صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 9

الموضوع: أجمل قصيدة لنزار قباني "القصيدة الدمشقية"وأروع ماوصف الشاعر مظفر النواب لدمشق...


  1. #1
    الحالة : AHLA-DANA غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Sep 2010
    رقم العضوية: 3089
    الدولة: ياغربت الازمان هل لاتنتهي * ياغربت الازمان طالت غربتي
    الإهتمامات: الرسم والسباحة
    السيرة الذاتية: أدرس اداب لغة انجليزية -فرنسي
    العمل: طالبة جامعية
    العمر: 34
    المشاركات: 4,086
    معدل تقييم المستوى : 694
    Array

    أجمل قصيدة لنزار قباني "القصيدة الدمشقية"وأروع ماوصف الشاعر مظفر النواب لدمشق...


    نزار قباني

    القصيدة الدمشقية





    هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ

    إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ



    أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي

    لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ



    و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم

    سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا



    زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا

    وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ



    مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني

    و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ



    للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..

    وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ



    طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا

    فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ



    هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ

    ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ



    هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي

    فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟



    كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها

    حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ



    أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً

    فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟



    خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..

    فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ



    تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..

    وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ



    أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي

    حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ



    ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟

    أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟



    والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟

    إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟



    وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟

    وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟



    حملت شعري على ظهري فأتبِعني

    ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟



    ( كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب )





    شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمّان، ضمير مكة،

    غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.‏‏‏‏‏





    إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى ألف ولي

    ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على

    أبوابها.

    ‏‏‏‏‏

    إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله،

    شرود القصيدة ومصيدة الشعراء.‏‏‏‏‏



    من على شرفتها أطلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة،"أنى تهطلي خيرك لي "

    بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت

    بلاطة في جبال البرينيه.‏‏‏‏‏



    إنها دمشق التي تحملت الجميع، قوادين وحالمين، صغار كسبة وثوريين، عابرين

    ومقيمين، مدمني عضها مقلمي أظفارها وخائبين وملوثين، طهرانين

    وشهوانيين....



    رَضَّعت حتى جفَّ بردى، فسارعت بدمها بشجرها وظلالها، ولما نفقت الغوطة،

    أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونه يتسلقونه، يطلون منه على جسدها،

    ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصتهم من براءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبها

    ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق تعود فتية كلما شُرِقَ نقي عظامها.‏‏‏‏‏



    إنها دمشق أيها العرب محط سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح

    محي الدين بن عربي‏‏‏ ،هو من لم تتسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها وألبسته

    حياً من أحيائها فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"



    ‏‏‏‏‏

    إنها دمشق لا تعبأ باثنين، الجلادين والضحايا، تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي

    على شكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها، فيتململ

    ابن عساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في

    المحبرة، لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها

    دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها إلا الله جل شأنه وملائكة عرشه.‏‏‏‏‏



    دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق، حرر صلاح الدين القدس وطاب

    موتاً في دمشق، قدم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي

    رؤوسهم كي ترضى دمشق، وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على

    طريقة دمشق.



    ‏‏

    إنها دمشق لا تحب أحداً، ولا تعبأ بكارهيها، متغاوية ووقحة تركت عشاقها

    خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم، وتتفرغ للغرباء الذين

    ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحت أظافرها.‏‏‏‏‏



    لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.‏‏‏‏‏

    لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم.‏‏‏‏‏ من الأزرق ما يكفي لتغرق

    القارات الخمس .



    لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق الملائكة، ومن المداخن

    ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.‏‏‏‏‏



    ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يدعو

    نحل الكون لرحيقها.‏‏‏‏‏



    لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية، ومن الأحذية و"الشحاحيط "

    المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور.‏‏‏‏‏



    لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما

    يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل.‏‏‏‏‏



    لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا

    نكازاكي وهيروشيما‏‏‏‏‏



    لديها من النهايات ما يكفي ثمانين ألف رواية، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل

    الحروب القادمة.

