آية التيمم
نزلت آية التيمم في هذه الغزوة وذلك بسبب أن عائشة رضي الله عنها انقطع عقدها فأقام رسول الله وأقام الناس معه على التماسه حتى ابتعدوا عن الماء ونام رسول الله واضعا رأسه على فخذ عائشة رضي الله عنها فنام رسول الله حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فكان ضياع العقد سببا في نزول هذه الآية، وقال أبو بكر لابنته بعد أن كان يعاتبها: «والله يا بنتي إنك كما علمت مباركة» وآية التيمم مذكورة في سورة النساء والمائدة.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
عائشة وحديث الإفك
كان حديث الإفك في غزوة بني المصطلق ولا خلاف في ذلك ولكن علماء السير اختلفوا هل قصة آية التيمم أسبق أو قصة الإفك، وخلاصة حديث الإفك: أن عائشة رضي الله عنها بعد غزوة رسول الله ص وحين آذنوا بالرحيل ابتعدت عن الجيش لقضاء شأنها، وبينما هي مقبلة إلى رحلها وجدت أن عقدها قد انقطع فعادت تبحث عنه فوجدته، لكنها لما رجعت وجدت أن الجيش قد رحل فجلست وغلبها النوم فنامت فرآها صفوان بن المعطل السُّلَمي وكان وراء الجيش فاستيقظت باسترجاعه، فأناخ راحلته وأركبها وانطلق حتى أتى الجيش في نحر الظهيرة وهم نزول فأشاع عبد الله بن أبي في المعسكر حديث الإفك وانتشر بعد دخولهم المدينة لشدة عداوته لرسول الله ص ومرضت عائشة رضي الله عنها شهرا واستاء رسول الله ص استياءً شديدا ثم ذهبت عائشة إلى بيت أبيها، وقد علمت بحديث الناس، وقالت لأمها: ماذا يتحدث الناس؟ فقالت: يا بنية هوّني عليك فوالله لقلّما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا أكثرن عليها، فبكت بكاءً شديدا مما يتحدث الناس، وكانت لا تنام الليل من شدة الحزن والبكاء.
قلق رسول الله ص واشتد قلقه واستبطأ الوحي، فلم ير غير استشارة أصحابه فدعا عليّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد واستشارهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار على رسول الله ص بما يعلم من براءة أهله، وأما عليّ رضي الله عنه فقال: يا رسول الله «لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير» وهذا القول بلغ عائشة فلم تنسه طول حياتها، ثم قال عليّ: سل الجارية التي كانت تخدم عائشة تصدقك، فدعا رسول الله ص بريرة وسألها فأقسمت أنها لم تر عليها شيئا، وكانت عائشة رضي الله عنها ترجو أن يرى رسول الله ص في النوم رؤيا يبرئها الله بها، وما كانت تظن أن الله تعالى ينزل في شأنها وحيا، وبينا رسول الله ص في حيرة إذ نزل الوحي عليه ببراءة عائشة رضي الله عنها، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَآءوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلّ امْرِىء مّنْهُمْ مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ وَالَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور: 11).
وعصبة الإفك حسان بن ثابت رضي الله عنه ومِسْطح بن أثاثة وحِمنة بنت جحش، وعبد الله بن أُبي المنافق فلما نزلت براءة عائشة جلدهم رسول الله كل واحد ثمانين جلدة إلا عبد الله بن أبيّ فإنه لم يجلده بل أهمله، وفي ذلك يقول عبد الله بن رواحة:
لقد ذاق حسان الذي هو أهله ** وحِمنةُ إذا قالوا هجيرا ومسطح
تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم ** وسخطة ذي العرش الكريم فأبرحوا
قال السهيلي: إن من نسب عائشة رضي الله عنها إلى الزنا كان كافرا لأن ذلك تكذيب للنصوص القرآنية ومكذبها كافر.
وقال عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلا وعلو مجد فإنها نزل فيها من القرآن ما يُتلى إلى يوم القيامة.
