وقفات مهمة

1- شعور المسلم بالعزة على الكافرين وتعامله بها يجعله يعيش حياة غير عادية فيها الانشراح والسعادة والغبطة .

2- ليس من العزة التكبر على المؤمنين والاستعلاء عليهم ، فهذه عزة مذمومة ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا :قال (ص) فيما يرويه عن ربه :
(الْعِزُّ إِزَارُهُ وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ فَمَنْ يُنَازِعُنِي عَذَّبْتُهُ)
مسلم ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد

و قال (ص) : (الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - صحيح مسلم

بل إن من كمال عزة المسلم تذلـله للمسلمين وتواضعه لهم ، وهذا لاينقصه بل يزيده، فما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ،
ومن تواضع لله رفعه، وقد أثنى الله على المؤمنين بأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين .

3- ليس من عزة المسلم ظلم الآخرين والتعدي عليهم في مال أو عرض أو دماء ولو كانوا كفاراً إلا بحق ،
وهذا باب ضل فيه كثيرون :
{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا}
المائدة : من الآية2

4- من تمام عزة المسلم :
حسن الخلق حتى مع الكفار ، وحسن الخلق لايعني الضعف والذلة والمسكنة ،
وإنما العدل والإنصاف وتحري الحق :
{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
المائدة : من الآية8

{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
الممتحنة : 8

5- خطورة العصبية والحزبية لقبيلة أو بلد أو جماعة داخل الصف المسلم ،
فإن المؤمنين حزب واحد :

{وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }
المائدة : من الآية56

أما العصبيات والنعرات الجاهلية فهي من أخطر قوادح العزة التي نريد ، وقد استغلها الأعداء مراراً لتفريق صف المسلمين ، وتفريق كلمتهم ،

وقد ذم الله الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً ، فقال :
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}
الأنعام 159


6- جماع الذل في قوله (ص) :
«إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أناب البقر، ورضيتم بالزرع، سلط الله عليكم ذلاً لاينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم»
رواه أبو داود وأخرجه الطبراني وابن القطان وصححه الألباني


7- لا يلزم من عدم قدرة المسلمين على مواجهة أعدائهم عسكرياً أن يذلوا لهم ويتنازلوا عن دينهم ،
فقد تعذر في عدم قدرتك على إقامة الحق ، ولكن لاعذر لك في قول الباطل .

8- أي تنازل من المسلمين في شؤون دينهم وعقيدتم وبلادهم سيغري عدوهم فيهم ،

فالثبات الثبات :

{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}
المائدة 52

{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا}
الأحزاب 32

9- لاينافي العزة الشرعية تأليف الكفار عند دعوتهم بالكلام الطيب أو مجادلتهم بالتي هي أحسن ،
فقد قال الله تعالى :

{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
العنكبوت: من الآية46

وعرض مجادلة عملية، فقال :
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}
آل عمران 64

10- العزة الحقيقة تقتضي التقيد بضوابط الشرع في معاملتنا لبعضنا ،
وفي تعاملنا مع غيرنا ، من أهل الملل الأخرى، فإذا نص الشرع على ألا يقال للكافر سيد، فلا يجوز أن نجامل ونقول له سيد ،
أو مافي معناها كـ( مستر) ،
وإذا نص شرعنا على عدم بدئهم بالسلام فلا نبدؤهم بذلك ، وإذا سلموا رددنا عليهم السلام ،
وهكذا نتبع شرعنا في كل ما يحكم علاقة المسلم بغيره .

11- من العزة بالدين إظهار شعائر الإسلام في أي مكان إلا إذا خاف المرء على نفسه لاضعفاً أو هواناً .

12- من أهم مقتضيات العزة عدم التحاكم إليهم ، أو الاستنصار بهم :
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}
النساء 65


وختاماً ،
يعيش المسلمون ضعفاً في جوانب كثيرة ، لكنهم مع ذلك يتفوقون في الدين والأخلاق والقيم ،
ومتى راجع المسلمون دينهم واستقاموا على سنة نبيهم( ص) واتقوا ربهم ، فإن العز حليفهم ،

وعلينا بالاستقامة على الدين ، ولنتفاءل فالعاقبة للمتقين :
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ}
الأنبياء : 105-106

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
منقول