صفحة 15 من 22 الأولىالأولى ... 51314151617 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 57 إلى 60 من 88

الموضوع: تجارب الأمم


  1. #57
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وكان النعمان بن مقرّن على كسكر، ولّاه سعد الخراج بها. فكتب إلى عمر: « إنّ مثلي ومثل كسكر مثل رجل شابّ إلى جنبه مؤمسة تلوّن له وتعطّر، فأنشدك الله لمّا عزلتني وبعثتني إلى جيش من جيوش المسلمين. » فلمّا كان هذا اليوم الذي خطب فيه عمر، وجرى ما جرى مما كتبته، قال عمر: « أما والله لأولّينّ أمرهم رجلا ليكوننّ أول الأسنّة إذا لقيها غدا. » فقيل: « من، يا أمير المؤمنين؟ » فقال: « النعمان بن مقرّن ». قالوا: « هو لها. »
    فكتب إليه عمر أن: « ائت نهاوند، فأنت على الناس بها. » فلمّا التقوا كان أول قتيل. وسنحكى خبره في موضعه.
    وردّ عمر قريب بن ظفر، وردّ معه السائب الأقرع وكان السائب يومئذ مندوبا للأمانة وقسمة الفيء، لأنّه كان كاتبا حاسبا، كما كان محمد بن مسلمة مندوبا لتتبع العمال والطواف عليهم.
    وقال عمر للأقرع: « إن فتح الله عليكم فاقسم ما أفاء الله عليهم، ولا تخدعني، ولا ترفع إليّ باطلا، وإن نكب القوم، فلا تراني ولا أراك، فبطن الأرض خير لك من ظهرها. » فقدما الكوفة بكتاب عمر بالاستحثاث. وكان أسرع أهل الكوفة إلى ذلك الروادف، ليبلوا في الدين، وليدركوا حظّا.
    ذكر خديعة للهرمزان لم تتم له وما جرى بعد ذلك

    كان عمر بن الخطّاب استدعى الهرمزان حين آمنه، فقال: « انصح لي فقد آمنتك. » قال: « نعم. إنّ الفرس اليوم رأس وجناحان. » قال: « فأين الرأس. » قال: « بنهاوند مع بندار، ومعه أساورة كسرى وأهل إصبهان. » قال: « فأين الجناحان؟ » فذكر مكانا. قال الهرمزان: « فاقطع الجناحين يهن الرأس. »
    فقال عمر: « كذبت يا عدوّ الله بل أعمد إلى الرأس، فأقطعه، فإذا قطعه الله لم يقبض عليه الجناحان. »
    فكتب إلى أبي موسى أن: سر بأهل البصرة، وإلى حذيفة أن: سر بأهل الكوفة.
    وبعث بعثا من المدينة فيهم ابنه عبد الله بن عمر، وفيهم المهاجرون والأنصار، وقال: « إذا التقيتم فأميركم النعمان بن مقرّن. » فخرج حذيفة بن اليمان بالناس ومعه نعيم بن مقرّن حتى قدموا على النعمان بالطزر وجعلوا بمرج القلعة خيلا عليها النّسير، وقد كتب عمر إلى سلمى بن القين وحرملة وزرّ بن كليب وقوّاد المسلمين الذين كانوا بين فارس والأهواز أن: « اشغلوا فارس عن إخوانكم، وحوطوا بذلك أمّتكم وأرضكم، وأقيموا على حدود ما بين الأهواز وفارس حتى يأتيكم أمري. » وبعث مجاشع بن مسعود السلميّ إلى الأهواز، وقال له: انصل منها على ماه.
    فلما صار بغضي شجر ناحية مرج القلعة، أمره النعمان أن يقيم بمكانه ونصل سلميّ وحرملة وزرّ، فكانوا في تخوم إصبهان وفارس، فقطعوا بذلك عن نهاوند الأمداد من فارس.
    وورد على النعمان، وهو بطزر، كتاب عمر: « إنّ معك حدّ العرب ورجالهم فاستعن بهم وبرأيهم، وسل طليحة وعمرا، ولا تولّهم شيئا ».
    فبعث من بطزر طليحة وعمرا، وعمرو بن أبي سلمى ليؤاتوه بالخبر. فأما عمرو وعمرو فإنّهما رجعا من الطريق آخر الليل.
    فقال طليحة: « ما الذي يرجعكما؟ »
    قالا: « سرنا يوما وليلة ولم نر شيئا، وخفنا أن يؤخذ علينا بالطريق. » ولم يحفل بهما. ومضى طليحة حتى انتهى إلى نهاوند، وبينها وبين الطزر بضعة وعشرون فرسخا.
    فقال الناس: « ارتدّ الثانية. » فلما علم طليحة علم القوم، رجع، حتى إذا انتهى إلى الجمهور كبّر الناس.
    وقال: « ما شأن القوم؟ » فأخبروه بالذي خافوا عليه.
    فقال: « والله لو لم يكن [ دين ] إلّا العربية فقط، ما كنت لأجزر هذه العرب العاربة لهذه العجم الطماطمة. » فأتى النعمان، فدخل إليه، وأخبره أن ليس بينه وبين نهاوند شيء يكرهه.
    فنادى النعمان بالرحيل وعبّأهم، وجعل على المجرّدة القعقاع بن عمرو، وكذلك جعل على ميمنته وميسرته ومقدمته أهل النجدات.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #58
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    إرسال المغيرة بن شعبة إلى الفرس

