صفحة 3 من 20 الأولىالأولى 1234513 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 9 إلى 12 من 80

الموضوع: تجارب أمم المجلد الثالث


  1. #9
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « يا حيّان، انطلق إلى أخيك فإنّه حدث وأخاف عليه. » فأبى، فقال:
    « يا بنيّ، إنّك إن قتلت على حالك هذه، قتلت عاصيا. » فرجع إلى الموضع الّذى خلّف فيه أخاه والبرذون فإذا أخوه قد لحق بالعسكر وقد شدّ البرذون، فقطع حيّان مقوده وركبه، فإذا العدوّ قد أحاطوا بالموضع الّذى خلّف فيه أباه وأصحابه، فأمدّهم الجنيد بنصر بن سيّار وبسبعة فيهم جميل بن غزوان. فدخل عبيد الله بن زهير معهم، وشدّوا على العدوّ، فكشفوهم، ثم كرّوا عليهم، فقتلوا جميعا، فلم يفلت أحد ممّن كان في ذلك الموضع. قتل عبيد الله بن زهير، وابن حوذان، وابن حرفاس، والفضيل بن هنّاد، وجالت الميمنة والجنيد واقف في القلب، فأقبل إلى الميمنة، فوقف تحت راية الأزد، وقد كان جفاهم.
    فقال له صاحب راية الأزد:
    « ما جئتنا لتحبونا ولا لتكرمنا، ولكنّك قد علمت أنّه لا يوصل إليك ومنّا رجل حي، فإن ظفرنا كان لك، وإن هلكنا لم تبك علينا، ولعمري، لئن ظفرنا وبقيت لا أكلّمك كلمة أبدا. » وتقدّم، فقتل، وأخذ الرّاية ابن مجّاعة، فقتل، فتناول الرّاية ثمانية عشر رجلا من الأزد.
    قال: وصبر النّاس يقاتلون حتى أعيوا. فكانت السّيوف لا تحيك ولا تقطع شيئا، فقطع عبيدهم الخشب يقاتلون به! حتى ملّ الفريقان. فكانت المعانقة، فتحاجزوا. فقتل من الأزد خلق، وفيهم الفضيل الحارثي صاحب الخيل. وقتل يزيد بن الفضل الحدّانى، وكان حمل يوم الشّعب على مائة بعير سويقا للمسلمين، فجعل يسأل عن النّاس، فلا يسأل عن أحد إلّا قيل له: « قتل. » فاستقدم وهو يقول:
    « لا إله إلّا الله. » فقاتل حتى قتل.
    وقاتل يومئذ محمّد بن عبد الله بن حوذان وهو على فرس أشقر، عليه تجفاف مذهّب. فحمل سبع مرّات يقتل في كلّ مرّة رجلا، ثم يرجع إلى موقفه، فهابه كلّ من كان في ناحيته.
    فناداه التّرجمان من قبل خاقان:
    « يقول لك الملك: لا تستقتل، وتحوّل إلينا، فنرفض صنمنا الّذى نعبده، ونعبدك ».
    فقال محمّد:
    « إنما أقاتلكم لتتركوا عبادة كلّ شيء، وتعبدوا الله وحده. » وقاتل حتى استشهد.
    وقتل جشم بن قريظ الهلالي، وقتل النّضر بن راشد العبدى، وكان دخل على امرأته والنّاس يقتتلون، فقال لها:
    « كيف أنت إذا أتيت بابى ضمرة في لبد مضرّجا بالدّماء؟ » فشقّت جيبها، ودعت بالويل. فقال:
    « حسبك، لو أعولت كلّ أنثى عليّ اليوم، لعصيتها شوقا إلى الجنّة. »
    وقاتل حتى استشهد.
    وبينا النّاس كذلك، إذ أقبل رهج، وطلعت فرسان.
    فنادى منادى الجنيد:
    « الأرض، الأرض. » فترجّل، وترجّل معه النّاس. ثم نادى منادى الجنيد:
    « ليخندق كلّ قائد على حياله. » فخندق النّاس فتحاجزوا. وأصبحوا يوم السبت، فأقبل خاقان نصف النّهار، فلم ير موضعا القتال فيه أيسر من موضع بكر بن وائل، وعليهم زياد بن الحارث، فقصدوهم.
    فقالت بكر لزياد:
    « إن القوم قد كثروا، فخلّنا نحمل عليهم قبل أن يحملوا علينا. » فقال لهم:
    « قد مارست منذ سبعين سنة أنّكم إن حملتم عليهم فصعدتم انبهرتم، ولكن دعوهم حتى يقربوا. » ففعلوا. فلمّا قربوا منهم، حملوا عليهم، فأخرجوا لهم، فسجد الجنيد.
