صفحة 2 من 22 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 5 إلى 8 من 88

الموضوع: تجارب أمم المجلد الثاني


  1. #5
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    بين معاوية وهانئ

    حكى الشعبيّ: أنّ وفد الكوفة قدموا على معاوية لمّا أراد البيعة ليزيد، وفيهم هانئ بن عروة المرادي. فبينا أنا جالس إذ قال هانئ بن عروة: « العجب من معاوية، يريد أن يقسرنا على بيعة ابنه يزيد، وحاله حاله، وما ذاك بكائن. »
    وغلام من قريش قاعد في حلقته، فقام، فدخل على معاوية، فأخبره بقول هانئ، فقال له: « أنت سمعت هانئا يقوله؟ » قال: « نعم. » قال: « فاخرج من هذا الباب وائت حلقته من باب من أبواب المسجد، غير بابك الذي خرجت منه، فقل له إذا خفّ من عنده: « أيّها الشيخ! قد سمعت مقالتك، ولست في زمن أبي بكر ولا عمر، ولا أحبّ لك أن تتكلّم بهذا الكلام، فإنّهم بنو أميّة، وجرأتهم جرأتهم، وإقدامهم ما قد علمت. » ثم قال له معاوية: «.. إذا فرغت من كلامك، فقل له: إنه لم يدعني إلى هذا، إلّا النصيحة لك. ثم احفظ عليه ما يقول. » فأقبل الفتى إلى مجلس هانئ، فلما خفّ من عنده، دنا منه، فكلّمه بهذا الكلام.
    فقال له: « يا بن أخي، والله ما بلغت نصيحتك لي كلّ هذا، وإنّ هذا الكلام لكلام معاوية، وأعرفه، وأشهد به. » فقال الفتى: « ما أنا ومعاوية! والله ما يعرفني، ولا يدرى من أنا. » قال: « يا بن أخي، فلا عليك، ولكن إذا لقيته فقل له: يقول لك هانئ: لا والله، لا إلى ما أردت من سبيل، انهض يا بن أخي! » فذهب الفتى، فأعلم معاوية ما قال، فقال: « بالله نستعين عليه. » ثم أذن للوفد، وقال لهم: « ارفعوا حوائجكم. » ففعلوا، فلما عرض كتاب هانئ على معاوية، قال: « يا هانئ ما صنعت شيئا، فزد. » فزاد هانئ ومعاوية يقول: « ما صنعت شيئا، هات حوائجك! » حتى لم يدع حاجة لمن يهتمّ به إلّا رفعها وقضاها. ثم قال: « يا هانئ لم تصنع شيئا. » فقال: « يا أمير المؤمنين، قد بقيت حاجة. » قال « وما هي؟ » قال: « بيعة يزيد، أتولّاها له بالعراق. » قال: « هي إليك. » فقدم هانئ، فقام بأمر يزيد، وتولّى المغيرة بن شعبة البيعة.
    من تشبه بمعاوية في ذلك

    وتشبّه بمعاوية عبد الملك، وذلك أنه لمّا أراد البيعة للوليد، وجّه الوليد إلى القين، وعاملة، فأصلح بينهم، وكانت بينهما دماء، فاحتملها. فكانت القين وعاملة أوّل من دعا إلى الوليد.
    ثم أراد الوليد ذلك عبد العزيز ابنه، فوجّهه إلى قيس بن غسّان، وكانت بينهما دماء، فأصلح بينهم، واحتمل دماءهم، فكانت قيس وغسّان أوّل من دعا إلى عبد العزيز.
    ثم صنع ذلك سليمان لمّا وقع بين قيس وحمير بدمشق من الدماء ما وقع.
    وجّه ابنه أيّوب، فأصلح بينهم، واحتمل دماءهم، ومات أيّوب قبل أن تظهر له بيعة.
    ثم صنع ذلك يزيد بن عبد الملك. كتب إليه ابن هبيرة من الجزيرة، يشير عليه:
    أن يوجّه الوليد بن يزيد، ليصلح ما بين قيس وتغلب. فوجّهه، فأصلح بينهم، واحتمل دماءهم، فكانوا أوّل من تكلّم في أمر الوليد، وذلك في حياة أبيه، حتى بايع بعد هشام له.
    كلام لمعاوية

    وقال معاوية:
    « إني لأرفع نفسي، أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أكبر من حلمي، أو عورة لا أواريها بستري، أو إساءة أكثر من إحساني. »
    أيام يزيد بن معاوية وما جرى فيها من الأحداث التى يليق ذكرها بهذا الكتاب

