المرأة في الإسلام
لم يكن للمرأة في الجاهلية أي شأن، فلم يكن لها حق الميراث كالأطفال ويقولون: لا يرث إلا من طاعن بالرماح وذاد عن الحوزة وحاز الغنيمة.
وأمر الله تعالى بمعاشرة النساء بالمعروف حيث قال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 19).
وأمر النساء بالخضوع للرجال، قال تعالى: {الرّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النّسَآء} (النساء: 34)، وحثّ رسول الله على معاملتهن باللين والرفق فأوصى بهن الأزواج حين قال: «استوصوا بالنساء خيرا» وشرط الإسلام رضا المرأة قبل الزواج ومنع أخذ الزوجة بغير رضاها وجاء في الحديث: «الجنة تحت أقدام الأمّهات» وللنساء في الميراث نصف ما للرجال، وحرم القرآن وأد البنات، ومنع الإسلام الزواج المؤقت (زواج المتعة)، وحرم الزنا ولم يبح تعدد الزوجات إلا عند توافر العدل: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوحِدَةً} (النساء: 3)، وأباح الطلاق، وصرح النبي أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، وتعدد الزوجات بلا شك خير من الزنا المستور وهو يمنع العهارة وعزوبة النساء المنتشرة في هذه الأيام بكثرة.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
حكمة تعدد الزوجات
إن الدين الإسلامي لما كان دينا عاما فقد أباح تعدد الزوجات قال تعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ النّسَآء مَثْنَى وَثُلَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوحِدَةً} (النساء: 3)، وذلك لضرورات اجتماعية وشخصية:
فأما الضرورات الاجتماعية، فهو نقص عدد الرجال عن النساء بسبب قتل الرجال في ميادين الحرب، هذا ولم يستطع رؤساء الحكومات ولا علماء الاجتماع ولا المصلحون ولا المؤتمرات الدولية منع الحروب، فقد نشبت الحرب العالمية وذهب ضحيتها الملايين من النفوس البشرية وها هي الأمم تستعد الآن للحرب أخذا بالثأر وطمعا في التوسع والاستعمار، وتنشىء الطيارات والأساطيل والمدافع وقد فشل مؤتمر نزع السلاح في مهمته.
ولا تزال القبائل في إفريقية وأمريكا وآسيا تشن الغارات ويقتل عدد كبير من رجالها ونتيجة هذه الحروب والغارات نقص عدد الرجال عن النساء نقصا يقدر بحسب فظاعتها.
ونقص الرجال عن النساء - خصوصا إذا كان النقص عظيما - ضار بالأمة من جملة وجوه منها نقص الثروة لقلة الأيدي العاملة، وضعف قوتها من الوجهة الحربية، وتعرضها لغارات المغيرين ومطامع الطامعين من الأمم القوية فلا يعيد مثل هذه الأمة التي أصيبت بنقص رجالها إلى قوتها وكثرة مواليدها إلا تعدد الزوجات.
وقد كتب العالم الإنجليزي هربرت سبنسر في كتاب «أصول علم الاجتماع»:
«إذا طرأ على الأمة حال اجتاحت رجالها بالحروب ولم يكن لكل رجل من الباقين زوجة واحدة وبقيت نساء عديدات بلا أزواج ينتج من ذلك نقص في عدد المواليد لا محالة ولا يكون عددهم مساويا لعدد الوفيات، فإذا تقابلت أمتان مع فرض أنهما متساويتان في جميع الوسائل المعيشية، وكانت إحداهما لا تستفيد من جميع نسائها بالاستيلاد فلا تستطيع أن تقاوم خصيمتها التي يستولد رجالها جميع نسائها وتكون النتيجة أن الأمة الموحدة للزوجات تفنى أمام الأمم المعدّدة للزوجات».
ثم إن زيادة عدد النساء بلا أزواج مدعاة لانتشار الفسق والفجور والفاقة، ولا شك أن إباحة تعدد الزوجات للقادرين عليه علاج لكل ما تقدم.