    فلما اجتمعوا بنهاوند أرسل إليهم الفرس أن: أرسلوا رجلا نكلّمه. فأرسلوا المغيرة بن شعبة.
    فلما رجع سألوه عما جرى.
    فقال: وجدت العلج قد استشار أصحابه: « بأى شيء تأذنون لهذا العربيّ، بالشارة والبهجة أو بتقشّف له؟ » فاجتمع رأيهم على أفضل ما يكون من الشارة والعدّة. فتهيّأوا بها. فلمّا أتيناهم كادت تلك الحراب والنيازك يلتمع منها البصر، وإذا هم على رأسه مثل الشياطين، وإذا هو على سرير من ذهب، على رأسه التاج.
    قال: فمضيت كما أنا، ونكّست رأسى. فدفعت، ونهيت.
    فقلت: « الرسل لا يفعل بهم هذا! » فقالوا: « إنّما أنت كلب. » فقلت: « معاذ الله، لأنا في قومي أشرف من في قومه ».
    فانتهرونى وقالوا: « اجلس! ». فأجلسوني، ثم قال - وترجم لي قوله -:
    « إنّكم معشر العرب أبعد الناس من كلّ خير، أطول الناس جوعا، وأشقاهم شقاء، وأقذرهم قذرا، وأبعدهم دارا، وما منعني أن آمر هؤلاء الأساورة حولي أن ينتظموكم من النشاب بمثل شوك القنفذ، إلّا تنجّسا لجيفكم، فإنّكم أرجاس. فإن تذهبوا نخلّ عنكم، وإن تأبوا، نركم مصارعكم. »
    قال: فحمدت الله وأثنيت عليه، ثم قلت:
    « والله، ما أخطأت من صفتنا شيئا. إن كنّا لكذلك، حتى بعث الله إلينا رسولا، فوعدنا النصر في الدنيا، والجنّة في الآخرة. فوالله ما زلنا نتعرّف من ربّنا، منذ جاء رسوله، الفتح والنصر حتى أتيناكم. وإنّا والله لا نرجع إلى ذلك الشقاء أبدا، حتى نغلبكم على ما في أيديكم، أو نقتل بأرضكم. » فقال: « والله لقد صدقكم الأعور ما في نفسه. »
    فقمت وقد أرعبت العلج. فأرسل إلينا العلج:
    « إمّا أن تعبروا إلينا، وإما أن نعبر إليكم. »
    فقال النعمان: « اعبروا ».
    وكانوا قد انتهوا إلى الإسبيذهان وهم وقوف دون وادي خرد على تعبيتهم، وأمرهم إلى الفيرزان، وقد جعل بهمن جاذويه مكان ذي الحاجب، فهو على مجنبته، وقد توافى إليه كلّ من غاب عن القادسية والأيّام من أهل الثغور، وأمرائها، وأعلامهم. وأنشب النعمان بعد ما حطّ الأثقال وضرب الفسطاط القتال، فاقتتلوا يوم الأربعاء ويوم الخميس وهم كأنّهم جبال الحديد، وقد تواثقوا ألّا يفرّوا من العرب وألقوا حسك الحديد خلفهم وقالوا: من فرّ منّا عقره حسك الحديد.
    فقال المغيرة حين رأى كثرتهم: « لم أر كاليوم فشلا، إن عدوّنا يتركون يتأهّبون لا يعجلون، أم والله لو أنّ الأمر إليّ لأعجلتهم ».
    وكان النعمان رجلا ليّنا، فقال: « قد كان الله يشهدك أمثالها، فلا يخزيك. إنّه والله ما منعني من المناجزة إلّا شيء شهدته من رسول الله إذا غزا فلم يقاتل أول النهار، ولم يعجل حتى تحضر الصلاة وتهبّ الأرواح ويطيب القتال، فما منعني إلّا ذلك. اللهمّ إني أسألك أن تقرّ عيني بفتح يكون فيه عزّ الإسلام وذلّ الكفار، ثم اقبضنى إليك على الشهادة. ائمنوا يرحمكم الله. »
    فأمنّا وبكينا. ثم أقدم بعد الصلاة للقتال.
    قال: ولمّا كان يوم الجمعة انجحروا في خنادقهم، وذلك لما رأوا صبرنا أنّا لا نبرح العرصة فصبروا معنا. ثم إنّهم لم يصبروا، فحصرهم المسلمون، فأقاموا عليهم ما شاء الله، والفرس بالخيار لا يخرجون إلّا إذا أرادوا. فاشتدّ ذلك على المسلمين حدّا، وخافوا أن يطول أمرهم.
    ذكر آراء صح أحدها على طريق المكيدة

