تأسست فكرة تقليدية متخلفة ينقصها العلم والثقافة عن المرأة الغربية والعربية على حد سواء، جوهرها أن المرأة "نكدية، وحنانة، وثرثارة، وتستمع بالمشاكل، وتعور الراس"، وأن الرجل هو المجني عليه والطرف المظلوم والضعيف الذي لا حيلة له أمام جبروت المرأة.

وبعد تفحص طبيعة كل من الجنسين، والرجوع إلى الأبحاث والدراسات القديمة، يتبين أن المرأة بطبعها تميل نحو التفاصيل سواء على الصعيد العاطفي، أو الاجتماعي، أو التربوي، فضلا عن كونها قوية التركيز والحفظ ، وأكثر اهتماماً بما يدور حولها، وأكثر قدرة على عمل أكثر من شيء في وقت واحد، على خلاف الرجل تماما، والذي يغلب عليه الاهتمام بجملة الأمور دون التفاصيل، ويكتفي بعمل واحد فقط والتركيز عليه، وإن قاطعه طرف ما، تداخلت عليه المسائل وتشوش تفكيره.

وبسبب تضارب طباع كلا الطرفين الخشن والناعم، غالبا ما يتخذ الرجل موقفا سلبيا فيمتنع عن الاهتمام بشكل مطلق، ويتوقف عن الاستماع للمرأة، ويتجنب جوانب النقاش والمصارحة، ويهرب إلى "وناسته" ، في الوقت الذي تثور فيه المرأة وتشتكي من عدم المبالاة، ويتحول الرجل إلى المسكين الذي تطارده المرأة لتلقي نكدها عليه !! ، ولكن لو أحسن الرجل مجاراة المرأة وأعطاها قليلاً من الاهتمام لما آلت إلى مرحلة "الحنة والرنة".

وإلى ذلك كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة "غبريت اكوا كلين دبليو سي" ونقلتها صحيفة " الديلي تلغراف" أن 50% من الرجال البريطانيين يختبئون بانتظام في الحمام هربا من نكد الزوجة أوالشريكة، لقضاء الوقت على ألعاب هاتفهم أو متابعة مباريات كروية أو الاسترخاء بالاستماع إلى الموسيقى
.