من الأحلام تولد الحقائق
ولد محمد الثاني ثامن السلاطين العثمانيين عام 835هـ/1432 م، وورث عن والده السلطان مراد الثاني دولة قوية واسعة الأطراف، إلا أن نفسه الطموحة لم ترض بأمجاد الأسلاف, بل أرادت أمجاداً جديدة تضاف إلى أمجاد الدولة الإسلامية، فكان ذلك بفتوحات طالت أوروبا وآسية الصغرى، وتوّجت بفتح مؤزر للقسطنطينية هذا الفتح الذي اعتبر بداية النهضة الأوربية لما حمله لها من حضارة وثقافة أضاءت أصقاع الأرض. إن كل ما سعى إليه محمد الثاني عند اعتلاء عرش السلطنة في عقده الثاني هو تحقيق حلمه، وحلم من سبقوه من الحكام لفتح القسطنطينية.
فعمد إلى تجهيز الجيوش البرية والبحرية لفتح القسطنطينية، ودراسة المنطقة ووضع الخطط لفتحها، ولما كانت القسطنطينية مدينة واقعة على البحر تحميها أسوار قوية وقلاع حصينة من كل جهاتها, كان لا بد من اتباع خطة محكمة لفتحها.
باشر محمد الثاني ببناء قلعة على شاطئ مضيق البوسفور، ولما علم قسطنطين ملك القسطنطينة خبر هذه القلعة عرض على السلطان محمد دفع الجزية لكنه رفض، وحاصر المدينة في أوائل نيسان من عام 1453 بجيش بري قوامه مائتان وخمسون ألف جندي، وأسطول مؤلف من مائة وثمانين سفينة، وأقام حول المدينة أربع وعشرين مدفعية فكانت أول معركة تشهد الاستخدام الفعال للمدافع العملاقة.
استنجد قسطنطين بأهل جنوة فأرسلوا أسطولاً بحرياً بقيادة جوستنياني، الذي استطاع بعد قتال عنيف أن يدخل ميناء القسطنطينية ويغلقه بسلاسل من حديد في وجه سفن المسلمين.
ولما علم محمد الثاني بدخول السفن المعادية إلى ميناء القسطنطينة شعر بخطورة الموقف، وأحسّ أن حلمه بات في خطر فما كان منه إلا أن أعد خطة ذكية يفاجئ بها أعداءه، فقام برصف طريق برية بألواح من الخشب ثم صب عليها الدهن والزيت جاعلاً منها ممراً برياً لسفنه، فاستطاع بذلك تجاوز السلاسل الحديدية التي وضعت في وجه سفنه واستطاع خلال ليلة واحدة أن ينقل سبعين سفينة لتقف مع صبيحة اليوم التالي راسخة وجهاً لوجه أمام سفن الأعداء, وعندما شعر محمد الثاني بأن وقت النصر قد حان, قام بجولة على مواقع الجيش ودعا قادة الجيش للاجتماع بهم وخاطبهم قائلا:" إذا تم لنا فتح القسطنطينية تحقق فينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعجزة من معجزاته، وسيكون من حظنا ما أشاد به هذا الحديث من التقدير، فأبلغوا أبناءنا العساكر فرداً فرداً "أن الظفر العظيم الذي سنحرزه سيزيد الإسلام قدراً وشرفاً" ويجب على كل جندي أن يجعل تعاليم الدين الحنيف نصب عينيه، فعلى الجنود أن يتجنبوا إيذاء الكنائس والمعابد ولا يمسوها بسوء أو أذى، وليدعوا القساوسة والضعفاء الذين لا يقاتلون"
حتى إذا لاح الفجر صدرت الأوامر بالهجوم, وما هي إلا ساعات قليلة حتى كانت القسطنطينية بيد المسلمين وكان النصر حليفهم وفتحت القسطنطينية وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية بعد طول إصرار وتصميم.. فكان النجاح العظيم.
ملاحظة: قصصنا تتحدث عن كثير من التجارب الإيجابية العالمية ومن ضمنها "الإسلامية".

