صفحة 14 من 21 الأولىالأولى ... 41213141516 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 53 إلى 56 من 81

الموضوع: الأضواء الكاشفة


  1. #53
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وذكر أبو رية (ص179) قصة ذي اليدين وقال: (في رواية البخاري أنها صلاة العصر، وفي رواية النسائي ما يشهد أن الشك كان من أبي هريرة وهذا لفظه: «صلى النبي إحدى صلاتي العشي ولكني نسيت»).
    أقول: الحديث عند النسائي من طريق: (ابن عون عن محمد بن سيرين قال: قال أبو هريرة: «صلى بنا النبي إحدى صلاتي العشي». قال: قال أبو هريرة: ولكني نسيت…) وهو في صحيح البخاري في كتاب المساجد، باب: تشبيك الأصابع… إلخ، من طريق: ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: «صلى بنا رسول الله إحدى صلاتي العشي» قال ابن سيرين: قد سماها أبو هريرة ولكني نسيت أنا… وكلتا الروايتين من طريق ابن عون عن ابن سيرين. فإن رجحنا رواية الصحيح فذاك وإلا فلا يتم الاستشهاد مع التعارض. على أن النسيان هنا لا أثر له، فإن ذلك الحكم إذ ثبت لإحدى الصلاتين ثبت للأخرى إجماعًا.
    قال أبو رية: (ولما روى أن رسول الله قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا ودمًا خير من أن يمتلئ شعرًا»، قالت عائشة: «لم يحفظ، إنما قال... من أن يمتلئ شعرًا هجيت به»).
    أقول: قال الله تبارك وتعالى: { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا } الآية.
    وقال البخاري في صحيحه: (باب: ما يجوز من الشعر والرجز والحداء…إلخ). وذكر أحاديث، ثم قال: (باب: هجاء المشركين) وذكر أحاديث، ثم قال: (باب: ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن) وأخرج فيه حديث ابن عمر عن النبي : «لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرًا له من أن يمتلئ شعرًا» ومن حديث أبي هريرة: «لئن يمتلئ جوف رجل قيحًا يريه خير من أن يمتلئ شعرًا» وأخرج مسلم في صحيحه حديث أبي هريرة ثم أخرج مثله من حديث سعد بن أبي وقاص، ثم من حديث أبي سعيد الخدري مثله بدون كلمة (يريه) وقد جاء الحديث في غير الصحيحين عن غير هؤلاء من الصحابة. وأما ما ذكره أبو رية عن عائشة فهو من رواية الكلبي وهو كذاب، عن أبي صالح مولى أم هانئ وهو واهٍ. والإناء إذا امتلأ بشيء لم يبق فيه متسع لغيره، فمن امتلأ جوفه شعرًا امتنع أن يكون ممن استثني في الآية ووصف بقوله: { وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا } وهذا بحمد الله واضح. وقد علق أبو رية في الحاشية ما لاحاجة بنا بعد ما مر إلى النظر فيه.
    146
    ثم قال أبو رية (ص180): (ومن عجيب أمر الذين يثقون بأبي هريرة ثقة عمياء أنهم يمنعون السهو والنسيان عنه، ولا يتحرجون من أن ينسبوهما إلى النبي صلوات الله عليه…).
    أقول: لم يمنع أحد أن يسهو أبو هريرة أو ينسى، ولكننا تصديقًا للنبي وإيمانًا به وببركة دعائه نقول: إن أبا هريرة لم ينس شيئًا من المقالة التي أخبر النبي أنه لن ينسى منها شيئًا وأنه فيما عداها من الحديث كان من أحفظ الناس له ومن الناس من فهم أن خبر النبي بعدم النسيان يعم ما سمعه أبو هريرة منه في مجلسه ذلك وبعده وقد مر النظر في ذلك. والخير والفضل والكمال في ذلك كله عائد إلى الله ورسوله، فأما ما عدا الحديث فلم يقل أحد إن أبا هريرة لا يسهو ولا ينسى.
    ثم قال (ص181): (…فلم لم يحفظ القرآن)؟
    أقول: ومن أين لك أنه لم يحفظه؟ غاية الأمر أنه لم يذكر فيمن جمع القرآن في العهد النبوي، والذين ذُكروا أفراد قليلون ليسوا من كبار الصحابة. وأبو هريرة من أئمة القراءات وهو فيها أشهر شيخ للأعرج ولأبي جعفر القارئ. وهما أشهر شيوخ نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أشهر القراء السبعة، وبهذا علم حفظه للقرآن وإتقانه. انظر ترجمته في طبقات القراء رقم (1574)
    قال: (وكذلك لو كان أبو هريرة قد بلغ هذه الدرجة… وهي عدم السهو والنسيان لاشتهر…).
