وثوب الجيش في مصر

وورد الخبر من مصر أنّ الجند وثبوا على جيش ابن خمارويه وقالوا:
« لا نرضى بك أميرا علينا فتنحّ عنّا حتى نولّى عمّك. » فكلّمهم كاتبه عليّ بن أحمد الماذرائى وسألهم أن ينصرفوا يومهم ذلك فانصرفوا، وعادوا من غد، فعدا جيش على عمّه الذي ذكروا أنّهم يؤمّرونه، فضرب عنقه وعنق عمّ له آخر ورمى برؤوسهما إليهم. فهجم الجند على جيش ابن خمارويه، فقتلوه وقتلوا أمّه وانتهبوا داره وانتهبوا مصر وأحرقوها، ثم أقعدوا هارون بن خمارويه مكان أخيه.
وفيها ورد كتاب بدر وعبيد الله بن سليمان وكانا بالجبل قرئ في مسجد الجامع ببغداد: « انّ عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف صار إليهما في الأمان منقادا لأمير المؤمنين بالطاعة، وانّ عبيد الله بن سليمان تلقّاه وخلع عليه وعلى رؤساء أهل بيته وأخذ عليهم البيعة.
وكان بكر بن عبد العزيز قبل ذلك استأمن إليهما، فولّياه عمل أخيه عمر على أن يمضى فيحاربه. فلمّا دخل عمر في الأمان قالا لبكر:
« إنّ أخاك قد دخل في طاعة السلطان وإنّما ولّيناك عمله على أنّه عاص والرأي لكما أن تمضيا إلى باب أمير المؤمنين ليرى رأيه في أمركما. » وولّى عيسى النوشرى إصبهان على أنّه من قبل عمر، فهرب بكر وكتب إلى المعتضد بخبره. فكتب إلى بدر يأمره بالمقام إلى أن يعرف خبر بكر.
وخرج الوزير عبيد الله بن سليمان إلى الريّ وبها عليّ بن المعتضد ولحق بكر بالأهواز فوجّه المعتضد في طلبه وصيفا موشكير فخرج إليه.
فلمّا قرب منه رجع بكر ومضى إلى إصبهان ورجع وصيف إلى بغداد. فكتب المعتضد إلى بدر يأمره بطلب بكر وحربه فتقدّم بدر إلى عيسى النوشرى بمحاربته فخرج إليه وحاربه وقتل أصحاب بدر وهزم بكرا.
ودخل عمر بن عبد العزيز [ بغداد ] قادما من إصبهان فأمر المعتضد باستقباله فاستقبله القاسم بن عبيد الله والقوّاد وقعد له المعتضد فوصل إليه وخلع عليه وحمله على دابّة بسرج ولجام محلّى بالذهب وخلع على ابنين كانا له وعلى أخيه أحمد بن عبد العزيز وعلى قوم من قوّاده وأنزل في دار كانت لعبيد الله بن عبد الله [ عند ] رأس الجسر وكانت فرشت له.
وفيها ورد كتاب من عمرو بن الليث بأنّه واقع رافع بن هرثمة فهزمه ووجّه في أثره بقوّاده وكان صار إلى طوس من نيسابور فانهزم ولحق بخوارزم فقتل بخوارزم وإنّه يحمل رأسه.
يتلوه في المجلّدة الخامسة: « ودخلت سنة أربع وثمانين ومائتين، وفيها قدم رسول عمرو بن الليث برأس رافع بن هرثمة في المحرّم ». والحمد لله وصلواته على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل، طه طسم. فرغ من انتساخه محمد بن عليّ بن محمد... البلخي في السابع عشر من رجب سنة خمس وخمسمائة. فرغ من انتساخه محمد بن حسن بن منصور في... والعشرين من رجب سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. نقله عليّ بن حنظلة.