***&&&***&&&***

قصة مؤثرة
يُذكر أنّ أحد المزارعين في إفريقيا كان يملك مزرعة، فسمع باندفاع الناس للبحث عن حقول الألماس في باطن الأرض، وأنّ منهم من حقق ثراء من ذلك، فباع مزرعته وذهب يبحث عن الألماس، وبحث كثيراً وأنفق أمواله، ولم يعثر على شيء حتى افتقر وانتهى به الحال إلى الغرق في أحد الأنهار، وبينما كان الرجل الذي اشترى مزرعته يعمل بها ويحفر الأرض عثر على حجر غريب الشكل فوضعه جانباً ولم يهتم به، حتى رآه بعد مدة رجل يعرف الألماس فكشف عنه ونظفه فإذا ذلك الحجر قطعة ألماس وإذا تلك المزرعة من الحقول الغنية بالألماس.
ثق بما لديك من إمكانات فالثقة بالنفس بعد الثقة بالله هي التي تقودك إلى النجاح وتغيير المستوى الحالي لحياتك إلى مستوى أفضل.
باشر النظر إلى نفسك بالوضع الذي تريد أن تصبح عليه، ولا تلجأ إلى الأماني لأنها توصلك إلى أي هدف، المهم هو تحديد أين تريد الذهاب وكيف؟ وليس أين أنت؟ أو أين كنت؟ كما أنّ الهواء ضروري للحياة، فإن الأهداف ضرورية للنجاح والتميّز.
لذا حدّد أهدافك واكتبها وعندما تنجح في تحقيقها ستقودك إلى نجاحات أخرى فلا شيء، يحقق النجاح كالنجاح ذاته.
تجارب عظماء:
-قام إديسون بـ (1800) محاولة فاشلة لاختراع المصباح الكهربائي حتى نجح في نهاية المطاف، و لا زال العالم منذ أكثر من قرن من الزمان و هو يَنعم بهذا الإنجاز الذي لم يكن ليظهر لولا المحاولة تلو الأخرى .
-خسر بيل جيتس (رئيس شركة مايكرو سوفت ) سبعة عشر مليار دولار في يوم واحد, فلم ينهزم أو يستسلم و إنما استمر في محاولاته حتى أعاد ما كان عليه من قوة و مكانة و ثراء.
- قام موظفوا شركة (IBM) بتناقل عبارة وهي (I will be moving ) أي : إنني سأتقدم باستمرار, وكانت هذه العبارة أساساً جيداً في تحفيز الموظفين نحو التقدم.
هل تعلم أن:
• أديب اللغة العربية مصطفى صادق الرافعي كان أصم لا يسمع.
• الأديب الجاحظ كان بائع سمك (مؤلّف البيان والتبيان والحيوان والبخلاء).
• كولومبس مكتشف أمريكا كان أبوه خياطاً.
• فولتير شاعر فرنسا كان ابن عامل فقير.
• شكسبير شاعر انجلترا كان أبوه نجاراً.
وما هؤلاء الذين تراهم بوافر النشاط والتميّز في مجتمعك المحلي إلا أناس مثلك لهم ذكاؤك ومواهبك، لكنهم وثقوا بأنفسهم، وعرفوا قيمة قدراتهم واستثمروها فاستفادوا منها وأفادوا غيرهم..لذا..لنمضي معاً في سفينتهم حتى نفجّر طاقاتنا ونستثمر إمكانياتنا.


&&&***&&&***&&&


لحن الحياة الخالد
ولد بيتهوفن في مدينة بون الألمانية عام 1770م, ضمن عائلة فنية فقيرة تهتم بالموسيقى, وقد حرص والده على تعليمه أصول العزف على "البيانو" و"القيثارة" منذ عامه الثالث, فغرس في نفسه حبّ الموسيقى، وقد أثمر هذا الاهتمام فأخذ الولد يشق طريقه في هذا المجال مقدماً أول أعماله الموسيقية وهو في الثامنة من عمره، وفي زيارة عابرة له لفيينا عاصمة الموسيقى التقى مصادفةً بأشهر ملحني ذلك العصر "موزارت" الذي أدرك موهبة بيتهوفن من خلال عزفه فقال لمن حوله ( انتبهوا إليه جيداً، لأنه سيجعل الدنيا كلها تتحدث عنه).
