والإيجاز بالقصر [248] كقوله: { ولكم في القصاص حياة }.
وقوله: { يحسبون كل صيحة عليهم، هم العدو }.
وقوله: { إنما بغيكم على أنفسكم }.
وقوله: { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله }. [249]
والإطناب فيه بلاغة، فأما التطويل ففيه عِيٌّ. [250]
وأما التشبيه، فهو العقد على أن أحد الشيئين يسد مسد الآخر في حسن أو عقل، كقوله: { والذين كفروا أعمالهم كسراب بِقِيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا }. [251]
وقوله: { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف }. [252]
وقوله: { وإذ نتفنا الجبل فوقهم كأنه ظلة }. [253]
وقوله: { إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به بنات الأرض مما يأكل الناس والأنعام، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا، فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس }. [254]
وقوله: { إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر. تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر }. [255]
وقوله: { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان }. [256]
وقوله: { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما }. [257]
وقوله: { وجنة عرضها كعرض السماء والأرض }. [258]
وقوله: { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا }. [259]
وقوله تعالى: { فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث }. [260]
وقوله: { كأنهم أعجاز نخل خاوية }. [261]
وقوله: { مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت }. [262]
وقوله: { وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام }. [263]
وقوله: { خلق الإنسان من صلصال كالفخار }. [264] ونحو ذلك.
ومن ذلك: باب الاستعارة وذلك يباين التشبيه.
كقوله تعالى: { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا }. [265]
وكقوله: { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين }. [266]
وكقوله: { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية }. [267]
وقوله: { ولما سكت عن موسى الغضب }. [268]
وكقوله: { فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة }. [269]
وقوله: { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق }. [270] فالدمغ والقذف مستعار.
وقوله: { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار }. [271]
وقوله: { وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم }. [272]
وقوله: { فذو دعاء عريض }. [273]
وقوله: { حتى تضع الحرب أوزارها }. [274]
وقوله: { والصبح إذا تنفس }. [275]
وقوله: { مستهم البأساء والضراء وزلزلوا. [276]
وقوله: { فنبذوه وراء ظهورهم }. [277]
وقوله: { أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا }. [278]
وقوله: { حصيدا خامدين }. [279]
وقوله: { ألم تر أنهم في كل واد يهيمون }. [280]
وقوله: { وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا }. [281]
وقوله: { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك }. [282]
وقوله: { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر }. [283]
وقوله: { فضربنا على آذانهم } يريد: أن لا إحساس بآذانهم من غير صمم. [284]
وقوله: { ولما سقط في أيديهم }. [285]
وهذا أوقع من اللفظ الظاهر، وأبلغ من الكلام الموضوع [ له ].
وأما التلاؤم فهو: تعديل الحروف في التأليف. وهو نقيض التنافر [ الذي هو ] كقول الشاعر:
وقَبرُ حَربٍ بمكان قَفرِ * وليس قُربَ قَبرِ حَربٍ قَبرُ [286]
قالوا: هو من شعر الجن! وحروفه متنافرة، لا يمكن إنشاده إلا بتَتَعْتُعٍ فيه! [287]
والتلاؤم على ضربين: أحدهما في الطبقة الوسطى، كقوله: [288]
رَمَتْني وسِترُ الله بيني وبينها * عَشيّةَ آرامِ الكِنَاسِ رَمِيمُ [289]
رَمِيمُ التي قالت لجاراتِ بيتِها: * ضَمِنتُ لكم أن لا يزال يَهِيمُ
ألا رُبَّ يومٍ لو رَمَتْني رَمَيتُها * ولكنّ عَهدي بالنضال قديم [290]
قالوا: [291] والمتلائم في الطبقة العليا القرآن كله، وإن كان بعض الناس أحسن إحساسا له من بعض، كما أن بعضهم يفطن للموزون بخلاف بعض.
والتلاؤم: [292] حسن الكلام في السمع، وسهولته في اللفظ، ووقع المعنى في القلب. وذلك كالخط الحسن والبيان الشافي، والمتنافر كالخط القبيح. فإذا انضاف إلى التلاؤم حسن البيان وصحة البرهان في أعلى الطبقات ظهر الإعجاز لمن كان جيد الطبع وبصيرا بجواهر الكلام، كما يظهر له أعلى طبقة الشعر. [293]
والمتنافر، ذهب الخليل إلى أنه من بُعْدٍ شديد، أو قرب شديد، فإذا بَعُدَ فهو كالطفر. وإذا قَرُبَ جدا كان بمنزلة مشي المقيد. ويبين ذلك بقرب مخارج الحروف وتباعدها.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 20 (0 من الأعضاء و 20 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)