    وصايا معاوية ليزيد

    كان معاوية وطّأ لابنه يزيد الأمور، وأخذ على الوفود له البيعة، فلما مرض المرضة التي توفّى فيها، دعا به وقال:
    « إني لا أتخوّف عليك أن ينازعك هذا الأمر الذي استتبّ لك، إلّا أربعة نفر من قريش: الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر.
    « فأمّا عبد الله بن عمر، فرجل قد وقذته العبادة، وإذا لم يبق أحد غيره، بايعك..
    « وأما حسين بن عليّ، فإنّ أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه، فإن خرج عليك، فظفرت عليه، فاصفح عنه، فإنّ له رحما ماسّة، وحقّا عظيما..
    « وأمّا ابن أبي بكر، فرجل ليست له همّة إلّا في النساء، واللهو.
    « وأمّا الذي يجثم عليك جثوم الأسد، ويراوغك روغان الثعلب، فإذا أمكنته فرصة وثب، فذاك ابن الزبير، فإن هو فعلها بك، فقدرت عليه، فقطّعه آرابا. »
    فلما مات معاوية امتنع هؤلاء من البيعة، وخرج عبد الله بن الزبير والحسين إلى مكّة لمّا أخذهما عامل يزيد بالبيعة، وكانا يومئذ بالمدينة. وأما عبد الله بن عمر، فلم يتشدّد عليه، وكذلك عبد الرحمن بن أبي بكر.
    فلما قدم عبد الله بن الزبير والحسين مكّة، اجتمع الناس على الحسين، وابن الزبير قد لزم جانب الكعبة، فهو قائم يصلّى عندها عامة نهاره ويطوف، ثم يأتى الحسين في من يأتى، ولا يزال يشير عليه بالرأي، وهو أثقل خلق الله على ابن الزبير، قد عرف أنّ أهل الحجاز لا يطيعونه، ولا يبايعونه أبدا، ما دام الحسين بالبلد، وأنّ الحسين أعظم في نفوسهم، وأعينهم منه، وأطوع في الناس منه.
    وبلغ أهل العراق امتناع الحسين من البيعة ليزيد، وأنه لحق بمكّة، فأرجفوا بيزيد.
    ذكر رأي أشير به على الحسين بن علي عليهما السلام

    كان عبد الله بن مطيع لقي الحسين، وهو يريد مكّة، فقال: « جعلني الله فداءك، أين تريد؟ » قال: « أما الآن، فإني أريد مكّة، وأما بعد، فإنى أستخير الله عز وجل. » قال: « خار الله لك، وجعلنا فداءك، فإذا أتيت مكّة، فإيّاك أن تقرب الكوفة، فإنّها بلدة مشؤومة قتل بها أبوك، وخذل فيها أخوك، واغتيل بطعنة كادت تأتى على نفسه. الزم الحرم، فإنك سيّد العرب، لا يعدل بك أهل الحجاز أحدا، ويتداعى الناس إليك من كلّ جانب. »
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #6
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ذكر رأي آخر أشير به عليه

    فأمّا محمد بن الحنفيّة، فإنه أتاه، فقال: « يا أخي، أنت أعزّ خلق الله عليّ، ولست أدّخرك نصيحتي، تنحّ عن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الشام، فادعهم إلى نفسك فإن بايعوك، حمدت الله عليه، وإن اجتمع على غيرك، لم ينقص الله بذلك دينك، ولا عقلك، ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك. إني أخاف أن تأتى مصرا من الأمصار، فيختلف الناس بينهم، فمنهم طائفة معك، والأخرى عليك، فيقتتلوا، فتكون لأوّل الأسنّة، فإذا خير هذه الأمّة نفسا، وأبا، وأمّا، أضيعها دما، وأذلّها أهلا. » فقال له الحسين: « فأين أذهب يا أخي؟ » قال: « انزل مكّة، فإن اطمأنّت بك الدار فسبيل ذلك، وإن نبت لك، لحقت بالرمال، وشعف الجبال، وتنقّلت من بلد إلى بلد حتى يفرق لك الرأي، فتستقبل الأمور استقبالا، وتستدبرها استدبارا. » فقال: « يا أخي، قد نصحت وأشفقت. »
    ما كتبه إليه أهل الكوفة