جاء في «صحيح البخاري» عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ص إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهنّ خرج سهمها خرج بها معه، فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعدما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله ص من غزوته تلك وقفل دنونا من المدينة فآذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عِقْدٌ لي من جَزع ظَفَار قد انقطع فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه فأقبل الذين يُرَحِّلون لي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العُلْقَة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأممت الموضع الذي كنت فيه وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إليَّ، فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن المعَطّل السُّلَمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطىء يدها، فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ويريبني في وجعي أني لا أرى من النبي ص اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم فيقول كيف تِيكم لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت فخرجت أنا وأم مِسّطح قِبَل المناصع مُتَبَرَّزنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكُنُف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزه فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رُهم فَعَثَرَتْ في مِرطها فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئسما قلت: أتسبين رجلا شهد بدرا؟ فقالت: يا هَنْتَاهُ ألم تسمعي ما قالوا؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل عليَّ رسول الله ص فسلم، فقال: كيف تيكُمْ؟ فقلت: ائذن لي إلى أبَوَيّ، قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي رسول الله ص فأتيتُ أبويّ، فقلت لأمي: ما يتحدث الناس به؟ فقالت: يا بنية هوِّني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها، فقلت: سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبت تلك الليلة حتى أصبحتُ لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت فدعا رسول الله ص عليَّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم، فقال أسامة: أهلك يا رسول الله ولا نعلم إلا خيرا، وأما عليٌّ فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تَصدقك، فدعا رسول الله ص بَرِيرَةَ، فقال: «يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك؟» فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام على العجين فتأتي الدَّاجن فتأكله، فقام رسول الله ص من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبيّ بن سَلول، فقال رسول الله ص «من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي»، فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله أنا والله أعذِرُك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك، فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية فقال: كذبت والله لا تقتله ولا تقدر على ذلك، فقام أُسيد بن الحضير فقال: كذبت لعمر الله والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيَّان الأوس والخزرج حتى هموا ورسول الله صص على المنبر فخفضهم حتى سكتوا وسكت، وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي، وقد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي، قالت: فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينما نحن كذلك إذ دخل رسول الله فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل لي ما قيل قبلها، وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء، قالت: فتشهد ثم قال: «يا عائشة لقد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب الله عليه»، فلما قضى رسول الله ص مقالته قَلَص دَمعي حتى ما أحس منه قطرة، وقلت لأبي: أجب عني رسول الله ص قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ص فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله ص فيما قال، قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ص قالت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن، فقلت: والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة، الله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم إني لبريئة لتصدقني، والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله، ولكن والله ما ظننت أن ينزل الله في شأني وحيا يُتلى ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله ص في النوم رؤيا يبرئني الله بها، فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل الله عليه الوحي، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات فلما سُرِّي عن رسول الله ص وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي: «يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله»، فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله ص فقلت: لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ جَآءوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ} (النور: 11) الآيات، فلما أنزل الله عز وجل هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه - وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه -: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعدما قال لعائشة، فأنزل الله عز وجل: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى الْقُرْبَى} إلى قوله: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (النور: 22)، فقال أبو بكر: بلى والله، إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه، وكان رسول الله ص سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال: «يا زينب ما علمت ما رأيت؟» فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيرا، قالت: وهي التي كانت تُساميني فعصمها الله بالورع، اهـ.
هذه قصة الإفك وقد ظهر أن المنافقين قد افتروها وعلى رأسهم عبد الله بن أبي لشدة حقدهم على رسول الله فنسبوا إلى عائشة، وهي من أشرف بيت، ما هي بريئة منه ليلوثوا سمعتها الطاهرة النقية، ولكن الحق تعالى برأها من كل سوء وأعلى قدرها فطمأن زوجها رسول الله وأبوها وأمها وجميع المسلمين، وإن كان هذا شأن الحاسدين في كل زمان فإن الله عز شأنه لا بد أن يكلأ عباده الصالحين ويرعاهم وينصرهم على القوم الظالمين.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
كانت غزوة الخندق في شوال من السنة الخامسة (فبراير سنة 627 م) باتفاق المؤرخين لكن ابن خلدون يقول في تاريخه (والصحيح أنها في الرابعة ويقويه ابن عمر يقول: ردني رسول الله ص يوم أُحد وأنا ابن أربع عشرة سنة ثم أجازني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فليس بينهما إلا سنة واحدة وهو الصحيح فهي قبل دومة الجندل بلا شك).
