إليها أحد قبلها، ولا جمعت العرب بعدها، وهي العز والكرم الوفاء والنجدة واكتساب الحمد من حيث ينال. وفي ذلك لبعض العرب يمدح رجالاً منهم، فقال:


    رأيتُ أبا عمروٍ أُصيحةَ جارُهُ
    يبيتُ قريرَ العينِ غيرَ مروَّعِ ومَنْ يأتِهِ من خائِفٍ نالَ أمنهُ
    ومن يأتِهِ من جائِع البطنِ يشبَعِ خصائِلُ كانت في الجُلاحِ قديمة
    خصائِلُ إن عُدَّ الخَصائِلُ أربعُ وفاءٌ وتشريفٌ وعِزٌّ ونجدةٌ
    يدينُ لها هذا الأنامُ ويخضعُ


  • #16
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وصايا الملوك وصية أفصى بن حارثة

    من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
    اذهب إلى: تصفح, البحث
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر - وهو أبو خزاعة - وصّى بنيه فقال لهم: يا بنيَّ، إن الرائد لا يكذب أهله، والعالم لا يستحسن جهله، يا بني إن الحكم زرع في القلوب، ومثلها كمثل الحب، مهما زرع منه في أراضي حريمه نما نباته وزكا حصاده، ومهما زرع منه في... أو سبخة أخبث نباته ولم يرج حصاده. فهذا لتعلموا أن الطيب لا يقبله إلا الطيب، ولا ينمو إلا عند مثله. يا بني، اجتهدوا في خمسة أشياء تعزوا بها وتسودوا، واجتهدوا في إماطة العدو ونصرة الصديق وكرامة الضيف واصطناع العشيرة وتوسيط المستجير وبلوغه ما أمّل. بذلك آمركم، وعما يخالفه أنهاكم. ثم أنشأ يقول:


    أبنيَّ إنَّ وصَّيتي فيها لكُم
    ما تُدرِكُونَ بهِ المكارِمَ فاعلمُوا لا تِعدلُوا عنها لأُخرى ما بدتْ
    للَّيلِ في أُفقِ السَّماءِ الأنجمُ أبنيَّ إنَّي قد كبِرتُ وخانَني
    ريبُ الحوادِثِ والزَّمانُ الأزلم أبنيَّ أنتُمْ في بلادٍ جُلُّها
    بعدَ العمالِقةِ الأوائلِ جُرهُمُ والحيُّ جُرهُمُ لا يُلائمُكُم بها
    إذ طابَ مسرحُهَا وطابَ المجثَمُ بلدٌ يهِيم السَّرح فيها آمناً
    والطَّيرُ فيها والأواتك تسلمُ فيهَا المشاعِرُ والعَلاماتُ الَّتي
    نَصبَ الخليلُ بهِ النَّبيُّ الأكرمُ والبيتُ بيتُ اللهِ والحِجرُ الَّذي
    من دُونِهِ تلكَ القليبُ الزَّمزمُ ولسوفَ يُسفكُ مِنكُمُ فيهِ ومِنْ
    أحياءِ جُرهُمَ يا بنيْ أفصَى الدَّمُ فمتى غُشيتُم مِنهُمُ بظُلامةٍ
    من بعدِ أُخرى مِثلهَا فلتعزِمُوا أن تصبحُوها بالقواضِبِ والقَنَا
    غشما، وبادي القوم منهم أظلمُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن سبب إخراج خزاعة جرهماً من مكة حفظ خزاعة لهذه الوصية وعلمهم بها وثباتهم عليها، حتى استولوا على البيت دون جرهم، ونفوا جرهماً عن مكة وأخرجوها من أرض الحجر إلى الأصدار من دوقة والسقف من فنونى. ويقال: إن بقايا جرهم بها إلى اليوم،وفي ذلك يقول قائل جرهم:


    ألا ليتَ شعري هل أبيتنَّ ليلةً
    وأهلِي معي بالمأزِمينِ حُلولُ وهل تُصبحُ الخيلُ الوحى وتردها
    بدارِ بني كعبٍ لهُنَّ صهيلُ عليها بنُو هيٍّ ورهُط مسلّم
    وآل مضاضٍ في الحُروبِ تجُولُ منازِلُ كُنَّا أهلهَا فأزالَنا
    زمانٌ نبا بالصَّالحين خذولُ فأضحَتْ بنُو كعبٍ وهُم أهلُ عِزِّها
    وغالَت بَنِي سعدٍ بِمكَّة غُولُ قوله: فأضحت بنو كعب، يريد بذلك خزاعة. وأما سعد فبيت الرئاسة من جرهم، فأجابه عمرو بن ربيعة بن كعب الخزاعي حيث يقول:


    تمَّنيت أن تلقَى من الدهر ترحه
    وذا معجب منه عليك مهول تمنَّى أمانَي الذَّليلُ وإنَّما
    تفُتكَ رجالٌ ذادةٌ وخُيولُ فَحُلَّ بأرضِ الحِجرِ إنْ كنتُ فاعلاً
    فإنِّي لكُمْ بالمجحِفاتِ كفيلُ ففي ذلك يقول مضاض بن عمرو الجرهمي حيث يقول:


    وكُنَّا وُلاةَ البيتِ والقاطِن الَّذي
    يُوفِّي إليهِ نَذرهُ كُلُّ محرمِ سكنَّا بهِ قبلَ الظِّبَاءِ وراثةً
    لنا من بني هيِّ بن بيِّ بن جُرهُمِ فأزعجنَا منهُ وكُنَّا وُلاتهِ
    قبائلُ من كعبِ بن عمروٍ وأسلمِ فأجابه الأعصم بن مالك الخزاعي حيث يقول:


    بغاكَ عن البيتِ المُحرَّمِ معشرِي
    رموكَ بطلَّاعِ الثَّنايا عرمرمِ فحازُوا موارِيثَ ابنِ نبتٍ لأنَّهُم
    أحقُّ وأولى مِنكَ عمروَ بنَ جُرهُمِ وللحيين خزاعة وجرهم في ذلك أخبار وأشعار، ملنا عن شرحها إلى ما احتجنا إليه في هذا الكتاب.

  • صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. وصايا من ذهب
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 06-30-2010, 12:28 AM
    2. الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض
      بواسطة Abu anas في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 06-13-2010, 08:02 AM
    3. الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض
      بواسطة M-AraBi في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 05-24-2010, 03:41 PM
    4. قصة ملك الملوك والخـــادم
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 05-01-2010, 12:08 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1