(ب) الحالة الأخلاقية

- أصيبت الدولة الرومانية بانحلال خلقي عظيم، نتج عن تأخر سن الزواج بسبب تركز الثروات الضخمة في أيدي قلّة قليلة من أولي النفوذ، بينما يعيش الشعب في فقر شديد، فلم يعد الشباب يملك ما يتزوج به، فانصرف إلى الزنا، والعلاقات المشبوهة، وفضل العزوبة على الزواج.

- أصبحت الرشوة أصلاً في التعامل مع موظفي الدولة، لإنجاز أي عمل أو الحصول على أي حق.

- الوحشية في الطباع: وقد تمثل ذلك في لهوهم، وفي حروبهم على السواء:

ففي اللهو كان من وسائل التسلية لديهم: صراع العبيد مع الوحوش المفترسة في أقفاص مغلقة، بينما يستمتع الأمراء والوزراء بمشاهدة الوحوش وهي تفترس العبيد.

وفي حروبهم: كانوا يتعاملون مع عدوهم بهمجية ووحشية؛ فعلى سبيل المثال: في عهد الإمبراطور (فسبسيان)، حاصر الرومان اليهود في القدس -وكان اليهود يسمونها أورشليم- لمدة خمسة أشهر، انتهت في سبتمبر سنة (70) ميلادية، ثم سقطت المدينة في أشد هزيمة مهينة عرفها التاريخ. لماذا نسميها مهينة؟

لأن الرومان أمروا اليهود أن يقتلوا أبناءهم ونساءهم بأيديهم، وقد استجاب اليهود لهم من شدة الرعب، وطمعًا في النجاة فهم أحرص الناس على حياة ولو كانت حياة ذليلة مهينة، ثم بدأ الرومان يجرون القرعة بين كل يهوديين، ومن يفوز بالقرعة يقوم بقتل صاحبه، حتى أبيد اليهود في القدس عن آخرهم، وسقطت دولتهم، ولم ينجُ منهم سوى الشريد وأولئك الذين كانوا يسكنون في أماكن بعيدة.