وصايا الملوك وصية كندة
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: تصفح, البحث
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن كندة - وهو ثور بن المرتع، واسم المرتع نبت بن مالك بن زيد بن كهلان - وصى بنيه، وهم أثله ونحيب ومعاوية، وهو جدّ الملوك المتوجة من كندة، فقال لهم: يا بني احفظوا أنفسكم عما يشينها، وحثوها على ما يزينها. يا بني، ما أفلح غادر قط، ولا ساد خائن يوماً من الدهر، ولا عاش كريماً إلا حميداً، ولا مات جواد إلا فقيراً ولست أرى شيئاً أذل من البخل، ولا أحسن من المنفرد الوحيد. ثم أنشأ يقول:
بَنِيَّ احفظُوا للدَّهرِ منِّي خصائلاً
تعيشُوا بها بينَ الأنامِ مُلُوكاً بَنِيَّ أقلُّ النَّاس مَنْ كانَ غادراً
فكانَ لإحرامِ الرِّجالِ هَتُوكا وأكثرهُمْ من كانَ في العُرفِ آمرأً
وكانَ لمذمُومِ الفعالِ ترُوكا وأكرمُهُم من كان في سُبُلِ العُلا
وفي مهيعِ المجدِ التَّليد سلُوكا وأحملهم من كان يُلفَى لقومِهِ
إذا ندبُوهُ للنِّزالِ وشيكا وكان لدى الهيجاءِ في كُلِّ مشهدٍ
قصُوماً لأقرانِ الرِّجال بتُوكا وإيَّاكُمُ والبُخلُ فالبُخلُ ربُّهُ
وإن كان ذا مالٍ يموتُ ضريكا ولو عاشَ ما قد عاشَ لُقمانُ لم يكُنْ
مع البُخلِ إلا خامِداً وهلُوكا بنيَّ صِلُوا الأرحامَ كي لا تفرَّدُوا
إذا كان طعنُ الواصلين شكُوكا فما اللَّيثُ إلا بالعرين الَّذي بهِ
لما شاءهُ عند الجبالِ دروكا وليسَ امتناعُ البيتِ إلا بأهلِهِ
وإن ... سميكا
وصايا الملوك وصية واثلة بن كندة
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: تصفح, البحث
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن واثلة بن كنده بن المرتع وهو الذي يقال له الأشرس بن كندة وصَّى بنيه فقال لهم: يا بني، عليكم بالثلاثة تنالوا بها ثلاث خصال، لا ينازعكم فيه ثلاثة، شريف تعالى في شرفه، وعزيز تسامى في علو عزه، وكريم في حالق من ربائع كرمه. يا بني أجزلوا الموهبة قبل أن تسألوها لتسودوا الكرام قبل أن يسودكم مبذالها، وأجملوا الصمت في الندي يجمع لكم قوالها، واصدقوا الطعن عند الهياج ليرهب جانبكم أبطالها. أي ثلاثة لا عدمتموهن ثلاثاً تجمع لكم الكرم والسؤدد والعز،وفي ذلك يقول أخوه يجنب بن كندة حيث يقول:
لم يُبقِ واثلةُ بن كِندةَ مرشداً
مَّا بهِ وصَّى بنيهِ أبوهُ حتَّى حباهُ ذا المكارمِ سكسكاً
فوعاهُ حفظاً والسَّكونُ أخُوهُ وصَّاهُما بثلاثةٍ وصَّى بها
في السَّالفات من الزَّمان ذَووهُ لا تعدُوانِ الرُّشدَ ما عملاتها
والمرءُ يحوي ما حواهُ أبوهُ إنَّا لنسلُكُ مسلكا آباؤنا
من قَبلنَا فيما مضى سلكُوهُ وكذاكُمُ أولادُنَا أتباعُنَا
فيما اتَّخذناهُ وما اتَّخذوهُ لا يعرِفُونَ سوى الَّذي من قبلِنا
آباؤنَا وجُدودُنا عرفُوهُ كانُوا المُلُوكَ وقد ملكنا بعدهُمْ
من أمرِ هذا النَّاس ما ملكُوهُ ولسوفَ يملِكُ بعدنا من نسلِنَا
تيجانَنَا شُمُّ الأنوفِ وُجُوهُ يُوهُونَ ما رقعَ الزَّمانُ وصَرفُهُ
عِزَّاً ولا يُوهى الَّذي رقعوهُ
وصايا الملوك وصية معاوية الأكرمين
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: تصفح, البحث
