سعيد بن المسيب
سعيد بن المسيب ابن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم بن يقظة
الإمام العلم أبو محمد القرشي المخزومي عالم أهل المدينة وسيد التابعين في زمانه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه وقيل لأربع مضين منها بالمدينة رأى عمر وسمع عثمان وعليا وزيد بن ثابت وأبا موسى وسعدا وعائشة وأبا هريرة وابن عباس ومحمد بن سلمة وأم سلمة وخلقا سواهم وقيل أنه سمع من عمر وروى عن أبي بن كعب مرسلا وبلال كذلك وسعد بن عبادة كذلك وأبي ذر وأبي الدرداء كذلك وروايته عن علي وسعد وعثمان وأبي موسى وعائشة وأم شريك وابن عمر وأبي هريرة وابن عباس وحكيم بن حزام وعبد الله بن عمرو وأبيه المسيب وأبي سعيد في الصحيحين وعن حسان بن ثابت وصفوان بن أمية ومعمر بن عبد الله ومعاوية وأم سلمة في صحيح مسلم وروايته عن جبير بن مطعم وجابر وغيرهما في البخاري وروايته عن عمر في السنن الأربعة وروى أيضا عن زيد بن ثابت وسراقة بن مالك وصهيب والضحاك بن سفيان وعبد الرحمن بن عثمان التيمي وروايته عن عتاب بن أسيد في السنن الأربعة وهو مرسل وأرسل عن النبي وعن أبي بكر الصديق وكان زوج بنت أبي هريرة وأعلم الناس بحديثه روى عن خلق منهم إدريس بن صبيح وأسامة بن زيد بن الليثي وإسماعيل بن أمية وبشير وعبد الرحمن بن حرملة وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن وعبد الكريم الجزري وعبد المجيد بن سهيل وعبيد الله بن سليمان العبدي وعثمان بن حكيم وعطاء الخراساني وعقبة ابن حريث وعلي بن جدعان وعلي بن نفيل الحراني وعمارة بن عبد الله ابن طعمة وعمرو بن شعيب وعمرو بن دينار وعمرو بن مرة وعمرو بن مسلم الليثي وغيلان بن جرير والقاسم بن عاصم وابنه محمد بن سعيد وقتادة ومحمد بن صفوان ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة وأبو جعفر محمد بن علي ومحمد بن عمرو بن عطاء والزهري وابن المنكدر ومعبد ابن هرمز ومعمر بن أبي حبيبة وموسى بن وردان وميسرة الأشجعي وميمون بن مهران وأبو سهيل نافع بن مالك وأبو معشر نجيح السندي وهو عند الترمذي وهاشم بن هاشم الوقاصي ويحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن قسيط ويزيد بن نعيم بن هزال ويعقوب بن عبد الله بن الأشج ويونس بن سيف وأبو جعفر الخطمي وأبو قرة الأسدي من التهذيب وعنه الزهري وقتادة وعمرو بن دينار ويحيى بن سعيد الأنصاري وبكير بن الأشج وداود بن أبي هند وسعد بن إبراهيم وعلي بن زيد بن جدعان وشريك بن أبي نمر وعبد الرحمن بن حرملة وبشر كثير وكان ممن برز في العلم والعمل وقع لنا جملة من عالي حديثه أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق القرافي أنبأنا الفتح بن عبد الله الكاتب أنبأنا محمد بن عمر الشافعي ومحمد بن أحمد الطرائفي ومحمد ابن علي بن الداية قالوا أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري سنة ثمانين وثلاث مئة أنبأنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان هذا صحيح عال فيه دليل على أن هذه الخصال من كبار الذنوب أخرجه مسلم عن أبي نصر التمار عن حماد بن سلمة فوقع لنا بدلا عاليا مع علوه في نفسه لمسلم ولنا فإن أعلى أنواع الإبدال أن يكون الحديث من أعلى حديث صاحب ذلك الكتاب ويقع لك بإسناد آخر أعلى بدرجة أو أكثر والله