· كلف الرئيس ساركوزي رئيس ديوانه سيدريك غوبيه بالرد إيجابياً على خطةالسلام, التي بعثها له الدكتور أفنان القاسم. وأكد فيها للقاسم مدى تأثره بمسعاه، واطلاعه بانتباه وإصغاء على مقترحات السلام التيجاءت في خطته. و أن هذه المقترحات ستساهم فيما يفكر فيه من حل للصراعالعربي الإسرائيلي. ولكن رده هذا عبارة عن رد دبلوماسي لا أكثر,حيث لم يبحثها مع أحد من الزعماء.· دعم ساركوزي الرئيس زين العابدين بن علي ضد انتفاضة شعبه.وراح يشيد بمزايا بن علي ونظامه.وأبدى استعداده لتقديم خبرته الأمنية كوزير سابق لوزارة داخلية فرنسا للرئيس التونسي المخلوع بن علي لقمع الثورة في تونس. وأوفد وزيرة من وزراء حكومته لهذا الغرض.لكنه سرعان ما بدل جلده وراح يعلن عن دعمه للديمقراطيات العربية الناشئة في مصر وتونس.ويدافع عن الثوار. وكي يتهرب من المسؤولية عن سؤ تصرفاته ,حمل مسؤولية خطأه للوزيرة .وأقالها من حكومته. · والرئيس ساركوزي (ولد في28 /12/1955م ) الذي أبوه أرستقراطي مجري, وأمه ذات أصول فرنسية كاثوليكية ويهودية .وعُمّد ككاثوليكي. ليس سوى عاشق ولهان للحركة الصهيونية.· والرئيس الفرنسي ساركوزي تزوج كارلا بروني في قصر الإليزيه وفي سابقة يشهدها القصر لأول مرة لرئيس يطلق زوجة ويتزوج من أخرى أثناء ولايته. وهذا الزواج هو الثالث لساركوزي بعد أن طلق زوجته الثانية سيسيليا بعد زواج استمر 11 عاما. وطلق سيسيليا بعد أن حل جميع المسائل بينهما بالتراضي. ولم يكن الطلاق مستغرباً, لأن السيدة الأولى لفرنسا غابت مرارا عن حضور المناسبات الرسمية وحظيت سيسيليا بمشوار مهني ناجح بفضل عملها. ثم كموظفة إدارية في البرلمان الفرنسي. وقالت: إنها لا تريد أبداً أن تضطلع بالدور التقليدي للسيدة الأولى لأنه يصيبها بالملل، وأنها لست سياسية أبدا. وكان نيكولا و سيسيليا مطلقين عندما تزوجا عام1996م. ولكل منهما طفلان من زواج سابق. وأنجب ساركوزي من سيسيليا ولداً أسمياه لويس,ويتجاوز عمره العشرة أعوام.· والرئيس ساركوزي هو ممن يعيشون علناً حياتهم الخاصة, خلافاً لأسلافه ديغول وشيراكو ميتيران. · و ساركوزي متهم من خصومه بـالشعبوية حين وعد الجماهير بالتغيير, قبل أن يلطف هذا المفهوم لطمأنة مخاوف ناخبيه, مستخدماً عبارة التغيير الهادئ لتبديل المشهد السياسي الفرنسي. إلا أن التغيير جاء لغير صالح فرنسا وشعبها.بحيث تفاقمت المشاكل الداخلية, وارتفعت معدلات البطالة. · و ساركوزي كأحد الليبراليين والمحافظين الجدد. يصطاد في مياه اليمين المتطرف،وخير مثال طرحه استحداث وزارة للهجرة والهوية الوطنية. وتأكيده على أن الفرنسيين يؤيدون تطرقه إلى هذه المسائل. معتبراً أنه الوحيد الذي يمكنه احتواء اليمين المتطرف.واتخاذه مواقف مفاجئة بطرحه أفكاراً بعيدة عن خطه، كتأييده إشراك المقيمين الأجانب في الانتخابات المحلية.أو تنديده بأرباب العمل.