وروى حماد بن سلمة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عمرو ابن العاص قال قيل يا رسول الله أي الناس أحب اليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبو بكر قيل ثم من قال ثم أبو عبيدة بن الجراح كذا يرويه حماد وخالفه جماعة فرووه عن الجريري عن عبد الله قال سألت عائشة أي أصحاب رسول الله ص كان أحب إليه قالت أبو بكر ثم عمر ثم أبو عبيدة بن الجراح
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أحمد بن محمد ابن غالب بقراءته على أبي العباس بن حمدان حدثكم محمد بن أيوب أنبأنا أبو الوليد أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت صلة بن زفر عن حذيفة أن رسول الله ص قال ( إني أبعث إليكم رجلا أمينا ( فاستشرف لها أصحاب رسول الله ص فبعث أبا عبيدة بن الجراح. اتفقا عليه من حديث شعبة واتفقا من حديث خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس أن النبي ص قال ( لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )
أخبرنا أحمد بن محمد المعلم أنبأنا أبو القاسم بن رواحة أنبأنا أبو طاهر الحافظ أنبأنا أحمد بن علي الصوفي وأبو غالب الباقلاني وجماعة قالوا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو محمد الفاكهي بمكة حدثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة حدثنا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي أنبأنا يحيى بن أبي زكريا حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال كنت في الجيش الذين مع خالد الذين أمد بهم أبا عبيدة وهو محاصر دمشق فلما قدمنا عليهم قال لخالد تقدم فصل فأنت أحق بالإمامة لانك جئت تمدني فقال خالد ما كنت لاتقدم رجلا سمعت رسول الله يقول ( لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )
أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال أتى النبي أسقفا نجران العاقب والسيد فقالا ابعث معنا أمينا حق أمين فقال ( لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين فاستشرف لها الناس فقال قم يا أبا عبيدة فأرسله معهم ) قال وحدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق نحوه
الترقفي في جزئه حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا أبو حسبة مسلم بن أكيس مولى ابن كريز عن أبي عبيدة قال ذكر لي من دخل عليه فوجده يبكي فقال ما يبكيك يا أبا عبيدة قال يبكيني أن رسول الله ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين حتى ذكر الشام فقال ( إن نسأ الله في أجلك فحسبك من الخدم ثلاثة خادم يخدمك وخادم يسافر معك وخادم يخدم أهلك وحسبك من الدواب ثلاثة دابة لرحلك ودابة لثقلك ودابة لغلامك ثم ها أنذا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا وإلى مربطي قد قد امتلأ خيلا فكيف ألقى رسول الله بعدها وقد أوصانا إن أحبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال التي فارقتكم عليها حديث غريب رواه أيضا أحمد في مسنده عن أبي المغيرة وكيع بن الجراح حدثنا
مبارك بن فضالة عن الحسن قال رسول الله ص ما منكم من أحد إلا لو شئت لأخذت عليه بعض خلقه إلا أبا عبيدة. هذا مرسل
وكان أبو عبيدة موصوفا بحسن الخلق وبالحلم الزائد والتواضع
قال محمد بن سعد حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال عمر لجلسائه تمنوا فتمنوا فقال عمر لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح
وقال ابن أبي شيبة قال ابن علية عن يونس عن الحسن قال رسول الله ص ما من أصحابي أحد إلا لو شئت أخذت عليه إلا أبا عبيدة
وسفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال قال ابن مسعود أخلائي من أصحاب رسول الله ص ثلاثة أبو بكر وعمر وأبو عبيدة. خالفه غيره ففي الجعديات أنبأنا زهير عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن عبد الله فذكره
قال خليفة بن خياط وقد كان أبو بكر ولى أبا عبيدة بيت المال قلت يعني أموال المسلمين فلم يكن بعد عمل بيت مال فأول من اتخذه عمر. قال خليفة ثم وجهه أبو بكر إلى الشام سنة ثلاث عشرة أميرا وفيها استخلف عمر فعزل خالد بن الوليد وولى أبا عبيدة
قال القاسم بن يزيد حدثنا سفيان عن زياد بن فياض عن تميم بن سلمة أن عمر لقي أبا عبيدة فصافحه وقبل يده وتنحيا يبكيان