أعلم أخبرنا إسحاق الأسدي أنبأنا يوسف الآدمي ح وأنبأنا أحمد بن سلامة قالا أنبأنا أبو المكارم الأصبهاني قال يوسف سامعا وقال الآخر إجازة أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن داود المكي حدثنا حبيب كاتب مالك حدثنا ابن أخي الزهري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب قال قال رسول الله قال لي جبريل ليبك الإسلام على موت عمر هذا حديث منكر وحبيب ليس بثقة مع أن سعيد عن أبي منقطع عبد العزيز بن المختار عن علي بن زيد حدثني سعيد بن المسيب ابن حزن أن جده حزنا أتى النبي فقال ما اسمك قال حزن قال بل أنت سهل قال يا رسول الله اسم سماني به أبواي وعرفت به في الناس فسكت عنه النبي قال سعيد فما زلنا تعرف الحزونة فينا أهل البيت هذا حديث مرسل ومراسيل سعيد محتج بها لكن علي بن زيد ليس بالحجة و ( أما ) الحديث فمروي بإسناد صحيح متصل ولفظه أن النبي قال له ما اسمك قال حزن قال أنت أسهل فقال لا أغير اسما سمانيه أبي قال سعيد فما زالت تلك الحزونة فينا بعد
العطاف بن خالد عن أبي حرملة عن ابن المسيب قال ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة سفيان الثوري عن عثمان بن حكيم سمعت سعيد بن المسيب يقول ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد إسناده ثابت حماد بن زيد حدثنا يزيد بن حازم أن سعيد بن المسيب كان يسرد الصوم مسعر عن سعيد بن إبراهيم سمع ابن المسيب يقول ما أحد أعلم بقضاء قضاه رسول الله ص ولا أبو بكر ولا عمر مني
أسامة بن زيد عن نافع أن ابن عمر ذكر سعيد بن المسيب فقال هو والله أحد المفتين قال أحمد بن حنبل وغير واحد مرسلات سعيد بن المسيب صحاح وقال قتادة ومكحول والزهري وآخرون واللفظ لقتادة ما رأيت أعلم من سعيد بن المسيب قال علي بن المديني لا أعلم في التابعين أحدا أوسع علما من ابن المسيب هو عندي أجل التابعين عبد الرحمن بن حرملة سمعت ابن المسيب يقول حججت أربعين حجة قال يحيى بن سعيد الأنصاري كان سعيد يكثر أن يقول في مجلسه اللهم سلم سلم معن سمعت مالكا يقول قال ابن المسيب إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد ابن عيينة عن إبراهيم بن طريف عن حميد بن يعقوب سمع سعيد ابن المسيب يقول سمعت من عمر كلمة ما بقي أحد سمعها غيري أبو إسحاق الشيباني عن بكير بن الأخنس عن سعيد بن المسيب قال سمعت عمر على المنبر وهو يقول لا أجد أحد جامع فلم يغتسل أنزل أو لم ينزل إلا عاقبته ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر الواقدي حدثني هشام بن سعد سمعت الزهري وسئل عمن أخذ سعيد بن المسيب علمه فقال عن زيد بن ثابت وجالس سعدا وابن عباس وابن عمر ودخل على أزواج النبي عائشة وأم سلمة وسمع من عثمان وعلي وصهيب ومحمد بن مسلمة وجل روايته المسندة عن أبي هريرة كان زوج ابنته وسمع من أصحاب عمر وعثمان وكان يقال ليس أحد أعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه وعن قدامة بن موسى قال كان ابن المسيب يفتي والصحابة أحياء وعن محمد بن يحيى بن حبان قال كان المقدم في الفتوى في دهره سعيد بن المسيب ويقال له فقيه الفقهاء الولقدي حدثنا ثور بن زيد عن مكحول قال سعيد بن المسيب عالم العلماء وعن علي بن الحسين قال ابن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفقههم في رأيه