تحدثنا في الفصل السابق عن نعمة الذاكرة وكيفية حفظ المعلومات في هذه الذاكرة العظيمة, والآن سنتحدث عن طرق تقوية هذه الذاكرة .
كيف تمتلك ذاكرة قوية :
تغلب على مقولة ذاكرتي ضعيفة ( ومن قال ذلك ؟ )
لم يعد النجاح حكراً على ما نملكه من معرفة فقط, بل على ما نستخدم من هذه المعرفة في الوقت المناسب وبالسرعة الممكنة، وتدريب الذاكرة على استدعاء ما نريده هو أفضل سياسة تأمينية ضد النسيان، وهذا يتم بالممارسة المستمرة والمران الدائم, فالذاكرة كأي عضلة في الجسم إذا قمت بتدريبها وتقديم الغذاءً المناسب لها يومياً فإنها ستصبح قوية لتخزن أية معلومة تريد الاحتفاظ بها, كما يمكنك أيضاً أن تدعم الذاكرة بطريقة التفكير الإيجابي التي تخاطب بها نفسك، فهذا يقدم لك طاقة دافعية وثقة عميقة بأن لديك القدرة دائماً على استدعاء المعلومات, وهذا الأمر لا يحتاج منك إلا أن تستخدم
عبارات أكثر إيجابية تقوم بتكرارها طيلة يومك وإليك أمثلة عملية تستطيع استخدامها:
• لا أستطيع أن أتذكر سأحاول أن أتذكر
• ذاكرتي سيئة أشعر بأن ذاكرتي تتحسن
• كل يوم أنسى أكثر أنا واثق ٌ بأنني سأتذكر بإذن الله
فالإيحاءات اليومية تدعم مقدرتك النفسية وبالتالي ستشعر بقوة التحول الإيجابي الكامن في داخلك.
عندما تتصور وتتخيل أكثر تصبح ذاكرتك أقوى
كلما دربت مقدرتك على التخيل بالتقاط الصور من حولك بدقة عالية أكثر كلما أصبحت ذاكرتك أقوى، وتنطبق هذه الطريقة على حياتنا بدءاً من الناس ، والأماكن، والقراءات، والرسومات، والجداول والأرقام وانتهاءً بالكلمات والمعلومات السمعية، وهذه الطريقة تحفز العقل ليلتقط الصور من حوله كما آلة التصوير.



ولعل من أقدم التجارب الإنسانية في هذا المجال تعود إلى السومريين الذين عاشوا في جنوب بلاد ما بين النهرين منذ حوالي 5000 عام و عملوا بالتجارة فنشأت حاجتهم إلى وجود سجلات دائمة بتعاملاتهم فأوجدوا نظاماً متقناً للرموز التصويرية والعدّ، فالرموز التصويرية التي تشير إلى الأفكار هي من أقوى الدعائم التي ترتكز عليها الذاكرة, كماأن التدرب على حفظ الصور سيجعل هذه الصور محفوظة بشكل أطول و سيساعد الذاكرة البصرية على الاحتفاظ بما تريده بطريقة أسرع وأسهل، ومن الأمثلة العملية المترسخة لدينا حفظنا للإشارات المرورية الرمزية، وعلامات التقرير اليومي لأحوال الطقس، فرمز سقوط الأمطار أو وجود حالة صقيع لها وقع مدهش على ذاكرتنا، وبذلك نصل إلى حقيقة مفادها بأنه كلما كانت الصورة التي التقطناها من حولنا أكثر إبداعا كانت ملاحظتنا أشد وذاكرتنا أدق.
تمارين يومية تحفز الذاكرة
أفضل الطرق هي ممارسة تدريبات عقلية يومية، فالعقل عندما يحفظ نصاً جديداً يقوم بالاتصال بخلاياه وكلما زادت سرعة الاتصال ازدادت الروابط العصبية بين خلايا المخ وازدادت كفاءة العقل وبالتالي

ارتفعت حدة الذاكرة ومن التمارين التي يمكنك استخدامها :
هل بإمكانك استرجاع قصيدة كنت تحفظها بشكل جيد؟ إذا لم تستطع حاول ذلك فإنك ستفعلها.
حاول تذكر بعض من ذكريات الطفولة... حاول حلّ بعض الأحاجي والألغاز.
قبل أن تغمض عينيك في نهاية يومك تذكر الأحداث التي مررت بها بطريقة الصور الفوتغرافية واعرضها بشكل متتالي، حاول التركيز على الصور وتذكر أصوات الأشخاص الذين كنت معهم في هذا اليوم....يتبع......