    حتى إذا كان ذات يوم في جمعة من الجمع، تجمّع أهل الرأي من المسلمين، فتكلّموا، وأتوا النعمان، وقالوا: « نراهم بالخيار والقوّة ».
    وهو يروّى فيما روّوا فيه. فقال: « على رسلكم، لا تبرحوا ».
    وبعث إلى من بقي من أهل النجدات والرأي في الحرب، فتوافوا إليه.
    فتكلّم النعمان فقال:
    « قد ترون المشركين واعتصامهم بالحصون من الخنادق والمدائن، وأنّهم لا يخرجون إلّا إذا شاءوا، ولا يقدر المسلمون على إنغاضهم وابتعاثهم قبل مشيئتهم، وقد ترون الذي فيه المسلمون من التضايق الذي هم فيه وعليه من الخروج. فما الرأي الذي به نحمشهم ونستخرجهم إلى المنابذة وترك التطويل؟ »
    فتكلّم عمرو بن أبي سلمى وكان أسنّ القوم، فقال: « التحصّن أشدّ عليهم من المطاولة عليكم، فدعهم ولا تحرجهم وطاولهم وقاتل من أتاك منهم. »
    فردّوا جميعا رأيه، وقالوا: « إنّا على يقين من إنجاز ربّنا وعده لنا. »
    وتكلّم عمرو بن معدى كرب، فقال: « ناهدهم ولا تخف وكاثرهم. »
    فردّوا جميعا عليه رأيه، وقالوا: « إنما نناطح الجدران. »
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #59
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ذكر آراء صح أحدها على طريق المكيدة