    وقال خاقان يومئذ:
    « إنّ العرب إذا أحرجوا استقتلوا. فخلّوهم حتى يخرجوا، ولا تعرّضوا لهم. » وخرج جوار للجنيد يولولن، فانتدب رجال من أهل الشّام، فقالوا:
    « الله الله، يا أهل خراسان، إلى أين؟ »
    وقال [ الجنيد ]:
    « ليلة كليلة الجرّاح، ويوم كيومه. » فقيل له:
    « لم، أصلحك الله؟ » قال:
    « إن الجرّاح سير إليه بآذربيجان، فقتل أهل الحجى والحفاظ. فلمّا جنّ عليه الليل انسلّ النّاس تحت الظّلمة إلى مدائن لهم بآذربيجان، وأصبح الجرّاح في قلّة، فقتل. »
    سبب قتل سورة بن أبجر

    وفي هذه الغزوة، قتل سورة بن أبجر التّميمى. وكان سبب ذلك أنّ عبد الله بن حبيب قال للجنيد:
    « اختر بين أن تهلك أنت أو سورة. » فقال:
    « هلاك سورة أهون عليّ. » قال:
    « فاكتب إليه، فليأتك في أهل سمرقند، فإنّ التّرك إن بلغهم أنّ سورة قد توجّه إليك انصرفوا إليه، فقاتلوه. » فكتب إلى سورة يأمره بالقدوم عليه، وقيل: كتب إليه: « أغثنى. » فقال عبادة بن السّليل لسورة:
    « انظر أبرد بيت بسمرقند، فنم فيه. فإنّك إن خرجت لا تبالي أسخط عليك الأمير، أم رضى. » وقال له حليس بن غالب الشّيبانى:
    « إنّ التّرك بينك وبين الجنيد، فإن خرجت كرّوا عليك، فاختطفوك. »
    فكتب إلى الجنيد:
    « إني لا أقدر على الخروج. » فكتب إليه الجنيد:
    « يا بن اللخناء، لتقدمنّ، أو لاوجّهنّ شدّاد بن خالد الباهلي وكان له عدوّا فاقدم، وضع فلانا بفرّخشاذ في خمسمائة ناشب، والزم الماء، فلا تفارقه. » فأجمع على المسير. فقال له الوجف بن خالد العبدى:
    « إنّك لهلك نفسك والعرب ومن معك بمسيرك. » قال:
    « لا بدّ. » فقال له عبادة وحليس:
    « أمّا إذا أبيت فخذ على النّهر. » فقال:
    « أنا لا أصل إليه على النّهر في يومين، وبيني وبينه من هذا الوجه ليلة فأصبّحه، فإذا سكنت الرّجل سرّ فصبّحته. »
    ذكر إفشاء سره في ذلك حتى هلك هو ومن معه

    فكان خطأه في هذا الرّأى أن أظهره، وكان ينبغي أن يعرّض بغير الطّريق [ الّذى ] يسلكه. فلمّا قال ما قاله، جاءت عيون الأتراك إلى خاقان، فأخبروه بما عزم عليه سورة.
    وأمر سورة بالرّحيل، واستخلف على سمرقند موسى بن أسود، وخرج في اثنى عشر ألفا. فأصبح على رأس جبل دلّه عليه علج. فتلقّاه خاقان حين أصبح، وقد سار ثلاثة فراسخ، وبينه وبين الجنيد فرسخ.
    فقال بعض الرّواة وهو أبو الذّيّال:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #10
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « قاتلهم في أرض حوّارة. » فصبر، وصبروا حتى اشتدّ الحرّ. فقال له غورك:
    « يومك يوم حارّ، فلا تقاتلهم حتى تحمى الشّمس عليهم، وعليهم السّلاح، يثقلهم. » فأخذ خاقان برأيه، وأشعل النّيران في الحشيش، وواقعهم، وحال بينهم وبين الماء.
    فقال سورة لعبادة:
    « ما ذا ترى يا أبا السّليل؟ » قال:
    « تركت الرّأى. » قال:
    « فما ترى الآن؟ » قال:
    « أن تشرع الرّماح، وتزحف زحفا، فإنّما هو فرسخ حتى تصل إلى العسكر. » قال: « لا أقوى على هذا، ولا يقوى فلان وفلان وعدّد رجالا ولكني أرى أن أجمع الخيل ومن أرى أنّه يقاتل، فأصكّهم به، سلمت أم عطبت. » فجمع النّاس، وحملوا، فانكشف التّرك، وثار الغبار، فلم يبصروا. وكان وراء التّرك لهب فسقطوا فيه، سقط فيه العدوّ والمسلمون، وسقط سورة، فاندقّت فخذه، وتفرّق النّاس، فانجلت الغبرة والنّاس متفرّقون. فعطفت التّرك، فقتلوهم لم ينج منهم إلّا ألف رجل.
    فانحاز المهلّب بن زياد العجلى في سبعمائة إلى رستاق يعرف بالمرغاب، فأصيب المهلّب بالمرغاب. لأنّ القوم تبعوهم وقاتلوهم، وقاتلهم أهل قصر من قصور المرغاب. فلمّا أصيب المهلّب، ولّوا أمرهم الوجف بن خالد.