    أقول: قد علمت أن المتحقق هو أنه لم ينس ما حدث به النبي في مجلس خاص قد مر بيانه، وكان فيما عدا ذلك من أحفظهم، وهذا لا يرد عليه شيء مما ذكر أبو رية.
    قال (ص182): (ولكن الأمر قد جرى على غير ذلك…).
    أقول: أعاد أشياء قد تقدم النظر فيها، ويأتي باقيها.
    ثم قال: (حفظ الوعاءين. أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: «حفظت عن رسول الله وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم». وهذا الحديث معارض بحديث… عن علي رضي الله عنه فقد سئل: «هل عندكم كتاب؟ فقال: لا إلا كتاب الله... أو ما في هذه الصحيفة». وكذلك يعارضه ما رواه البخاري عن عبد العزيز بن رفيع قال: «دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد: أترك النبي ص من شيء؟ فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين، ولوكان هناك شيء يؤثر به النبي ص أحد خواصه... »).
    147
    أقول: المنفي في خبري علي وابن عباس هو كتاب مكتوب غير القرآن، ولهذا استثنى علي صحيفته، ولم يقصد أبو هريرة ولا فهم أحد من كلامه أن عنده كتابين أو كتابًا واحدًا، وإنما قصد وفهم الناس عنه أنه حفظ ضربين من الأحاديث: ضرب يتعلق بالأحكام ونحوها مما لا يخاف هو ولا مثله من روايته. وضرب يتعلق بالفتن وذم بعض الناس، وكل أحد من الصحابة كان عنده من هذا هذا، وكانوا يرغبون عن إظهار ما هو من الضرب الثاني، وقد ذكر أبو رية حذيفة وعلمه بالفتن، وكان ربما حدث منه بالحرف بعد الحرف فينكره عليه إخوانه كسلمان وغيره.
    وقال: (ص184): (ومن هو أبو هريرة؟ فلا هو من السابقين الأولين ولا المهاجرين).
    أقول: قدمت (103) القول بأنه أسلم في بلده قبل الهجرة، وبهذا يكون من السابقين إلى الإسلام، ولم يثبت ما يخالف ذلك. فأما من قال: أسلم عام خيبر، فإنما أراد هجرته وقد ثبت في خبر هجرته أنه قدم مسلمًا، فأما الهجرة فهو مهاجر حتمًا وإن لم يكن من قريش ولا من أهل مكة، وإنما أسلمت قبيلته بعد أن هاجر بمدة، فقد ثبت أنه وجد النبي ص بخيبر عقب الوقعة، وثبت من شعر كعب بن مالك قوله قبيل غزوة الطائف، وذلك بعد خيبر بمدة:
    قضينا من تهامة كل ريب ** وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
    نخيرها ولو نطقت لقالت ** قواقطعهن دوسا أو ثقيفا
    قال: (ولا من المجاهدين بأموالهم وبأنفسهم).
    أقول: بل هو منهم، فقد غزا مع النبي ص غزواته بعد خيبر.
    وعلق أبو رية في الحاشية: (أثبت التاريخ أنه فر يوم مؤتة، ولما عيروه بذلك لم يحر جوابًا).
    أقول: لقي المسلمون عدوهم بمؤتة وكان عندهم أكثر من نيف وثلاثين ضعفًا فكان القتال، ثم انحاز خالد بن الوليد بالمسلمين ورجع بهم فكان بعض الناس يصيح فيهم: «يا فرار، فيقول النبي ص: بل هم الكرار إن شاء الله تعالى»
    قال: (ولا… ولا من المفتين).
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #54
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    أقول: بل هو من المفتين بلا نزاع، غير أنه لم يمكن من المكثرين؛ لأنه كان يتوقى ويحب أن يكفيه الفتوى غيره كما تقدم (ص123). وفي فتوح البلدان (ص92-93): [47] إن عمر لما ولى قدامة بن مظعون إمارة البحرين بعث معه أبا هريرة على القضاء والصلاة، ثم ولاه الإمارة أيضًا، فترك عمر تولية قدامة القضاء والصلاة مع أنه من السابقين وأهل بدر، وتوليته ذلك أبا هريرة شهادة فاطمة بأن أبا هريرة من علماء الصحابة، وأنه أعلم من بعض السابقين البدريين.
    قال: (ص15): (ولا من القراء الذين حفظوا القرآن).
