النتائج 1 إلى 4 من 7

الموضوع: المرأة الإنسانة ... بين الوجدان والحرمان

مشاهدة المواضيع


  1. #1
    الحالة : AHLA-DANA غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Sep 2010
    رقم العضوية: 3089
    الدولة: ياغربت الازمان هل لاتنتهي * ياغربت الازمان طالت غربتي
    الإهتمامات: الرسم والسباحة
    السيرة الذاتية: أدرس اداب لغة انجليزية -فرنسي
    العمل: طالبة جامعية
    العمر: 34
    المشاركات: 4,086
    معدل تقييم المستوى : 694
    Array

    المرأة الإنسانة ... بين الوجدان والحرمان


    المرأة مخلوق عظيم ولطيف
    اشبه ما يكون بالملاك الطاهر والفردوس الحالم
    هي في زمننا الجزيرة الرائعة المفقودة
    هى ألحان انشودة
    هي الحياة ولا معنى للحياة بدون المرأة


    تمهل ... !


    أنا لا أقصد بالمرأة تلك الفتاة المراهقة الفاتنة ...!
    و التي طالما لوعت وعذبت مجانينها من شعراء الليل ..
    واسهرتهم الليالي الطوال يراقبون النجوم ويسامرون الأفلاك في مداراتها ..!
    كلا



    ولم اقصد بالمرأة ... تلك الفتاة الجميلة ... بشعرها الاسود المسدول على كتفيها !


    أوتلك الحوراء التي تقلب الرجل الحليم حيران .. !


    كلا ... لم اقصد بها المرأة الانسانة

    بل اقصد بالمرأة ... تلك الانسانة التي بدى على وجهها الشاحب عناء الكد والكدح
    أراها من بعيد قادمة يفصل بيني وبينها السراب البعيد
    ويثقل مشيها اغلال التشرد والعناء ... ويشوه قرع أقدامها رنين القيود !
    أتأمل في وجهها فأرى الفحم الحجري قد غير لون وجهها الزهري
    تتحسس الإنسانية يدها ليتألم قلب العالم الحر من تشققها وخشونتها
    تضع الكرامة يدها على صدرالمرأة ...
    فتسمع صوت قلبها يخفق في خوف وذهول ..
    ويقول :
    انا المخلوق المظلوم ...!
    انا الملاك المهضوم ..!
    انا الوردة المقتولة ...!
    انا الطفلة الموؤدة...!
    انا القمر المخسوف ..!
    انا الشمس المكسوفة ...!
    انا لوحة الدموع وانا دموع اللوحة...!
    انا الأم ... الأخت ... الزوجة .... البنت !
    الا تشعرون ؟!
    الا تحسون ؟؟
    ألا تسمعون !

    ثم نظرة الي بنظرة اليأس القاتلة وذهبت تخترق السراب الساخن تتوارى خلف أدخنة المصانع الضخمة.
    ذهبت تجر ذيول الخيبة والخسران !
    ذهبت وهي تلعق جروحها في صمت رهيب !
    ذهبت وهي تلعن الرجل ( البرغماتي ) الذي أخرجها من دفء البيت إلي صقيع الآلات !
    ذهبت وهي تلعن الرجل ( الديوث ) الذي تخلى عن حمايتها ليلقي بها في أحضان الغرباء !
    ذهبت و في نظراتها شرود مذهل وكأن أحزان العالم القديم مصبوبة في عينيها
    ذهبت المرأة المسكينة لمصنعها ولعملها وهي تغص بحسرتها ...
    وتتمتم آهاتها ... آه آه آه ....

    هذه هي المرأة الإنسانية التي عانت وتعاني جور الحضارات وخسف الجهالات
    خلقت حواء الرائعة لتكون حبيبة قلب آدم الرجل الوسيم
    ورافقته حياته وشاركته احزانه

    وتحملت معه اخطائه...وبكت ببكاءه ، وتبسمت لضحكاته ،
    كانت نعم البيت له في شتاءه ، ونعم المؤتمن على سره ، كانت له كل شيء ،
    وكان لها الطفل المدلل المطيع .