    فقال لهم غورك وكان في من تبعهم مع التّرك:
    « يا وجف، لكم الأمان. » فقال قريش بن عبد الله. » « لا تثقوا بهم. ولكن إذا جنّنا الليل خرجنا عليهم حتى نأتى سمرقند.
    فإنّا إن أصبحنا قتلونا. » فعصوه وأقاموا. فساقوهم إلى خاقان فقال:
    « لا أجيز أمان غورك. » فقال غورك للوجف:
    « أنا عبد لخاقان، من شاكريّته. » قال:
    « فلم غررتنا؟ » فقاتلهم الوجف وأصحابه فقتلوا غير سبعة عشر رجلا دخلوا حائطا فأمسوا. فقطع المشركون شجرة فألقوها على ثلمة الحائط، فجاء قريش بن عبد الله العبدى إلى الشّجرة، فرمى بها، فخرج في ثلاثة، فأتوا ناؤوسا فكمنوا فيه، وجبن الآخرون، فقتلوا حين أصبحوا، وقتل سورة.
    وكان الجنيد خرج من الشّعب لمّا اشتغل التّرك بسورة، وبادر بالسّير، وكان خالد بن عبيد الله بن حبيب يقول له:
    « سر، سر. » ومجشّر بن مزاحم السّلمى يقول:
    « أذكّرك الله، أقم. » والجنيد يتقدّم. فلمّا رأى المجشّر ذلك، نزل، فأخذ بلجام دابّة الجنيد. فقال:
    « والله، لا تسير ولتنزلنّ طائعا أو كارها، ولا ندعك تهلكنا بقول هذا الهجريّ، انزل. » فنزل، ونزل النّاس، فلم يتتامّ نزولهم حتى طلع التّرك.
    فقال المجشّر:
    « لو لقونا ونحن نسير، ألم يستأصلونا؟ » فلمّا أصبحوا تناهضوا، فانكشفت طائفة وجال النّاس.
    فقال الجنيد:
    « ايّها النّاس، إنّها النّار. » فتراجعوا، وأمر الجنيد رجلا فنادى:
    « أيّ عبد قاتل فهو حرّ. » فقاتل العبيد قتالا عجبا عجب منه النّاس، وجعل أحدهم يأخذ اللّبد، فيجوبه، ويجعله في عنقه يتوقّى به، فسرّ النّاس بما رأوا من صبرهم، وحمل العدوّ، وصبر النّاس حتى انهزم العدوّ. فقال موسى بن النّعر للنّاس:
    « أتفرحون بما رأيتم من العبيد! والله، إنّ لكم منهم ليوما أرونان. » ومضى الجنيد إلى سمرقند، فحمل عيال من كان مع سورة إلى مرو. وكان المجشّر صاحب رأى في الحرب يرجع إليه. وأمّا عبيد الله بن حبيب فكان له تعبئة في القتال وعلم به، وكان عبد الرّحمن بن صبح الحرقيّ إذا نزل الأمر العظيم في الحرب، لم يكن لأحد مثل رأيه.
    ولمّا انصرف التّرك إلى بلادهم بعث الجنيد بنهار بن توسعة مع ابن عمّ له إلى هشام بن عبد الملك يخبره.
    « أنّ سورة عصاني. أمرته بلزوم الماء، فلم يفعل، وتفرّق أصحابه، وأصيب سورة في جماعة من أصحابه. » فدعا هشام بنهار بن توسعه، فاستخبره الخبر، فأخبره بجميع ما شهد. وكان الجنيد أوفد إلى خالد، وأوفد خالد إلى هشام يحسّن أمره في قتل سورة.
    فقال هشام:
    « إِنَّا لِلَّهِ، وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. مصاب سورة بخراسان، والجرّاح بالباب. » فكان أبلى نصر بن سيّار يوم الشّعب، فانقطع سيفه، وانقطع سير ركابه.
    فأخذ سيور ركابه يضرب بها من كان يقاتله حتى أثخنه، وسقط في اللهب مع سورة جماعة يومئذ، فلم يشكر الجنيد لنصر ما كان من بلائه.
    فقال نصر:
    إن تحسدونى على حسن البلاء لكم ** يوما، فمثل بلائي جرّ لي حسدا
    يأبى الإله الّذى أعلى بقدرته ** كعبي عليهم، وأعطى فوقكم عضدا
    وضربي التّرك عنكم يوم فرقكم ** بالسّيف في الشّعب، حتى جاوز السّندا
    ذكر آراء أشير بها عليه فأخذ بأصولها

    ولمّا أقام الجنيد بسمرقند، وانصرف خاقان إلى بخارى، وكان عليها قطن بن قتيبة، فخاف النّاس على قطن من التّرك. فشاورهم الجنيد. فقال قوم:
    « الزم سمرقند، واكتب إلى أمير المؤمنين يمدّك بالجنود. » وقال قوم:
    « بل تسير وتأتى ربنجن، ثم تسير منها إلى كسّ ثم إلى نسف، فتصل منها إلى أرض زمّ، وتقطع النّهر، فتنزل آمل، فتأخذ عليه بالطّريق. »
    فبعث إلى عبد الله بن أبي عبد الله، فقال:
    « قد اختلف النّاس عليّ فأخبره بما قالوا فما الرأي؟ » فاشترط عليه ألّا يخالفه في ما يشير به من ارتحال ونزول أو قتال. قال:
    « نعم. » « فإنى أطلب إليك خصالا. » قال:
    « ما هي؟ » قال:
    « تخندق حيثما نزلت، ولا يفوتنّك حمل الماء ولو كنت على شاطئ نهر، وأن تطيعنى في نزولك وارتحالك.