    148
    أقول: قد تقدم رد هذا آنفًا (ص 146).
    قال: (ولا جاء في فضله حديث عن الرسول) وعلق عليه: (روى البخاري وغيره… في فضل طائفة كبيرة من أجلاء الصحابة لم نر فيهم أبا هريرة).
    أقول: نعم، لم يعقد البخاري لذكر أبي هريرة بابًا في فضائل الصحابة، لكن عنده في كتاب العلم أبواب تخص أبا هريرة كباب: حفظ العلم وباب الحرص على العلم وغيره ذلك، وله باب في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة، وكذا في السنن والمستدرك وغيرها. وقد مضى أثناء الترجمة أشياء من فضائله ويأتي غيرها.
    وقال: (ص185): (تشيع أبي هريرة لبني أمية).
    أقول: أسرف أبو رية في هذا الفصل سبًا وتحقيرًا وتهمًا فارغة، وبحسبي أن أقول: قد ورد أن النبي لما بعث العلاء بن الحضرمي على البحرين أصحبه أبا هريرة وأوصاه به خيرًا. [48] ومن ثم أخذت حال أبي هريرة المالية تتحسن، ولم يتحقق لي متى رجع، وبعد وفاة العلاء بن الحضرمي استعمل عمر مكانه أبا هريرة، [49] وقدم أبو هريرة مرة على عمر بخمسمائة ألف لبيت المال فأخبره فاستكثر ذلك ولم يكد يصدق، وقدم مرة -لا أدري هذه أم بعدها- بمال كثير لبيت المال وقدم لنفسه بعشرة آلاف. [50] وثبت عن ابن سيرين «أن عمر سأل أبا هريرة فأخبره فأغلظ له عمر وقال: فمن أين لك؟ فقال: خيل نتجت وغلة رقيق لي وأعطية تتابعت عليَّ». [51] قال ابن سيرين: «فنظروا فوجدوه كما قال. فلما كان بعد ذلك دعا عمر ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال له: تكره العمل وقد طلبه من كان خيرًا منك؟ طلبه يوسف عليه السلام. فقال: إن يوسف نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة... ». انظر البداية (8: 113) وابن سيرين من خيار أئمة التابعين، والسند إليه بغاية الصحة. قال ابن كثير: (وذكر غيره أن عمر غرمه) وسيأتي ذلك. فمن كان له في عهد عمر خيل تناتج ورقيق يغل مع عطائه في بيت المال كغيره من الصحابة، ومع ما كان الأئمة يتعهدون به الصحابة من الأموال زيادة على المقرر كل سنة بحسب توفر المال في بيت المال، أقول: من كانت هذه حاله كيف يسوغ أن يقال له: إنه إنما تمول في عهد بني أمية؟ ويزعم أبو رية -من وحي شيطانه- أن بني أمية هم أقطعوا أبا هريرة وبنوا مسكنه بالعقيق وبذي الحليفة ويجعله أبو رية قصورًا وأراضي، وأعجب من ذلك زعمه أنهم زوجوه ابنة غزوان، وينعى على أبي هريرة أنه
    149
    كان ممن نصر عثمان (وتلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها) ويزعم أنه مال إلى معاوية، وهذه من وحي الشياطين وتقولات الرافضة والقصاصين، ولا نثبت لأبي هريرة صلة بمعاوية إلا أنه وفد إليه بعد استقرار الأمر له كما كان يفد إليه بنو هاشم وغيرهم، وينعى عليه استخلاف مروان له على إمرة المدينة، وتقدم (ص108) أن ذلك الاستخلاف لم يزد أبا هريرة إلا تواضعًا وانكسارًا وتهاونًا بالإمارة، فإن كان لذلك أثر فهو إحياؤه كثيرًا من السنة، كما تقدم. وأحاديث أبي هريرة في فضائل أهل البيت معروفة وكذلك محبته لهم وتوقيرهم وشدة إنكاره على بني أمية لما منعوا أن يدفن الحسن بن علي مع جده ، وقوله لمروان في ذلك: «والله ما أنت بوال، وإن الوالي لغيرك، فدعه، ولكنك تدخل فيما لا يعنيك، وإنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك» يعني معاوية. راجع البداية (8: 108) ومن المتواتر عنه تعوذه بالله من عام الستين وإمارة الصبيان، كان يعلن هذا ومعاوية حي، وذلك يعني موت معاوية وتأمر ابنه يزيد وقد كان ذلك عام الستين بعد موت أبي هريرة بمدة.