· و ساركوزي دعم ترشح ابنه جون ساركوزي، لرئاسة المؤسسة EPAD. رغم أن عمر ابنه لم يكن عمره يتجاوز حينئذ الثلاثين عاماً, ولم يكن قد أنهى دراسته بعد.· ورفضه لنظرية صراع الحضارات.حين قال: إن الإسلام هو دين التسامح والسلام ولا يجب أبداً الخلط بينه وبين الأعمال الإرهابية.وأضاف قائلاً: إننا نرفض المزج بين الأمرين لان ذلك يضر بالدين, ونحن ضد تصادم الحضارات.والمسلمون ليسوا قتلة ولا برابرة. ولكن قوله هذا لا يتطابق مع أفعاله.· و ربما لم يعجب ساركوزي قيام رئيس بلدية باريس بتنفيذ قرار مجلس البلدية بتدشين وافتتاح ساحة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.لأن محمود درويش اختار العيش في هذه الدائرة بالذات التي تضم هذه الساحة. لإبداعه الشعري, ولشخصه الذي ترك بصماته على الأمسيات الشعرية والذي طالما رافق شعره كبار المغنيين والموسيقيين على خشابات مسارح باريس.· يُتهم ساركوزي أنه من أكثر السياسيين الفرنسيين عداءً للحق العربي والإسلامي,وللجاليتين الإسلامية والعربية. واللوبي الصهيونيوإسرائيل وضعوا ثقلهم في معركته الرئاسية ضد الحزبالاشتراكي ومرشحته سيغولين رويال,التي اتهمته بالكذب.وتساءلتعما إذا كان ساركوزي مؤهلاً لحكم فرنسا.· والطبقة السياسية الفرنسية لا ترتاح إليه. لأنه استئصالي, و يلوّح بسياسة العصا الأمنية الفولاذية.· واليساريون يعتبرونه بوش الصغير.فهو بنظرهم محافظ جديد ,تحركّه نزواتهالإيديولوجية.· والأجيال المهاجرة الفرنسية, وتحديدا الجيل الثاني و الثالث, يعتبران ساركوزي عنصري حين وصف المهاجرين بالقذارة. و كان تصريحه هذا هو من صبّالزيت على الأحداث المأسوية التي شهدتها فرنسا حين كان وزيرا للداخلية.وهذه الأحداث قصد منها إنعاش اليمين الفرنسي والأوروبي. رغم أن والداه هاجرا إلى فرنسا خوفاً من تأميم أموالهم من الحكومةالشيوعية. ولم يردعه أصله كونه مهاجراً من احترام باقي المهاجرين.علماً أن المهاجرين أصحاب فضل في حروب ونهضة فرنسا.· و ساركوزي قطع وعداً على نفسه حال انتخابه رئيسا لفرنسا بمعاقبة السودان من جانب واحد. · و ساركوزي بنظر دومينيك دوفيلبان, الرجل الذي يدافع عن المثل العليا للأسرة الفرنسية السياسية.· و ساركوزي متهم من بعض القيمين على الجمعيات الإسلامية فيفرنسا ,بأنه كان يتعامل معهم بشكل مستفّز.و سعى لتسخيرهم جواسيس لأجهزة الأمن الفرنسية,مقابل منحهم الإقامة في فرنسا. · و ساركوزي متهم من الفرنسيين بارتباطه بعلاقة غرامية مع ابنة السفير المجري في العاصمة الفرنسية.· و ساركوزي يُزاود على الفرنسيين بأنه أكثر وطنية منهم. و أنّه يدافع عن المواطنة الفرنسية, والثقافة الفرنسية, و الهوية الفرنسية. و مبادئ الدولة العلمانية. وأنه بهذه الشعارات البراقة أستطاع أن يستحوذ على مكان له على الخارطة السياسية الفرنسية. بل أستطاع أن يخدع شيراك, الذي أغتال سياسياً كل الورثة السياسيين المحتملين له,كي يفسح المجال لساركوزي كي يكون رئيساً من بعده.