6 - يكمن معنى الاتّصال في الاستجابة التي تحصل عليها :
إذا طرحت فكرة أو أدليت ببلاغ و جاءت الاستجابة عليه بما لم تكن تنتظره , جرّب شيئاً مختلفاً إلى أن تحصل على الإجابة المرغوبة .
فإثارة اهتمام شخص و التقرّب منه يجب أن يتناسبا مع نوع الاستجابة التي تنتظرها منه ..
و طريقة تبليغ أفكارك سوف تحدّد نوع الاستجابة التي تصلك ... و تحقيق الهدف من الفكرة و إيصالها و التفاعل معها يكون بمواصلة المحاولات و تنويع طريقة العرض و إيصال الفكرة حتى الوصول إلى تفاهم متبادل .
7 - الشخص الأكثر مرونةً هو الذي يسيطر على الموقف :
هناك إمكانيّات كبيرة للحصول على نتائج أفضل بإبداء المرونة , و للمرونة أو عدمها تأثير كبير على حدوث نتيجة معيّنة لكل موقف ...
و يظنّ كثير من الناس خطأ أنّ المرونة ضعف ... على العكس من ذلك تماماً ففيها القوّة و القدرة على التوصّل إلى الأهداف و الغايات بأقلّ جهد .
و كثيرٌ من الناس يعيدون ويكرّرون أنماط السلوك الفاشلة , و يقولون نفس الأشياء , و يفعلون ذات الأشياء , و في النهاية يسودهم التعب و الإجهاد و الإحباط ... نتيجة التصلّب و الجمود في الآراء و المواقف .
8 - لا وجود للفشل إنّما هناك رأياً محدّداً عن تجربة :
إنّ الناس ميّالون إلى الالتفات بأفكارهم إلى الأشياء المؤسفة التي مضت في حياتهم , و تأمّل الصعاب و المضايقات التي واجهوها و اعتبروها إخفاقاً و فشلاً ... لكن الحقيقة أن هزائم و نكسات الماضي تلك كانت تجارب و تحدّيات و خبرات قيّمة متوفّرة لديهم يجب الاستفادة منها في المستقبل لتحقيق النجاح .
" جون جريندر " : الماضي لا يضاهي المستقبل .
إذ لا أهميّة لعدد المرّات التي تكون قد فشلت فيها في الماضي , كل ما يهم هو كيف تستفيد من هذه التجارب .
يقول الصينيّون " يأتي النجاح من القرارات الصائبة , و القرارات الصائبة تأتي من التقدير السليم للأمور , و التقدير السليم للأمور يأتي من التجارب , و التجارب تأتي من التقدير الخاطئ للأمور " .
انطلق ... خاطر ... قيّم الأمور ... و قم بتهيئة و استخدام تجاربك الماضية و معرفتك حتّى تنجح في المستقبل ... لأنّه رغم كل شيء ... لا يوجد فشل وإنّما رأيٌ محدّدٌ عن تجربة مضت .
9 - لكل تجربة شكليّة .... إذا غيّرت الشكليّة غيّرت التجربة معها :
في ذهننا تشكيلة و صورة معيّنة لكل تجربة في حياتنا سواء كانت التجربة سلبيةً أم إيجابيّة ... و هذه التشكيلات هي التي تحدد المواقف المختلفة تجاه التجربة و حكمنا على القضايا و الأشياء .
و أحياناً ما تسبب بعض التشكيلات - السلبيّة منها - خوفاً مرضيّاً أو حالات انفعاليّة مختلفة .
و بتغيير هذه التشكيلة " الصورة الذهنيّة " للتجربة بالنظر إليها من زاوية مختلفة و بطريقة مختلفة " شكلها - ألوانها – نواحيها الإيجابيّة " تحويلها لصورة تخيليّة " كاريكاتوريّة " طريفة .
سوف تتغيّر التجربة بأكملها و بالتالي حكمنا على القضايا و مواقفنا منها و الشعور بالتغيير و الارتياح ... نتيجة تغيير التجربة .
10 - يتم الاتّصال الإنساني على مستويين " الواعي و اللاواعي " :
يحتوي العقل اللاواعي على جميع ذكرياتك و برامجك منذ أن كنت جنيناّ في الرّحم ... و له قدرة لا محدودة على الاستيعاب , و كيفيّة برمجتك للاتّصال خلال فترة الصبا و الشباب لا يزال موجوداً في العقل اللاواعي خلال مراحل العمر المتقدّمة .
و هذه البرامج الموجودة منذ أمدٍ طويل هي التي تحدّد طبيعة سلوكك .
من الممكن تبديل أي برنامج منها أو تعديله للتمتّع بحياة أسعد ... و بالتالي ترقية الاتّصال بأنفسنا أوّلاً و بالآخرين ... و التحدّي من مهمات العقل الواعي فهو الذي يتولّى برمجة العقل اللاواعي .
و يكون البدء بالتأثير على العقل الواعي و تقديرنا و تقييمنا للأشياء التي نقولها لأنفسنا و لغيرنا .
و إلغاء و محو الأحاديث و الأفكار السلبيّة واستبدالها بأخرى إيجابيّة جديدة ...
و التركيز على النوايا الإيجابيّة و إيجاد التفسير المختلف للمواقف .
لأنّ القلق يأتي من التركيز على السلوك و عدم إدراك القصد الإيجابي الكامن وراءه .
عند التصرّف بهذا الأسلوب من التفكير تقوم بتزويد عقلك الواعي بمعلومات و قاعدة بيانات طيّبة و نتيجة ذلك يغذّي عقلك الواعي عقلك اللاواعي ببرامج طيّبة ... و في النهاية سوف تجد نفسك تمارس اتّصال أفضل من أيّ وقت مضى مع ذاتك أوّلاً و مع من حولك .