    قال أبو رية (ص188): (روى البيهقي عنه أنه لما دخل دار عثمان وهو محصور استأذن في الكلام، ولما أذن له قال: «إني سمعت رسول الله يقول: إنكم ستلقون بعدي فتنة واختلافًا، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله… أو ما تأمرنا؟ فقال: عليكم بالأمين وأصحابه، وهو يشير إلى عثمان» وقد أورده أحمد بسند جيد.
    أقول: الحديث في المستدرك (3: 99) وفيه (عليكم بالأمير) وهو الظاهر، وفي سنده مقال لكنه ليس بمنكر. وقول أبي هريرة: (وهو يشير إلى عثمان) يريد أنه يفهم أن النبي أشار بقوله (الأمير) إلى عثمان ولو أراد أبو هريرة -وقد أعاذه الله- أن يكذب لجاء بلفظ صريح مؤكد مشدد.
    قال: (ولما نسخ عثمان المصاحف دخل عليه أبو هريرة فقال: «أصبت ووفقت، أشهد لسمعت رسول الله يقول..... قال فأعجب ذلك عثمان وأمر لأبي هريرة بعشرة آلاف». وهذا الحديث من غرائبه وهو ينطق ولا ريب بأنه ابن ساعته).
    أقول: عزاه أبو رية إلى البداية (7: 216) وهو هناك من رواية الواقدي وهو متروك مرمي بالكذب عن [أبي بكر بن عبد الله بن محمد] بن أبي سبرة وهو كذاب يضع الحديث.
    150
    قال: (ومن غرائبه كذلك ما رواه البيهقي قال: أصبت بثلاث مصيبات…. ) ذكر قصة المزود مطولة، وأسرف أبو رية في التندر والاستهزاء وعزا الخبر إلى البداية (6: 117) وهو مروي من طرق في أسانيدها ضعف، واللفظ الذي ساقه أبو رية من رواية يزيد بن أبي منصور الأزدي عن أبيه عن أبي هريرة، وأبو منصور الأزدي مجهول ولا يدرى أدرك أبا هريرة أم لا؟ وفيه أن المزود ذهب حين قتل عثمان.
    قال أبو رية: (وهذا الحديث رواه عنه أحمد ولكن قال فيه… وعلقه في سقف البيت…).
    أقول: أما هذه الرواية فرجالها ثقات، ولفظه: «أعطاني رسول الله ص شيئًا من تمر فجعلته في مكتل فعلقناه في سقف البيت، فلم نزل نأكل منه حتى كان آخره أصابه أهل الشام حيث أغاروا على المدينة» يعني مع بسر بن أرطأة، وذلك بعد قتل عثمان بمدة وهذه الرواية الأخيرة ليس فيها ما ينكر، والظاهر أن الإعطاء كان في أواخر حياة النبي ص.
    وقد جاءت أحاديث كثيرة بمثل هذا من بركة ما يدعو فيه النبي ص، وهذا المعنى متواتر قطعًا، حتى كان عند الصحابة كأنه من قبيل الأمور المعتادة من كثرة ما شاهدوه ومن يؤمن بقدرة الله عز وجل وإجابته دعاء نبيه وخرق العادة له لا يستنكر ذلك، نعم يتوقف عما يرويه الضعفاء والمجهولون؛ لأن من شأن القصاص وأضرابهم أن يطولوا القضايا التي من هذا القبيل ويزيدوا فيها ويغيروا في أسانيدها، والله المستعان.
    قال أبو رية (ص189): (ومما [زعم المفتري أن أبا هريرة] وضعه في معاوية ما أخرجه الخطيب عنه: ناول النبي ص معاوية سهمًا فقال: «خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة»).
    أقول: في سنده وضاح بن حسان عن وزير بن عبد الله -ويقال: ابن عبد الرحمن الجزري– عن غالب بن عبيد الله العقيلي، وهؤلاء الثلاثة كلهم هلكى متهمون بالكذب، ورابعهم أبو رية القائل إن أبا هريرة كيت وكيت. والخبر أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات، وقد تفتن فيه الكذابون فرووه من حديث جابر، ومن حديث أنس، ومن حديث ابن عمر، وغير ذلك. راجع اللآلئ المصنوعة (1: 219).
    قال: (وأخرج ابن عساكر وابن عدي والخطيب البغدادي عنه: سمعت رسول الله ص يقول: «إن الله ائتمن على وحيه ثلاثًا أنا وجبريل ومعاوية»).


