وكما كل الجوامع الإسلامية فهناك ما يميز هذا الجامع عن غيره من القبلية إلى المحراب والوضاء الشتوي يتابع عنها السيد " علي " : « للجامع واجهة قبلية تتألف من خمسة أبواب موزعة على الجدار بانتظام وانسجام هندسي وشكل القبلية مستطيل وتشرف على الشارع من خلال نافذتين من الجهة الغربية، أمّا المحراب فيقع وسط القبلية وقد بني من الحجر المنحوت تعلوه نصف قبة كروية تحيط به من الجانبين عمودين دائريين من المرمر المنحوت ، وهناك الوضاء الشتوي الذي يقع في الجهة الشرقية للقبلة وإذا عدنا إلى التاريخ وجدنا أن هذا المسجد قد مر بمأساة مفزعة في عام 1300 هجرية ، وهو العام الذي حدث فيه الزلزال المشهور والذي ضرب مدينة " حلب " ، حيث قام المتولي على الجامع الحاج " أحمد جاموس " من بعده ببعض الإصلاحات وأزال كمية من الأتربة التي كانت عليه ، ولم يجعل للسطح مزاريب تذهب بالماء فثقل التراب عليه فأدى إلى سقوط السقف ، وكانت القبلية قبل سقوطها آية في الجمال تقوم على ثمانية أعمدة صخرية وأربع دعائم لحمل السقف وتشغل مساحة 600متر مربع ، وبني منبرها من الرخام الخالص ومحرابها من خشب " الأمانوس" النادر تصدعت القبلية وتحطمت الأعمدة الستة وبقي فيها عمودان يشهدان على عظمة وضخامة هذه القبلية ، وانهار المنبر الرخامي والمحراب الخشبي، وفي عام 1340 هجرية ، قام أهل



" القصيلة " و" ساحة الملح " بجمع التبرعات من المحسنين وبناء ما تهدم من الجامع فعاودوا بناء القبلية إلى ما كانت عليه وأصلحوا المئذنة والسقف وقاموا مكان الأعمدة ساريتين كبيرتين ثم قاموا ببناء منبر جديد من الحجر الأبيض يحتضنه عامودان دائريان من المرمر الأبيض ..



يذكر أن المعلومات السابقة موثقة في كتابي " حلب القديمة " للأستاذ " فايزالحمصي " والمنشور من قبل " المديرية العامة للآثار والمتاحف " وكتاب " الهندسة النشائية في مساجد حلب" للمهندسة " نجوى عثمان " ..