وقد تحدث زغللة بالعين vision blurred أو تصبح الرؤيا معتمة أو باهتة dim وقد لا يري الشخص عندما ينظر باستقامة للأمام central vision ولكن النظر للجوانب side vision يكون تأثره أقل , وفي بعض الأشخاص يكون الرؤيا في أحد العينين أضعف من الأخرى مما يسبب رؤية مزدوجة double vision عند الانتقال بالبصر من جهة لأخرى , وقد يحدث عمى جزئي partial blindness بأحد العينين وقد يحدث ألم عند تحريك العين وتحدث هذه الأعراض نتيجة التهاب العصب البصري optic neuritis وقد يعانى المريض بالتصلب العصبي المتعدد من أعراض التهاب العصب البصري فقط دون الشكوى من أي أعراض أخري, والصورة تبين إلى اليمين الرؤيا الطبيعية وإلى اليسار الرؤيا بعين مصابة .

وعندما يصاب الجزء الخلفي من الحبل الشوكي بالعنق the back part of the spinal cord , فإن انحناء الرقبة للأمام يسبب شعور بألم كالوخز tingling sensation أو كالصدمة الكهربية electrical shock والذي يطلق إلى أسفل الظهر أو الأطراف أو أحد جانبي الجسم وهذه العلامة تعرف بعلامة لِهرمت Lhermitte's sign , ويحدث هذا الإحساس لوهلة أو لحظة ثم يختفي عندما تعود الرقبة من الانحناء إلى وضع الاستقامة مع بقية الجسم و يظل الإحساس بالألم مع انحناء الرقبة للأمام , ومع تقدم الأعراض تظهر ارتعاشات بالحركة وعدم انتظام وقد يحدث شلل حركي جزئي أو كامل لعضلات بالجسم وقد تحدث انقباضات عضلية غير إرادية للعضلات الضعيفة spasticity وقد يحدث انقباض عضلي يسبب ألما في هذه العضلات painful cramps, ويؤثر الضعف العضلي و تشنج العضلات في الحركة والنطق الذي يصبح بطيئا وغير واضح slurred ومتردد hesitant .


وفي الحالات المتأخرة قد يحدث اضطراب عقلي كما قد تتأثر الأعصاب التي تتحكم في التبول وحركة الأمعاء مما يسبب شدة الرغبة و كثرة مرات التبول أو احتباس البول أو الإمساك .


التشخيص
نظرا للمدى الواسع لاختلاف الأعراض فإن الأطباء قد لا يتعرفون على المرض في مراحله المبكرة ويتوقع الأطباء حدوث المرض في النساء والرجال صغار السن عندما تظهر عليهم فجأة suddenly زغللة بالرؤيا أو رؤية مزدوجة أو أعراض حركية أو حسية في أماكن مختلفة ومتفرقة أو متعددة وغير مترابطة بالجسم , ويكون تذبذب الأعراض ووجود فترات نشاط و فترات كمون للأعراض داعما لتشخيص المرض وعندما يشتبه الأطباء في وجود التصلب العصبي المتعدد فإنهم يتجهون إلى فحص قاع العين ومنطقة اتصال العصب البصري بشبكية العينoptic disk والتي تبدو باهتة pale وملتهبة مشيرة إلى التهاب العصب البصري , كما يتجه الأطباء لعمل فحص بأشعة الرنين المغناطيسي magnetic resonance imaging - MRI والذي تظهر به أماكن نزع الميلين demyelination الموجودة بالمخ أو النخاع الشوكي على شكل بقع patches or plaques , وقد تحقن مادة الجادولينيم gadolinium قبل هذا الفحص والتي تساعد في التمييز بين البقع الملتهبة والمنزوعة الميلين حديثا والبقع التي حدثت منذ فترة طويلة وسابقة عند فحص صور أشعة الرنين المغناطيسي المأخوذة للمريض , و الصورة تبين إلى اليسار صورة أشعة الرنين لمخ طبيعي وإلى اليمين صورة مخ مصاب .

وقد يصبح التشخيص واضحا من خلال الأعراض و الفحص الطبي السريري و فحص قاع العين و أشعة الرنين المغناطيسي , أما إذا لم يكن واضحا فقد نحتاج لفحوص أخرى لمعرفة المزيد وأهمها:


  • فحص السائل النخاعي (Spinal tap (lumbar puncture :
    وذلك حيث تزداد نسبة البروتينات بالسائل النخاعي وكذلك الأجسام المضادة ويساعد التعرف على النموذج المميز للأجسام المضادة specific pattern of antibodies في التعرف على تشخيص الحالة فيما يقرب من 90 بالمائة من الحالات.
  • عمل اختبار لقياس الاستجابات Evoked responses:
    وذلك بتنشيط أماكن معينة بالمخ ثم رصد النشاط الكهربي بهذه الأماكن , وذلك من خلال التنبيه الحسي فعلى سبيل المثال يستخدم الوميض الضوئي في التعرف على إصابة العصب البصري والذي يبين أن سرعة توصيل الإشارة تكون بطيئة بسبب نزع الميلين .