    ودارت دواليب الحياة الى ان خرج الرجل من رجولته وفرد عضلاته على شقيقته وحبيبته...
    قامت حضارة من أعظم الحضارات ، الحضارة اليونانية..
    وانتجت اعظم اطروحات فلسفية...
    ودخل اليونان التاريخ من أوسع أبوابه حتى اقترنت الفلسفة باليونان وصارا كوجهين لعملة واحدة...
    في هذه الحضارة العظيمة .. ما هو الدور الذي قامت به المرأة ؟

    يقول ( ول . ديورانت ) في كتابه ( حياة اليونان ) :
    ( في أوج مدنية اليونان تبذلت المرأة ، واختلطت بالرجال في الأندية والمراقص ، فشاعت الفاحشة ، حتى أصبح الزنى أمرا غير منكر ، وغدت دور البغايا مراكز للسياسة والأدب )

    وقال خطيب اليونان ( ديموستين ) :
    ( إننا نتخذ العاهرات للذة ، ونتخذ الخليلات للعناية بصحة أجسامنا ، ونتخذ الزوجات ليكون لنا الأبناء الشرعيون )

    ولما رأى فيلسوف آخر شيوع البلاء والفواحش في مجتمعه قال :
    (يجب علينا ان نمحوا وجود المرأة كما محونا اسمها )

    مسكينة هي المرأة !

    أخرجها الرجل من بيتها ليلهو بها ، ثم حملها وحدها سبب الفساد !

    وهكذا أخرجت المرأة من بيتها ، وخرجت هي استجابة لوساوس الرجل .
    لم تخرج فيلسوفة ولا قائدة جيش بل خرجة تعمل في بيوت الدعارة ومواخير الفسق ..
    يلهو بها الشيطان... ويضخك منها الصبيان !!
    خرجت لتكون من الكماليات التي يقتنيها الرجل ..
    تصب له كأس الخمر ..
    ترقص له تغني بحضوره وامامه ...
    تبكي خلفه تحن لبيتها وتشكوا ظلمه ..تتمنى عطفه.. ولكن بعد فوات الأوان !
    وعقارب الساعة أبدا لا تعود للوراء ... إلا بمعجزة .


    وهكذا لم تستمر هذه الحضارة الا عقود قليلة وانهارت على يد الرومان الفرسان القادمين من روما العظمى !!!
    ومرت المرأة عبر أطوار التاريخ تحمل معها جراحها وتكفكف دمعاتها وتحبس اناتها كي لا يسمعها الرجل الشيطان!!
    وينزلها التاريخ في القرن العشرين ليكمل مسيرة آلامها وليضرب ظهرها بسياط النفاق والأزدواجية...
    وليصنع منها أكبر مصيدة براغماتية عرفها التاريخ ...

    لقد صنع منها الغرب أكبر سلعة رخيصة يروج بها صنعاته الكاسدة ..
    ندم التاريخ وبكى ، من شدة ألم المرأة وحكى ، أن الظلم هذه المرة أشد وأنكى ...
    أخرجت المرأة...
    لتكون عصرية ...
    وعاملة تكسب قوتها من عرق جبينها ولتسكن في بيت الخوف لوحدها..
    خرجت لتعمل مذيعة في القنوات الفضائية..
    ولكن للأسف ليس كل النساء يستطعن العمل في هذه القنوات..
    إذ يجب ان تكون جميلة متكسرة تذوب المشاهد في روعة لهجتها وعباراتها وخديها ..

    تخرج ساقيها بل وفخذيها لينظر المشاهد إليها ويترك ضيفها المسكين يأكله السأم ويموت وهو مقهور ...!

    لماذا ... ؟

    لأن المشاهدين ما جاؤوا له بل لبدر الزمان وشمس لبنان ..!
    خرجت المرأة لتروج بصورتها الدعايات ..
    أي الدعايات... ؟

    دعاية حراثات (تركتر) تسوقه أمرأة شبه عارية...

    خرجت المرأة لتكون (كمبارس) في الأغنيات الجميلة....

    والأغنيات الفاشلة ينجحها وجه جميل وخد حسن ...!

    خرجت المرأة هذه المرة من منزلها لتدخل وراءها امرأة غريبة مريبة(الخادمة) ..
    ترعى أولادها ، والمرأة الأم الحنون ترعى المجتمع !!!
    يا لها من مفارقة عجيبة !

