الزعفران... ذهب
عرف المصريون القدماء الزعفران وجاء ذكره بمخطوطات البردي كما ورد في الياذة هوميروس لدى الاغريق والرومان, ويعتبر من التوابل التي توضع على الأطعمة والمأكولات المختلفة ويتميز بعدد من الخصائص فهو مجشئ ويستعمل للحمية وتخفيض الوزن, فضلا عن أنه منشط للقلب ويمنع خفقانه بشدة. كما أن الزيوت العطرية المستخلصة منه مقوية للجهاز العصبي وتقي من الآلام والتقلصات ويلقب بالذهب الأحمر..
يقول الدكتور صبري صلاح الدين أستاذ النباتات الطبية بالمركز القومي للبحوث: الزعفران أغلى أنواع التوابل المجففة في العالم ويصل سعر الرطل الواحد منه الى أكثر من 2000 دولار ويأتي في قائمة أغلى 10 أطعمة على مستوى العالم. ولقد ورد بالاحصائية التي خرجت من قاعدة البيانات التابعة لادارة الاحصائيات بهيئة الأمم المتحدة أن مصر والمغرب ينتجان نحو 18 طناً ويستخدم كعلاج قوي وفعال للثعلبة التي تظهر في فروة الرأس, ويستعمل كقطرات لعلاج الرمد والتهابات الجفون, فضلا عن وضعه ضمن الوصفات التي تستخدم لعلاج سرعة القذف عند الرجال وتقلصات الطمث عند النساء, كما يدخل في المجالات الصناعية المختلفة سواء الغذائية منها باعتباره أحد التوابل ومادة ملونة للطعام واضافة نكهة مميزة للمأكولات وأيضا يدخل في صناعة العطور والصبغات المختلفة..
وأكدت الدراسات الحديثة أن الزعفران والتوابل المستخدمة في المأكولات الأسبانية والايطالية والهندية يمكن أن تحمي من بعض الأمراض الأكثر شيوعا مثل العمي, حيث أظهرت دراسة لنماذج حيوانية في المختبر أن تغذية الحيوانات بالزعفران تقي العين من الآثار الضارة للضوء الساطع وهو ما يعانيه الجميع لدى التعرض لأشعة الشمس المباشرة, كما أثبتت أهميته في وقاية العين من خطر أشعة الكمبيوتر, حيث أن تناوله مرة في الأسبوع يحمي من مشكلات البصر الناتجة عن طول المكوث فترات طويلة أمام الأجهزة التقنية, وتؤكد الدراسات تحسن الرؤية عند المرضى الذين تناولوا حبوبا مستخلصة من الزعفران, كما نجحت في تمكينهم من قراءة خطوط صغيرة لم يستطيعوا رؤيتها من قبل, والزعفران يزيد من الطاقة الجسدية ويقوي الحواس كالسمع والبصر واللمس ومفيد لعلاج اضطرابات الذاكرة التي تصيب مختلف المراحل العمرية...
مضاد للتشنج
وقالت الدكتورة فاطمة المصري أستاذ التغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية أن الطب الحديث لا يعترف بكون الزعفران منشطا جنسيا وفوائده تدور حول ادخال السرور للقلب وتنبيه المعدة, كما أنه مضاد للتشنج ومنشط ومدر للطمث لدى النساء وشديد المفعول للأمعاء والأعصاب كما يدخل في الأدوية المستخدمة لتنشيط القلب وبعض أنواع الكحل المساعد في ازالة الغشاوة من العين, حيث أثبتت التحاليل الكيميائية أن الزعفران يحتوي على مادة تسمى لروسين تتميز بحلاوة الطعم وهي مقوية للأعصاب ومنشطة ومنبهة ويتم غلي غرام واحد منه في لتر من الماء وشرابه بعد تبريده, حيث يعد مقاوماً للبرد ومنبهاً للأعصاب.
وتم استخدام الزعفران منذ قديم الزمان في العلاجات الدينية كما ورد ذكره بالأساطير الاغريقية القديمة لاستلهام الشعور بالنصر والرغبة في المزيد من الحيوية والاقبال على الحياة..