  • #55
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    أقول: وهذا أيضًا من أحاديث الموضوعات، راجع اللآلئ المصنوعة (1: 216-218) وقد تلاعب به الكذابون فرووه تارة عن واثلة وتارة عن أنس وتارة عن أبي هريرة، ورووا نحوه في أمانة معاوية من حديث علي وابن عباس وعبادة بن الصامت وجابر وابن عمر وعبد الله بن بسر. فإن لزم من نسبة الخبرين إلى أبي هريرة ثبوتهما عنه لزم ثبوتهما عمن ذكر معه من الصحابة، بل يلزم في جميع الأحاديث الضعيفة والموضوعة ثبوتها عمن نسبت إليهم من الصحابة. ومعنى هذا أن كل فرد من أفراد الرواة معصوم عن الكذب والغلط إلا الصحابة، ولا ريب أن في الرواة المغفل والكذاب والزنديق، ولعل أبا رية أن يكون خيرًا من بعضهم فيكون معصومًا فلماذا لا يستغني بهذه العصمة ويطلق أحكامه كيف يشاء ويريح نفسه وغيره من طول البحث والتفتيش في الكتب؟ قال: (ونظر أبو هريرة إلى عائشة بنت طلحة… فقال: «... والله ما رأيت وجهًا أحسن منك إلا وجه معاوية على منبر رسول الله»).
    أقول: عزاه إلى العقد الفريد، والحكاية فيه بلا سند، وحاول صاحب الأغاني إسنادها على عادته فلم يجاوز بها المدائني، وبين المدائني وأبي هريرة نحو قرن ونصف، وهؤلاء سمريون إذا ظفروا بالنكتة لم يهمهم أصدقًا كانت أم كذبًا، والعلم وراء ذلك.
    قال: (ولقد بلغ من مناصرته لبني أمية أنه كان يحث الناس على ما يطالب به عمالهم من صدقات، ويحذرهم أن يسبوهم. قال العجاج: قال لي أبو هريرة: «ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال يوشك أن يأتيك بقعان الشام فيأخذوا صدقتك، فإذا أتوك فتلقهم بها، فإذا دخلوها فكن في أقاصيها وخل عنهم وعنها، وإياك أن تسبهم فإنك إن سببتهم ذهب أجرك وأخذوا صدقتك، وإن صبرت جاءت في ميزانك يوم القيامة».
    أقول: عزاه إلى الشعر والشعراء لابن قتيبة، والحكاية فيه بلا سند، فإن صحت فإنما هي نصيحة لا تدل إلا على النصح لكل مسلم، والإسلام يقضي بوجوب أداء الصدقة إلى عمال السلطان إذا طلبها وبحرمة سبهم إذا أخذوها. ولو منع العجاج الصدقة لأهين وأخذت منه قهرًا، ولو سب قابضيها لأثم وضر نفسه ولم يضرهم شيئًا، ويكاد أبو رية ينقم على أبي هريرة قوله: لا إله إلا الله، ويبني على
    152
    ذلك تهمة، قاتل الله اللجاج.
    وقال: (ص190): (وضعُه [بزعم المفتري] أحاديث على علي. قال أبو جعفر الإسكافي: إن معاوية حمل قومًا من الصحابة والتابعين على رواية أخبار قبيحة على علي تقتضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم في ذلك جعلا، فاختلقوا ما أرضاه، منهم أبو هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين: عروة بن الزبير.
    أقول: قد تقدم النظر في ابن أبي الحديد والإسكافي (ص 109)، وهذه التهمة باطلة قطعًا، فأبو هريرة والمغيرة وعمرو ومعاوية صحابيون وكلهم عند أهل السنة عدول. ثم كانت الدولة لبني أمية، فلو كان هؤلاء يستحلون الكذب على النبي في عيب علي لامتلأ الصحيحان فضلًا عن غيرهما بعيبه وذمه وشتمه، فما بالنا لا نجد عن هؤلاء حديثًا صحيحًا ظاهرًا في عيب علي ولا في فضل معاوية؟ راجع (ص64).
    وعروة من كبار التابعين الثقات عند أهل السنة لا نجد عنه خبرًا صحيحًا في عيب علي، فأما الأكاذيب الموضوعات فلا دخل لها في الحساب، على أنك تجدها تنسب إلى هؤلاء وغيرهم في إطراء علي أكثر جدًا منها في الغض منه.
    قال: (وروى الأعمش قال: «لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مرارًا وقال: يا أهل العراق! أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله وأحرق نفسي بالنار؟ والله لقد سمعت رسول الله يقول: إن لكل نبي حرمًا وإن حرمي المدينة ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وأشهد بالله أن عليًا أحدث فيها، فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة».