    ثم إنّ أهل الكوفة، من شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب اجتمعوا، فكاتبوا الحسين بن عليّ: « إنّا قد اعتزلنا الناس، فلسنا نصلّى بصلاتهم، ولا إمام لنا، فلو أقبلت إلينا رجونا أن يجمعنا الله لك على الإيمان. » ثم اجتمع رؤساء الشيعة مثل سليمان بن صرد، والمسيّب بن نجبة وأشباههم، وكتبوا إليه:
    [ « بسم الله الرحمن الرحيم» ] « لحسين بن عليّ من شيعته المؤمنين. أما بعد، فحيّ هلا، فإنّ الناس ينتظرونك، لا رأي لهم في غيرك، فالعجل، ثم العجل، والسلام. »
    ثم اجتمعوا ثالثة، فكتبوا إليه:
    « من شبث بن ربعيّ، وحجّار بن أبجر، ويزيد بن الحارث بن رويم، وعمرو بن الحجاج، ومحمد بن عمير. أمّا بعد، فقد اخضرّ الجناب، وأينعت الثمار، [ وطمّت الجمام، ] فإذا شئت فاقدم على جنود مجنّدة لك، والسلام. »
    فاجتمعت الرسل كلّهم عند الحسين، وقرأ الكتب، وسأل الرسل عن أمر الناس، ثم كتب أجوبة كتبهم، وأنفذ مسلم بن عقيل بن أبي طالب إليهم، وقال له:
    « اذهب، فاعرف أحوال الناس، وانظر ما كتبوا به، فإن كان صحيحا قد اجتمع عليه رؤساؤهم، وتابعهم من يوثق به، خرجنا إليهم. » فسار مسلم إلى الكوفة، وبها النعمان بن بشير الأنصاري أميرا من قبل يزيد. فلما تحدّث الناس بمقدمه دبّوا إليه، فبايعه منهم اثنا عشر ألفا. فقام عبد الله بن مسلم الحضرمي إلى النعمان بن بشير، فقال له: « إنك ضعيف، أو متضعّف، قد فسد البلاد، وليس يصلح ما ترى إلّا الغشم. » فقال النعمان: « لأن أكون ضعيفا وأنا في طاعة الله، أحبّ إليّ من أن أكون قويّا، وأنا في معصية الله، وما كنت لأهتك سترا ستره الله. » فكتب بقول النعمان إلى يزيد وقيل له: « إن كانت لك حاجة في الكوفة، فابعث إليها رجلا قويّا ينفّذ أمرك، ويعمل مثل عملك، فإنّ النعمان بن بشير إمّا ضعيف، أو متضعّف. » فدعا يزيد كاتبه سرجون، وكان يستشيره، فأخبره الخبر.
    ذكر رأي أشار به الكاتب على يزيد

    قال له: « أكنت قابلا من معاوية لو كان حيّا. » قال: « نعم. » قال: « فاقبل مني، فإنّه ليس للكوفة إلّا عبيد الله بن زياد، فولّه. » وكان يزيد ساخطا عليه، وهمّ بعزله عن البصرة. فكتب إليه برضاه عنه، وأنه قد ولّاه الكوفة مع البصرة، وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل، فيقتله.
    فأقبل عبيد الله في وجوه أهل البصرة، حتى قدم الكوفة متلثّما، فلا يمرّ على مجلس من مجالسهم فيسلّم، إلّا قالوا: « وعليك السلام يا بن بنت رسول الله. » وهم يظنّون أنه الحسين بن عليّ، حتى نزل القصر، واجما كئيبا لما رأى.
    ثم جمع الناس فخطبهم، وأعلمهم نيّة يزيد في الإحسان إلى سامعهم ومطيعهم، والشدّة على مريبهم وعاصيهم، ووعد، وأوعد، وختم الخطبة بأن قال: « ليبق امرؤ على نفسه، الصدق ينبئ عنك لا الوعيد » ثم أخذ العرفاء أخذا شديدا، ودعا الناس، فقال: « اكتبوا لي العرفاء، ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين، وأهل الريب، الذين رأيهم الخلاف والشقاق، فمن كتبهم لنا، فهو بريء، ومن لم يكتب لنا أحدا، فليضمن لنا ما في عرافته: أن لا يخالفنا منهم مخالف، ولا يبغى علينا فيهم باغ، فمن لم يفعل ذلك، فبرئت منه الذمّة وحلال علينا دمه وماله. وأيّما عريف وجد في عرافته من بغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا، صلب على باب داره، وألقيت تلك العرافة من العطاء. »
    ذكر تلافي عبيد الله ملك يزيد بعد أن أشرف على الذهاب وما كان من حيله ومكايده

    ثم إنّ عبيد الله دعا مولى له، فأعطاه ثلاثة آلاف درهم، وقال له: « اذهب، حتى تسأل عن الرجل الذي يبايع أهل الكوفة، فأعلمه: أنّك رجل من أهل حمص جئت لهذا الأمر، وهذا مال تدفعه إليه، ليتقوّى به. »
    فلم يزل يتلطّف، ويرفق، ويسترشد، حتى دلّ على شيخ من أهل الكوفة يأخذ البيعة، فلقيه، فأخبره.
    فقال الشيخ: « لقد سرّنى لقاؤك، وساءني. أما ما سرّنى من ذاك، فما هداك الله له، وأمّا ما ساءني، فإنّ أمرنا لم يستحكم بعد. » قال: فأدخله عليه، وقبض منه المال، وبايعه، ورجع الرجل إلى عبيد الله، فأخبره.
    مسلم ينتقل إلى بيت هانئ

    وانتقل مسلم، حين وافى عبيد الله، إلى منزل هانئ بن عروة المراديّ، وكتب إلى الحسين يخبره ببيعة بضعة عشر ألفا من أهل الكوفة، ويأمره بالقدوم عليه.
    وقال عبيد الله لوجوه أهل الكوفة:
    « إني أعلم أنه قد سار معي، وأظهر الطاعة لي من هو عدوّ للحسين، حين ظنّ أنّ الحسين قد دخل البلد، وغلب عليه، وو الله، ما عرفت منكم أحدا. »
    وقدم شريك بن الأعور من البصرة، وكان من شيعة عليّ، .
    ذكر مكيدة بليغة لشريك ما تمت له