    الأم الحنون تترك صغارها ، لخادمة مجهولة ، وتذهب هي لرعاية أطفال الغرباء !



    هناك دراسة اكاديمية قدمت كاطروحة لنيل درجة الماجستير وهي بعنوان ( أثر الصناعة على بنية الاسرة السعودية - دراسة ميدانية) للباحث / زيلعي شعرواي .
    تحدث عن آثار عمل المرأة تحت عنوان / (الآثار المترتبة على خروج المرأة للعمل )
    وذكر منها :
    * ضياع الأولاد ، بسبب التنشئة الضعيفة !
    * أزدياد الحاجة للعمالة الوافدة كالسائقين والخدم والمربيات !
    * اكتساب الاطفال عادات بعيدة عن تقاليد المجتمع بسبب تربية الخادمات.
    * توجد علاقة بين عمل المرأة وشعورها بالقلق والاضطراب !
    * المرأة تعمل لأجل الهدف المادي ، وكثير من دخلها يصرف للكماليات !
    * زيادة نسبة الطلاق ، وارتفاع نسبة البطالة عند الرجال .
    * حرمان الاطفال من حنان الأم وعطفها مما ابرز ظاهرة خطيرة في سلوكيات الاطفال بنين وبنات
    فقد تبين من دارسة الباحث أن نسبة من يرون أن لعمل المرأة أثر سيء في تربية الأطفال حوالي (9،76%) ...
    وغير ذلك من الآثار التي تهدد بنيان الأسرة بالإنشطار .

    إن المرأة في القرن الواحد والعشرين تواجه ظاهرة خطيرة
    ألا وهي ظاهرة (النفاق الرجولي) .

    الذي يدفعها دفعا للخروج من كيان الاسرة ومن كيان البيت ومن كيان الرجل الزوج
    للتتمرد على كل ذلك وتقع رهينة الرجل الغريب.
    يأمرها بالقوة والجبر ان تحترم عملها وتنضبط له والا هددها بالفصل ...

    ثم هو يأمرها بالثورة على الرجل الأخ والرجل الزوج والرجل الأب .
    وهذه صرخات نساء عاقلات من وسط القلعة الغربية ، تنادي المرأة بالتعقل !


    تقول الكاتبة الشهيرة ( اللادي كوك) الغربية في جريدة (ألايكو) :
    ( إن الاختلاط يألفه الرجال ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها وعلى كثرة الاختلاط تكون أولاد الزنا.
    فالرجل الذي علقت منه المرأة يتركها وشأنها تتقلب على مضجع الفاقة والعناء وتذوق مرارة الذل والمهانة والاضطهاد بل الموت .
    هذا الرجل لا يلم به اي شيء وفوق ذلك كله تكون المرأة هي المسؤولة وعليها التبعة.
    ان عوامل الاختلاط كانت من الرجل .اما آن لنا ان نتخذ طرقا تمنع قتل الألوف من الاطفال الذين
    لا ذنب لهم
    بل الذنب على الرجل الذي اغرى المرأة المجبولة على رقة القلب وتصديق وساوس الرجل ووعوده وامانيه الكاذبة.
    يا ايها الوالدان لا يغرنكما بعض جنيهات تكسبها بناتكم باشتغالهن في المعامل ..
    علموهن الابتعاد عن الرجال .الم تروا ان اكثر امهات الزنا من المختلاطات بالرجال في الاعمال!؟ )


    وتقول الكاتبة (مس اترود) في جريدة (الاسترن ميل) بتاريخ عشرة مايو آيار 1901
    (لأن يشتغلن بناتنا في البيوت خوادم خير واخف بلاء من اشتغالهن في المعامل حيث التلوث ..
    الا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها حشمة المرأة فوق كل احترام وقداسة.


    انه لعار على بلاد الانجليز ان تجعل بناتها مثلا للرذائل بكثرة مخالطة الرجال
    )

    ( حقوق المرأة في الاسلام - محمد رشيد رضا ، ص 76)
    انظر لتاريخ المقال ، ثم تأمل وضع الغرب اليوم


    ... ؟



    وغيرها من صرخات المصلحين والمصلحات الغارقة في بحر صراخ المنافقين ذوي الوجوه المتعددة والمتلونة ...
    الذين يضحكون على المرأة بكلامات رنانة لا تغني ولا تسمن من جوع .