    أقول: هذا من حكاية ابن أبي الحديد (1: 359) عن الإسكافي، وراجع (ص109) ولا ندري ما سنده إلى الأعمش، وقد تواتر عن الأعمش رواية الحديث بنحو ما هنا (عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: خطبنا علي…) فذكر ما في صحيفته وذكر الحديث فهو ثابت من رواية علي نفسه، ولا نعرف أن أبا هريرة قدم مع معاوية، ولا أن معاوية ولاه المدينة لا في ذلك الوقت ولا بعده، إنما استخلفه مروان على إمرته بعد ذلك بزمان.
    قال (ص191): (وعلى أن الحق لا يعدم أنصارًا… فقد روى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن عبد الغفار أن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية.. فجاء شاب من أهل الكوفة…
    153
    فقال: يا أبا هريرة! أنشدك بالله أسمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقال: اللهم نعم. فقال: أشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه. ثم قام عنه»).
    أقول: وهذا أيضًا عن ابن أبي الحديد عن الإسكافي، ولا ندري ما سنده إلى الثوري؟ وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر من شيوخ الثوري، فمَن عمر بن عبد الغفار؟ إنما المعروف عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، صغير لم يدرك عبد الرحمن فكيف يروي عنه عبد الرحمن؟ مع أن عمر هالك متهم بالوضع في فضائل لأهل البيت ومثالب لغيرهم. وبينه وبين الواقعة رجلان أو ثلاثة فمن هم؟ يظهر أن هذا تركيب من بعض الجهلة بالرواة وتاريخهم، ولهذا ترى الإسكافي وأضرابه يغطون على جهلة من يأخذون عنه مفترياتهم بترك الإسناد، ويكتفون بالتناوش من مكان بعيد. ثم لو صح الخبر لكان فيه براءة لأبي هريرة (وهو بريء على كل حال) فإنه لم يستجز كتمان الحديث في فضل علي رضي الله عنه، فكيف يتوهم عليه ما هو أشد؟
    أما الموالاة فأي موالاة كانت منه؟ سلم الحسن بن علي الأمر لمعاوية وبايعه هو وإخوته وبنو عمه وسائر بني هاشم والمسلمون كلهم وأبو هريرة.
    ثم ذكر أبو رية شيئًا من فضائل علي رضي الله عنه: ولا نزاع في ذلك، وقد جاء عن أبي هريرة أحاديث كثيرة في فضائل أهل البيت تراها في خصائص علي والمستدرك وغيرهما، ولم يكن له إلا قصته عند وفاة الحسن بن علي، كان الحسن قد استأذن عائشة أن يدفن مع جده النبي فأذنت، فلما مات قام مروان ومن معه من بني أمية في منع ذلك فثار أبو هريرة وجعل يقول: أتنفسون على ابن نبيكم بتربة تدفنونه فيها، وقد سمعت رسول الله يقول: «من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني» -انظر المستدرك (3: 71)- وجرى له يومئذ مع مروان ما جرى مما تقدم بعضه (ص149) وباقيه في البداية (8: 108).
    ثم قال أبو رية (ص192): (سيرته وولايته: استعمل عمر أبا هريرة على البحرين سنة (21) ثم بلغه عن أشياء تخل بأمانة الوالي العادل فعزله… واستدعاه وقال له: …. ).


  • #56
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    أقول: قول أبي رية (بلغه عنه… إلخ) من تظني أبي رية، وستعلم بطلانه. وأما ما ذكره بعد ذلك فلم يعزه إلى كتاب. وسأذكر ما أثبته المتحرون من أهل العلم، وأقدم قبل ذلك مقدمة:
    154
    كان عمر رضي الله عنه يحب للصحابة ما يحب لنفسه، فكان يكره لأحدهم أن يدخل عليه مال فيه رائحة شبهة، وله في ذلك أخبار معروفة في سيرته، كان معاذ بن جبل من خيار أصحاب النبي ص، جاء عن النبي ص أنه قال: «يأتي معاذ يوم القيامة أمام العلماء برتوة» وقال أيضًا: «وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل» وكان معاذ سمحًا كريمًا، فركبته ديون، فقسم النبي ص ماله بين غرمائه، ثم بعثه على اليمن ليجبره، فعاد بعد وفاة النبي ص ومعه مال لنفسه، فلقيه عمر فأشار عليه أن يدفع المال إلى أبي بكر ليجعله في بيت المال، فأبى وقال: «إنما بعثني رسول الله ص ليجبرني، ثم رأى رؤيا فسمحت نفسه فذهب إلى أبي بكر وبذل له المال، فقال أبو بكر: قد وهبته لك. فقال عمر: الآن حل وطاب». يعني أن الشبهة التي كانت فيه هي احتمال أن يكون فيه حق لبيت المال فلما طيبه له أبو بكر -وهو الإمام- صار كأنه أعطاه من بيت المال، لاعتقاده أنه مستحق، فبذلك حل وطاب (انظر ترجمة معاذ من الاستيعاب والمستدرك (3: 272 } فلما استخلف عمر جرى على احتياطه فكان يقاسم عماله أموالهم، فيجعل ما يأخذه منهم في بيت المال. قال ابن سيرين: (فكان يأخذ منهم ثم يعطيهم أفضل من ذلك) كما سيأتي، وكان عمر يتخوف عليهم أن يكون الناس راعوهم في تجارتهم ومكاسبهم لأجل الإمارة، فكان يأخذ منهم ما يأخذ ويضعه في بيت المال لتبرأ ذممهم، ثم يعطيهم بعد ذلك من بيت المال بحسب ما يرى من استحقاقهم، فيكون حلًا لهم بلا شبهة، وقد قاسم من خيارهم سعد بن أبي وقاص وغيره كما ذكره ابن سعد وغيره.