    فقال لهانىء: « مر مسلما يكون عندي، فإنّ عبيد الله يعودني. » وقال شريك لمسلم: « أرأيتك، إن أمكنتك من عبيد الله، تضربه بالسيف؟ » قال: « نعم والله. » وأظهر شريك زيادة على ما به من الشكاة، وهو نازل في دار هانئ. وجاء عبيد الله يعود شريكا في منزل هانئ. فقال شريك لمسلم: « إذا تمكّن عبيد الله، فإني مطاوله الحديث، فاخرج إليه بسيفك، واقتله، فليس بينك وبين القصر من تحول دونه، وإن شفاني الله كفيتك البصرة. » فقال هانئ: « إني لأكره قتل رجل في منزلي. » وشجّعه شريك، وقال: « هي فرصة لك، وإيّاك أن تضيّعها، فانتهزها فيه، فإنّه عدوّ الله، وعلامتك أن أقول: اسقونى ماء. » وجاء عبيد الله بن زياد، فدخل، وجلس، وسأل شريكا عن وجعه، وقال: « ما الذي تجد، ومتى اشتكيت؟ » فلما طال سؤاله إيّاه، ورأى أنّ أحدا لا يخرج، خشي أن يفوته، فأخذ يقول: « اسقونى ويحكم [ ماء ]، ما تنتظرون بنفسي لن تحيوها، اسقونيه وإن كانت نفسي فيه. » فقال ذلك مرّتين، أو ثلاثا. فقال عبيد الله: « ما شأنه؟ أو ترونه يهجر؟ » فقال هانئ: « نعم، أصلحك الله، هذا ديدنه منذ الصبح. » ففطن مولى لعبيد الله قائم على رأسه، فغمزه، فقام عبيد الله. فقال شريك: « انتظر، أصلحك الله، فإنى أريد أن أوصّى إليك. » فقال: « أعود. » فلما خرج، قال شريك لمسلم: « ما منعك من قتله؟ » قال: « خصلتان: أما إحداهما، فكراهة هانئ أن يقتل في داره رجل. والأخرى، فحديث سمعته من عليّ عن النبي أنّ الإيمان قيّد الفتك، فلا يفتك مؤمن. » فلبث شريك بن الأعور بعد ذلك ثلاثا ومات.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #7
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    هانئ يطلب إلى القصر

    ودعا عبيد الله هانئ بن عروة، فأبى أن يجيبه إلّا بأمان، فقال: « ما له وللأمان، هل أحدث حدثا؟ » فجاءه بنو عمّه، ورؤساء العشائر، فقالوا: « لا تجعل على نفسك سبيلا، وأنت بريء. » وأتى به، فقال عبيد الله: « إيه يا هانئ، ما هذه الأمور التي تربّص في دورك لأمير المؤمنين، وعامّة المسلمين؟ » قال: « وما ذاك، يا أمير المؤمنين! » قال: « جئت بمسلم بن عقيل، وأدخلته دارك وجمعت السلاح، والرجال في دور حولك، وظننت أنّ ذلك يخفى. » فقال: « ما فعلت، وما مسلم عندي. » قال: « بلى، قد فعلت » قال: « لا، ما فعلت. » قال: « بلى. » فلما كثر ذلك، وأبي هانئ إلّا مجاحدته، دعا عبيد الله ذلك الدسيس الذي دسّه، وحمل على يده المال، وكان قد أنس بهم، وداخلهم، وجعل ينقل كلّ ما يكون منهم، إليه. فلما رءاه هانئ، قال له عبيد الله: « هل تعرف هذا؟ » فعلم هانئ أنه كان عينا عليهم، فسقط في خلده ساعة، ثم إنّ نفسه راجعته، فقال له: « اسمع مني، فإني، والله الذي لا إله إلّا هو أصدقك: ما دعوته، ولكن نزل عليّ، فاستحييت من ردّه، ولزمني ذمامه، فأدخلته، وأضفته، وآويته. فإن شئت، أعطيتك موثقا، وما تطمئن إليه، لا أبغيك سوءا ولا غائلة، وإن شئت أعطيتك رهينة تكون في يدك حتى آتيك، وأنطلق إليه، فآمره أن يخرج من دارى إلى حيث شاء من الأرض، فأخرج من ذمامه وجواره. » فقال: « والله، لا تفارقني أبدا، حتى تأتينى به. » قال: « والله، لا أجيئك به أبدا، أنا أجيئك بضيفي تقتله؟ » قال: « والله، لتأتينّى به. » وقام الناس إليه، يناشدونه في نفسه، ويقولون: « إنّه سلطان، وليس عليك في دفعه إليه عار، ولا نقيصة. » فقال: « بلى والله، عليّ في ذلك، الخزي والعار: أدفع جارى وضيفي إلى قاتله، وأنا صحيح، أسمع، وأرى، شديد الساعد، كثير الأعوان! » فقال عبيد الله بن زياد: « أدنوه مني! » فأدنى منه، وله ضفيرتان قد رجّلهما. فأمر بضفيرتيه، فأمسك بهما، واستعرض وجهه بقضيب في يده، فلم يزل يضرب أنفه، وجبهته، وجبينه، حتى نثر لحم خدّيه، وهشم أنفه. وتلوّى هانئ، وضرب بيده إلى قائم سيف شرطيّ ممّن حضر، فمانعه الرجل، ومنع. فقال عبيد الله: « أحروريّ سائر اليوم؟ حلّ لنا قتلك. » فقام أسماء بن خارجة، فقال: « أرسل غدر نحن منذ اليوم؟ أمرتنا أن نجيئك بالرجل، حتى إذا جئناك به، فعلت به ما ترى، وزعمت أنّك تقتله. » فقال عبيد الله: « إنّك هاهنا. » وأمر، فلهز، وتعتع ساعة، ثم ترك، فجلس، وسكت الناس. وأمر بهانىء، فجعل في بيت، ووكّل به من يحرسه. وبلغ ذلك مذحجا، فأقبلت إلى القصر، فقيل لعبيد الله: « هذه مذحج، قد اجتمعت بالباب. » فقال لشريح القاضي: « ادخل على صاحبهم، فانظر إليه، ثم اخرج، فأعلمهم أنّه حيّ. » فخرج إليهم شريح، فأعلمهم أنه رءاه وهو حيّ سالم، وإنّما عاتبه كما يعاتب الأمير رعيّته. فانصرفوا.
    مسلم يقبل نحو القصر بالمبايعين