تحزب الأحزاب
لما وقع إجلاء بني النضير، سار منهم جمع من كبرائهم ومنهم سلام بن مشكم ورئيسهم كنانة بن أبي الحقيق النضري وحييّ بن أخطب وهوذة بن قيس الوائلي وأبو عامر الفاسق إلى أن قدموا مكة على قريش يدعونهم ويحرضونهم على حرب رسول الله.
قال الأستاذ ولفنسون: «لما نزل أشراف بني النضير في خيبر يفكرون في الثأر من الأنصار وجعلوا يفكرون في الوسائل التي توصلهم إلى آطامهم وتردهم إلى مزارعهم في منطقة يثرب فعزم نفر من اليهود فيهم سلام بن أبي الحقيق وحييّ بن أخطب وكنانة بن الربيع أن يحزبوا الأحزاب على المسلمين».
أي الدينين خير؟
لما دعت اليهود قريشا لمحاربة النبي ص وقالوا لهم سنكون معكم حتى نستأصله ارتابوا في أمرهم لأن دين اليهود قريب في جوهره من الإسلام وبعيد عن عبادة الأصنام كل البعد وقريش عباد أصنام، ولذلك قالوا لهم:
يا معشر يهود إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أفديننا خير أم دينه؟.
قالوا: بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه، فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ما قالوا واستعدوا للحرب، ثم خرج أولئك النفر من يهود حتى جاءوا غَطَفان ودعوهم إلى مشاركتهم في الحرب وذكروا لهم استعداد قريش فأجابوهم.
إن اليهود أجابوا قريشا بأن دين قريش (الوثني) خير من دين محمد مخالفين بذلك دينهم الداعي إلى عبادة الله الواحد توصلا إلى غرضهم وهو محاربة المسلمين وطردهم من المدينة وإعادة إخوانهم إلى ديارهم وكان خيرا لهم أن يعيشوا مع المسلمين في وفاق ويكفوا عن الدسائس والفتن والانضمام إلى الأعداء، فأنزل الله تعالى فيهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبا مّنَ الْكِتَبِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّغُوتِ} (النساء: 51) الآيات...
وقد أدرك الأستاذ ولفنسون أنهم أخطأوا في تفضيلهم دين قريش على الإسلام فقال في كتابه «تاريخ اليهود» صفحة 142 ما نصه:
«والذي يؤلم كل مؤمن بإله واحد من اليهود والمسلمين على السواء، إنما هو تلك المحادثة التي جرت بين نفر من اليهود وبين قريش الوثنيين حيث فضل هؤلاء النفر من اليهود أديان قريش على دين صاحب الرسالة الإسلامية».
ولا يخفى أن الذين أدلوا بهذا الحديث ليسوا من عامة اليهود حتى يقال إنهم لا يعلمون ما يقولون أو إنهم لا يمثلون اليهود بل هم من رؤسائهم وأصحاب النفوذ فيهم، فهل هؤلاء لا يستحقون التأديب؟.
خروج الأحزاب وقوادهم
خرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة في بني فزارة والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري في بني مرة ومسعود بن رُخيلة بن نويرة بن طريف فيمن تابعه من قومه من أشجع.
حفر الخندق
فلما سمع رسول الله ص بتحزبهم وخروجهم لمحاربته أمر بحفر الخندق حول المدينة في الجهات التي لم تكن حصينة لتعوق العدو المهاجم، والذي أشار عليه ص بحفره سلمان الفارسي رضي الله عنه، وقد كان الفرس يحفرون الخنادق للدفاع في الحرب، قال سلمان: يا رسول الله كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا، وعلى كل حال فإن كلمة خندق فارسية الأصل.
اشتغل رسول الله ص بحفر الخندق بنفسه ليقتدي به المسلمون، وليشجعهم على العمل فاشتغل المسلمون معه، أما المنافقون فكانوا يتوانون وينصرفون بدون إذن رسول الله ص ويستثقلون العمل ويثبطون العزائم وتباطأ رجال من المنافقين وصار الواحد منهم ينصرف إلى أهله من غير استئذان.
سلمان منا أهل البيت
خط رسول الله ص الخندق ثم قطعه أربعين ذراعا بين كل عشرة فاختلف المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلا قويا فقالت الأنصار: سلمان منا، وقالت المهاجرون: سلمان منا، فقال رسول الله ص «سلمان منا أهل البيت».