فأما الضرورات الشخصية، فمعلوم أن الزنا محرم شرعا فلو أن الإسلام حرم التعدد لضاقت السبل أمام المتديِّن الذي يعبد الله ويتبع أوامره ويجتنب نواهيه لأن هناك ظروفا شتى قاهرة تضطر الإنسان إلى الزواج بأكثر من امرأة واحدة نذكر منها:
1 - مرض الزوجة مرضا مزمنا يجعل الزوج ينفر منها بحيث يجعلها غير صالحة للملامسة والتمتع وليس لها من يعولها إذا طلقها ولا تستطيع الكسب ولا يمكن أن تتزوَّج بغيره فليس من المروءة والإنسانية طلاقها وليس من الحكمة منعه من التزوج لئلا يتعطل نسله أو تميل به الشهوات الطبيعية إلى الزنا، وقد حدث مثل ذلك بالضبط لأحد الصالحين وكان قاضيا بالمحاكم الأهلية رحمه الله تعالى فإنه بعد أن تزوج بمدة يسيرة أصيبت زوجته بالشلل فكانت حالتها منفّرة ولا تستطيع الحركة ولا تناول الطعام بيدها وليس لها من يعولها إذا طلقها بل يستحيل عليه ذلك لما جُبل عليه من المروءة والشفقة، ولما كان متمسكا بدينه تزوج غيرها بعد أن قرر الأطباء عدم شفائها وخصص لها خادمة وكان يخدمها بنفسه وقد طال مرضها وبقيت على هذه الحال إلى أن توفيت.
2 - امتناع الرجل عن الاتصال بزوجته مدة الوضع والنفاس وما ينالها بسبب ذلك من الآلام والضعف.
3 - جاذبية المرأة وجمالها وتأثيرها في الرجل مع قدرته على التعدد من الوجهة الجسمانية والمالية.
4 - بلوغ الزوجة سن الشيخوخة.
5 - عقم المرأة مع رغبة الرجل في الذرية.
6 - الرغبة في كثرة النسل رغبة في النفوذ والجاه.
7 - الأسباب الاقتصادية فإن النساء والأولاد يساعدون الرجل في عمله وهذا مشاهد في البلاد الزراعية كالقطر المصري، وقد يضطر الرجل أن يتزوج امرأة غنية بسبب سوء حالته الماليَّة.
وقد كان تعدد الزوجات شائعا عند العرب ولم يكن في الجاهلية قانون يحدد عدد الزوجات، وقد أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة فقال له رسول الله «أمسك أربعا وفارق باقيهن».
قال الأستاذ جوستاف لوبون:
«إن تعدد الزوجات على مثال ما شرعه الإسلام من أفضل الأنظمة وأنهضها بأدب الأمة التي تذهب إليه وتعتصم به وأوثقها للأسرة عقدا وأشدها لآصرتها أزرا وسبيله أن تكون المرأة المسلمة أسعد حالا وأوجه شأنا وأحق باحترام الرجل من أختها الغربية».
وقال: «ولست أدري على أي قاعدة يبني الأوروبيون حكمهم بانحطاط ذلك النظام - نظام تعدد الزوجات - عن نظام التفرد عند الأوروبيين المشوب بالكذب والنفاق؟ على حين أرى هنالك أسبابا تحملني على إيثار نظام التعدد على ما سواه، وليس عجيبا بعد ذلك أن نرى الشرقيين الذين ينتجعون إلينا ويتنقلون بين مدائننا يحارون من قسوتنا في الحكم على نظام تعدد الزوجات فقال:
وقد حبَّذ شوبنهور الفيلسوف الألماني تعدد الزوجات فيهم:
«أما آن لنا أن نعد بعد ذلك تعدّد الزوجات ح سنة حقيقة لنوع النساء بأسره؟» قال ذلك بعد أن شرح مضار الاقتصار على زوجة واحدة فمما قال: «في مدينة لندرة وحدها ثمانون ألف بنت عمومية سفك دم شرفهن على مذبحة الزواج ضحية الاقتصار على زوجة واحدة ونتيجة تعنت السيدة الأوروبية وما تدعيه لنفسها من الأباطيل».