    وبعث مسلم بن عقيل من يأتيه بالخبر. فأتوه بالخبر على وجهه، وأمر أن ينادى بشعاره: « يا منصور أمت. » وكان قد بايعه ثمانية عشر ألف رجل. فاجتمعوا إليه، فعقد لجماعة على الأرباع، وقدّم أمامه صاحب ربع كندة، وأقبل نحو القصر، فتحرّز عبيد الله، وغلّق الأبواب. وسار مسلم حتى أحاط بالقصر، وتداعى الناس، واجتمعوا، حتى امتلأ المسجد والسوق، وما زالوا يتوثّبون حتى المساء.
    فضاق بعبيد الله أمره، وكان أكبر همّه أن يتمسّك بباب القصر، وليس معه في القصر إلّا ثلاثون رجلا من الشرط، وعشرون رجلا من أشراف الناس، وأهل بيته، وجعل من في القصر يشرفون فيشتمهم الناس، ويفترون على ابن زياد وأبيه، ويتّقون أن يرموهم بالحجارة. ففتح عبيد الله الباب الذي يلي دار الروميّين ليدخل إليه من يأتيه، ودعا كثير بن شهاب، فأمره أن يخرج في من أطاعه من مذحج، فيخذّل الناس عن مسلم بن عقيل، ويخوّفهم عقوبة السلطان، وغائلة أمرهم، وأمر محمد بن الأشعث بمثل ذلك، في من أطاعه من كندة، أن يرفع راية أمان لمن جاءه من الناس، وقال لمثل هؤلاء من أهل الشرف مثل ذلك.
    فخرجوا، وجاءوا بعدّة، فحبسوا، ورجع إليه الرؤساء من ناحية دار الروميّين، فدخلوا القصر، فقال لهم عبيد الله: « أشرفوا على القصر فمنّوا أهل الطاعة، وخوّفوا أهل المعصية. » فتكلّم القوم، وقالوا: « أيّها الناس! الحقوا بأهاليكم، ولا تعجّلوا الشرّ، ولا تتعرّضوا للقتل، فإنّ أمير المؤمنين، قد بعث جنوده من الشام، وقد أعطى الله الأمير عهدا لئن تمّمتم على حربكم، ولم تنصرفوا من عشيّتكم، أن يحرم ذرّيتكم العطاء، ويفرّق مقاتلتكم في مغازي الشام على غير طمع، وأن يأخذ البريء بالسقيم، والشاهد بالغائب، حتى لا يبقى له فيكم بقيّة من أهل المعصية، إلّا أذاقها وبال أمرها. » فأخذ الناس - كما سمعوا هذا وأشباهه من رؤسائهم - يتفرّقون. فكانت المرأة تأتى إلى ابنها، وأخيها، فتقول: « انصرف، فإنّ الناس يكفونك. » ويجيء الرجل إلى ابنه، وأخيه، فيقول: « غدا يأتيك جنود الشام، فما تصنع بالحرب؟ » فينصرف به.
    فما زال الناس يتفرّقون، حتى أمسى مسلم بن عقيل، وما معه إلّا ثلاثون رجلا حين صلّيت المغرب، فصلّى بهم مسلم. فلما رأى أنه قد أمسى وليس معه إلّا أولئك، خرج متوجّها نحو كندة، فما بلغ الأبواب ومعه منهم عشرة. ثم خرج من الباب، فإذا ليس معه إنسان، والتفت فإذا هو لا يحسّ أحدا يدلّه على الطريق، ولا على منزل، ولا يواسيه بنفسه إن عرض له عدوّ. فبقى متلدّدا في أزقّة الكوفة، لا يدرى أين يذهب.
    فمشى حتى انتهى إلى باب امرأة [ يقال لها: طوعة ] كانت أمّ ولد للأشعث، فزوّجها أسيدا الحضرمي، فولدت له بلالا. وكان بلال خرج مع الناس، وأمّه قائمة تنتظر، فسلّم مسلم عليها، فردّت عليه، فقال لها: « يا أمة الله، اسقيني ماء. » فدخلت، فسقته، فجلس، فقالت: « يا عبد الله، اذهب إلى أهلك. » فسكت، ثم عادت، فسكت، فقالت: « سبحان الله! قم إلى أهلك، فما يصلح الجلوس على بابى، ولا أحلّه لك. » فقال: « يا أمة الله، ما لي في هذا المصر منزل، ولا عشيرة، فهل لك في أجر ومعروف، ولعلّى أكافئك به بعد اليوم. » قالت: « وما ذاك؟ » قال: « أنا مسلم بن عقيل، كذبني هؤلاء القوم، وغرّونى. » قالت: « أدخل! » ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها. فقالت: « يا بنيّ، مكرمة وافتك. » وأخذت عليه الإيمان، أن لا يخبر أحدا، فحلف، فأخبرته الخبر، فاضطجع وسكت.
    وأخذ ابن زياد لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا، فقال لأصحابه: « أشرفوا، فانظروا ما بالهم؟ » فأشرفوا، فلم يروا أحدا. قال: « فانظروا، فلعلّهم تحت الظلال قد كمنوا لكم. » فجعلوا يخفضون شعل النار في أيديهم، وينظرون: هل في الظلال أحد؟ فكانت أحيانا تضيء لهم، وأحيانا لا تضيء، كما يريدون. فدلّوا أنصاف الطّنان تشدّ بالحبال، ثم تجعل فيها النيران، ثم تدلّى إلى الأرض. ففعلوا ذلك من أقصى الظلال وأدناها، فلم يروا شيئا. فعلموا أنّ القوم انصرفوا نادمين.
    فأعلموا ابن زياد، فأمر بفتح باب السدّة التي في المسجد، ثم خرج فصعد المنبر، وخرج أصحابه، فجلسوا حوله قبل العتمة، ونادى: « برئت الذمّة من رجل من الشرطة، أو العرفاء، أو المناكب والمقاتلة، صلّى العتمة إلّا في المسجد! » فلم تكن إلّا ساعة حتى امتلأ المسجد.
    فقال الحصين بن تميم: « إن شئت، صلّى غيرك، ودخلت القصر، فإني لا آمن أن يغتالك بعض أعدائك. » فقال: « مر حرسى أن يقوموا ورائي، وزد فيهم، فإني لست بداخل بعد أن آثرت الخروج. » فصلّى بالناس، ثم قال: « أمّا بعد، فإنّ ابن عقيل، السفيه الجاهل، قد أتى ما رأيتم من الخلاف والشقاق، فبرئت الذمّة من رجل وجدناه في داره، ومن جاء به فله ديته. » ثم توعّد الناس، وحضّهم على الطاعة، وخوّفهم الفرقة والفتنة. نادى حصين بن تميم، فأجابه، وكان على شرطه، فقال: « ثكلتك أمّك إن ضاع باب سكة من سكك الكوفة، أو خرج هذا الرجل، ولم تأتنى به. فابعث مراصد على أفواه السكك، وأصبح غدا واستبرأ الدور، وجس خلالها حتى تأتينى بهذا الرجل. » ثم نزل ابن زياد، ودخل القصر، وأصبح ابن تلك العجوز، وهو بلال بن أسيد، فغدا إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، فأخبره بمكان ابن عقيل عنده، وكان محمد بن الأشعث قد باكر ابن زياد، وهو عنده. فأقبل عبد الرحمن حتى أتى أباه، فدنا منه، وسارّه.
    فقال ابن زياد: « ما يقول ابنك؟ » فقال: يقول: إنّ ابن عقيل في دار من دورنا. » فنخس بالقضيب في جنبه، وقال: « قم، وائتني به الساعة. » وبعث إلى خليفته، وهو في المسجد أن: « ابعث مع ابن الأشعث سبعين رجلا من قيس. » وإنّما كره قومه لأنّه علم أنّ قومه يكرهون أن يصاب فيهم مثل ابن عقيل.
    ففعل ذلك، وسار محمد بن الأشعث، حتى أطاف بالدار.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #8
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    فلمّا سمع مسلم وقع الحوافر، بادر إلى سيفه، وخرج إليهم، فاقتحموا عليه، فردّهم، ثم عادوا، فردّهم، حتى ضربه رجل منهم بسيفه، فقطع شفته، وثناياه، وضربه مسلم بأعلى رأسه، كادت تأتى عليه، ولكن سلم. فلما رأى الناس ذلك، أخذوا يرمونه من فوق البيت.
    محمد بن الأشعث يعطى الأمان لمسلم