    فأعطاه ما أراد. فقال:
    « أمّا ما أشاروا به عليك في مقامك بسمرقند حتى يأتيك الغياث، فالغياث يبطئ عليك. وإن سرت فأخذت بالنّاس غير الطّريق، فتتّ في أعضادهم وانكسروا عن عدوّهم، واجترأ عليك خاقان وهو اليوم قد استفتح بخارى ولم تفتح له. فإن أخذت بهم في غير الطّريق، تفرّق النّاس عنك مبادرين إلى منازلهم، ويبلغ أهل بخارى فيستسلمون لعدوّهم وإن أخذت الطّريق الأعظم، هابك العدوّ. والرّأى أن تعمد إلى عيالات من شهد الشّعب وأصحاب سورة، فتقسمهم على عشائرهم، وتحملهم معك، فإني أرجو أن ينصرك الله على عدوّك وتعطى كلّ رجل تخلّف بسمرقند ألف درهم وفرسا. » فأخذ برأيه، وخلّف بسمرقند عثمان بن عبد الله بن الشّخّير في ثمانمائة رجل فرسانا ورجّالة، وأعطاهم سلاحا.
    فشتم النّاس عبد الله بن أبي عبد الله وقالوا:
    « عرّضنا للهلاك. » وأمر الجنيد بحمل العيال، وخرج معه النّاس، وعلى طلائعه الوليد بن القعقاع، وسرّح الجنيد الأشهب بن عبيد الحنظلي ومعه عشرة من طلائع الجند، وقال له:
    « كلّما مضيت مرحلة، فسرّح إليّ رجلا يعلمني الخبر. » وسار الجنيد، فلمّا صار بقصر الرّيح، أخذ عطاء الدّبوسيّ بلجام فرس الجنيد، فكبحه فقرع رأسه هارون الشّاشى مولى ابن خازم بالرّمح حتى كسره على رأسه.
    فقال الجنيد لهارون: « خلّ عن الدّبوسيّ. » وقال له:
    « مالك يا دبوسيّ؟ » قال:
    أنظر أضعف شيخ في عسكرك، فسلّحه سلاحا تامّا، وقلّده سيفا وجعبة وترسا، وأعطه رمحا، ثم سر بنا على قدر مشيه، فإنّا لا نقدر على السّوق والقتال وسرعة السّير ونحن رجّالة. » ففعل ذلك الجنيد، فلم يعرض النّاس عارض حتى خرجوا من الأماكن المخوفة، ودنا من الطواويس، فجاءتنا الطلائع بإقبال خاقان، فعرضوا لهم بكرمينية أوّل يوم من شهر رمضان. فلمّا ارتحل الجنيد من كرمينية قدّم محمّد بن زيد في الأساورة آخر النّهار فلمّا كان في طرف مفازة كرمينية رأى العدوّ ضعيفا. فرجع إلى الجنيد، فأخبره. فنادى منادى ألّا يخرج المكذّبون إلى عدوّهم. فخرج النّاس وشبّت الحرب، وجاء عبد الله بن أبي عبد الله إلى الجنيد يضحك.
    فقال له الجنيد:
    « ما هذا بيوم ضحك. » قال:
    « بلى، والحمد للَّه، إذا لم يلقك هؤلاء إلّا في حال معطشة على ظهر وأنت مخندق آخر النّهار، بل أتوك كالّين وأنت مستريح، معك الزّاد. » فما قاتل التّرك إلّا قليلا، ثم رجعوا.
    وكان عبد الله بن أبي عبد الله قال للجنيد وهم يقاتلون:
    « ارتحل. » فقال الجنيد:
    « فهل من حيلة؟ » قال:
    « نعم، تمضى برايتك قدر ثلاث غلوات، فإنّ خاقان يودّ أنّك لو أقمت، فينطوى عليك إذا شاء. » فأمر بالرّحيل وعبد الله بن أبي عبد الله على السّاقة. ثم أرسل إليه أن:
    « أنزل. » قال:
    « أنزل على غير ماء؟ » فأرسل إليه:
    « إن لم تنزل ذهبت خراسان من يدك. » فنزل، وأمر النّاس أن يستقوا. فذهب النّاس الرّجالة والنّاشبة وهما صفّان، فاستقوا، وباتوا، فلمّا أصبحوا ارتحلوا.