وتساعد الفحوص في التمييز بين التصلب العصبي المتعدد والحالات المشابهة .

خطورة المرض
بالنسبة لتأثير المرض وكذلك سرعة تقدم المرض توجد اختلافات كبيرة من شخص لآخر, ففترات السماح قد تمتد إلى شهور وسنوات قد تصل إلى أكثر من 10 سنوات ومع ذلك فإن بعض الأشخاص وبخاصة من الرجال الذين يصابون في منتصف العمر فإنهم يصابون بنوبات متكررة تعجل من إصابتهم بالإعاقات وفى كل الحالات فإن حوالي 75 بالمائة من الحالات لا تحتاج إلى كرسي متحرك وكذلك فإن 40 بالمائة من الوظائف الطبيعية بالجسم لا ينالها المرض أما بالنسبة لعمر المريض فالمرض ليس له تأثير فيما عدا الحالات الشديدة جدا .


العلاج
لا يوجد علاج موحد لكل الحالات . فمركبات الكورتيكوستيرويد corticosteroids تستخدم في العادة لتثبيط الجهاز المناعي وهي تعطى لفترة بسيطة للتلطيف من المرض أثناء نشاطه , وبالرغم من أن هذه المركبات تقلل من فترة نشاط المرض و تبطئ من تقدمه إلا أنها لا تمنع تقدم المرض كما تعطى هذه المستحضرات وتوقف حسب الحاجة ولا تعطى لفترات طويلة أو ممتدة وذلك لتأثيراتها الجانبية .


وتوجد أدوية أخرى تقلل من مهاجمة الجهاز المناعي لغشاء الميلين وتشمل :


  • بيتا إنترفيرون Interferon-beta injections و تعطى بالحقن وهي تعطى بهدف التقليل من الانتكاسات والإعاقات .
  • جلاتيرامير glatiramer acetate injections وتعطى أيضا للتقليل من الانتكاسات و الإعاقات عند المصابين في بداية إصابتهم بحالات خفيفة من المرض.
  • ميتوكسانترون mitoxantrone و يعطى بهدف التقليل من تقدم المرض عند الأشخاص الذين لا تجدي معهم العلاجات الأخرى ولا يعطى أكثر من عامين لتأثيره على عضلة القلب .
  • نتاليذوماب natalizumab وهو عبارة عن أجسام مضادة تعطى في محلول بالوريد مرة واحدة في الشهر وهو ذو فعالية عن الأدوية الأخرى في التقليل من عدد الانتكاسات ومنع حدوث تلف أكثر بنسيج المخ ومع ذلك فقد يسبب عدوى نادرة و قاتلة بالمخ والحبل الشوكيprogressive multifocal leukoencephalopathy ولذلك يجب استخدامه بواسطة أطباء مدربين جيدا مع متابعة المرضى الذين يعالجون به للكشف عن علامات هذا المرض .
  • أيضا فإن إعطاء بروتينات مناعية immune globulin مرة كل شهر بالوريد يساعد المريض عندما تكون الأدوية الأخرى غير فعالة .
  • كما تستخدم أدوية أخرى لعلاج التقلص العضلي muscle spasms و لعدم التحكم في التبول urinary incontinence و لتسكين الألم وللارتعاش tremors و الشعور بالتعب fatigue أو الاكتئاب depression .
  • و بالنسبة للمصابين بهذا المرض فيمكنهم التمتع بحياة نشطة مع ممارسة الرياضة كالمشي والسباحة و ركوب الدراجات الثابتة , فإن ذلك يساعد في الاحتفاظ بصحة العضلات والقلب و الصحة النفسية وكذلك في التقليل من الشعور بالتعب والتقلص العضلي .

كما يجب تجنب الحرارة المرتفعة مثل الحمامات الدافئة .
ويجب أن يتوقف المدخنين عن التدخين .
و بالنسبة للذين يعانون من احتباس البول يجب أن يتعلموا كيفية عمل قسطرة حتى يستطيعوا بأنفسهم التخلص من البول كما تعطى ملينات بانتظام للأشخاص الذين يعانون من إمساك , كما يوضع في الاعتبار تجنب الإصابة بقرح الفراش عند الأشخاص الذين يفقدون القدرة على الحركة .


وعند حدوث إعاقة بسبب هذا المرض فإن المختصين في المجال الاجتماعي والعلاج المهني من الممكن أن يقدموا المساعدة لإعادة تأهيل المرضى .