    ‏‏‏‏‏

    لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل

    ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر.‏‏‏‏‏



    لا فضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز،

    الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون.‏‏‏‏‏



    دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في

    أرقى أحيائها تسمع وجع "الطبالة"، وفي ظلمة "حجرها الأسود" يتسلق كشاشي

    الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين".‏‏‏‏‏



    دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة

    أهلي وزملكاوي ولا كما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب

    نهر التايمز ولا كمدن الخليج العربي مواطنين ووافدين ولن تكون كعمّان

    فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم ....‏‏‏‏‏



    دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية وإذا

    أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة‏‏‏‏‏ وإن أضعت طريق الجامع الأموي ،

    ستدلك عليه " كنيسة السيدة "



    لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها

    ومن يهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو

    تحمضها كلها، تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعا أو ضحية، ماحياً أو

    متذكراً كل شيء دفعة واحدة.‏‏‏‏‏



    اعطشي
    فسأجعل دموعي ترياقاً لكِ
    ابردي
    فسأجعل جفوني غطاءً لكِ
    جوعي
    فسأجعل قلبي طعاماً لكِ
    تعري
    فسأجعل نظري كساءً لكِ
    تحرري
    فسأجعل صدري موطناً لكِ
    تمردي
    فسأجعل جسدي منفاً لكِ





    سأضل أذكرك ويعتصر القلب حزناً وتبكيك عيوني
    أودعك رغم أنفي وليس بيدي حيلة


    فأعذرني وقد أشربوك كأس المنوني وأشربوني






رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    الله الله
    مررت من بين هذه الكلمات ظناً مني بأنه سيكون مرور الكرام
    ولكن شدتني حروف موضوع أخت دانا



    كلمات رائعة وصف خلاب
    كلام ليس كالكلمات

    جميل ما قرأة هنا وما نقلت يداك
    بأمر من زوقك الرفيع
    لا حرمنا الله من مشاركاتك الرائعة
    ولا أملك بين يدي سوى ان أقييم موضوعك الأكثر من رائع تعبيراً لما بداخلي من
    وصف لكلمات أساتذة الشعر الحديث

    أخوكي محمد تقبلي مروري وتقيمي


    وسيتم النقل إلى قسم الشعر والثقافة والأدب


    التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الوطنية ; 10-06-2010 الساعة 06:25 AM
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #3
    الحالة : AHLA-DANA غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Sep 2010
    رقم العضوية: 3089
    الدولة: ياغربت الازمان هل لاتنتهي * ياغربت الازمان طالت غربتي
    الإهتمامات: الرسم والسباحة
    السيرة الذاتية: أدرس اداب لغة انجليزية -فرنسي
    العمل: طالبة جامعية
    العمر: 34
    المشاركات: 4,086
    معدل تقييم المستوى : 694
    Array




    سأضل أذكرك ويعتصر القلب حزناً وتبكيك عيوني
    أودعك رغم أنفي وليس بيدي حيلة


    فأعذرني وقد أشربوك كأس المنوني وأشربوني








  • #4
    الحالة : ربيع العمر غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Sep 2010
    رقم العضوية: 3170
    المشاركات: 287
    معدل تقييم المستوى : 48
    Array

    نزار عاشق الشام وناقش اغلا حروف مدحها

    نزار زهرة دمشق الابديه التي لا تذبل


    دانا لكل الشكر لك على روعة ما نقلتي

    من ورود الورد نزار

    مشكوره جدا ولنزار ولك ولدمشق باقات الورد العبقه

    دمت بخير

  • صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. اجمل قصيدة لنزار قباني في مدح النبي
      بواسطة ibrahem706 في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 10-06-2010, 07:17 PM
    2. أجمل قصيدة لنزار قباني في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
      بواسطة Don.Ayman في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 08-24-2010, 02:07 AM
    3. القصيدة الدمشقية ...
      بواسطة رامون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 07-12-2010, 02:54 AM
    4. الشنفرى وقصته وأروع قصيدة له
      بواسطة M-AraBi في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 06-04-2010, 08:04 PM
    5. قصيدة مكابرة ..... لنزار قباني
      بواسطة CANCER في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 05-21-2010, 11:14 AM

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1