جعفر بن برقان أخبرني ميمون بن مهران قال أتيت المدينة فسألت عن أفقه أهلها فدفعت إلى سعيد بن المسيب قلت هذا يقوله ميمون مع لقية لأبي هريرة وابن عباس عمر بن الوليد الشني عن شهاب بن عباد العصري حججت فأتينا المدينة فسألنا عن أعلم أهلها فقالوا سعيد قلت عمر ليس بالقوي قاله النسائي معن بن عيسى عن مالك قال كان عمر بن عبد العزيز لا يقضي بقضية يعني وهو أمير المدينة حتى يسأل سعيد بن المسيب فأرسل إليه إنسانا يسأله فدعاه فجاء فقال عمر له أخطأ الرسول إنما أرسلناه يسألك في مجلسك وكان عمر يقول ما كان بالمدينة عالم إلا يأتيني بعلمه وكنت أوتى بما عند سعيد بن المسيب سلام بن مسكين حدثني عمران بن عبد الله الخزاعي قال سألني سعيد بن المسيب فانتسبت له فقال لقد جلس أبوك إلي في خلافة معاوية وسألني قال سلام يقول عمران والله ما أراه مر على أذنه قط إلا وعاه قلبه يعني ابن المسيب وإني أرى أن نفس سعيد كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب جعفر بن برقان حدثنا ميمون بن مهران بلغني أن سعيد بن المسيب بقي أربعين سنة لم يأت المسجد فيجد أهله قد استقبلوه خارجين من الصلاة عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا علي بن زيد قلت لسعيد بن المسيب يزعم قومك أن ما منعك من الحج إلا أنك جعلت الله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو على ابن مروان قال ما فعلت وما أصلي صلاة إلا دعوت الله عليهم وإني قد حججت واعتمرت بضعا وعشرين مرة وإنما كتبت علي حجة واحدة وعمرة وإني أرى ناسا من قومك يستدينون ويحجون ويعتمرون ثم يموتون ولا يقضى عنهم ولجمعة أحب إلي من حجة أو عمرة تطوعا فأخبرت بذلك الحسن فقال ما قال شيئا لو كان كما قال ما حج أصحاب رسول الله ص ولا اعتمروا
[عدل] فصل في عزة نفسه وصدعه بالحق

سلام بن مسكين حدثنا عمران بن عبد الله قال كان لسعيد بن المسيب في بيت المال بضعة وثلاثون ألفا عطاؤه وكان يدعى إليها فيأبى ويقول لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله بيني وبين بني مروان حماد بن سلمة أنبأنا علي بن زيد أنه قيل لسعيد بن المسيب ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يحركك ولا يؤذيك قال والله ما أدري إلا أنه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد فصلى صلاة لا يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفا من حصى فحصته بها زعم أن الحجاج قال ما زلت بعد أحسن الصلاة في الطبقات لابن سعد أنبأنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثنا ميمون وأنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا أبو المليح عن ميمون ابن مهران قال قدم عبد الملك بن مروان المدينة فامتنعت منه القائلة واستيقظ فقال لحاجبه انظر هل في المسجد أحد من حداثنا فخرج فإذا سعيد بن المسيب في حلقته فقام حيث ينظر إليه ثم غمزه وأشار إليه بأصبعه ثم ولى فلم يتحرك سعيد فقال لا أراه فطن فجاء ودنا منه ثم غمزه وقال ألم ترني أشير إليك قال وما حاجتك قال أجب أمير المؤمنين فقال إلي أرسلك قال لا ولكن قال انظر بعض حداثنا فلم أرى أحدا أهيأ منك قال اذهب فأعلمه أني لست من حداثه فخرج الحاجب وهو يقول ما أرى هذا الشيخ إلا مجنونا وذهب فأخبر عبد الملك فقال ذاك سعيد بن المسيب فدعه