خمس سرايا في خريف وشتاء السنة السابعة الهجرية
(سنة 628 م)
بعد عودة رسول الله من خيبر قضى بقية الخريف والشتاء في المدينة وفي هذه الأثناء بعث خمس سرايا منها ثلاث في شهر شعبان:
1 - سرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه ثلاثون رجلا إلى قبيلة بني هوازن بجهة تُرَبة، دار بقرب مكة، فلما علموا بمجيئه هربوا فانصرف راجعا إلى المدينة.
2 - سرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى بني كلاب، قبيلة بنجد فسبى منهم جماعة وقتل آخرين.
3 - سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى بني مرة بفدك ومعه ثلاثون رجلا، فلما وصلوا إلى محل القوم لقوا رعاء الشاء فاستاق بشير النعم والشاء وانحدر إلى المدينة ثم أدركه العدد الكثير من بني مرة عند الليل فباتوا يرمونه بالنبل حتى فنيت نبل أصحابه فأصيبوا وولي من ولي وجرح بشير وعاد إلى المدينة بصعوبة.
4 - وفي رمضان كانت سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى أهل المنيعة بناحية نجد على ثمانية برد من المدينة في مائة وثلاثين راجلا فهجموا عليهم في وسط محالهم وقتلوا كثيرا منهم واستاقوا نعما وشاء إلى المدينة وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد رجلا يُقال له نهيك بن مرداس الأسلمي، وفي رواية: أن اسمه مرداس بن نهيك بعد أن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقال رسول الله «يا أسامة من لك بلا إله إلا الله»، فقال: يا رسول الله إنما قالها تعوذا من القتل، قال: «هل شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب؟» فقال أسامة: لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلا الله.
5 - وفي شوال أرسل بشير بن سعد أيضا إلى يُمن وجِناب وهي أرض لغطفان ومعه ثلاثمائة رجل لجمع تجمعوا بأرض غطفان وأعدهم عيينة بن حصين للإغارة على المدينة فلما بلغهم مسير بشير هربوا وأصاب لهم نعما كثيرة فغنمها.
قال الواقدي: وفي هذه السنة - السابعة - رد رسول الله زينب ابنته على أبي العاص بن الربيع وذلك في المحرم - أسر أبو العاص يوم بدر فمنّ عليه رسول الله بلا فداء بسبب زوجته زينب بنت رسول الله ورد عليه رسول الله زينب بنكاح جديد وقيل: بالنكاح الأول وأسلم قبيل فتح مكة -.
قال: وفيها قدم حاطب بن أبي بلتعة من المقوقس بمارية وأختها سيرين وبغلته دلدل وحماره يعفور وكساء وبعث معهما بخصيّ فكان معهما، وفي هذه السنة اتخذ النبي منبره الذي كان يخطب الناس عليه واتخذ له درجتين ومقعدا، وفي الطبري أنه عمل سنة ثمان.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
عمرة القضاء أو عمرة القضية ذو القعدة سنة 7 هـ
فبراير سنة 629 م
قد اختلف في تسمية هذه العمرة عُمرة القضاء، فقال مالك والشافعي والجمهور: لأنه قاضى قريشا سنة الحديبية فالمراد بالقضاء الفصل الذي وقع عليه الحكم لا لأنها قضاء عن العمر التي صُدَّ عنها لأنها لم تكن فسدت حتى يجب قضاؤها بل كانت عمرة تامة، وقال أبو حنيفة وأحمد: إن مَن صدّ عن البيت فعليه القضاء فتسميتها قضاء عل هذا ظاهرة - وهذه العمرة ليست من الغزوات -.
لما رجع رسول الله إلى المدينة من خيبر أقام بها شهري ربيع وجماديين ورجب وشعبان وشوالا، ثم خرج في ذي القعدة في السنة السابعة - فبراير سنة 629 م - في الشهر الذي صدّه فيه المشركون بالحديبية معتمرا عمرة القضاء مكان عمرته التي صدوه عنها واستعمل على المدينة عويف بن الأضبط الديلي ويُقال لها عمرة القصاص لأنهم صدوا رسول الله في ذي القعدة في الشهر الحرام من سنة ست فاقتص رسول الله منهم وأمر ألا يتخلف أحد ممن شهد الحديبية وخرج معهم غيرهم أيضا فكانوا ألفين سوى النساء والصبيان وساق معه ستين بدنة وحمل السلاح والدروع والرماح وقاد مائة فارس خوفا من غدر أهل مكة فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه وتحدثت قريش بينها أن محمدا في عسر وجهد فصفوا له عند دار الندوة لينظروا إليه وإلى أصحابه، فلما دخل رسول الله اضطبع بردائه وأخرج عضده اليمنى ثم قال: رحم الله امرأً أراهم اليوم من نفسه قوة، ثم استلم الركن اليماني مشى حتى يستلم الركن الأسود ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف والمسلمون يطوفون معه، كان بين يديه لما دخل مكة عبد الله بن رواحة آخذا بخطام ناقته. وكان المشركون على جبل قيقعان ثم سعى رسول الله بين الصفا والمروة على راحلته وبعد فراغه نحر هديه عند المروة وحلق رأسه هناك ثم أمر مائتين من أصحابه أن يذهبوا إلى أصحابه ببطن يأجج - موضع على ثمانية أميال من مكة - يقيمون على السلاح ويأتي الآخرون ليقضوا نسكهم ففعلوا وأقام بمكة ثلاثا كما شرطه قريش في الهدنة فلما كان الظهر من اليوم الرابع جاءه سهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى فقالا: ننشدك العهد إلا ما خرجت من أرضنا فرد عليهما سعد بن عبادة رضي الله عنه فأسكته وأذن بالرحيل.