    حتى إذا كان ذات يوم في جمعة من الجمع، تجمّع أهل الرأي من المسلمين، فتكلّموا، وأتوا النعمان، وقالوا: « نراهم بالخيار والقوّة ».
    وهو يروّى فيما روّوا فيه. فقال: « على رسلكم، لا تبرحوا ».
    وبعث إلى من بقي من أهل النجدات والرأي في الحرب، فتوافوا إليه.
    فتكلّم النعمان فقال:
    « قد ترون المشركين واعتصامهم بالحصون من الخنادق والمدائن، وأنّهم لا يخرجون إلّا إذا شاءوا، ولا يقدر المسلمون على إنغاضهم وابتعاثهم قبل مشيئتهم، وقد ترون الذي فيه المسلمون من التضايق الذي هم فيه وعليه من الخروج. فما الرأي الذي به نحمشهم ونستخرجهم إلى المنابذة وترك التطويل؟ »
    فتكلّم عمرو بن أبي سلمى وكان أسنّ القوم، فقال: « التحصّن أشدّ عليهم من المطاولة عليكم، فدعهم ولا تحرجهم وطاولهم وقاتل من أتاك منهم. »
    فردّوا جميعا رأيه، وقالوا: « إنّا على يقين من إنجاز ربّنا وعده لنا. »
    وتكلّم عمرو بن معدى كرب، فقال: « ناهدهم ولا تخف وكاثرهم. »
    فردّوا جميعا عليه رأيه، وقالوا: « إنما نناطح الجدران. »
    وتكلّم طليحة فقال: « قد قالا ولم يصيبا تفسير ما أرادا. فأمّا أنا فأرى أن تبعث خيلا مؤدية فيحدقوا بهم، ثم يرموهم لينشبوا القتال ويحمشوهم، فإذا استحمشوهم واختلطوا بهم وأرادوا الخروج أرزوا إلينا استطرادا، فإنّا لم نستطرد لهم في طول ما قاتلناهم إلى اليوم، فإنّهم إذا أرادوا ذلك طمعوا في هزيمتنا ولم يشكّوا فيها، وخرجوا، فجادّونا، وجاددناهم حتى يقضى الله بيننا. »
    فأمر النعمان بن عمرو، وكان على المجرّدة بذلك، ففعل، وأنشب القتال بعد احتجاز من العجم، وأنغضهم. فلمّا خرجوا نكص، ثم نكص، واغتنمها العجم. ففعلوا كما ظنّ طليحة، وقالوا: « هي، هي ». فخرجوا، فلم يبق أحد إلّا من يقوم لهم على الأبواب، وجعلوا يركبونهم حتى أرز القعقاع إلى الناس وانقطع القوم عن حصنهم بعض الانقطاع والنعمان بن مقرّن والمسلمون على تعبئتهم.
    وفي يوم جمعة وفي صدر النهار، وقد عهد النعمان عهده وقال: إن أصبت ففلان، فإن أصيب ففلان. وأمرهم أن يلزموا الأرض ولا يقاتلوا حتى يأذن لهم.
    ففعلوا واستتروا بالحجف من الرمى، وجعل المشركون يرمونهم حتى أفشوا فيهم الجراحات، وشكا بعض الناس ذلك إلى بعض ثم قالوا للنعمان: « ألا ترى ما نحن فيه؟ ائذن لنا في الحملة. » فقال لهم النعمان: « رويدا رويدا. » قالوا ذلك مرارا، فأجابهم بمثل ذلك.
    فقال المغيرة: « لو إليّ هذا الأمر، علمت ما أصنع. » فقال: رويدا، ترى أمرك وقد كنت تلى الأمر فتحسن، فلا يخذلنا الله ولا إيّاك، ونحن نرجو في المكث مثل ما ترجو في الحثّ. » وانتظر النعمان أحبّ الأوقات كان إلى رسول الله .
    فلمّا كان قريبا من تلك الساعة وهي الزوال، سار فوقف على الرايات، ومدحهم، وحضّهم. ثم عاد إلى موقفه، وكبّر الأولى والثانية والثالثة والناس على غاية السمع والطاعة. وحمل النعمان والناس معه، فالتقوا بالسيوف، فاقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع السامعون بوقعة قطّ كانت أشدّ منها، لا يوم القادسية لا غيرها مما تقدّم، قتلوا فيها من الفرس فيما بين الزوال والإعتام ما طبّق أرض المعركة وما يزلق فيه الناس والدواب، وزلق بالنعمان فرسه وصرع، فأصيب.
    وتناول الراية أخوه نعيم بن مقرّن، وسجّى النعمان بثوب، وأتى حذيفة بالراية، وكان عهد إليه بعده، فأقام اللواء. وقال المغيرة: « اكتموا مصاب أميركم حتى تنظروا ما يصنع الله فينا لكيلا يهن الناس، واقتتلوا. » فلما أظلم الليل انكشف المشركون، وتركوا قصدهم، وأخذوا نحو اللهب الذي كانوا نزلوا دونه بإسبيذهان. فوقعوا فيه، وجعل لا يهوى فيه أحد إلّا قال:
    « واى خرد »، فسمّى بذلك « وايه خرد » إلى اليوم. فمات فيه منهم نحو مائة ألف، وقتل في المعركة أعدادهم، ولم يفلت إلّا الشريد. ونجا الفيرزان من الصرعى في المعركة، فهرب نحو همذان في ذلك الشريد، فاتّبعه نعيم بن مقرّن، وقدّم القعقاع قدّامه، فأدركه حين انتهى إلى ثنية همذان، وكانت الثنية مشحونة من بغال وحمير موقّرة عسلا، فحبسته الدوابّ على أجله. فلما غشيه القعقاع وهو لا يجد طريقا فتوقّل في الجبل، وتوقّل القعقاع في أثره حتى أخذه، ومضى الفلّال حتى انتهوا إلى مدينه همذان والخيل في آثارهم، فدخلوها. وسمّيت الثنية: ثنية العسل، وقال المسلمون: « إنّ لله جنودا من عسل. » واستاقوا العسل وما خالطه من سائر الأحمال.
    دخول نهاوند