    فقال عبد الله بن أبي عبد الله:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #11
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « إنكم معشر العرب أربعة جوانب، فليس يغيث بعضكم بعضا، كلّ ربع لا يقدر أن يزول عن مكانه مقدّمة وهم: القلب ومجنّبتان وساقة، فإن جمع خاقان خيله ورجاله، ثم صدم جانبا منكم وهم ساقه كان بواركم، وبالحريّ أن يفعل، وأنا أتوقّع ذلك في يومي، فشدّوا السّاقة بخيل. » فوجّه الجنيد بخيل بنى تميم والمجفّفة، وجاءت التّرك، فمالت على السّاقة وقد دنا المسلمون من الطّواويس، فاقتتلوا واشتدّ الأمر بينهم، فحمل سلم بن أحوز على عظيم من عظماء التّرك، فقتله، فتطيّر التّرك وانصرفوا من الطّواويس، ومضى المسلمون فأتوا بخارى يوم المهرجان، فتلقّاهم أهل بخارى بالدّراهم البخاريّة، ففرّق فيهم عشرة عشرة.
    وكان الجنيد يذكر خالد بن عبد الله ويقع فيه ويقول:
    « ربذة بن الرّبذ، صنبور بن صنبور، قلّ بن قلّ، هيفة بن الهيف. » وقدمت الجنود على الجنيد مع عمرو بن مسلم الباهلي في أهل البصرة، ومع عبد الرّحمن بن نعيم الغامدى في أهل الكوفة وهو بالصّغانيان، وابتدأ الشّعراء يمدحون نصر بن سيّار ويذكرون بلاءه، ويذمّون الجنيد، فتركنا ذكرها.
    ودخلت سنة ثلاث عشرة ومائة

    وفي هذه السّنة هلك عبد الوهّاب بن بخت وهو مع البطّال بأرض الرّوم.
    غزا معه في هذه السّنة، فانهزم النّاس عن البطّال، فانكشفوا، فجعل عبد الوهّاب يكرّ فرسه ويقول:
    « ما رأيت فرسا أجبن منه، سفك الله دمى إن لم أسفك دمك. » ثم ألقى البيضة عن رأسه وصاح:
    « أنا عبد الوهّاب بن بخت، إلى أين أيّها النّاس؟ أمن الجنّة تفرّون؟ » ثم تقدّم في نحور العدوّ، فمرّ برجل وهو يقول:
    « وا عطشاه! » فقال:
    « تقدّم، الرّيّ أمامك. » قال: فخالط القوم، وقتل وقتل فرسه.
    وفي هذه السّنة صار من دعاة ولد العباس جماعة إلى خراسان، فأخذ الجنيد رجلا منهم، فقتله، ثم قال:
    « من أصبت منهم فدمه هدر. »
    ودخلت سنة أربع عشرة ومائة

    وفيها ولى عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي خراسان، وتوفّى الجنيد قبل أن يصل إليها.
    وكان سبب ولاية عاصم أنّ الجنيد تزوّج الفاضلة بنت يزيد بن المهلّب، فغضب هشام على الجنيد، وكان بين عاصم وبينه عداوة شديدة، فولّاه خراسان وقال:
    « إن أدركته وبه رمق فأرهق نفسه. » وأنّما قال ذلك، لأنّ الجنيد كان قد استسقى بطنه، فمات الجنيد قبل وصول عاصم.
    فقال أبو الجويرية:
    هلك الجود والجنيد جميعا ** فعلى الجود والجنيد السّلام
    أصبحا ثاويين في بطن مرو ** ما تغنّى على الغصون الحمام
    كنتما نهزة الكرام، فلمّا ** متّ مات النّدى ومات الكرام
    وفي هذه السّنة خلع الحارث بن سريج، وكانت الحرب بينه وبين عاصم بن عبد الله. وذلك أنّ عاصما لمّا قدم خراسان، أقبل الحارث بن سريج حتى قدم بلخ، وعليها نصر بن سيّار، والبختي بن ضبيعة المرّى ولّاهما الجنيد.
    فلمّا انتهى إلى قنطرة عطاء، وهي على نهر بلخ على فرسخين من المدينة، تلقّاه نصر بن سيّار في عشرة آلاف، والحارث بن سريج في أربعة آلاف.
    فدعاهما الحارث إلى الكتاب والسنّة والبيعة للرّضا.
    فقال قطن بن عبد الرّحمن بن حرّ الباهلي:
    « يا حارث، أنت تدعو إلى كتاب الله والسّنة. والله، لو أنّ جبرئيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك، ما أجبتك. »
    وقاتلهم، فأصابته رمية في عينه، فكان أوّل قتيل، وانهزم إلى المدينة أهل بلخ، واتّبعهم الحارث حتى دخلها وخرج نصر من باب آخر، فأمر الحارث بالكفّ عنهم، وخرج إلى الجوزجان، واستعمل على بلخ رجلا من ولد عبد الله بن خازم.