جاء في البخاري من حديث البراء فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا رضي الله عنه فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج رسول الله
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بميمونة رضي الله عنها
تزوج رسول الله ميمونة بنت الحارث الهلالية سنة سبع في عمرة القضاء وكان اسمها برة، فسماها رسول الله ميمونة وهي أخت أم الفضل زوج العباس رضي الله عنهما وأخت أسماء بنت عميس لأمها زوج حمزة رضي الله عنه، وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب وأصدقها عنه أربعمائة دينار وأراد أن يبني بها في مكة فلم يمهلوه يبني بها وقال لهم: ما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعت لكم طعاما؟ فقالوا: لا حاجة لنا في طعامك اخرج عنا من أرضنا، هذه الثلاثة قد مضت فخرج فبنى بها بسرف قرب مكة، ولقيت ميمونة رضي الله عنها من سفهاء مكة عناء، فعن أبي رافع رضي الله عنه لقينا عناء من أهل مكة من سفهاء المشركين من أذى ألسنتهم للنبي ولميمونة، فقلت لهم: ما شئتم، هذه والله الخيل والسلاح ببطن ناجح وأنتم تريدون نقض العهد والمدة، فولوا راجعين منكسين، وميمونة هي آخر امرأة تزوجها رسول الله وآخر مَن توفي من أزواجه، قال إيرفنج في كتابه - حياة محمد -: «إن النبي لم يتزوج بميمونة بنت الحارث إلا سياسة يريد بها استمالة رجلين قويين لأن ميمونة كانت أرملة مسنّة تبلغ من العمر إحدى خمسين سنة وهذان الرجلان هما خالد بن الوليد ابن أخت ميمونة وهو البطل المشهور الذي حارب محمدا في غزوة أُحد ولما أسلم سُمي سيف الله وصديقه عمرو بن العاص».
وهذا ما قلناه في سبب تعدد زوجات النبي فإن خالد بن الوليد أسلم بعد زواج رسول الله بخالته ميمونة بقليل وأسلم معه في يوم واحد عمرو بن العاص وميمونة رضي الله عنها آخر زوجاته
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
ما قبل سرية مؤتة من الحوادث
في خلال الصيف أعد رسول الله عدة سرايا قبل غزوة مؤتة وهي:
1 - سرية الأخرم: في ذي الحجة سنة سبع (أبريل سنة 629 م) في خمسين رجلا إلى بني سليم، خرج الأخرم يدعوهم إلى الإسلام فعلموا بخروجه فأمطروا المسلمين وابلا من النبل وأحاطوا بهم من كل ناحية حتى قُتل عامتهم وجُرح أميرهم ثم تحامل حتى بلغ رسول الله بالمدينة في أول صفر.
2 - سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكدِيد في صفر سنة ثمان - يونيه سنة 629 م - خرج المسلمون حتى إذا كانوا بقديد لقوا الحارث بن مالك الليثي المعروف بابن البرصاء وهي أمه فأخذوه، فقال: إنه جاء يريد الإسلام ولكنهم أوثقوه وخلفوا عليه رجلا وشنوا عليهم الغارة واستاقوا النعم وحملوا ابن البرصاء وعادوا إلى المدينة وأسلم ابن البرصاء وتوفي آخر خلافة معاوية رضي الله عنه وله حديث واحد وهو قوله: سمعت رسول الله يقول يوم الفتح: «لا تغزى مكة بعد اليوم إلى يوم القيامة».
3 - سرية أخرى لغالب بن عبد الله الليثي: لما رجع غالب بن عبد الله الليثي من سريته الأولى بعثه رسول الله إلى موضع مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك - وقد تقدم ذكر سرية بشير التي جُرح فيها - ومعه 200 رجل وذلك في شهر صفر سنة ثمان، وقد نجحت هذه السرية نجاحا تاما فقد قاتل المسلمون ساعة ووضعوا السيف وقتلوا منهم قتلى وأصابوا منهم نعما وشاء وذرية فساقوها وعادوا إلى المدينة.
4 - سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى جمع من هوازن يُقال لهم بنو عامر بالسيىء في شهر ربيع الأول سنة ثمان - يوليه سنة 629 م - ومعه أربعة وعشرون رجلا فأصابوا نعما كثيرة وشاء واستاقوا ذلك حتى قدموا المدينة وكانت غيبتهم خمس عشرة ليلة.
5 - سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح من أرض الشام وراء ذات القرى في ربيع الأول سنة ثمان في خمسة عشر رجلا فوجدوا جمعا فجاءوا على الخيل فدعاهم المسلمون إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل فقاتلهم الصحابة أشد القتال حتى قتلوا ولم ينجح منهم غير رجل جريح في القتلى، قال ابن سعد: هو الأمير، فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى النبي فأخبره الخبر فشق عليه ذلك وهم بالبعث عليهم لكن بلغه أنهم ساروا إلى موضع آخر فتركهم.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)