اساتذة و طلاب معهد الأخوة " الفرير " بحلب في الخمسينات من القرن الماضي
الحالة الصحية في المدارس
إن واجبات المدرسة نحو صحة الطفل في إبان نمو بدنه عظيمة جداً .
فوفرة الدروس ، ووضعية المقاعد وأوضاع الغرف الدراسية وسعة الباحة والملعب وفرص التنفس في الهواء الطلق جميع ذلك مما يجب أن تهتم له المدرسة اهتماماً زائداً .
أما تهذيب الخلق في المدارس فإن النصح وحده لا يصلح الأخلاق بل يجب الاستفادة من ألعاب مخصوصة ومن التمثيل المدرسي ، والأعمال الكشفية ومن جمعيات التعاون والتعاضد بين التلاميذ لتنمية الأخلاق الحميدة وللتعويد على عمل الخير .
إن وسائط الإصلاح هي : المعلمون الصالحون ، الكتب المفيدة ، المباني الصحية الملائمة ، ثم وسائط التدريس .
رفع مستوى المعلمين العلمي و الأخلاقي
فعدد المعلمين كلهم في سوريا ( 1860 ) معلماً ومعلمة ، الربع منهم معلمات ، وإن ثلثي هذا العدد متخرج من دور المعلمين وسدسه يحمل البكالوريا والعشر منه الكفاءة ( هذه البيانات عام 1944 ) .
لذا يجب على الوزارة أن تتخذ الوسائل اللازمة لرفع مستوى المعلمين العلمي والمسلكي من حيث أساليب التعليم والتربية .

المدرسة الفرنسية " اللاييك " في حي برية المسلخ بحلب في العشرينات من القرن الماضي
حال الكتاب و المبنى المدرسي
أما الكتب فتحتاج إلى تعديل وتجديد وفق المناهج الحديثة التي ستوضع من قبل اللجنة العلمية .
كما يجب على الوزارة أن تطبع الكتب على حسابها منعاً للاحتكار .
وأما المباني فالموجود منها أكثره سيء غير صالح يجب تلافيه .
السلوك التربوي للطلاب في المدارس الثانوية
ويشير إلى أن أصول التربية الحديثة بالنسبة للطلاب ، أن يديروا شؤون أنفسهم بنفسهم كما هي الحال في المدارس الأمريكية ، وأن يشرف على تسيير النظام جميع أساتذة المعهد وأن يكون للطلاب ممثلون مسئولون عن إدارتهم .
الحشو في المناهج الدراسية
المنهاج يشكو من كثرة المواد الدراسية وتنوعها ووجود بعض مباحث غير ضرورية فيها ، ووجود بعض دروس وفنون ليس لها لزوم ، كل ذلك يشكل معائب في البرامج في المدارس الثانوية .
إن قيمة الدراسة في المدارس الثانوية ليست بكثرة المباحث بل بحسب انتقائها وحسب طريقة تعليمها . فمباحث قليلة مفيدة خير من كثيرة غير مفيدة .
الدروس العملية هي الاساس لا الدروس النظرية
إن الدروس التي تستند إلى ما يرسم على السبورة لا إلى ما يجرب فعلاً تهبط إلى دركة اللغويات ، ولا تعمل غير حشو الذهن بمجموعة ألفاظ واصطلاحات ، ويقترح أن يشتغل التلميذ بيده بالتجربة لا أن يقتصر على قيام الأستاذ وحده بذلك .
و يجب انتقاد برنامج الدروس النظرية في مدارس الصناعة ، ويبين أن طلاب هذه المدارس يتحملون جهداً فوق طاقتهم العقلية والبدنية ، ويطلب تنشيط هؤلاء الطلاب وتخصيصهم ببضع ساعات للرياضة البدنية وللعب في الهواء الطلق تلافياً للضرر الذي يحصل لهم من أوضاعهم في المعمل ضمن الهواء الفاسد المحصور .
وبما أن عدد ساعات العمل والدروس والمطالعة هو ( 12 ) ساعة في اليوم فلا يتسنى معها تخصيص ساعات للعب والرياضة والتمثيل المدرسي والخطابة وغير ذلك ولذا يجب تنقيص عدد ساعات الدروس والمطالعة لنكفل هذه الغاية المفيدة.
واقع المباني المدرسية
أول ما يجب ملاحظته في أمر المباني المدرسية هو المسائل الصحية ، إن ملحقات المدرسة من حدائق وساحات لعب ومراحيض أيضاً تدعو إلى ملاحظة الصحة في أوضاعها .
ثم إن رجال المعارف وعلماء التربية جميعاً أدركوا وجوب الاهتمام بتربية / الذوق الغني / وتنميته عند التلاميذ ، فقالوا بوجوب جعل بنايات المدارس نفسها جميلة في داخلها وخارجها أيضاً .

مدرسة الفيوضات الابتدائية في محلة الفرافرة بحلب
تأمين سكن للمعلمين في الأرياف
واعتقد أن المعارف يجب أن تأخذ على عاتقها أمر تهيئة الغرف والدور الضرورية لسكني المعلمين في المدن الصغيرة ، وأن تعد العدة لذلك عند وضع تصميم المدرسة ، ولاسيما في القرى .
وأن يكلف الأهلون بعمل منزل المعلم بجانب بناء المدرسة ، وأن يقدم إلى المعلم بدون أجرة .
وأما في المدن المتوسطة أو الكبرى فتتخذ فيها التدابير لتسهيل سكني المعلمين بأجور معتدلة .
ومن المستحسن جداً أن تحمل البلديات على إنشاء دور لسكنى المعلمين .
انتهى التقرير
مصدر الصور : كتاب " تاريخ حلب المصور " صدر عن دار شعاع عام 2011