نشر بيتهوفن أول أعماله المكتوبة وهو في الثالثة عشر من عمره وبدأت شهرته تتسع كعازف بيانو في وقت مبكر من حياته، توفيت والدته عندما كان في السابعة عشر من عمره تاركة له مسؤولية العائلة, إلا أن الأيام سرعان ما ابتسمت له عندما عاد إلى فيينا، حيث تتلمذ على يد هايدن ومعلمين آخرين مثل ساليري وشينك وألبريشتبيرجر. وقد أسهمت كل هذه الدروس والاحتكاكات في إثراء شخصيته الفنية. ثم حظي بمكانة كبرى ومعاملة خاصة في الأوساط الأرستقراطية, إلا أن هذه الشهرة لم تخرجه من حالة الفقر التي لازمته طيلة حياته، لأنه لم يكن مهتماً أبداً بوضعه المادي كما اهتمامه العظيم بألحانه التي يؤلفها, فلم يكن الفقر عائقاً أمام تحقيق هدفه.
وحين بلغ الثلاثين من عمره بدأ الصمم يشق طريقه إلى أذنيه، سارقاً منه أغلى ما يحتاج إليه لتحقيق حلمه, فبدأ سمعه يخف شيئاً فشيئاً مما جعله يدخل في حالة من اليأس والانعزال وهذا ما أثر على شخصيته فأصبح صعب الطبع سيئ المزاج, وامتد تأثير تلك الضائقة النفسية على نتاجه الفني وبدأت أعماله بالاضمحلال.
وعلى الرغم من هذا الألم الجمّ الذي بسط كفيه على حياته إلا أن بيتهوفن لم يكن من الذين يستغنون عن أحلامهم بسهولة، فقاوم حالة اليأس تلك التي جعلته في إحدى المرات يفكر في الانتحار، وخرج من تلك المحنة قوياًُ تحمله العزيمة والإصرار على المضي قدماً في مسيرته، فوجد طريقة يستطيع من خلالها أن يستمع لألحانه فكان يضع طرف قلم في فمه ويضع طرفه الآخر على "البيانو" الذي يعزف عليه،مما يمكنه من سماع النغمة التي يؤلفها من خلال عظام فكه.
وبذلك استطاع بيتهوفن أن ينتج أروع أعماله فيما المرض يداهم أذنيه بلا هوادة، مؤلفاً أعذب الألحان ومنها سيمفونياته التسعة التي انطلقت معلنةً وجودها إلى آذان الكثيرين، فخرجت أعماله معبرة عن حالات نفسه البشرية، ففي (سمفونيته) الخامسة أو ما تسمى بالقدر صوّر بيتهوفن خلجات النفس البشرية وما يصيبها من محن، فقَسَّمَ هذه السيمفونية إلى أربع حركات: تبدأ الحركة الأولى بضربات قوية، وفي الحركة الثانية يمثل بيتهوفن صراع الإنسان مع واقعه، ينتقل بعدها إلى الحركة الثالثة حيث يصوّر حالة اليأس التي يصل إليها الإنسان وتنتهي هذه السيمفونية في الحركة الرابعة التي تصور انتصار الإنسان على عوامل اليأس، وقناعته بأن الإنسان الذي لم يذق طعم السعادة في الدنيا، لا بد ينعم برحيقها في عالم الخلد. وهكذا جسدت معظم أعمال بيتهوفن ما يعتري النفس البشرية من أفراح وأحزان.
إن كان بيتهوفن، كما صورته الرسومات بشعره المتجعد الكثيف، ملهماً لكل موسيقي وعازف، فمن الأهمية بمكان أن يكون منارة لكل من عانى من آفة أو مرض وصل به إلى هاوية اليأس, وليتذكر مقولة بيتهوفن التي يجسد فيها إصراره على الحياة لتحقيق هدفه في الفن وإخراج روائع موسيقية خالدة : (كدت أضع حداً لحياتي البائسة، إلا أن الفن، الفن وحده هو الذي منعني من ذلك).