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن معاوية الأكرمين وهو جد الملوك المتوجة من كندة وصَّى بنيه، فقال لهم: يا بني، أحسنوا موالاة من والاكم، واجتهدوا في معاداة من عاداكم، أما من عاداكم فأسهروا ليله، وأخيفوا نهاره، وكونوا أمامه ظلاماً، ووراءه أفاعي، وعن يمينه وشماله أسداً، افترسوه في الليل إذا تعشى، وانتهموه في النهار إذا تخلّى، فإن تركه إياكم ليس من شفقة به عليكم، ولكنه ينتظر الفرصة فيكم، ليثب وثبة الخادم على الضالة في مرصده. وأما من والاكم فارعوا ليله، واحفظوا نهاره، وكونوا له حصناً ساطعاً وركناً مانعاً وعيشاً هامعاً، وأدنى ما توجبون له من حقه أن تؤثروه بالخير عليكم، وتقوه الشر بأنفسكم، وأن تحفظوه وأقاربه، فما الناس إلا اثنان، عدو كاشح وصديق ناصح. ومعاوية هذا الذي يقول فيه عامر بن السّكون الأشرس بن كنده بن المرتع حيث يقول:
أبَتْ حادثاتُ الدَّهرِ إلا امتحانيه
على المكروه إلا اصطباريهْ لقد كانَ ظنِّي أنْ أوارى ولا أرى
رجالاً بأيدِيهَا بواراً مُعاوِيَهْ وكانَ القُوى مِنِّي فلمَّا سُلِبتهُ
سُلِبتُ القُوى حتى استبانَ انحنائِيهْ لقد فارقَتِنيْ يومَ فارقتُ وجههُ
يَمينِيَ لا بلْ فارقتني شِماليَهْ فلو كانَ يُفدَى لافتديتُ بقاءَهْ
بنفسِيْ وأولاديْ وأهليْ وماليهْ لقد ورثِتْ ثور بنَ نبتِ بن مالكٍ
فتاها الَّذِي أضحتْ لَهُ وهي باكِيهْ فكائنْ ترى في كِندةَ المُلكَ والعُلا
لهُ اليومَ من راثٍ يَحنُّ وراثيةْ معاويَ إنِّي لستُ أنساكَ ما جرتْ
شآميةٌ في عندلٍ أو يمانيهْ تمنَّيتُ إذ وافتْ نعاتُكَ عُذوةً
بأن قبلها قامَتْ عليَّ نُعاتيهْ
وصايا الملوك وصية عمرو المفضور
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: تصفح, البحث
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن عمرو المفضور وصى بنيه فقال لهم: يا بني، إن الدهر يومان، خير وشر، فأعدوا للخير خيراً يجمع لكم خيران في قرن واحد، وادفعوا شرَّه بالتي هي أحسن عاقبة وأجلَّ مالاً من غيرها، يا بني، اعملوا بما أوصيكم، ولا تعدوه إلى غيره، فإن الرُّشد في وصيتي والغي بما خالفها. ثم أنشأ يقول: " من البسيط "
إنْ تَجهلُوا ذِكركُم فالدَّهرُ يومانِ
خيرٌ وشرٌ هما شيئانِ إثنانِ استقبلُوا خيرهُ بالخيرِ وافترِقُوا
خَيراً يكُن لكُمُ في الخيرِ خيرانِ ودافِعُوا شرَّهُ عَنكُم بأحسنِهَا
دفعاً فقد يُدفَعُ الشَّرُ بإحسانِ بِذاكَ أسلافُنَا وصَّوا
بنيهمُ مِنْ بنيْ هُودٍ وقحطانِ ولم يزلْ ذاكَ في الحيَّين بعدهُمُ
من حِميرٍ والذُّرى مِنْ فرعِ كهلانِ لنا الذي أسَّسُوه قبلنا ولهُمْ
ما نحنُ نبنيهِ من تشييدِ بُنيانِ والمُلكُ فينا وفي إخوانَنَا ولنا
ما كانَ للمُلكِ من عِزٍّ وسُلطانِ بَنيَّ لا تقطعوا عَمرَاً ولا أُدداً
والأزدَ طُرَّاً ولا أحياءَ همدانِ والحيَّ حميرَ لا تعصُوا مُلُوكهُمْ
فإنَّكُم معهُمْ في المُلكِ سيَّانِ هُمُ أذلَّوا لكُم هذا الأنام وهُمْ
أعطُوكُمُ المُلكَ في أبناءِ عدنانِ وهُمْ أباحُوا بلادَ الهندِ وافتتحُوا
مدائِنَ العُجمِ في أقصى خُراسَانِ وهُمْ صُلُوا نارَ أهلِ الصِّينِ دُونكُمُ
حتَّى حووها لكُم يا آلَ قحطانِ والرُّومَ قد منحُوهَا عُنوةً لكُمُ
وأرضَ فارسَ داسُوهَا وكِرمانِ
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)