اعتراض صخرة بيضاء ومعجزة الرسول
بينما جماعة من المسلمين يعملون في حفر الخندق في الجزء المخصص لهم ومعهم سلمان الفارسي إذ ظهرت صخرة بيضاء مَرْوَة فكسرت حديد معاولهم وشقت عليهم، فقالوا: يا سلمان ارق إلى رسول الله ص فأخبره خبر هذه الصخرة فإما أن نعدل عنها فإن المعدل قريب وإما أن يأمر فيها بأمره فإنا لا نحب أن نجاوز خطه، فرقي سلمان حتى أتى رسول الله وهو ضارب عليه قبة تركية فقال: يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا، خرجت صخرة بيضاء من الخندق مروة فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما نحيكُ فيها قليلا ولا كثيرا، فمرنا فيها بأمرك فإنا لا نحب أن نجاوز خطك، فهبط رسول الله ص مع سلمان في الخندق وأخذ المعول من سلمان رضي الله عنه فقال: «باسم الله» ثم ضربها فنثر ثلثها وخرج منها نور أضاء ما بين لابتيها يعني لابتي المدينة، فقال: «الله أكبر أعطيتُ مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة من مكاني»، ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فبرقت برقة من جهة فارس أضاءت ما بين لابتيها، فقال: «الله أكبر أُعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن فأبشروا بالنصر»، فسُرَّ المسلمون، ثم ضرب الثالثة وقال: «باسم الله» فقطع بقية الحجر وخرج نور من قبل اليَمَن فأضاء ما بين لابتي المدينة حتى كأنه مصباح في جوف ليل مظلم، فقال: «الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة».
وجاء في صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه قال:
«إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاءوا النبي ص فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: «أنا نازل» ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي ص المعول فضرب في الكدية فعادت كثيبا أهيل.
عدد الجيشين
كان أهل الخندق ثلاثة آلاف، ولما فرغ رسول الله ص من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال من دومة بين الجرف والغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تابعهم من كنانة وأهل تهامة وأقبلت غَطَفَان ومن تابعهم من أهل نجد حتى نزلوا بذنب نَقَمَى بجانب أُحد.
نقض العهد
كان كعب بن أسد القرظي سيد بني قريظة قد وادع النبي ص على قومه وعاقده على ذلك فذهب إليه حُيَيّ بن أخطب النضري وهو أحد الذين حزبوا الأحزاب فلما سمع كعب حُيَيّ بن أخطب أغلق دونه باب حصنه فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له فألح عليه ابن أخطب ففتح له وما زال يستميله ويغريه حتى نقض كعب عهده وبرىء مما كان بينه وبين رسول الله ص وصار هو وقومه وبنو قريظة مع الأحزاب على رسول الله ص وعلم بذلك رسول الله ص وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف.
شتداد الحصار
اشتد الخوف من تحزب الأحزاب ولا سيما بعد أن نقض بنو قريظة العهد وانضموا إلى الأعداء وظن المؤمنون كل الظن وانتهز المنافقون هذه الفرصة لتثبيط العزائم وهمّ بالفشل بنو حارثة وبنو سلمة معتذرين بأن بيوتهم عورة خارج المدينة ثم ثبتهم الله ودام الحصار على المسلمين قريبا من شهر ولم يكن بينهم غير الرمي بالنبال، وكان لدى المسلمين من المؤونة ما يكفيهم أكثر من عام.
اقتحام الخندق
خرجت فوارس من قريش على خيلهم بعد أن تهيأوا للقتال حتى وقفوا خارج الخندق فلما رأوه قالوا: والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم يمموا مكانا من الخندق ضيقا فضربوا خيلهم فاقتحمت منه فجالت بهم السبخة بين الخندق وسلع وخرج عليّ بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم الثغرة التي اقتحموها وخرج عمرو بن عبد ود وطلب المبارزة وكان عمره تسعين سنة فبارزه عليّ بن أبي طالب فقتله، وذكر ابن إسحاق أن المشركين بعثوا إلى رسول الله ص يشترون جيفة عمرو بعشرة آلاف، فقال رسول الله: «هو لكم ولا نأكل ثمن الموتى»، وخرجت خيله منهزمة، حتى اقتحمت من الخندق هاربة وقتل مع عمرو رجلان منبه بن عثمان بن عبيد بن السباق بن عبد الدار أصابه سهم فمات منه بمكة، ومن بني مخزوم نوفل بن عبد الله بن المغيرة وكان اقتحم الخندق فتورط فيه فرموه بالحجارة فقال: يا معشر العرب قتلة أحسن من هذه فنزل إليه عليّ فقتله، ومن الذين كانوا يناوشون المسلمين خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وذلك قبل إسلامهما.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
ورُمِي سعد بن معاذ يومئذ بسهم رماه رجل يقال له ابن العَرِقة العامري فقال: خذها وأنا ابن العرقة، فقال سعد: عرّق الله وجهك في النار فأصاب الأكحل منه فقطعه، فقال سعد: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني في (بني قريظة) وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية، ونقل سعد وهو مجروح إلى خيمة رُفيدة وقد كانت امرأة تداوي الجرحى في المسجد.