    قالوا لها في بداية التحرر :
    " وراء كل رجل عظيم امرأة "

    ثم تطور الوضع وتطور الغلو .... فقالوا :
    إن القول : (بأن وراء كل رجل عظيم امرأة ) هضم لحقوق المرأة
    بل يجب أن يقول المتحضرون :
    " بجانب كل رجل عظيم امرأة " !


    قالوا لها يجب ان تسوقي السيارة ... فقيادتك للسيارة قمة التحضر والرقي !
    ويجب ان تتحرري من الخيام التي تحملينها فوق رقبتك...(العباءة)
    ويجب ان تتابعي اخر الصيحات والصرعات لتكوني امرأة عصرية.


    ولم يقولوا لها يوما من الايام :
    لكي تكوني امرأة عصرية يجب عليك ان تهتمي بأولادك وتربيتهم تربية صالحة.
    يجب عليك أن تحني عليهم ، ترحمينهم في زمن الضياع الأخلاقي .
    أمني خوفهم ، احتضني فراخك الفزعة ، من الخوف والمستقبل المجهول !


    لم يقولوا لها يوما :
    كيف تدير بيت الزوجية بنجاح .


    لم يقولوا لها يوما :
    نحن نهتم بك اذا تجاوزت سن الخمسين .


    لم ينادوا يوما بحقوق المرأة الأم ولا المرأة العجوز....!


    للأسف لقد كان كل اهتمامهم بالمرأة بين السابعة عشر والثلاثين !
    لم يهتموا يوما ما - اهتماما حقيقيا - بفقر المرأة وغناها ، ولا بصحتها أو سقمها ،
    ولم يهتموا بأواصر الحب والبر بينها وبين ذويها وأولادها .

    بل هم في شغل منهمكون في أزها للتمرد على أقرب الناس إليها ،
    ولتخرج وحيدة بعد ذلك يسهل اصطيادها ، بل تأتي بها الأقدار إلى سوق النخاسين الفضائي أو السفلي !
    لم يوصوا يوما ما الأبناء باحترام أمهاتهم وأخواتهم والقيام على المرأة بالرعاية والمحبة والخدمة !

    دعاة التحرر تذرف دموع التماسيح على المرأة ، وتنعق باسم التمدن والتحرر ،
    وتعوي عواء التحضر لتحضير روحها في مراسم شيطانية ،
    يقوم عليها أبالسة الإنس والجن !
    دعاة التحرر يقفون على شفا شرف هار ، يقذفون المرأة المسلمة في مستنقعهم مستنقع التماسيح ،
    ذلك المستنقع الذي يصعب على من سقط فيه أن يرجع فيكون نذيرا لمن لم يسقط ..!


    دعاة التحرر والتحرير ... يقفون مرحبين عند شفير قبر المرأة المستعر ،
    يقفون عند نقطة النهاية والتي تنقطع عندها أنفاس الروح المؤمنة الطاهرة .




    إليك ايتها المرأة المخلصة المظلومة ...


    التعديل الأخير تم بواسطة ريماس ; 10-25-2010 الساعة 05:29 PM سبب آخر: سبب الغاء الروابط الخارجية

    سأضل أذكرك ويعتصر القلب حزناً وتبكيك عيوني
    أودعك رغم أنفي وليس بيدي حيلة


    فأعذرني وقد أشربوك كأس المنوني وأشربوني






رد مع اقتباس رد مع اقتباس  

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. المرأة الإنسان ... بين الوجدان والحرمان1
    بواسطة Abu anas في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-06-2010, 06:28 PM
  2. اشواك الوجدان
    بواسطة En.muhammed manla في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-28-2010, 10:07 AM
  3. المرأة الانسان ... بين الوجدان والحرمان !
    بواسطة سارة في المنتدى ملتقى المرأة السورية Syrian women forum
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-26-2010, 08:28 PM
  4. المرأة
    بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-09-2010, 03:47 PM
  5. العنف في الوجدان السوري
    بواسطة En.muhammed manla في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-09-2010, 06:17 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Untitled-1