    ودخل المسلمون بعد هزيمة الفرس نهاوند، واحتووا على ما فيها، وجمعوا الأسلاب إلى صاحب الأقباض السائب الأقرع. فبيناهم كذلك، أقبل الهربذ صاحب بيت النار على إتان، فأبلغ حذيفة؟ فقال: « أتؤمننى على أن أخبرك بما أعلم؟ » قال: « نعم! » فقال: « إنّ النخيرجان وضع عندي ذخيرة كسرى، وأنا مخرجها لك على أمانى وأمان من شئت. »
    سفطان ملؤهما اليواقيت واللؤلؤ

    فأعطاه ذلك، وأخرج له الذخيرة سفطين عظيمين ليس فيهما إلّا اليواقيت واللؤلؤ. فلمّا فرغ السائب من قسمة الأموال اجتمع رأى المسلمين على دفعهما إلى عمر.
    قال السائب: فأصاب سهم الفارس ستة آلاف، والراجل ألفان. فلمّا فرغت قدمت على عمر ومعي السفطان، فقال: « ما وراءك يا سائب! » فقلت: « خير، يا أمير المؤمنين، فتح الله عليك - فأعظم الفتح - واستشهد النعمان بن مقرّن. » فقال عمر: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. ثم بكى فنشج حتى إني لأنظر إلى فروع منكبيه من فوق كتده ».
    قال: فلمّا رأيت ما لقي قلت: « يا أمير المؤمنين، ما أصيب بعده رجل يعرف وجهه. » فقال: « المستضعفون من المؤمنين، لكن الذي أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم، وأنسابهم، وما يصنعون بمعرفة ابن أمّ عمر. » ثم قام ليدخل، فقلت: « إنّ معي مالا عظيما جئت به. » ثم أخبرته الخبر عن السفطين، فقال: « أدخلهما بيت المال حتى ننظر في شأنهما، والحق بجندك. » قال: فأدخلتهما بيت المال، وخرجت سريعا إلى الكوفة، وبات تلك الليلة التي خرجت فيها. فلما أصبح بعث أثرى رسولا، فوالله ما أدركنى حتى دخلت الكوفة، فأنخت بعيري، وأناخ بعيره على عرقوبى بعيري، وقال: « الحق بأمير المؤمنين، فقد بعثني في طلبك ولم أقدر عليك إلّا الآن. » قال: قلت: « ويلك! ولما ذا؟ » قال: « لا أدري والله. » فركبت معه حتى قدمت عليه. فلما رآني قال: « ما لي ولابن أمّ السائب، بل ما لابن السائب وما لي! » قال: قلت: « وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ » قال: « ويحك! والله، إن هو إلّا نمت في تلك الليلة التي خرجت فيها، فباتت ملائكة الله تسحبنى إلى ذينك السفطين يشتعلان نارا، يقولون: لنكوينّك بهما، فأقول: إني سأقسمهما بين المسلمين. فخذهما عني لا أبا لك، فالحق بهما، فبعهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم. » قال: فخرجت بهما حتى وضعتهما في مسجد الكوفة وغشيني [ التجار ] فابتاعهما مني عمرو بن حريث المخزومي بألفي ألف درهم، ثم خرج بهما إلى أرض الأعاجم فباعها بأربعة آلاف ألف درهم.
    فما زال أكثر أهل الكوفة مالا بعد.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #60
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وقسم حذيفة لأهل المسالح جميعا في نهاوند، مثل الذي قسم لأهل المعركة، لأنّهم كانوا ردءا للمسلمين لئلّا يؤتوا من وجه من الوجوه، وكان خلّف قوما على قلاع يحاصرون من فيها لئلّا ينزلوا فيؤتى المسلمون من قبلهم، فقسم لهم أيضا.
    وسمّى يوم نهاوند فتح الفتوح ولم تكن للفرس بعد قائمة.
    ومن عجيب ما مرّ في حصار نهاوند أنّ رجلا يقال له: جعفر بن راشد، قال لطليحة: « لقد أخذتنا خلّة، فهل بقي من أعاجيبك شيء تنفعنا به؟ » فقال: « كما أنتم، حتى أنظر. » فأخذ كساء، فتقنّع به غير كثير، ثم قال: « البيان، البيان، غنم الدقّان في البستان، مكان أرونان. » فدخلوا البستان، فوجدوا الغنم مسمنة.
    ثم جاء دينار إلى حذيفة، فصالحه عن ماه، فنسب إليه ماه. فكان يوافى الكوفة كل سنة. فقدم الكوفة في إمارة معاوية، فقام في الناس جميعا، فقال: « يا معشر أهل الكوفة، إنّكم أول ما مررتم بنا كنتم خيار الناس، فغبرتم بذلك زمان عمر وعثمان، ثم تغيّرتم وفشت فيكم خلال أربع: بخل، وخبّ، وغدر، وضيق، لم تكن فيكم واحدة منهنّ. فنظرت في ذلك، فإذا ذلك في مولّديكم، فعلمت من أين أتى، فإذا الخبّ من قبل النبط، والبخل من قبل فارس، والغدر من قبل خراسان، والضيق من قبل الأهواز. »
    فتح الري

