نعم .. الدنيا لا تتوافق دائما مع آمالنا و طموحاتنا و طريقة تفكيرنا ....
إنها حقيقة لا يمكن إنكارها .......

و لكن الخطأ كل الخطأ أن نلقي بـ اللوم دوما على الدنيا ... و على حظنا " الأعثر " ....!
و نحن نعلم تماما .... ان هذه الدنيا بـ كل معطياتها ... ما هي إلا نتاج لأفكارنا و أعمالنا ....

كما ذكرت في طرحك ... الدنيا بحد ذاتها لا تتغير ... و الزمن بحد ذاته لا يتغير ....
و لكننا نحن من نتغير .....
نفوسنا .. أفكارنا .. معتقداتنا .. طريقة حياتنا ... هي التي تتغير ....
نحن من نصنع الدنيا و نشكّلها ...
و بـ أيدينا و إرادتنا يمكن أن نغيرها ...
طبعا عندما أقول نحن ...... أقصد " بـ مجموعنا " .......
مع التأكيد أن التغيير يبدأ من داخل كل فرد فينا .....

يأتي البعض لـ يقول : " دوما الحظ يعاكسني ... دائما الظروف ضدي " ...!
و يدخل في دائرة مقارنة مع الكثير ممن حوله .... مؤكدا أن الدنيا تضحك لهم وحدهم .....!

ناسيا أن هناك في الدنيا ما يسمى بـ " النصيب " .. الذي قسمه الله لكل فرد فينا ....
فـ نحن فعليا ... عباد مسيّرون لا مخيّرون ( كما يظهر لنا عموما ) ...!

و ناسيا أيضا أن الدنيا دار ابتلاء و امتحان من الله تعالى .....
و غير مدرك أبدا ... أن السعادة أمر نسبي ...
لا يقاس فقط بـ مدى حصولنا على ما نريد ...
إنما يقاس بـ مدى قناعتنا و رضانا بـ ما نملك .......

و خير مثال على ذلك ... عندما ترى أحدهم و قد امتلك كل مقومات الحياة السعيدة ...
و لكنك تجده لا يستطيع العيش دون أدوية " الاكتئاب " و " المنومات " ....!
هذا الشخص " ظاهريا " ... الحياة تضحك له ......
و لكنه فعليا لا يعرف لـ السعادة و راحة البال .... طريق ......!!

نحن من نجعل دنيتنا .... سعيدة ...
و نحن من نحولها إلى جحيم ....
فـ لينظر كل منا إلى قلبه ... ضميره ... نفسه ....و أعماله ....
اعتقد أنه حينها سيجد الإجابات لكل ما يدور في ذهنه حول هذه الدنيا .......!


اعذرني للإطالة ..... و لكن راقت لي الفكرة .....

أشكرك جزيلا على هذا الأفكار المميزة ....
التي أجاد قلمك في ترجمتها هنا ......

و دائما بـ انتظار المزيد ....
مع كل التقدير .....
و مع التقييم الأكيـد .....