11 - يوجد عند جميع البشر في تاريخهم الماضي كافّة المصادر التي يحتاجونها لإحداث تغييرات إيجابيّة في حياتهم :
عليك التفكير في المواقف المشرقة في الحياة الماضية للتجارب الشخصيّة تلك المواقف التي تُشعِر بالثقة في النفس و الحماس و الاندفاع للعمل ...
و تذكر إحدى تلك التجارب من جديد , و عيشها , رؤيتها و سماعها و الشعور بها مرّة ثانية , كما لو كانت تحدث الآن ...
و يجب الاستفادة من القوّة التي تمدّنا بها تلك التجربة .
و في كلّ موقف تحتاج فيه إلى الشعور بالثقة و التشجيع ... عليك القيام باستحضار إحدى التجارب السابقة بالعودة إلى هذا الزمن الإيجابي و عيشه مرّة أخرى ... هذا سيزوّدك بالحافز الذي تحتاج إليه في الحاضر و المستقبل .
ليست هناك حدود للاستعانة بخبرات الماضي – سواء كانت للاسترخاء أو للحب أو للاتّصال الجيّد – فالماضي منجمٌ غنيّ بالمصادر التي تمكن من التمتّع بحياةٍ أكمل وأفضل .
12 - إنّ الجسم و العقل كل منهما يؤثّر على الآخر :
إنّ تعبيرات الوجوه و حركات الأجسام هي مرآة للأفكار ...
مثال توضيحي : فكر في شيء لا تحبّه كما لو كان أمامك الآن ... و لاحظ بدقة تعبيرات وجهك و حركات جسمك .
الآن اعمل عكس ذلك – فكر في شيء تحبّه كما لو كان أمامك الآن , و مرّة أخرى ارصد بعناية تعبيرات وجهك و جسمك .
إذاً هناك تأثير متبادل للجسم و العقل على بعضهما – و كلاهما مرتبط بالآخر داخليّاً .
و إذا واجهك موقف كثير المطالب قل " ألغ " و اتّخذ الوضعيّة الأكثر توافقاً وتناسباً مع أفكارك . و ابتسم وقل لنفسك : " أنا قادر على معالجة هذا الموقف " و سوف تكون على الطريق الصحيح للسيطرة الفعليّة و الكاملة على عقلك .
13 - إذا كان شيء ممكن لشخص ٍ ما , فمن الممكن لأي شخص أن يتعلّم كيف يعمل الشيء ذاته :
هناك قواعد تنطبق في هذه الحالة :
- يجب أن تكون لديك رغبة قويّة في التعلّم .
- يجب أن تباشر التعلّم .
- يجب أن تُلزم نفسك بالتعلّم تحت أي ظروف .
و إن وجدت ضمن معارفك شخصاً حكيماً و اجتماعيّاً و هادئاً , يحسن و يتقن الاتّصال بالآخرين , كل ما عليك عمله هو اكتشاف استراتيجيّته و تجريبها على نفسك ثم القيام بتطبيقها ... و الاستمرار في تعديلها و ضبطها إلى أن تصبح طبيعة ثانية لك .
قال الإمبراطور الروماني " ماركس أورليوس " : لا تعتقد أنّ ما هو صعبٌ عليك يعجز أيّ إنسانٍ عن عمله , و لكن إذا كان شيئاً في مستطاع إنسان , فاعتبر هذا الشيء في متناولك أيضاً ...
14 - أنا مسؤول عن ذهني , لذا فأنا مسؤول عن النتائج التي أصل إليها :
يجب أن تقرّر أن تصبح أفضل ما تستطيع , و هكذا سوف تمتلئ بالطاقة الإيجابيّة و تسعى إلى إيجاد الحلول المناسبة لأيّ تحدٍّ يقابلك , و سوف تصبح سيّد عقلك و قبطان سفينتك .
من السهل عتاب و لوم الآخرين و نسب مشاكلك و متاعبك إليهم . حينما تلقي اللوم على الآخرين , تقرّر التنازل عن قدراتك , و اختيار المستوى الأدنى للطاقة .
أمّا إذا قلت لنفسك " أنا مسؤول عن حياتي " ... فإنّك بذلك لن تلم أو تنتقد أحداً , و لن تقارن أحداً بنفسك أو بشخص ٍ آخر مهما كان .
قال ألكسندر جراهام بل : " الإنسان بصورة عامّة غير مدينٍ سوى بالقليل لما ولد به ... فالإنسان هو محصّلة ما يعمله لنفسه " .
بتطبيق الافتراضات المسبقة للبرمجة اللغويّة العصبيّة سوف ترتقي الحياة و تسمو معانيها ... لتصبح حياة اكثر سعادةً و هناءً ... حياة متّزنة خالية من التحدّيات و المشاعر السلبيّة ..
و خاصّة إن اقترن تطبيقها بنفس ٍ مفعمة بالإيمان بالله عزّ و جلّ و قرآنه المجيد و إحياء سنّة الحبيب المصطفى محمد عليه أفضل الصلاةو اتمّ التسليم .
فضائل الأعمال و السلوك الاجتماعي بكل تفاصيل ما ورد في الموضوع فيها من الخير الكثير و سعادة الدنيا و الآخرة بإذن الله إن اقترنت بإخلاص النيّة و الإيمان و العمل .
و كما قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : " الحكمة ضالّة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها " ...
للكاتب و المحاضر العالميالدكتور
ابراهيم الفقي
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)