    فأقبل عليه محمد بن الأشعث، فقال: « إنك أثخنت، وعجزت عن القتال، فلم تقتل نفسك، أقبل إليّ، ولك الأمان. » فقال: « آمن أنا؟ » قال: « نعم. » وقال القوم: « أنت آمن. » فأمكن من نفسه، فدنوا منه، وحملوه. فقال: « يا محمد بن الأشعث، أراك ستعجز عن أمانى.. » وذلك أنه نزع سيفه من عاتقه، فاستوحش.
    «.. فهل لك في خير؟ تستطيع أن تبعث رجلا من عندك على لساني يبلغ حسينا - فإني أراه قد خرج، أو هو خارج غدا - فيقول له: إنّ ابن عقيل بعثني، وهو أسير، لا يرى أنه يمسي وهو يقتل، وهو يقول لك: ارجع بأهل بيتك، ولا يغرّك أهل الكوفة، فإنّهم أصحاب أبيك، الذي كان يتمنّى فراقهم بالموت، أو القتل، إنّ أهل الكوفة قد كذبوك، وكذبوني، وليس لكذوب رأى. » فقال ابن الأشعث: « والله، لأفعلنّ، ولأعلمنّ الأمير عبيد الله، أنّى آمنتك. »
    مسلم في قصر ابن زياد

