قرية بشراغي
قرية حمامجبال جبلة

يشكل سهلها الفسيح والغني بموارده ومياهه واحداً من أكبر السهول على طول الساحل حيث تتضيق الجبال جنوباً وشمالاً (15411 هكتاراً بشكل إجمالي، منها 13735 هكتاراً أراضي مزروعة )، تزرع فيه الحمضيات والخضار بأنواعها والتبغ على المنحدرات والزيتون في الجبال، يلي ذلك الفواكه بأنواعها ومساحات بسيطة من والقمح والحبوب والبقوليات، ولأهل المنطقة نشاط واهتمام بتربية المواشي بأنواعها وإنشاء المداجن .
كما أدخلت زراعات جديدة لم تكن معروفة من قبل في المنطقة كزراعة الموز والكيوي والتفاح والكرز.

وما لا يعلمه معظم الناس أن لمدينة جبلة مقومات تاريخية تكاد توازي تلك الطبيعية، فالمدينة القديمة تشكل 4 % من كامل مساحة جبلة وتتألف من 4أحياء قائمة حتى الآن تطل مباشرة بقسم كبير منها على الكورنيش.
تأتي خصوصية هذه المدينة من التحامها بالمدينة الحديثة وامتزاج أحيائهما معاً، كما أنها مأهولة بالسكان بمعظمها فشوارعها أزقة ضيقة ومتعرجة مسدودة النهايات تتوزع المباني على جوانبها وتتشعب من شوارع رئيسية.
تاريخ جبلة:

كانت جبلة على الدوام المرفأ الرئيسي للحضارات المتعاقبة مثل سيانوو نظراً لموقعها الجغرافي وكذلك لوجود خليج اوجونا الذي يحمي السفن من الأمواج ولا يزال قائماً حتى هذا التاريخ.
والمكتشفات الأثرية الحديثة في تل إيريس وسيانو وسوكاس تبين لنا ازدهار سهل جبلة خاصة في الألف الأول قبل الميلاد أي عصر الحديد الثالث (فترة فينيقية مبكرة ومتأخرة) كان على صلة مباشرة مع مواقع في الزاوية الجنوبية الغربية من سهل جبلة وسهل طرطوس وسهل عكار في لبنان.‏
كما نجد ربطاً حضارياً مهماً بين تل إيرس وتل آخس بمنطقة سراق، وتل جنديرس بعفرين خلال الفترة من 1100 ق.م وحتى 900 ق.م من خلال الأواني الملونة والجرار الكبيرة المخصصة للتخزين.‏
تبعت جبلة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد لمملكة أوغاريت الفينيقية، ثم تبعت جبله للاشوريين ما بين القرن التاسع و الثامن قبل الميلاد، تلا ذلك سيطرة البابليين ثم الفرس في القرن السابع و السادس قبل الميلاد.
خضعت في القرن الرابع قبل الميلاد للسيطرة اليونانية، ثم أصبحت عام 301 ق.م جزءاً من الدولة السلوقية، ثم انتقلت عام 64 ق.م تحت السيادة الرومانية، ثم افتتحها العرب عام 638م -17هـ بقيادة الصحابي عبادة بن الصامت الأنصاري العامل تحت أمرة القائد أبو عبيدة بن الجراح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
قلعة الكورنيشقلعة الزوزو بناها ولا زال يبنيها أحد فناني جبلة الكبار
أهم الآثار:

تضم جبلة مسرحاً رومانياً هاماً، بالإضافة إلى جامع السلطان إبراهيم ابن الأدهم وجامع المنصوري والحمامات القديمة والذي يعود تاريخ بنائهم إلى 900- 1200 عام.
كما اكتشف في الخمسينيات في قرية زاما التابعة لناحية عين الشرقية عن طريق المصادفة شاهدتا قبر من الحجر البركاني عليهما مجموعة من الكتابات اليونانية، وصور لبعض الأشخاص.
مسرح جبلة الأثري:
بني على أنقاض معبد فينيقي ورمم في العهد الروماني يتسع لسبعة آلاف متفرج، يدل وجوده على نشاط المدينة البشري والثقافي.
يقام فيه حالياً مهرجان جبلة الثقافي بشكل دوري، كما يستضيف أحيانا معارض فنية ومعارض للكتاب، فهو وقلة قليلة من مدرجات أثرية في العالم مازالت تحتفظ بمقومات تؤهلها للاستخدام.
الأقواس والممرات داخل المسرح
الجوامع:
جامع السلطان ابراهيم وجامع المنصوري ضمن حي الجامع وهما جامع مملوكي وجامع استانبولي.
جامع السلطان ابراهيم: يعتبر جامع السلطان ابراهيم بن ادهم من أبرز المعالم الاثرية الدينية في محافظة اللاذقية بشكل عام ومدينة جبلة بشكل خاص، يقع في الشمال الشرقي من مدينة جبلة القديمة وحالياً في وسط المدينة، وقد ارتبطت المدينة ارتباطاً وثيقاً باسمه حتى عرفت باسم جبلة الأدهمية.
تبين المعلومات التاريخية أن الجامع بني في السنين التى تلت مباشرة وفاته وعلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى الغرفة التى يوجد فيها الضريح وهي المرحلة السلجوقية، والثانية في المرحلة المملوكية وتمتد من بداية القرن الثامن الهجري وحتى منتصفه، وفيها تم بناء المسجد والمنارة والبركة والبلاط والبوابة وأخذ الجامع أبعاده القريبة من الوضع الراهن، والثالثة في المرحلة العثمانية وتبدأ من نهاية القرن العاشر الهجري وحتى أربعين عاماً، حيث تم إنشاء القباب الأربع الرئيسية في حرم الجامع، وتم ترميم الواجهات وتجديدها وتجديد النوافذ والأقواس على الواجهات وتجديد المنارة الحالية أيضاً لتأخذ شكل المئذنة العثمانية الأسطوانية المدببة.
جامع السلطان ابراهيم
الحمامات:
يلحق بجامع السلطان إبراهيم حمام كبير يسمى حمام السلطان إبراهيم، رصفت أرضياته بالرخام، ويتألف من قسمين، الأول الصحن البراني وهو رباعي الشكل يحوي مصاطب عريضة وتتوسطه بركة ماء من الرخام كانت تصلها المياه من عيون خارج المدينة، تعلوها قبة مفتوحة من الأعلى لتسهيل إدخال النور والهواء، والقسم الوسطاني الذي يحوي على مصطبتين متقابلتين، ثم يليه الحمام الحار الذي يسمى بالجواني مؤلف من ثلاث مقصورات تحوي كل واحدة منها جرتين، يتوسط هذا القسم سدة مثمنة الشكل في وسطها فسقية، وفوق كل من الإيوانات والغرف المجاورة لكل منها قبة فيها فتحات زجاجية ملونة لإدخال النور إليها.
الأسواق القديمة:
السوق المقبي سوق التجار – وهو سوق الحميدية الخاص بمدينة جبلة – وسوق المبيض والخياطين والصاغة.‏
الخانات:‏
منها ما قو قائم بحد ذاته كخان بيت عامر في حي الصليب والذي يطل على مركز المدينة، ومنها ما تم هدمه حديثاً كخان بيت شعيب.
المدافن:‏
تقبع الأضرحة والمدافن الفينيقية على طول الشاطئ الصخري لمدينة جبلة.
وقد بدأ في الآونة الأخيرة الاهتمام بإحياء هذه المدينة القديمة ورفع سوية الخدمات فيها وتأهيلها للاستثمار السياحي، فتم إقامة بوابات حجرية ضخمة مما أضفى سحراً وجمالاًَ على شوارع المدينة وشكل وسيلة للفت النظر إلى قدمها وخصوصية طابعها.
وفي الفترة الأخيرة تم اعتماد مدينة جبلة من هيئة الأمم المتحدة كمدينة أثرية.

يتبع