وورد ذكره في الطب القديم, حيث أنه يساعد في حال فرك اللثة أو تدليكها بالماء أو الزيت المنقوع بالزعفران كما يفيد في التخفيف من الآلام المرتبطة بنمو الأسنان والالتهابات التي تصيب اللثة خاصة لدى المواليد الجدد, فضلا عن قدرته العالية على مقاومة التقلصات والتخفيف من آلام الدورة الشهرية والعضلية أيضا ويعتبر محفزاً قوياً للدورة الدموية ويسمح بتقوية العضلات وزيادة الأحاسيس, كما أن اضافة الزعفران الى التوابل باعتبارها احدى آليات النظام الغذائي يفيد من يبحثون عن مزيد من الاثارة والشهوة الجنسية استنادا الى أنه مصدر طبيعي لزيادة القدرة الجنسية, وكذلك يسهم في تحريك ألياف الرحم ويساعد في النوم بشكل أفضل ويخفف من القلق لدى الأعمار المختلفة ورغم ذلك فان المتخصصين ينصحون بعدم الاكثار من تناوله نظرا لتأثيره على الحواس ما يؤدي الى تنويمها واصابة الرأس بالصداع وينصحون بالتزام الحذر من آثاره الجانبية ومنها تعرض الانسان للنزف..
ضد الاكتئاب
وقال لدكتور سعد ميخائيل بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية التجارب العلمية الحديثة أثبتت: أن للزعفران مفعولاً قوياً بمجالات عدة خاصة الطب النفسي, وكذلك في مجال الصناعة كاستخدام الزعفران لتلوين الأقمشة والملابس وغيرها, كما يدخل في صناعة العطور ويوضع على الأطعمة المختلفة, حيث يضفي على الطعام مذاقا طيبا ورائحة زكية. تبين أن الزعفران يشكل علاجا فعالا ضد الاكتئاب, كما يساعد في التغلب على الأرق فهو مهدئ ومنوم طبيعي, وثبت للعلماء أنه بمثابة مادة تساعد في مقاومة القلق والتوتر ومتاعب ما بعد سن الياس بشكل قوي بحيث يعطي انسجاما نفسيا ويمنع اعتلال المزاج والكآبة ويبعد الأمراض النفسية ويستطيع التغلب عليها.
ولقد كشفت احدى الدراسات الحديثة أن الزعفران يعمل على زيادة مواد كيماوية معينة في الدماغ ومنها مادة (السيروتونين) وذلك لاحتوائه على عناصر نشطة بالاضافة الى كونه علاجا فعالا لآلام المعدة ويسهم في تخفيف الألم الناتج عن حصوات الكلى ومن التركيبات الفعالة المضادة للسرطان, كما يعد مقوياً للذاكرة حيث أوضح الباحثون أنه غالبا ما يصاب المكتئبون بنقص كبير في الوزن أو العكس يصاحبها كثرة النوم وازدياد مشاعر الاحباط لديهم وعدم الشعور بالفرح أو البهجة أو الاستمتاع بالأنشطة المختلفة الى جانب صعوبات التفكير والتركيز مع مزاج سيئ وأفكار تشاؤمية في الانتحار..
وتم استخدام الزعفران منذ القدم في علاج الكثير من الأمراض مثل النزلات المعوية وتهدئة الاضطرابات التي تصيب المعدة, ويساعد في علاج السعال ونزلات البرد وكذلك التخفيف من غازات المعدة, كما يعمل على تخفيف البلغم ويدخل أيضا في صناعة الأدوية الحديثة, كتلك المستعملة لطرد الديدان المعوية والأدوية المهدئة للحالات العصبية والنفسية والأدوية المستعملة لتنشيط الافراز البولي.
مواد فعالة
وتقول الدكتورة ايمان محمود طلعت بالمركز القومي البحوث: الزعفران قديما أطلق عليه السعفران ويحتوي على مواد فعالة يأتي بمقدمتها نوعان من الغليكوسيدات هما كروكين ويوجد على ثلاث صور ألفا بيتاج غاما وتلك المادة هي التي يرجع اليها اللون الأصفر واضحا, فضلا عن مادة البكروكروكين التي تتحلل وتعطي زيت طيار هو الذي يمنح العقار الطعم والرائحة المميزين له.
وتشير الى أن الزعفران كان يشغل مكانة لا باس بها قديما ففي الطب الشعبي كان يستعمل كمقو للمعدة ومزيل للمغص ويكثر استعماله في أوروبا, حيث يتم شرابه كمغلي الشاي وأيضا كمنبه عطري. كما أنه يعتبر مضاداً للاصابات الناجمة عن نزلات البرد وبالوقت الراهن يتم استخدامه كمادة ملونة تدخل في صناعة الطعام والزيت المستخلص منه ويستخدم في التخفيف من الآلام والتقلصات التي تصيب جسم الانسان.
يعطيكي العافية اختي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)