    وذهب به إلى ابن زياد، وأنفذ رجلا على راحلة إلى الحسين بما قال مسلم.
    فلما دخل به على ابن زياد، قال: « إني آمنته. » قال: « وما أنت والأمان، كأنما أرسلناك لتؤمنه، إنما أرسلناك لتأتينا به. » فسكت، وانتهى بمسلم إليه. فقال: « إيه يا ابن عقيل، أتيت الناس، وأمرهم جميع وكلمتهم واحدة، لتشتّت بينهم، وتحمل بعضهم على بعض. » قال: « كلّا! لست لذلك أتيت، لكنّ أهل المصر زعموا أنّ أباك قتل خيارهم، وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر، فأتيناهم لنأمر بالمعروف والعدل، وندعو إلى حكم الكتاب. » وتراجعا الكلام إلى أن قال له ابن زياد: « قتلني الله، إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام. » قال: « أما إنّك أحقّ من أحدث في الإسلام، ما لم يكن فيه، وإنّك لا تدع سوء القتلة، وقبح المثلة، وخبث السريرة، ولؤم الغلبة. لا أحد من الناس أحقّ بها منك. » وأخذ ابن زياد يشتمه، ويشتم حسينا وعليّا، وأمسك مسلم لا يكلّمه.
    ثم قال: « اصعدوا به فوق القصر، فاضربوا عنقه، ثم أتبعوا جسده رأسه. » فصعد وهو يقول: « اللهمّ احكم بيننا وبين قوم غرّونا، وخذلونا. » وأشرف به على موضع الحذّائين اليوم، فضربت عنقه، وأتبع جسده رأسه.
    ثم أمر بهانىء بعد قتل مسلم، أن يخرج إلى السوق، فتضرب عنقه. فأخرج إلى حيث تباع فيه الغنم، وهو مكتوف، فجعل يقول: « وا مذحجاه، ولا مذحج لي اليوم. » ولا ينصره أحد، حتى قتل. وأمر بكلّ من عرفه ممّن خرج مع مسلم، فأتى به إلى قومه، فضربت عنقه فيهم، وبعث برؤوس من قتل منهم إلى يزيد وكتب بالقصّة.
    ولحق رسول مسلم الذي أشخصه محمد بن الأشعث، الحسين، وهو بزبالة لأربع ليال، فأخبره الخبر، وبلّغه الرسالة.
    فقال له الحسين: « كلّ ما حمّ نازل، وعند الله نحتسب أنفسنا، وفساد أمّتنا. »
    الحسين وآراء المشيرين عليه ذكر رأي أشير به على الحسين

    لقيه عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، فقال له، وقد قدمت عليه كتب العراق: « يا بن عمّ، إني أتيت لحاجة أريد ذكرها لك نصيحة، فإن كنت ترى أنك مستنصحى، قلتها، وأدّيت ما عليّ من الحقّ فيها، وإن ظننت أنك لا تستنصحنى، كففت عمّا أريد أن أقول. »
    قال: فقال: « قل، فو الله ما أستغشّك، وما أظنّك بشيء من الهوى لقبيح من القول والفعل. »
    قال: قلت: « بلغني أنّك تريد السير إلى العراق، وإني أشفق أن تأتى بلدا فيه عمّاله وأمراءه، ومعهم بيوت الأموال. وإنما الناس عبيد لهذه الدراهم والدنانير، فلا آمن أن يقاتلك من وعدك بنصره، ومن أنت أحبّ إليه ممّن يقاتلك معه. »
    فقال الحسين: « جزاك الله خيرا يا بن عمّ، مهما يقض، يكن، وأنت عندي أحمد مشير، وأنصح ناصح. »
    رأى أشار به عبد الله بن عباس على الحسين