    ثم استشار أصحابه في قصد مرو. فقال له أبو فاطمة:
    « مرو بيضة خراسان، وفرسانهم كثير، لو لم يلقوك إلّا بعبدهم لانتصفوا منك، فأقم، فإن أتوك قاتلتهم، وإن أقاموا قطعت المادّة عنهم. » فعصاه وغيره وسار.
    فقال أهل الدّين من مرو:
    « إن مضى إلى أبرشهر ولم يأتنا فرّق جماعتنا، وإن أتانا نكب. » وبلغ عاصما أنّ أهل مرو يكاتبون الحارث، فأجمع على الخروج وقال:
    « يا أهل خراسان، قد بايعتم الحارث بن سريج، وأنّه قصد بلخ والجوزجان والفارياب والطّالقان ومرو الرّوذ ففتحها، وليس يقصد مدينة إلّا خلّيتموها له. أنا لا حق بأرض قومي أبرشهر، وكاتب منها أمير إلى المؤمنين حتى يمدّنى بعشرين ألفا من أهل الشّام. » فقال له مجشّر بن مزاحم:
    « إن أعطوك بيعتهم بالطّلاق والعتاق فأقم، وإن أبوا، فسر حتى تنزل أرض أبرشهر وتكاتب أمير المؤمنين. » فقال خالد بن هريم وهلال بن عليم:
    « لا والله، لا نخلّيك والذّهاب، فيلزمنا ذنبك عند أمير المؤمنين، ونحن معك حتى نموت إن بذلت الأموال. » قال:
    « فإني أفعل. » قال يزيد بن قران الرّياحى:
    « إن لم أقاتل معك ما قاتلت، فبنت الأبرد بن قرّة الرّياحى طالق ثلاثا. » وكانت عنده. فقال عاصم:
    « كلّكم على هذا؟ » قالوا:
    « نعم. » وكان سلمة بن أبي عبد الله صاحب حرسه يحلّفهم بالطّلاق.
    وأقبل الحارث بن سريج إلى مرو في جمع كثير يقال ستّون ألفا، ومعه فرسان الأزد وتميم وعدّة من الدّهاقين، وخرج عاصم في أهل مرو، وغيرهم، فعسكر عند البيعة وقال: فأعطى النّاس دينار دينارا، فخفّ عنهم النّاس، وأعطاهم ثلاثة دنانير ثلاثة دنانير. فلمّا قرب بعضهم من بعض، أمر بالقناطر فكسرت. فجاء أصحاب الحارث، فقالوا:
    « تحصروننا في البرّيّة، دعونا نقطع إليكم فنناظركم في ما خرجنا له. » فأبوا عليهم. وذهبت رجّالتهم يصلحون القناطر، وأتاهم رجّالة مرو يقاتلونهم ويمنعونهم. فمال محمّد بن المثنّى برايته إلى عاصم، فلمّا فعل ذلك بدأ أصحاب الحارث بالحملة، والتقى النّاس، فقتل قوم وانهزم أصحاب الحارث، فغرق بشر كثير من أصحاب الحارث ومضت الدّهاقين إلى بلادهم. فأرسل عاصم بجماعة إلى الحارث يسأله ما يريد. فبعث الحارث إليه بمحمّد بن مسلم وحده، فرجع معهم، وقال لهم:
    « إنّ الحارث وإخوته يقرأون عليكم السّلام ويقولون: قد عطشنا، فدعوا ننزل الليلة ونتناظر غدا، فإن اتّفقنا، وإلّا كنتم من وراء أمركم. » فأبوا عليه. فقال مقاتل بن حيّان:
    « يا أهل خراسان، كنّا بمنزلة أهل بيت واحد، ثغرنا واحد، ويدنا على عدوّنا واحدة، وقد أنكرنا ما صنع صاحبكم. وجّه إليه أميرنا بجماعة الفقهاء والقرّاء من أصحابه، ووجّه [ هو ] رجلا واحدا. » قال محمّد:
    « إنّما أتيتكم مبلغا، وسيأتيكم الّذى تطلبون غدا إن شاء الله. » وانصرف محمّد بن مسلم إلى الحارث.
    وسار الحارث، فبلغ عاصما، فلمّا أصبح سار إليه، فالتقوا واقتتلوا، فهزم أصحاب الحارث وقتلوا قتلا ذريعا، وقطع الحارث وادي مرو، وضرب رواقا.
    فكفّ عنه عاصم، ولو ألحّ في طلبه لأهلكه.
    وكان الحارث قال لأصحابه:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #12
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « لا يردّ لي راية. » فلمّا هزم هذه الهزيمة، أجمع أصحابه على مفارقته.
    وكان عاصم لمّا رأى الحارث يستفحل أمره والنّاس يميلون إليه وهو يفتح كلّ يوم مدينة، هابه وانهزم أصحابه، وخشي أن يبطئ عنه المدد من جهة الخليفة فيهلك.