وقال ابن المبارك في الجهاد له عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال بلغ عمر أن أبا عبيدة حصر بالشام ونال منه العدو فكتب إليه عمر أما بعد فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة إلا جعل الله بعدها فرجا وإنه لا يغلب عسر يسرين " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " الآية آل عمران 200 قال فكتب إليه أبو عبيدة أما بعد فإن الله يقول " إنما الحياة الدنيا لعب ولهو " إلى قوله " متاع الغرور " الحديد 20 قال فخرج عمر بكتابه فقرأه على المنبر فقال يا أهل المدينة إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي ارغبوا في الجهاد
ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد عن أبيه قال بلغني أن معاذا سمع رجلا يقول لو كان خالد بن الوليد ما كان بالناس دوك وذلك في حصر أبي عبيدة فقال معاذ فإلى أبي عبيدة تضطر المعجزة لا أبا لك والله إنه لخير من بقي على الأرض. رواه البخاري في تاريخه وابن سعد
وفي الزهد لابن المبارك حدثنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال قدم عمر الشام فتلقاه الأمراء والعظماء فقال أين أخي أبو عبيدة قالوا يأتيك الآن قال فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلم عليه ثم قال للناس انصرفوا عنا فسار معه حتى أتى منزله فنزل فيه فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله فقال له عمر لو اتخذت متاعا أو قال شيئا فقال يا أمير المؤمنين إن هذا سيبلغنا المقيل
ابن وهب حدثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن عمر حين قدم الشام قال لأبي عبيدة اذهب بنا إلى منزلك قال وما تصنع عندي ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي قال فدخل فلم ير شيئا قال أين متاعك لا أرى إلا لبدا وصحفة وشنا وأنت أمير أعندك طعام فقام أبو عبيدة إلى جونة فأخذ منها كسيرات فبكى عمر فقال له أبو عبيدة قد قلت لك إنك ستعصر عينيك علي يا أمير المؤمنين يكفيك ما يبلغك المقيل قال عمر غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة أخرجه أبو داود في سننه من طريق ابن الأعرابي. وهذا والله هو الزهد الخالص لا زهد من كان فقيرا معدما
معن بن عيسى عن مالك أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف أو بأربع مئة دينار وقال للرسول انظر ما يصنع بها قال فقسمها أبو عبيدة ثم أرسل إلى معاذ بمثلها قال فقسمها إلا شيئا قالت له امرأته نحتاج إليه فلما أخبر الرسول عمر قال الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا.
الفسوي حدثنا أبو اليمان عن جرير بن عثمان عن أبي الحسن عمران بن نمران أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات
وقال ثابت البناني قال أبو عبيدة يا أيها الناس إني امرؤ من قريش وما منكم من أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى إلا وددت أني في مسلاخه
معمر عن قتادة قال أبو عبيدة بن الجراح وددت أني كنت كبشا فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي، وقال عمران بن حصين وددت أني رماد تسفيني الريح
شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق أن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون إنه قد عرضت لي حاجة ولا غنى بي عنك فيها فعجل إلي فلما قرأ الكتاب قال عرفت حاجة أمير المؤمنين إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق فكتب إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك فإني في جند من أجناد المسلمين لا أرغب بنفسي عنهم فلما قرأ عمر الكتاب بكى فقيل له مات أبو عبيدة قال لا وكأن قد قال فتوفي أبو عبيدة وانكشف الطاعون
قال أبو الموجه محمد بن عمرو المروزي زعموا أن أبا عبيدة كان في ستة وثلاثين ألفا من الجند فلم يبق منهم إلا ستة آلاف رجل
أخبرنا محمد بن عبد السلام عن أبي روح أنبأنا أبو سعد أنبأنا ابن حمدان أنبأنا أبو يعلي حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل مولي أبي عيينة عن ابن ابي سيف المخزومي عن الوليد بن عبد الرحمن شامي فقيه عن عياض بن غطيف قال دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه وامرأته تحيفة جالسة عند رأسه وهو مقبل بوجهه على الجدار فقلت كيف بات أبو عبيدة قالت بات بأجر فقال إني والله ما بت بأجر فكأن القوم ساءهم فقال ألا تسألوني عما قلت قالوا إنا لم يعجبنا ما قلت فكيف نسألك قال إني سمعت رسول الله ص يقول ( من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبع مئة ومن أنفق على عيالة أو عاد مريضا أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن إبتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة
أ