حسان بن ثابت يخشى القتال
كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع - حصن حسَّان بن ثابت - قالت: وكان حسان معنا فيه مع النساء والصبيان، قالت صفية: فمرّ بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله ص وليس بيننا وبينهم أحد يدافع عنا ورسول الله ص والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم إن أتانا آت، قالت: فقلت: يا حسان إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود وقد شغل عنا رسول الله ص وأصحابه فانزل إليه فاقتله، فقال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت، فلما قال ذلك لي ولم أر عنده شيئا احتجزت ثم أخذت عمودا ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته، فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن فقلت: يا حسان انزل إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل، قال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب، فكانت صفية أشجع من حسان.
استمرار القتال وفوات الصلاة
استمر القتال في يوم من أيام الخندق من سائر جوانب الخندق إلى الليل ولم يصلّ ص ولا أحد من المسلمين صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصار المسلمون يقولون: ما صلينا، فيقول رسول الله ص «ولا أنا»، فلما انكشف القتال وجاء ص إلى قبته أمر بلالا فأذن وأقام للظهر فصلى، ثم أقام لكل صلاة وصلى هو وأصحابه.
وجاء في رواية جابر رضي الله عنه أنه أذن وأقام لكل صلاة، وجمع النووي بأنهما قضيتان جرتا في أيام الخندق فإنها كانت خمسة عشر يوما، وفي رواية: أن التي فاتت صلاة العصر ويحمل ذلك على أنه وقع في بعض تلك الأيام وجاء في بعض الروايات: «شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر حتى غابت الشمس ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا».
إن الحرب خدعة
جاء نُعيم بن مسعود بن عامر بن أُنيف بن ثعلبة إلى رسول الله ص فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت، فقال له رسول الله ص «إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة»، فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة وكان لهم نديما في الجاهلية فقال لهم: يا بني قريظة قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت لست عندنا بمتهم، فقال لهم: إن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وقد ظاهرتموهم عليه، وإن قريشا وغطفان ليسوا كهيئتكم، البلد بلدكم، به أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره وإن قريشا وغطفان أموالهم وأبناؤهم ونساؤهم وبلدهم بغيره فليسوا كهيئتكم إن رأوا نُهْزَة وغنيمة أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن يقاتلوا معكم محمدا حتى تناجزوه، فقالوا: لقد أشرت برأي ونصح، ثم خرج حتى أتى قريشا فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش: يا معشر قريش قد عرفتم ودي إياكم وفراقي محمدا وقد بلغني أمر رأيت حقا عليّ أن أبلغكموه نصحا فاكتموا عليّ، قالوا: نفعل ذلك، قال: فاعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه أن قد ندمنا على ما فعلنا فهل يرضيك عنا أن نأخذ من القبيلتين من قريش وغطفان رجالا من أشرافهم فنعطيكهم فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم؟ فأرسل إليهم أن نعم، فإن بعث إليكم يهود يلتسمون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا، ثم خرج حتى أتى غطفان فقال: يا معشر غطفان أنتم أصلي وعشيرتي وأحب الناس إليَّ ولا أراكم تتهمونني، قالوا: صدقت، قال: فاكتموا عليّ، قالوا: نفعل، ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم ما حذرهم.
