هل كيمياء الحب، تختلف عن كيمياء الزواج؟ علميا هذا صحيح.. ففي مراحل الحب الأولى تزداد نسبة مواد منها الدوبامين، والذي يلعب دورا في الانجذاب العاطفي. أما العلاقات طويلة الأمد.. فالدوبامين ليس كافيا لاستمرار الحب.. هو أعطاك الانجذاب، لكنه ليس ضمانا لاستمرار العلاقة. أما في الزواج فالموضوع يختلف.
في دراسة مثيرة في جامعة كاليفورنيا – وجدوا أن الأزواج الذين يتميزون بعلاقة زوجية طيبة، لوحظ ارتفاع نسبة هرمون الأوكسيتوسين في أجسادهم.. إنها مادة مختلفة تماما عن الأولى. ما الذي يعنيه هذا؟ يعني ببساطة: إن كيمياء الحب (بأشواقه ولوعته) مختلفة عن كيمياء الزواج (العلاقات المستمرة طويلة الأمد)
وعندما يبني البعض فكرة الزواج على الانجذاب العاطفي فقط على اعتبار أنه الحب، وهو ما تؤكده كل الأغاني العاطفية والدراما بشكل متكرر فتلك النظرة للزواج خاطئة . و حين يعظم الشاب والفتاة وفي ذهنهما هذه الفكرة عن الزواج، سيكتشفان أن مادة الدوبامين المسؤوله عن نشوة الحب ستنتهي سريعا.. ولابد من الأوكسيتوسين كي تتحمل العلاقات طويلة الأمد..
يبدو أن المشكلة الحقيقية تكمن في فهمنا لكلمة الحب هذه.. إذا لم يكن الحب هو (اللوعة والشوق والوله..) فما هو الحب إذن؟
لو تأملنا أي علاقة مثالية، سنجد انها تمر بثلاثة مراحل.. - المرحلة الأولى: الانبهار: إنها مرحلة الدوبامين.. في هذه المرحلة تكون القصة في بدايتها.. لم يلبث سهم الكيوبيد ان ينغرس في القلبين البريئين.. تتميز هذه المرحة بالتالي: ترى الشخص الذي تحبه وكأنه (كامل) ولا نقص فيه.. ظريف وخفيف الظل وتكون سعيداً وأنت معه.. تشعر انه مختلف عن كل من قابلتهم في حياتك.. باختصار: ستشعر أنه (كامل).. هذه المرحلة هي التي أنتجت كل قصائد الحب والأغاني في التاريخ الإنساني.. وهي المرحلة الوحيدة التي تركز عليها وسائل الإعلام والدراما الرومانسية.. لأنها – كما نعلم جميعا – أروع ما في العلاقات الإنسانية.. لكن هناك شيء مهم جداً: احذر كل الحذر، من قرار الارتباط في هذه المرحلة!
- المرحلة الثانية: الاكتشاف هي مرحلة أن يتعرف كل منهما على الآخر.. بمرور الوقت ستكتشف أن هذا الشخص الذي تحبه ليس كاملا كما كنت تظن.. هناك عيوب هنا وهناك و أشياء لم تكن تعرفها.. بل أشياء تضايقك فعلاً! هل هذا طبيعي؟ الإجابة: طبيعي تماما.. وحين تجد أن هذا يحدث في علاقتك الجادة فاعلم أنك تسير في الطريق الصحيح.. في هذه المرحلة تختفي الصورة المزيفة التي كنت تراها في مرحلة الإنبهار.. سترى الشخص على طبيعته وفي هذا الوقت يمكنك أن تقرر..
- المرحلة الثالثة: مرحلة التعايش.. وهي مرحلة الأوكسيتوسين..! في هذه المرحلة يصل الطرفان إلى معرفة كاملة بعيوب بعضهما البعض.. يعرفون ما هي العيوب ويتكيّفون معها ويستطيعون التعايش معها.. هذه المرحلة هي أصعب مرحلة في العلاقات.. لأنها تتضمن وسيلتكما لحل الخلافات التي تنشب – حتما – بينكما.. وكيفية تعامل كل منكما مع عيوب الآخر.. هذه المرحلة إن تجاوزها الطرفان بنجاح، تعني أقصى درجات الحب التي من الممكن أن تصل إليها العلاقة. هل تعرف لماذا؟
الحب في مرحلة الإنبهار طبيعي، لأنك لا ترى عيوبا.. لكن وصولك إلى مرحلة التعايش فهذا يعني أنك عرفت شخصا وأدركت عيوبه وظللت مصرا على الحياة معه رغم كل شيء.. هذا هو الحب. العلاقة الناجحة هي العلاقة التي تحافظ على اتزانها في جميع هذه المراحل.. بعد أن نصل لمرحلة التعايش..
لا بأس من أن نستحث مرحلة الإنبهار وتجديد العلاقة من حين لآخر.. نزور ذات الأماكن التي كنا فيها في بداية تعارفنا.. كلمة رقيقة.. لمسة حانية.. هدية بسيطة.. هذه هي العلاقة المثالية.. وليست مرحلة الانبهار فقط كما توهمك الدراما.. والمسلسلات ..
يقع في هذا الشرك ملايين من الناس.. حين يجدون أن علاقتهم قد نضجت أخيرا وانتقلت إلى المرحلة التالية، ثم يعتبرون هذا فشلا لأن مشاعرهم قد تغيرت دون أن يفهموا السبب.. ويكون هذا سببا في إفساد علاقة رائعة . ولا يعلمون ان الزواج بتعدد مراحله بين الشاب والفتاه هو الطريق الصحيح .. لا العلاقات العابرة والغير شرعيه خارج اطار الزواج .
مشكورة موضوع رآئع يعطيكي لعآفية
...__وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى , وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى , ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى__...
الله يكتر من هادا (الأوكسيتوسين ) بأجسام كل المتزوجين و المتزوجات
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)