<<صديق الدرب>>
إدارة الموقع
جهاز المناعة يحمي الجسم من الميكروبات والفيروسات وهذه مقولة صحيحة... ولكن!!
الكثير من الناس يربط مصطلح المناعة بالأمراض وليس بالصحة! فهل يعقل؟ وكيف يكون ذلك؟
إذن ما هي المناعة؟
في البداية يجب أن نعرف أن جهاز المناعة يتكون من خلايا وأجسام مضادة وظيفتها الأولى والأساسية حماية الجسم من الميكروبات الضارة عند دخول هذه الميكروبات إلى الجسم ولذلك فإن جهاز المناعة الطبيعي يجب أن يفرق بين ما هو عدو وما هو صديق وما هو من الجسم وما هو غريب.
وتنقسم حالات اختلال المناعة إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:
نقص المناعة ويؤدي إلى الإصابة بكثير من الأمراض الميكروبية
والنوع الثاني هو إفراط المناعة وتؤدي إلى أمراض الربو والحساسية
أما النوع الثالث فهو أمراض المناعة الذاتية وتؤدي إلى الأمراض الروماتيزمية كالروماتويد والذئبة الحمراء والكاوازاكي والإجهاض المتكرر.
هل توصل العلم إلى طرق للوقاية من أمراض الحساسية عند الأطفال؟
نعم.. إن التطور الهائل لعلم المناعة قد بين بلا شك الأسباب الرئيسية لحدوث أمراض الحساسية ومنها سببان رئيسيان. فالسبب الأول هو القابلية الوراثية وانتقال الجينات المسببة لأمراض الحساسية من الوالدين إلى الأبناء. وهذا السبب لا يمكن تجنبه حيث إننا لا نختار أباءنا ولا أمهاتنا.
أما السبب الآخر لحدوث أمراض الحساسية فهو سبب فسيولوجي بحت. فقد ثبت علميا أن هناك برنامجين للمناعة: الأول هو Th1، والثاني هو Th2. فبرنامج Th2 المناعي هو السائد في جسم الجنين ويساعد على حماية الجنين من الأجسام المضادة أثناء وجوده في رحم الأم. وبعد الولادة تقوم عوامل فسيولوجية موجودة في حليب الأم إلى المساعدة في تحويل برنامج المناعة من Th2 إلى Th1. وهذا يحدث مباشرة لوجود حليب الأم في أمعاء الطفل وكذلك بصورة غير مباشرة عن طريق البكتريا المفيدة الموجودة في الأمعاء.
وحليب الأم يقوم بتشجيع هذه البكتريا المفيدة على النمو. ولذلك فإن الرضاعة الطبيعية الكاملة أو الجزئية تساعد بلا شك على التقليل من احتمال الإصابة بأمراض الربو والحساسية.
ما هي نظرية النظافة Hygien Theory؟
هي نظرية طريفة ولكنها صحيحة وتتلخص بملاحظة العلماء أن أمراض الحساسية والربو تنتشر في المجتمعات المتمدنة والصناعية عنها في المجتمعات الريفية والصحراوية. فالتعرض إلى بيئة معقمة وقليلة الميكروبات يؤخر التحول من برنامج Th2 إلى Th1 عند الأطفال وهذا يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض الحساسية والربو.
ما أسباب كثرة الأمراض عند دخول الطفل إلى المدرسة؟
الجميع يلاحظ أن الأمراض عند الأطفال تكثر عند دخولهم المدرسة لأول مرة في مرحلة الحضانة أو مرحلة الروضة وهذا شيء طبيعي ومتوقع. حيث إن مناعة الطفل تكون بريئة في البداية لعدم تعرضها للفيروسات الموجودة في المجتمع. وهذه تعتبر طريقة طبيعية لبناء المناعة عند الفرد ولكن هناك أطفالا يكونون أكثر من غيرهم عرضة للإصابة بهذه الأمراض ومن ثم كثرة التغيب عن المدرسة. فماذا تستطيع أن تفعل الأم؟
مما لا شك فيه أن الطفل ذا النمو والتغذية الصحيحة أكثر مقاومة للأمراض. فنقص الحديد في الجسم يؤدي إلى نقص مهم في المناعة. لذلك فإننا ننصح باستخدام حليب الأطفال المدعم بالحديد منذ الولادة وحتى عمر 4 سنوات على الأقل. فاستخدام الحليب الخالي من الحديد عند الأطفال الأقل من 6 شهور له مضار على المدى الطويل. كذلك فإن حليب الأبقار المتوفر في الأسواق خال من الحديد ويفضل أيضا إعطاء الطفل في مرحلة السنة إلى 4 سنوات حليبا يحتوي على معدل عال من الحديد ولا ننسى أيضا أن الالتزام بإعطاء الطعوم الفيروسية والبكتيرية هي من أهم طرق الوقاية من الأمراض في هذا العمر ونذكر خصوصا بطعم التهاب السحايا وهما Meningococcal, Haemophilus influenze type b والطعم الحديث ضد السحايا والتهابات الأذن Pneumococcal Vacciue وهي الطعوم شديدة الفاعلية للوقاية من أمراض الطفولة.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)