وقال: «إذا رجعنا إلى أصول الأشياء وحقيقتها لا نجد سببا يمنع الرجل من التزوج بثانية إذا أصيبت امرأته بمرض مزمن تألم منه أو كانت عقيما أو أصبحت على توالي السنين عجوزا».
إن الرجل المتزوج في الأمم المسيحية التي لا تبيح تعدد الزوجات، لا يقتصر في الحقيقة على امرأة واحدة بل نراه يتخذ كثيرا من الخليلات ويبيح لنفسه التمتع بمن أحب منهن، لكنه إذا أبدى رأيه أو كتب في موضوع الزواج طعن على تعدد الزوجات ورمى المسلمين بالهمجية والتعدي على حقوق الزوجة وزعم أنهم شهوانيون.
ولذلك قال الأستاذ لوبون عن نظام تفرد «الزوجة» بين الأوروبيين إنه: مشوب بالكذب والنفاق..، وصرح بذلك أيضا شوبنهور فقال:
«أين لنا بمن يقتصر حقيقة على زوجة واحدة، بل لا ننكر أننا في بعض أيامنا أو في معظمها كلنا أو جلنا نتخذ كثيرا من النساء».
على أن الشريعة الإسلامية كما هو واضح من نص القرآن الكريم لم تبح تعدد الزوجات، بلا قيد ولا شرط، بل اشترطت العدل، قال تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوحِدَةً}، والمعنى فإن خفتم ألا تعدلوا بين هذه الأعداد كما خفتم ترك العدل فيما فوقها فاكتفوا بزوجة واحدة: {ذلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} (النساء: 3) والمعنى ذلك أقرب من ألا تعولوا أي لا تجوروا ولا تميلوا.
والذي يؤخذ من مجموع نصوص القرآن والسنّة أن الزوج يعتبر آثما إذا تزوج على امرأته لمجرد الإضرار بها، قال تعالى: {وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيّقُواْ عَلَيْهِنَّ} (الطلاق: 6).
فالإسلام لم يبح التعدد جزافا بل اشترط العدل، فكأنه في الحقيقة ضيّق حدود التعدد، فالذين يعددون الزوجات ويضربون صفحا عن هذا الشرط، هم في الحقيقة يخالفون الدين، فلا شأن لنا بهم، وفعلهم لا يؤخذ حجة على الدين.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
بنوه وبناته صلى الله عليه وسلم
ولدت خديجة لرسول الله ولده كلهم إلا إبراهيم الذي ولد بالمدينة، فإنه من مارية القبطية من قرية حفن من كورة أنصناء، وقد أهداها المقوقس عظيم القبط إلى النبي وأهدى معها أختها سيرين وهي التي وهبها رسول الله لحسان بن ثابت.
وأكبر بنيه القاسم، وبه يُكنى، ولد قبل النبوة بمكة، وهو أول من مات من ولده.
ثم ولد له زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم ولد له في الإسلام عبد الله (وهو الطيب والطاهر) وهؤلاء كلهم من خديجة، ومات بعد القاسم عبد الله، فقال العاص بن وائل السهمي: «قد انقطع ولده فهو أبتر» فأنزل الله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاْبْتَرُ} (الكوثر: 3)، وعبد الله هو آخر الأولاد من خديجة.
أما إبراهيم فولد له سنة ثمان ومات وهو ابن ستة عشر شهرا، وقيل: ثمانية عشر، في سنة عشر من الهجرة.