    ودخلت سنة سبع عشرة ومائة

    وفيها عزل هشام بن عبد الملك عاصم بن عبد الله عن خراسان وضمّها إلى خالد بن عبد الله، فولّاها أخاه أسد بن عبد الله.
    ذكر السبب في ذلك

    كان عاصم كتب إلى هشام بن عبد الملك:
    « أمّا بعد، يا أمير المؤمنين، فإنّ الرّائد لا يكذب أهله. وقد كان من أمير المؤمنين إليّ ما يحقّ به عليّ النّصيحة له، وإنّ خراسان لا تصلح إلّا أن تضمّ إلى صاحب العراق، فتكون موادّها ومعونتها في الأحداث والنّوائب من قريب لتباعد أمير المؤمنين عنها وتباطؤ غياثه عمّن يكون بها. » فلمّا أمضى كتابه، أخرج حديثه إلى أصحابه، مثل مجشّر بن مزاحم ويحيى بن حصين وأشباههم. فقال لهم المجشّر بعد ما مضى الكتاب:
    « كأنّك بأسد قد طلع عليك. » فقدم أسد بعد كتاب عاصم بشهرين.
    ثم عاد الحارث واستعدّ وأراد مناجزة عاصم. فلمّا بلغ عاصما أنّ أسد بن عبد الله قد أقبل، صالح الحارث، وكتب بينه وبينه كتابا على أن ينزل الحارث أيّ كور خراسان شاء، على أن يكتبوا جميعا إلى هشام يسألونه كتاب الله وسنّة نبيه. فإن أبي، أجمعوا أمرهم جميعا عليه.
    فختم على الكتاب جماعة من الرّؤساء ممّن رضى به، وأبي يحيى بن حصين وقال:
    « هذا خلع لأمير المؤمنين. » وكان في بعث الشّام رجل من اليمانية يعدل بألف رجل، اختارته اليمانية، يكنّى أبا داود، وكان في خمسمائة. فكان لا يمرّ بقرية من قرى خراسان إلّا قال لأهلها:
    « انتظروني، فكأنّكم بي قد مررت بكم راجعا حاملا رأس الحارث بن سريج. » فلمّا التقوا خرج ودعاه إلى البراز، فبرز له الحارث بن سريج، فضربه فوق منكبه الأيسر، فصرعه، وحامى أصحابه فحملوه، فخولط فكان يقول:
    « يا أبرشهر، يا أصحاب العموداه، الحارث بن سريجاه. » ورمى الحارث بن سريج رجل من أهل الشّام بنشّابة فأصابت لبان فرسه، فاستحضره وألحّ عليه بالضّرب حتى عرّقه وشغله عن ألم الجراحة، فحمل الشامي عليه برمحه، حتى إذا ظنّ أنّ الرّمح قد خالطه، مال الحارث عن فرسه، ثم لحق الشّاميّ. فقال له الشّاميّ:
    « بحرمة الإسلام إلّا كففت عن دمى. » قال:
    « انزل عن فرسك. » فنزل، وركبه الحارث.
    وعظّم أهل الشّام يحيى بن الحصين لما كان منه في أمر الكتاب الّذى كتبه عاصم. وكان هشام لمّا بلغه أمر الحارث بن سريج وكتاب عاصم، كتب إلى خالد بن عبد الله:
    « ابعث أخاك ليصلح ما أفسد. فإن كانت وجبة فلتكن به. » فوجّه أخاه أسدا إلى خراسان وما يملك عاصم من خراسان إلّا مرو وناحية أبرشهر، والحارث بن سريج بمرو الرّوذ، وخالد بن عبد الله الهجريّ بآمل من قبل الحارث. فأقام أسد أيّاما يروّى: أيقصد الحارث بمرو الرّوذ، أم خالدا بآمل؟ حتى أجمع على توجيه عبد الرّحمن بن نعيم الغامدى في أهل الكوفة إلى الحارث، وسار أسد إلى آمل، فلقيه خيل عظيمة لأهل آمل عليها زياد الفرشى فهزمهم، وتحصّنوا في ثلاث مدائن لهم، ونزل عليهم أسد وحصرهم ونصب المجانيق عليهم وهناك خالد بن عبد الله الهجري من قبل الحارث بن سريج. فلمّا ضاق عليهم الحصار طلبوا الأمان.
    فخرج إليهم بعض أصحاب أسد وقال:
    « يقول لكم الأمير: ما تطلبون؟ » قالوا:
    « كتاب الله وسنة نبيه. » قال:
    « فلكم ذلك. » قالوا:
    « على ألّا يأخذ أهل المدن بجنايتنا. » فأعطاهم ذلك.