    ثم إنّ نعيم بن مقرّن فتح همذان، وسار إلى الريّ، وكان بالريّ يومئذ سياوخش ملكا عليها وهو سياوخش بن مهران بن بهرام شوبين.
    [ فاستمدّ ] أهل دنباوند، وطبرستان، وقومس، وجرجان، وقال: « قد علمتم أنّ هؤلاء إن حلّوا بالريّ إنّه لا مقام لكم. » فاحتشدوا له. فناهده سياوخش، فالتقوا في سفح جبل الريّ إلى جنب مدينتها، فاقتتلوا به. وكان الزينبي متوحّشا من سياوخش، فكاتب نعيم بن مقرّن، وصالحه وعاونه، وكان الزينبي قال لنعيم: « إنّ القوم كثير وأنت في قلّة، فابعث معي رجلا أدخل بهم مدينتهم من مدخل لا يشعرون به، وناهدهم أنت، فإنّهم إذا خرجوا عليهم لم يثبتوا لذلك. » فبعث معه خيلا من الليل عليها ابن أخيه المنذر بن عمرو. فأدخلهم الزينبي المدينة ولا يشعر القوم، وبيّتهم نعيم بياتا، فشغلهم عن مدينتهم، فاقتتلوا، وصبروا حتى سمعوا التكبير من ورائهم. ثم إنّهم انهزموا فقتلوا مقتلة عظيمة، فأفاء الله على المسلمين بالريّ نحوا من فيء المدائن، وصالحه الزينبي على أهل الريّ ومرزبه عليهم. وكتب نعيم بالفتح وبعث بالأخماس إلى عمر.
    توجه بكير إلى آذربيجان

    وكان بكير بن عبد الله قد توجه إلى آذربيجان، فأمدّه نعيم بعد فتح الريّ بسماك بن خرشة الأنصاري.
    مردانشاه يراسل نعيما في الصلح

    فأما المصمغان - وهو مردانشاه صاحب دنباوند والخزر والأرز والسرو - فإنّه راسل نعيما في الصلح على شيء يفتدى منه به، من غير أن يسأله النصر والمنعة. فقبل منه، وكتب على غير نصر ولا معونة على أحد، فجرى ذلك لهم.
    فتح قومس