· و ساركوزي أستطاع بميكيافليته وحيله أن يتسلل إلى مواقع هو غير أهلٍ لها.· و ساركوزي متهم بأنه متورط بحملة تشويه صورة دومينيك شتراوس. وأن شتراوس ضحية لحملة ألاعيب سياسية قذرة على حد وصف جان ماري جوان السياسي اليساري الفرنسي وأحد أقرب حلفاء شتراوس. والذي يؤكد أن هناك حملة يقوم بها معسكر ساركوزي للفوز بفترة رئاسية ثانية. والتقارير الصحفية تبين أن ساركوزي المتراجع الشعبية هو المستفيد الأول من الفضيحة. فقد قال جوان:هناك الآن حملة منسقة ومدبرة أعلن ساركوزي تفاصيلها لحلفائه المقربين,بعد أن أعلن قصر الإليزيه منذ أشهر نيته تشويه شخصية شتراوس. و شتراوس يتقدم في استطلاعات الرأي العام عليه. · و إثارة ساركوزي لموضوعي الحجاب والنقاب في فرنسا كمسائل أساسية.إنما هدفه تحريض الرأي الفرنسي على الإسلام في فرنسا.وأنه أجبر الرئيس جاك شيراك على الالتزام بها رغم عدم قناعته. · ويعتبر غالبية الفرنسيين وجمهور كبير من الرأي العام العالمي. أن دافع الرئيس الفرنسي لاتخاذ هذا الموقف المتصلب والمتطرف من ليبيا, وحتى مخالفته لقرار مجلس الأمن الدولي.إنما الهدف منه. التعويض عما فاتته من رياح الثورة التونسية أولاً. ومنافسته للرئيس الأميركي أوباما في الساحة الدولية ثانياً. وتحقيق مكاسب انتخابية كي يفوز بولاية ثانية,و فوز الجمهوري الأميركي في الانتخابات القادمة. · و ساركوزي متهم بتقديمه معلومات كاذبة حين كان وزيراً للداخلية للرئيس شيراك عن العملية الإجرامية التي استهدفت موكب الشهيد رفيق الحريري عام 2005م. وهذه المعلومات دفعت شيراك للتصرف بشكل عدواني وخاطئ تجاه سوريا. وأن شيراك أعترف أخيراً بأنه ضُلل في هذه القضية. · و ساركوزي الداعم لإسرائيل في حصارها لقطاع غزة. أقر برسالته لوالدي الجندي الأسير جلعاد شاليط ( نوعم وافيفيا شاليط, والذين يحملون الجنسية الفرنسية):أن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة كان خطوة خاطئة، وأن معاقبة سكان القطاع لن تؤدي إلى الإفراج عن ابنكم جلعاد. · ويعتبر ساركوزي إيران بأنها تشكل القلب في قوس الأزمات الملتهبة في العالم. وأنها تتغذي العنف والتطرف في المنطقة، وأنها تمثل التهديد الأساسي للأمن الدولي في ميدان انتشار الأسلحة النووية. · والمشكلة حالياً مع سوريا بنظر ساركوزي. هي معرفة ما إذا كانت سوريا جاهزة لأن تصبح محاوراً جدياً, وقوة بناءة, تشارك في البحث عن حلول لأزمات المنطقة بدل إن تجعلها أكثر تعقيداً. · و يتهم البعض ساركوزي, بأن إسرائيل بأمنها ومصالحها, لا فرنسا. هي كل همه وما يهمه. والسؤال المطروح: هل سيدحض ساركوزي كل هذه التهم. كي يكسب ناخبيه, و يفوز بولاية رئاسية ثانية؟ الجمعة: 15/7/2011م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريمbkburhan@************
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)