تحدثنا في الفصل السابق عن الذاكرة وطرق تقويتها وسنتطرق اليوم إلى الحديث عن مراحل تخزين المعلومات في الذاكرة وهي كالتالي:
أولاً- مرحلة التخزين الحسي: عادةً عندما نلاحظ أي معلومة أو شيء ما للمرة الأولى فإن ذاكرتنا تقوم بتسجيله في المخزن الحسي الخاطف ويستغرق ذلك أقل من جزء من الثانية، و عادة تعمل الذاكرة الحسية بتسجيل أي إدراك نتلقاه من محيطنا سواء أكان ذلك مرئياً أم صوتياً أم لمسياً ويبقى ذلك الإدراك للحظة قصيرةٍ بعد انتهاء المؤثر .
ثانياً-الذاكرة القصيرة المدى وهنا تتم المرحلة التالية عندما يخزن هذا الإحساس الأخير و يمكننا تشبيه هذه الذاكرة بمخبأ محدود تبقى فيه الذكرى لمدة لا تزيد عن عشرين إلى ثلاثين ثانية قبل أن تستبدل بمعلومة أخرى ما لم نداوم على تكرارها وهذا ما يفسر لنا نسياننا لرقم الهاتف الذي نطلبه لمرةٍ واحدة (ذاكرة مؤقتة)، فالأرقام التي نحفظها بشكل جيد تمّ تخزينها في الذاكرة طويلة المدى.
حسِّن ذاكرتك القصيرة الأجل:
- الذاكرة قصيرة الأجل هي المعلومات التي يحتفظ بها العقل لفترة زمنية وجيزة.
- الذاكرة قصيرة الأجل هي الكمُّ المتنوع الذي يستطيع الشخص الانتباه إليه في آنٍ واحد.
ثالثاً-الذاكرة طويلة المدى: والتي يطلق عليها لقب الذاكرة الحافظة، وعلى العكس من الذاكرة الحسية قصيرة المدى فالذاكرة طويلة المدى تتميز بقدرة خارقة على تخزين المعلومات بشكل دائم وهي المرحلة الأخيرة والأهم في عملية تخزيننا لأية معلومة.
وهنا لابد من التذكير مرةً أخرى بأن التصور والتخيل أحد أهم دعائم استدعاء المعلومة التي نريدها, وهذا ما ذكره أرسطو في كتابه دي أنيما عندما قال: (إن المدركات الحسية التي يصل إليها الإنسان من خلال الحواس الخمس يتم التعامل معها في المقام الأول باستخدام القدرة على التخيل، وتصبح الصور الناتجة عن هذا هي مادة الملكة العقلية) وذلك يرشدنا إلى حقيقة مفادها بأن قدرتنا على تخيل الصور من الأساسيات التي تساعدنا على التذكر.
كيف تحسن من أداء ذاكرتك؟
تؤثر خمسة عوامل في عملية تذكرنا لأية معلومة وهي:
1-عامل الأوليّة : فنحن دائماً نتذكر بدايات الأحداث أكثر من تذكرنا لأوسطها .
2- الجدة: فإذا تساوت الأشياء بالنسبة لنا فنحن بطبيعتنا نميل إلى تذكر الأحداث التي وقعت مؤخراً، وهذا ما يفسر تذكرنا لأحداث يوم أمس أكثر من تذكرنا لما حدث قبله.
3- عامل الربط: وذلك يعني بأننا قادرون على تذكر الأشياء التي نربطها بشيء ما أو حدث ما، وقد يكون الرابط عبارة عن كلمة أو حادثة أو صورة .
4- التميز والبروز: أي تميز الحدث عمّا سواه، إذ أن لدينا نظام تلقائي لتذكر المعلومات المتميزة عن غيرها.
5- الرغبة في المراجعة وإعادة النظر: إن الطريقة التي يعمل بها الدماغ تتعزز عن طريق تكرار عمل الذاكرة، فعملياً نحن نتذكر المعلومات التي نثبتها عن طريق المراجعة أكثر من المعلومات التي نتصفحها لمرةٍ واحدة.