    وكان عمر رضي الله عنه للصحابة بمنزلة الوالد، يعطف ويشفق ويؤدب ويشدد، وكان الصحابة رضي الله عنهم قد عرفوا له ذلك، وقد تناول بدرته بعض أكابرهم كسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب ولم يزده ذلك عندهم إلا حبًا (انظر سنن الدارمي: باب من كره الشهرة والمعرفة. وطبقات ابن سعد: ترجمة عمر) فأهل العلم والإيمان ينظرون إلى ما جرى من ذلك نظرة غبطة وإكبار لعمر ولمن أدبه عمر. وأهل الأهواء ينظرون نظرة طعن على أحد الفريقين كما صنعه أبو رية هنا. وكما يصنعه الرافضة في الطعن على عمر، أو على الفريقين معًا كما ذكره أبو رية (ص52) في ذكر عمر (قل أن يكون في الصحابة من سلم من لسانه أو يده).
    أما أبو هريرة فقد كان النبي بعثه مع العلاء بن الحضرمي إلى البحرين وأوصاه به خيرًا،
    155
    فاختار أن يكون مؤذنًا كما في الإصابة والبداية وغيرهما. ثم رجع العلاء في حياة النبي كما في فتوح البلدان (ص92) ورجع معه أبو هريرة. [52] ثم بعث عمر سنة (20) أو نحوها قدامة بن مظعون على إمارة البحرين وبعث معه أبا هريرة على الصلاة والقضاء، ثم جرت لقدامة قضية معروفة فعزله عمر وولى أبا هريرة الإمارة أيضًا، ثم قدم أبو هريرة بمال لبيت المال ومال له. قال ابن كثير في البداية (8: 113): (قال عبد الرزاق: حدثنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: «استأثرت بهذه الأموال [53] أي عدو الله وعدو كتابه؟ فقال أبو هريرة: لست بعدو الله ولا عدو كتابه، ولكن عدو من عاداهما. فقال: فمن أين هي لك؟ قال: خيل نتجت، وغلة رقيق لي، وأعطية تتابعت عليَّ، فنظروا فوجدوه كما قال. فلما كان بعد ذلك دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال له: تكره العمل وقد طلبه من كان خيرًا منك، طلبه يوسف عليه السلام. فقال: إن يوسف نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة، وأخشى ثلاثًا واثنين. قال عمر: فهلا قلت خمسة (؟) قال: أخشى أن أقول بغير علم وأقضي بغير حلم، أو يضرب ظهري وينتزع مالي ويشتم عرضي»).
    والسند بغاية الصحة. وفي فتوح البلدان (ص93) من طريق يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن سيرين عن أبي هريرة أنه لما قدم من البحرين… فذكر أول القصة نحوه. وفيه «فقبضها منه» والسند صحيح أيضًا. وأخرجه أيضًا من طريق أبي هلال الراسبي عن ابن سيرين عن أبي هريرة، فذكر نحوه إلا أنه وقع فيه (اثنا عشر ألفًا) والصواب الأول؛ لأن أبا هلال في حفظه شيء، وفيه: «فلما صليت الغداة قلت: اللهم اغفر لعمر قال: فكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك» وفي تاريخ الإسلام للذهبي (2: 338) (همام بن يحيى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن عمر قال لأبي هريرة: «كيف وجدت الإمارة؟ قال: بعثتني وأنا كاره، ونزعتني وقد أحببتها وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين فقال: أظلمت أحدًا؟ قال: لا. قال: فما جئت به لنفسك؟ قال: عشرين ألفًا. قال: من أين أصبتها؟ قال: كنت أتجر. قال: انظر رأس مالك ورزقك فخذه واجعل الآخر في بيت المال»).