أما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه
وتزوج زينب أبو العاص بن الربيع بن العزى بن عبد شمس وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد أخت خديجة لأمها وأبيها، توفيت زينب سنة ثمان من الهجرة، ولدت لأبي العاص عليا وأمامة وفاطمة تزوجها عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ورقية وأم كلثوم تزوجهما عثمان بن عفان، وتوفيتا عنده ولهذا سُمِي ذا النورين، توفيت رقية يوم بدر في رمضان سنة اثنتين من الهجرة وتوفيت أم كلثوم سنة تسع من الهجرة، فالبنات أربع والبنون ثلاثة.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
صفته صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله أبيض مشربا بحمرة واسع الجبين، عظيم الرأس من غير إفراط، حسن الجسم، عظيم الجبهة دقيق الحاجبين مقرونهما كانت الفرجة التي بين حاجبيه يسيرة لا تبين إلا لمن دقق النظر، أهدب الأشفار، أدعج العينين أقنى الأنف واضح الخدين ليس فيهما نتوء ولا ارتفاع كث اللحية (كثير شعرها) أسودها عرقه في وجهه، واسع الفم من غير إفراط، والعرب تتمدح به لدلالة السعة على الفصاحة، مفلج الثنايا (متفرقها) قوي الأسنان ضخم الكراديس (رؤوس العظام) غليظ الكتفين واسعهما ناعمهما شثن الكفين والقدمين بين كتفيه خاتم النبوة وخاتمه غدة حمراء، مثل بيضة الحمامة غليظ الأصابع من غير قصر ولا خشونة واسع الصدر سهل البطن، غليظ القدمين، سبابة قدمه أطول من الوسطى، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، لم يكن بالطويل ولا القصير وهو إلى الطول أقرب، شديد سواد الشعر، شعره وسط بين الجعودة والسبوطة، إذا التفت التفت جميعا، نقيّ الثوب ليّن الكلام، حسن الصوت قويه، لا يقول هجرا، ولا ينطق هذرا، يخاطب كل إنسان على قدر عقله، يكلم كل قبيلة بما تعرفه، واسع الاطلاع بلغات العرب إذا فرح غض طرفه، ما رؤي ضاحكا إنما كان يبتسم وكان الضحك منه نادرا ولم يقهقه، ما تثاءب قط، وما احتلم قط، ليس بمسترخي البدن، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظ ولا غليظ لا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزّاح، وكان يمزح ولا يقول إلا حقا، يقابل السيئة بالح سنة، يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه، لا يتكلّم إلا فيما يرجو ثوابه ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق والمسألة، لا يقطع على أحد حديثه، ولا يتكلم في غير حاجة، وكان كلامه يحفظه عنه كل من سمع، يعظم النعمة وإن دقت، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها وإنما يغضب إذا تعرض للحق بشيء، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويتفقد أصحابه ويسأل عنهم فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره وإن كان مريضا عاده، وإذا انتهى إلى قوم جلس حين ينتهي به المجلس (تواضعا) من جالسه أو نادمه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرده إلا بها، عنده الناس في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء لا ترفع فيه الأصوات ولا يتنازعون عنده الحديث، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وقد قال «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وكان أشد الناس خشية وخوفا من الله، ما ضرب بيده الشريفة امرأة ولا خادما من أهله، حلمه يسبق غضبه ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما أسخى الناس كفا وأشدهم حياء، يحب الفأل الحسن ويغير الاسم القبيح بالحسن، يشاور أصحابه في الأمر، وكان إذا كره شيئا عرف في وجهه ولم يشافِهْ أحدا بمكروه، يمازح صبيان أصحابه ويجلسهم في حجره ويقعدون في صدره الشريف فيقبلهم ويلتزمهم، يشهد الجنائز ويقبل عذر المعتذر، ما وضع أحد فمه في أذنه إلا استمر صاغيا له حتى يفرغ من حديثه ويذهب، يمشي مع الأرملة والمسكين والضعيف في حوائجهم، ما صافح أحدا بيده فيرسل يده حتى يكون الآخر هو الذي يرسلها، ويبدأ أصحابه بالمصافحة، لم يُرَ قط مادا رجليه بين أصحابه، كان يجلس على الأرض