    وقدّم سويد بن مقرّن أخاه بأمر عمر إلى قومس، فلم يقم له أحد، وأخذها سلما، وكتب لهم أمانا، وقبل جزيتهم.
    فتح جرجان وطبرستان وآذربيجان

    ثم كاتب ملك جرجان رزبان صول. ثم صار إليها، فبادره بالصلح، وتلقّاه، فدخل معه جرجان، وعسكر بها، وجبى إليه الخراج، وسمّى له فروجها، فسدّها بترك دهستان. فرفع الجزى عمن أقام بمنعتها، وأخذ الخراج من باقى أهلها، وكتب بينهم كتابا بالأمان وقبول الجزية ما نصحوا وقروا المسلمين، وعلى أنّ من سبّ مسلما بلغ جهده، ومن ضربه حلّ دمه. وراسله الإصبهبذ في الصلح أن يتوادعا ويجعل له شيئا على غير نصر ولا معونة على أحد. فكتب له بذلك كتابا على ألّا يؤووا للمسلمين بغية، ولا يسلّوا لهم إلى عدوّ، ولا يدخل عليه إلّا بإذنه، وكذلك سبيلهم.
    وكان بكير سار حين بعث إلى آذربيجان حتى إذا طلع بجبال خرشدان طلع عليهم اسفندياذ بن الفرّخزاذ مهزوما من واج رود. فكان أول قتاله لقيه بآذربيجان، فاقتتلوا، فهزمه، وأخذ بكير اسفندياذ أسيرا.
    فقال له اسفندياذ: « الصلح على آذربيجان أحبّ إليك أم الحرب؟ » قال: « بل الصلح. » قال: « فأمسكنى عندك. فإنّ أهل آذربيجان إن لم أصالح عليهم أو أجئ لم يقيموا، وجلوا إلى الجبال التي حولها من القبج والروم. ومن كان على التحصن تحصّن إلى يوم ما. » فأمسكه عنده، فأقام وهو في يده، وصارت البلاد إليه إلّا ما كان من حصن.
    وقدم عليه سماك بن خرشة، وقد صار اسفندياذ في إساره. وفتح عتبة بن فرقد من جهته ما يليه.
    فقال بكير لسماك بن خرشة كالممازح: « ما الذي أصنع بك وبعتبة؟ أريد أن أمضى قدما فأخلّفكما، فإن شئت فاذهب معي، وإن شئت أتيت عتبة، فقد أذنت لك. » وكاتب عمر في ذلك. فكتب إليه في الإذن على أن يتقدم نحو الباب، وأمره أن يستخلف على عمله. فاستخلف عتبة على ما افتتح. ومضى قدما، وقدّم إسفندياذ إلى عتبة، وأقرّ عتبة سماك بن خرشة، وليس بأبي دجانة، على عمل بكير الذي كان افتتح.
    وجمع عمر آذربيجان كلّها لعتبة، وقد كان بهرام بن الفرّخان أخذ بطريق عتبة بن فرقد، وأقام له في عسكره حتى قدم عليه عتبة، فهزمه عتبة وهرب بهرام.
    فلما بلغ خبر هزيمته إسفندياذ وهو في الإسار عند بكير، قال: « الآن تمّ الصلح وطفئت الحرب وعادت آذربيجان سلما. » فبعث بالأخماس. وكان بكير سبق عتبة بفتح ما ولى، وتمّ الصلح بعد ما هزم عتبة بهرام. فكتب عتبة بينه وبين أهل آذربيجان كتابا - حيث جمع له عمر بكير إلى عمله - بالأمان وشروط الجزية وقرى المسلمين وغير ذلك.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 15 من 22 الأولىالأولى ... 51314151617 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. اختفاء 4 بحارة بنغلادشيين في طرطوس منذ أيام
      بواسطة Syria News في المنتدى أخــبار ســــــوريا Syria news 24/24
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-05-2010, 07:50 PM
    2. تجارب على شريان دم صناعي
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 04-28-2010, 10:04 PM
    3. تجارب على مواد نانو مترية
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-17-2010, 08:07 PM
    4. أطعمة خاصة بالمتزوجين تحارب العجز
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-07-2010, 10:46 PM
    5. أشعة الشمس تحارب مرض السرطان!
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-09-2010, 05:49 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1