استعداد رسول الله صلى الله عليه وسلم للزحف على مكة




أخذ رسول الله يستعد سرا للزحف على مكة، وكان يقول: «اللهم خذ على أسماعهم وأبصارهم فلا يرونا إلا بغتة ولا يسمعون بنا إلا فلتة»، وقال لعائشة رضي الله عنها: «جهزينا وأخفي أمرك»، فجهزت قمحا وسويقا ودقيقا وذلك قبل أن يستشير أحدا، ثم أخبر أبا بكر أنه يريد قريشا وقال له: «أخف ذلك يا أبا بكر»، وأمر الناس بالجهاز وطوى عنهم الوجه الذي يريده وأرسل إلى أهل البادية ومن حوله من المسلمين في كل ناحية يقول لهم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحضر رمضان بالمدينة»، وذلك بعد أن تشاور مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في السير إلى مكة، فذكر له أبو بكر ما يشير به إلى عدم السير حيث قال له: «هم قومك» وحضّه عمر حيث قال: «نعم، هم رأس الكفر، زعموا أنك ساحر وأنك كذاب» وذكر له كل سوء كانوا يقولونه: «أيم الله لا تذل العرب حتى تذل أهل مكة» فعندئذ ذكر رسول الله، أن أبا بكر كإبراهيم وكان في الله ألين من اللين، وأن عمر كنوح وكان في الله أشد من الحجر، وأن الأمر أمر عمر، وأمر بالأنقاب، وأوقف بكل طريق جماعة ليعرف من يمر بها وقال لهم: لا تدعوا أحدا يمر بكم تنكرونه إلا رددتموه.