    وسار أسد إلى بلخ في طريق زمّ، وكان أهل بلخ قد تابعوا سليمان بن عبد الله بن خازم، فقدم بلخ، ثم اتّخذ سفنا، وسار منها إلى التّرمذ، فوجد الحارث محاصرا لها، وكان مع الحارث وجوه النّاس ومعه السّيل. فنزل أسد دون النّهر، ولم يطق العبور إليهم، ولا أن يمدّ أهل التّرمذ. إلّا أنّ أهل التّرمذ قد قويت نفوسهم، فهم يخرجون ويقاتلون أشدّ قتال.
    فكان أصحاب الحارث من القرّاء يأتون أبواب التّرمذ، فيبكون عندهم، فيشكون جور بنى مروان، ويسألونهم أن يمالئوهم على حرب بنى مروان، حتى تكون أيديهم واحدة، فيأبون عليهم.
    فقال السّيل يوما للحارث وهو معه:
    « يا حار، إنّ التّرمذ بنيت بالطّبول والمزامير، ولا تفتتح بالبكاء، إنّما تفتتح بالسّيف. فقاتل إن كان بك قتال. » فتركه السّيل وأتى بلاده وارتحل أسد إلى بلخ، وخرج أهل التّرمذ إلى حارث، فقاتلوه ووثبوا حتى هزموه، وقتلوا أبا فاطمة وعكرمة وخلقا من أهل البصائر.
    وسار أسد إلى سمرقند على طريق زمّ وكان بزمّ القاسم الشّيبانى بحصن هناك. فلمّا مرّ به أسد لم يعرض له. ولمّا عاد في هذا الوقت مجتازا به، بعث إلى الهيثم الشّيبانى وهو بزّم أيضا في طاعة الحارث. فقال له:
    « إنّكم ما أنكرتم على قومكم إلّا سوء سيرتهم، ولم يبلغ ذلك السّبى ولا استحلال الفروج ولا غلبة المشركين على مثل سمرقند، وأنا أريد سمرقند، ولك عهد الله وميثاقه أن لا يبدأك مني شرّ، ولك المواساة واللطف والكرامة والأمان لمن معك، وإن أنت غمطت ما دعوتك إليه، فعلى عهد الله وميثاقه وذمّة أمير المؤمنين وذمّة خالد، إن أنت رميت بسهم أن لا أومنك أبدا، ولا أفي لك بأمان إن جعلته لك. » فخرج إليه على ما أعطاه من الأمان. فآمنه، وسار معه إلى سمرقند.
    قتل دعاة بنى العباس بخراسان

    وفي هذه السّنة أخذ أسد جماعة من دعاة بنى العبّاس بخراسان، فقتل بعضهم ومثل ببعضهم. فكان فيهم سليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم، وموسى بن كعب، ولاهز بن قريط، وعدّة منهم. فأمّا موسى بن كعب، فأمر به فألجم بلجام حمار، وأمر باللجام أن يجذب، فجذب حتى تحطّمت أسنانه، ثم أمر فوجئ لحياه، فندر ضرسه. وضرب لاهز بن قريط بالسّوط، وأمر بصلبه، فتكلّم فيه الحسن بن زيد وقال:
    « هو لي جار وهو بريء ممّا قرف به. » فوهبه له.
    فقال:
    « والآخرون أعرفهم بالبراءة. » فخلّى سبيلهم وضمنهم.
    ودخلت سنة ثماني عشرة ومائة

    وفيها وجّه بكير بن ماهان خداشا على خراسان يدعو إلى محمّد بن عليّ، فصار واليا على شيعة بنى العباس. ويقال إنّ اسمه عمّار بن يزيد، فغيّر اسمه.
    فلمّا دعا النّاس تسارعوا إليه، وقبلوا ما جاءهم به، وسمعوا وأطاعوا، حتى غيّر ما دعاهم إليه، وتكذّب وأظهر دين الخرّمّية ودعا إليه، ورخّص لبعضهم نساء بعض، وأخبرهم أنّ ذلك دين محمّد بن عليّ.
    فبلغ ذلك أسد بن عبد الله، فوضع عليه العيون حتى ظفر به، فأتى به فسأله فلم يلطف به وجعل يغلّظ في بعض كلامه. فأمر به أسد فقطعت يداه وقلع لسانه وسمل وصلب بآمل.
    ثم إن أسدا لما انصرف من سمرقند سرّح جديعا الكرماني إلى القلعة الّتى فيها الحارث من طخارستان العليا. فحصرهم وقتل مقاتلتهم، وكان فيها أصهار الحارث ورهطه، فسبى عامّة أهلها من العرب والموالي وغيرهم من الذّراريّ، وباعهم فيمن يزيد بسوق بلخ.
    والسّبب في ذلك
    وكان السّبب في ذلك أنّه كان قد نقم على الحارث نحو من خمسمائة رجل من أصحابه أشياء ورئيسهم جرير بن الميمون القاضي، وهمّوا بمفارقته.
    فقال لهم الحارث:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 3 من 20 الأولىالأولى 1234513 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تجارب أمم المجلد الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:53 AM
    2. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    3. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    4. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1