والحصير والبساط، يكرم من يدخل عليه وربما بسط له رداءه وآثره بالوسادة التي تحته ويعزم عليه إن أبى، ويدعو أصحابه بأحب أسمائهم ويكنيهم، ولا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وسأله عن حالته فإذا فرغ عاد إلى صلاته، كان يركب الحمار وربما ركبه عريانا ويردف خلفه وكان يجلس على الأرض ويحب السواك ويكتحل بالإثمد عند النوم ثلاثا في كل عين، وحج على رحل رث عليه قطيفة ما تساوي أربعة دراهم وقال: «اللهم اجعله حجا مبرورا لا رياء فيه ولا سمعة»، وكان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نسج من القطن وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان، يحلب شاته ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويخدم نفسه ويقم البيت، ما يُرى فارغا قط في بيته، ويأكل مع الخادم ويطحن معه ويحمل بضاعته من السوق، ويحب الطيب ويأمر به، ويأمر أصحابه بالمشي أمامه، توفي ودرعه مرهونة عند يهودي على نفقة عياله، ما شبع ثلاثة أيّام تباعا من خبز البر حتى فارق الدنيا، وما أكل خبزا منخولا وكان يبيت الليالي المتتابعة طاويا، وما أكل على خوان قط إنما كان يأكل على السفرة وربما وضع طعامه على الأرض، لا يجمع في بطنه بين طعامين، إن أكل لحما لم يزد عليه وإن أكل تمرا لم يزد عليه وإن أكل خبزا لم يزد عليه، وكان يصلي على الحصير وعلى الفروة المدبوغة وربما نام على الحصير فأثرت في جسده الشريف، وكان ينام على شيء من أدم محشو ليفا.
وكان أفصح الناس وأعذبهم كلاما وأسرعهم أداء وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه يأخذ بالقلوب ويسبي الأرواح، وكان إذا تكلم تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد، ليس بهذر مسرع لا يحفظ، ولا متقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام، لم يكن بكاؤه بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل.
وخطب رسول الله على الأرض وعلى المنبر وعلى البعير وعلى الناقة، وكان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش، وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله، وكان إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس ثم قال: السلام عليكم ويختم خطبته بالاستغفار، وكان كثيرا ما يخطب بالقرآن وإذا قام يخطب أخذ عصا فتوكأ عليها وكان أحيانا يتوكأ على قوس ولم يحفظ عنه أنه توكأ على سيف.
ولم يكن يفجأ أهله عند دخوله إلى المنزل بغتة يتخونهم، ولكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله، وكان يسلم عليهم وكان إذا دخل بدأ بالسؤال أي سأل عنهم، وربما قال هل عندكم من غداء وربما سكت حتى يحضر بين يديه ما تيسر، وكان إذا دخل على أهله بالليل يسلم تسليما لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان، وإذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر فيقول: السلام عليكم السلام عليكم، لم يكن يرد السلام بيده ولا رأسه ولا أصبعه.
وكان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بها وجهه، وكان أكثر دعائه: «يا مقلّب القلوب ثبت قلبي على دينك» وكان إذا أصابه غم أو كرب يقول: «حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخولقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الذي هو حسبي حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلا الله هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم»، وإذا اجتهد في الدعاء قال: «يا حيُّ يا قيوم» وإذا أراد أمرا قال: «اللهم خِرْ لي واختر لي» وإذا جاءه أمر يُسَرُّ به خرّ ساجدا شكرا لله عز وجل، وكان يعجبه أن يدعى الرجل بأحب أسمائه.
وإذا عزّى قال: «يرحمه الله ويؤجركم»، وإذا هنأ قال: «بارك الله لكم وبارك الله عليكم»، وإذا أراد سفرا قال: «اللهم بك أحول وبك أسير»، وإذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله».
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 16 (0 من الأعضاء و 16 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)