فلما كانت ليلة السبت في شوال سنة خمس، وكان ما صنع الله عز وجل لرسوله أرسل أبو سفيان ورؤوس غطفان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل في نفرٍ من قريش وغطفان فقالوا لهم: إنا لسنا بدار مقام قد هلك الخف والحافر فاغدوا للقتال حتى نناجز محمدا ونفرغ مما بيننا وبينه، فأرسلوا إليهم أن اليوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئا وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثا فأصابه ما لم يخف عليكم ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمدا فإنا نخشى إن ضرستكم الحرب واشتد عليكم القتال أن تشمروا إلى بلادكم وتتركونا والرجل في بلادنا، ولا طاقة لنا بذلك من محمد، فلما رجعت إليهم الرسل بالذي قالت بنو قريظة قالت قريش وغطفان: تعلمون والله إن الذي حدثكم نعيم بن مسعود لحق، فأرسلوا إلى بني قريظة إنا والله لا ندفع إليكم رجلا واحدا من رجالنا، فإن أنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا، فقالت بنو قريظة حين انتهت الرسل إليهم بهذا: إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق، ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا، فإن وجدوا فرصة انتهزوها وإن كانوا غير ذلك تشمروا إلى بلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل في بلادكم، فأرسلوا إلى قريش وغطفان إنا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا، فأبوا عليهم وخَذل الله بينهم، وبذلك نجحت الخدعة.
وفي «طبقات ابن سعد»: حُصر رسول الله ص وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرىء منهم الكرب فأراد رسول الله ص أن يعالج غطفان على أن يعطيهم ثلث الثمر ويخذلوا بين الناس وينصرفوا عنه فأبت ذلك الأنصار فترك ما كان من ذلك، وقد تبيَّن لنا أن نعيم بن مسعود قد قام بذلك خير قيام.
حرب الطبيعة
نجح نعيم بن مسعود في خدعته وأوقع الفشل بين بني قريظة وقريش، ثم جاءتهم الريح في ليال شاتية شديدة البرد فجعلت تكفأ قدورهم وتطرح أبنيتهم وأصيبوا بالبرد وماتت مواشيهم، فلما انتهى إلى رسول الله ص ما اختلف من أمرهم وما فرق الله من جماعتهم، دعا حذيفة فبعثه إليهم لينظر ما فعل القوم ليلا، وكان حذيفة صاحب سر رسول الله ص في المنافقين لم يعلمهم أحد إلا حذيفة، أعلمه بهم رسول الله ص قال حذيفة: فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناءً، قال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحا وَجُنُودا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرا} (الأحزاب: 9).
خطبة أبي سفيان
قام أبو سفيان بن حرب فقال: «يا معشر قريش لينظر امرؤ جليسه»، قال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي، فقلت: من أنت؟ فقال: أنا فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان: «يا معشر قريش إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من هذه الريح ما ترون والله ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل» ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم.
هذه خطبة أبي سفيان في الجيش، وكان قائدهم ولا بقاء للجند بعد رجوع القائد ونصيحته لهم بالعودة، ولا شك أنهم سئموا الإقامة ولم يروا فائدة من الانتظار أكثر مما انتظروا، وقد ساءت حالهم بسبب اشتداد البرد وهبوب الريح وعدم رغبة بني قريظة في القتال، وقد كانوا يؤملون دخول المدينة، فكان الخندق عقبة في سبيلهم بالرغم من كثرة عددهم، ولما سمعت غطفان بما فعلت قريش تشمروا راجعين إلى بلادهم تاركين ما استثقلوا من متاعهم فغنمه المسلمون، وانصرف المسلمون عن الخندق ورجعوا إلى المدينة ووضعوا السلاح بعد أن حاصرهم المشركون خمسة عشر يوما، وانصرف ص من غزوة الخندق يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة.
قال ص بعد انصراف الأحزاب: «لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا»، وقد كان كما أخبر ص وكانت هذه الغزوة آخر محاولة من جانب أشراف مكة للقضاء على الدين الجديد ألا وهو الإسلام.
خسائر المسلمين
ذكر ابن إسحاق أنه استشهد من المسلمين يوم الخندق ستة لا غير: ثلاثة من الأوس وهم: سعد بن معاذ، وأنس بن أوس، وعبد الله بن سهيل، وثلاثة من الخزرج وهم: الطفيل بن النعمان، وثعلبة بن غنمة، وكعب بن زيد.
خسائر المشركين
أما عدد قتلى المشركين فثلاثة: منبه بن عبد العبدري أصابه سهم فمات منه بمكة، ونوفل بن عبد الله المخزومي، وعمرو بن عبد وُدّ.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 11 (0 من الأعضاء و 11 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)