كيف تحقق أهدافك وتبني مستقبلك؟ (5-5)
بعد أن تناولنا موضوع الأهداف بشكل تفصيلي وتحدثنا عن العملية المثلى لوضع الأهداف, نأتي إلى الحديث عن الاستراتيجيات الهامة التي تمكننا من تحقيق أهدافنا وبلوغ غاياتنا.
"استراتيجيات مهمة لتحقيق الهدف "
1- لا تجعل الخوف و القلق يقفان في طريقك لأنهما حالة طبيعية يفرزها التغيير الضروري إحداثه لبلوغ الهدف.
2- مواجهة الأفكار المقيدة للذات والمثبطة للعزيمة من خلال تفعيل حديث النفس الإيجابي، فبدلاً من أن تقول "لا يمكنني أن أفعل ذلك"، قل " يمكنني و أستطيع و سأحاول و سأنجح"
3- كن ذكياً ( smart ) .
4- إعرف نفسك ( نقاط قوتك و ضعفك، طاقاتك، مهاراتك، قيمك و مبادئك، حاجاتك المتنوعة أي معرفة شاملة بذاتك، و هذا يجعلك قادراً على التفكير في نقاط قوتك، و الجوانب التي تحتاج لتغذية لتحسينها، و ما يثيرك و يحفزك .....
5- استغرق وقتاً كافياً كي تتخيل نفسك و قد حققت نجاحاً في الوصول إلى هدفك، فالتخيل يزيد الفاعلية و يساعدك على التركيز....
6-تعرف على قائمة حقوقك ( حرية الرأي – إمكانية الخطأ – الاحترام – الحب )
كي تبدأ بتدمير العقبات الداخلية:
1- اكتسب المزيد من الوعي بالذات من خلال أداء تمرينات معينة مثل قيامك بتعليم شخص ما أن يعيش مكانك لمدة يوم واحد، فهذا يساعدك على إدراك خصائصك و مهاراتك بشكل أكثر وضوحاً.
2- افهم دوافعك و استغلها في تحفيز نفسك...
3- لا تركز فقط على الغاية النهائية، إنما ركز على الرحلة التي تقوم بها لبلوغ هدفك ...
4- كن مستعداً للتعلم و اكتساب المعرفة و تقبل حقيقة أنك لا تعلم ، أو يمكن أن تخطأ ...
5- تذكر أن التخطيط هو أول خطوة على طريق النجاح، و عدم وضوح الخطة هو خطة للفشل ، و أهم ما تحتاجه عند القيام بالتخطيط مراجعة القائمة الشخصية الخاصة بأهدافك أي( جمع المعلومات عن هدفك، تحليل الأهداف إلى أهداف جزئية، ووضع أهداف بصفة أسبوعية أو يومية، و وضع قوائم مراجعة ، وأخيراً بناء التحفيز و الإبقاء عليه) .

&&&***&&&***&&&

معادلة أيقظها الموج
كان سائح يتمشى على شاطئ البحر خلال زيارة للمكسيك وقت الغروب ، فلاحظ من بعيد رجلاً من سكان البلد ينحني ليلتقط أشياء من الشاطئ، ثم يرميها في المحيط....... و عندما صار السائح قريباً من الرجل، اكتشف أن ما كان يلتقطه المكسيكي هو نوع من حيوانات نجم البحر كانت مبعثرة على الساحل الرملي بأعداد كبيرة .. و تملك السائح الفضول فسأل الرجل بعد أن ألقى التحية : (( هل لي أن أسألك عما تفعل)) أجاب الرجل: (( إني أعيد نجوم البحر إلى مأواها في المحيط ! ... فكما ترى، لقد تسبب انحسار الماء بفعل المد و الجزر في ترامي هذه الحيوانات المسكينة على الشاطئ ، و ستموت حتماً من نقص الأكسجين ما لم إلى بيئتها الطبيعية!)).
و تملكت السائح الدهشة و هو يسأل : (( و لكن .. هناك آلاف من نجوم البحر مترامية على هذا الشاطئ ، و قد يكون هناك ملايين منها على طول سواحل أمريكا ... ألا ترى أن عملك هذا لن يغير من مصيرها شيئاً؟!)).
ابتسم المكسيكي و انحنى ليلتقط نجم بحر آخر، ثم يرميه في البحر قائلاً : (( لقد تغير مصير نجم البحر هذا ، أليس كذلك ؟! )).


***&&&***&&&***


الصدى
يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على التضاريس من حوله في جو نقي .. بعيداً عن صخب المدينة و همومها .. سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. و أثناء سيرهما .. تعثر الطفل في مشيته وسقط على ركبته فصرخ على إثرها بصوت مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه، فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل : آآآآه .
نسي الطفل الألم و سارع في دهشة سائلاً مصدر الصوت: و من أنت ؟ فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : و من أنت ؟ انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً ...: بل أنا أسألك من أنت ؟ ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء و الحدة : بل أنا أسألك من أنت, فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب...فصاح غاضباً "أنت جبان " فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل ..و بنفس القوة يجيء الرد " أنت جبان " ...أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .
تعامل الأب بحكمة مع الحدث ... وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة و صاح في الوادي " إني أحترمك " كان الجواب من جنس العمل " إني أحترمك" عجب الابن من تغير لهجة المجيب .. و لكن الأب أكمل المساجلة قائلاً :" كم أنت رائع "فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع " .
ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .....علّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة :
" أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء ( صدى ) ...لكنها في الواقع هي الحياة بعينها ...إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ماتعطيها ...و لا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ...الحياة مرآة أعمالك و صدى أقوالك ....
إذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ...وإذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ...
و إذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ...وإذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ....
و إذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً ...لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم أولاً ....