    وأتاه عبد الله ابن عبّاس، فقال: « يا ابن عمّ، إنّه قد أرجف الناس أنّك سائر إلى العراق، فبيّن لي ما أنت صانع. » فقال له: « إني قد أجمعت السير إلى العراق في أحد يوميّ هذين إن شاء الله. »
    فقال له ابن عبّاس: « فإني أعيذك بالله من ذلك، أخبرني - رحمك الله - أتسير إلى قوم قد قتلوا أميرهم، وضبطوا بلادهم، ونفوا عدوّهم؟ فإن كانوا قد فعلوا ذلك، فسر إليهم، وإن كانوا إنّما دعوك إليهم، وأميرهم عليهم، قاهر لهم، وعمّاله يجبون بلادهم، فإنّهم دعوك إلى الحرب، ولا آمن أن يغرّوك، ويكذبوك، ويخذلوك، ويستنفروا إليك، فيكونوا أشدّ الناس عليك. »
    فقال له الحسين: « فإني أستخير الله، وأنظر. »
    فجاءه من الغد ابن عبّاس، وقال له: « ابن عمّ، إني أتصبّر، ولا أصبر، وإني أتخوّف عليك في هذا الوجه الهلاك. إنّ أهل العراق قوم غدر، فأقم بهذا البلد، فإنّك سيّد أهل الحجاز. فإن كان أهل العراق يريدونك كما زعموا، فاكتب إليهم، فلينفوا عدوّهم، ثم اقدم عليهم، فإن أبيت إلّا الخروج، فسر إلى اليمن، فإنّ بها حصونا وشعابا، وهي أرض عريضة طويلة، ولأبيك بها شيعة، وأنت في عزلة عن الناس، فتكتب وتبثّ دعاءك، فإني أرجو أن يأتيك ما تحبّ في عافية. »
    فقال له الحسين: « يا ابن عمّ، إني أعلم أنّك ناصح شفيق، ولكني قد أجمعت على المسير. »
    فقال له ابن عبّاس: « فإن كنت سائرا، فلا تسر بنسائك، وصبيتك، فو الله إني أخاف أن تقتل كما قتل عثمان، ونساءه وولده ينظرون إليه، وو الله الذي لا إله إلّا هو: لو أعلم أنى إذا أخذت بشعرك وناصيتك، حتى تجتمع عليّ وعليك الناس، أطعتنى وأقمت، لفعلت. »
    فلما أبي عليه، قال له: « قد أقررت عين ابن الزبير بتخليتك إيّاه والحجاز، وهو اليوم لا ينظر إليه معك. »
    وخرج من عند الحسين، ومرّ بعبد الله بن الزبير، فقال: « قرّت عينيك يا بن الزبير! » ثم قال:
    يا لك من حمّرة بمعمر ** خلا لك الجوّ، فبيضي واصفري
    ونقّري ما شئت أن تنقّري
    قال: « وما ذاك؟ » قال: « هذا الحسين يخرج إلى العراق، ويخلّيك والحجاز. »
    خروج الحسين إلى العراق لقاء بين الحسين والفرزدق

    وخرج الحسين في أهل بيته، ونسائه، وصبيته. فلقي الفرزدق الشاعر بالصفاح، فتواقفا، فقال له الحسين: « بيّن لنا نبأ الناس خلفك. »
    فقال له الفرزدق: « الخبير سألت. قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية، والله يفعل ما يشاء. »
    فقال له الحسين: « صدقت، الأمر لله، يفعل ما يشاء. » ثم حرّك راحلته، وقال: « السلام عليك. » وافترقا.
    ما كان من أمر رسوله قيس بن مسهر

    وقد كان وصل إلى الحسين كتاب مسلم بن عقيل، قبل أن يقتل بأيام، يقول فيه: « أما بعد، فإنّ الرائد لا يكذب أهله. إنّ جميع أهل الكوفة معك، فأقبل حين تقرأ كتابي، والسلام. » فأقبل الحسين بصبيانه ونسائه لا يلوى على شيء، ولا يسمع قول أحد، حتى بلغ الحاجر من بطن الدومة، وبعث قيس بن مسهر إلى الكوفة بكتاب يعرّفهم فيه أنه شخص إليهم، لما عرفه من اجتماع ملأهم على نصره، والطلب بحقّه.
    فلما انتهى قيس إلى القادسيّة، وجد خيل ابن زياد منظومة ما بينها وبين الكوفة، فأخذه الحصين بن تميم، فبعث به إلى ابن زياد.
    فقال له ابن زياد: « اصعد القصر، فسبّ الكذّاب بن الكذّاب. »
    فصعد قيس بن مسهر القصر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
    « أيّها الناس، هذا حسين بن عليّ خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله، وأنا رسوله إليكم، وفارقته بالحاجر، فأجيبوه! »
    ثم لعن زيادا وابنه، واستغفر لعليّ بن أبي طالب. فأمر به عبيد الله فرمي به من فوق القصر، فمات.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 2 من 22 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    2. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    3. لموشية يعود للمنتخب المحلي الجزائري بانتظار المونديال
      بواسطة Mgtrben Sport في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-11-2010, 02:50 PM
    4. نجم مانشستر يونايتد روني يحلم بتحطيم رقم ليفربول المحلي
      بواسطة Mgtrben Sport في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-13-2010, 01:25 PM
    5. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1