    فكأنه قدم لنفسه بعشرين ألفًا فقاسمه عمر كما كان يقاسم سائر عماله، فذكر ابن سيرين العشرة الآلاف المأخوذة لبيت المال.
    156
    فقد تحقق بما قدمنا من الروايات الصحيحة أن المال الذي جاء به أبو هريرة لنفسه من البحرين كان من خيله ورقيقه وأعطيته، وأخذ عمر له أو لبعضه لا يدل إلا على ما قدمنا من الاحتياط، ثم يعطيهم خيرًا منه. ومما يوضح براءة أبي هريرة في الواقع وعند عمر إظهاره المال وعزم عمر على توليته فيما بعد وامتناع أبي هريرة من ذلك.
    ثم قال أبو رية (ص193) (وفاته. مات أبو هريرة سنة (57) أو سنة (58 }.
    أقول: أو سنة (59) كما في التهذيب وغيره، وهو قول الواقدي وابن سعد.
    قال: (عن ثمانين سنة).
    أقول: المعروف (عن ثمانٍ وسبعين سنة).
    قال: (وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان يومئذ أميرًا على المدينة تكريمًا له).
    أقول: هذا رواه الواقدي بسند فيه نظر، ولكنها السنة التي كانوا يعملون بها أن يكون الأمير هو الذي يصلي على الموتى بدون تفريق.
    قال: (ولما كتب الوليد إلى عمه… أرسل… ادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم…، وهكذا يترادف رفدهم له حتى بعد وفاته).
    أقول: هذا رواه الواقدي بسند فيه نظر، وفيه: (فإنه كان ممن نصر عثمان وكان معه في الدار) وإنما حذف أبو رية هذا ليوهم غيره.
    ثم ذكر أبو رية كلمات لصاحب المنار قال في أبي هريرة: (… فأكثر أحاديثه لم يسمعها من النبي ص وإنما سمعها من الصحابة والتابعين).
    أقول: فيه مجازفتان، الأولى: زعم أن أكثر أحاديثه لم يسمعها من النبي ص. ونحن إذا نظرنا إلى أحاديثه التي رواها عن غيره من الصحابة وجدناها يسيرة، ثم إذا نظرنا في أحاديثه التي يرويها عن النبي ص رأسًا ولا يصرح بالسماع منه قلما نجد فيها ما يعلم من متنه أنه كان في المدة التي لم يدركها أبو هريرة، مع أننا نجد عن غيره أحاديث كثيرة تتعلق بتلك المدة، فهذا مع ما تقدم (ص106 و 118- 119) وغيرها وما يأتي بعد من شهادة الصحابة له يقضي بعكس الدعوى المذكورة.
    157
    المجازفة الثانية: زعم أن بعض أحاديثه سمعها من التابعين، إن أريد أحاديثه عن النبي ص فإننا لا نعرف له حديثًا كذلك، ورواية الصحابي الذي سمع من النبي ص كأبي هريرة عن تابعي عن صحابي عن النبي ص بغاية القلة، وإنما ذكروا من هذا الضرب حديثًا لسهل بن سعد وآخر للسائب بن يزيد، وقد توفي النبي ص وسهل ابن خمس عشرة سنة والسائب ابن سبع سنين، وذكروا أن الحافظ العراقي تتبع ما يدخل في هذا الضرب فجمع عشرين حديثًا لعل منها ما لا يصح وباقيها من أحاديث أصاغر الصحابة كالسائب.
    قال (وقد ثبت أنه كان سمع من كعب الأحبار).
    أقول: أي شيء سمع منه؟ إنما سمعه منه أشياء يحكيها عن صحف أهل الكتاب، وذلك فن كعب.
    قال: (وأكثر أحاديثه عنعنة).

  • صفحة 14 من 21 الأولىالأولى ... 41213141516 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 16 (0 من الأعضاء و 16 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. الجزيرة يقيل مدربه العراقي عماد توما رغم بقاء الفريق بدوري الأضواء
      بواسطة Mgtrben Sport في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-13-2010, 02:30 AM
    2. «أصيلة» الإماراتي يخطف الأضواء في مهرجان سينما الأطفال
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 03:46 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1