صفحة 15 من 21 الأولىالأولى ... 51314151617 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 57 إلى 60 من 81

الموضوع: الأضواء الكاشفة


  1. #57
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    أقول: أما عنعنته فقد قدمنا (ص114-117) أنها تكون على احتمالين: إما أن يكون سمع من النبي ، وإما عن صحابي آخر عن النبي . فأما الاحتمال الثالث أن يكون إنما سمع من تابعي –كعب أو غيره- ومع ذلك رواه عن النبي فهذا من أبطل الباطل قطعًا، وراجع ما تقدم (ص73-75 و 82 و 89 و 94 و 99 و 109-110)، ولا أدري أين كان أهل العلم من الصحابة والتابعين وأتباعهم وهلم جرا عن هذا الاحتمال حتى يثار في القرن الرابع عشر؟ بل أين كان وعد الله تبارك وتعالى بحفظ دينه وشريعته فلم ينبههم لهذا الاحتمال طوال تلك القرون؟ بل أين كان الشيطان عن هذا الاحتمال فلم يوسوس به لأحد؟ كلا. كانوا أعلم وأتقى من أن يطمع الشيطان أن ينصاعوا لوسوسة مثل هذه. ومن تدبر ما تقدم (114-117) علم أن هذا الاحتمال الثالث معناه اتهام الصحابي بالكذب، فإذا كانت الأدلة تبرئ أبا هريرة ونظراءه من الكذب فإنها تبرئهم من هذا.
    قال: (على أنه صرح بالسماع في حديث: «خلق الله التربة يوم السبت»، وقد جزموا بأن هذا الحديث أخذه عن كعب الأحبار).
    أقول: قد تقدم النظر في هذا الحديث (ص135-139) بما يقتلع الشبهة من أصلها ولله الحمد.
    158
    قال (ص194): (وقال: إنه يكثر في أحاديثه الرواية بالمعنى).
    أقول: هذه مجازفة، وأبو هريرة موصوف بالحفظ كما مر ويأتي.
    قال: (وقال: إنه انفرد بأحاديث كثيرة…).
    أقول: قد تتبع أبو رية عامة ذلك، وتقدم النظر في بعضها ويأتي الباقي.
    قال (ص95): (وقال وهو يبين أن بطلَي الإسرائيليات… هما كعب الأحبار ووهب بن منبه: وما يدرينا أن كل [تلك] الروايات -أو الموقوفة منها- ترجع إليهما..؟).
    أقول: كلمة (تلك) ثابتة في مصدر أبي رية، والكلام هناك في روايات جاءت في قضية خاصة، فأهمل أبو رية بيان ذلك وأسقط كلمة (تلك) ليفهمك أن صاحب المنار يجيز أن تكون المرويات الإسلامية كلها راجعة إلى كعب ووهب.
    وأعاد (ص196-197) بعض دعاويه ومزاعمه، وقد تقدم ويأتي ما فيه كفاية.
    ثم قال (ص198) (أمثلة مما رواه أبو هريرة: أخرج البخاري ومسلم عنه قال: «أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. فرد الله عليه عينه» [54] وقال: «ارجع فقل له يضع يده على متن ثور، فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة. قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. فسأل [55] الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال رسول الله ص: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الكثيب الأحمر». وفي رواية لمسلم. قال: «فلطم موسى عين مالك الموت ففقأها».
    أقول: القصة على ما ذكر هنا من كلام أبي هريرة. وإنما الذي من كلام النبي ص قوله: «فلو كنت ثم…. إلخ» وليس فيه ما يستشكل. فأما القصة فقد أجاب عنها أهل العلم. وسألخص ذلك: ثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة قد يتمثلون في صور الرجال، وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم كما في قصتهم مع إبراهيم ومع لوط عليهما السلام- اقرأ من سورة هود الآيات (69-80)، وقال الله تعالى في مريم عليها السلام: { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا }. وفي السنة أشياء من ذلك وأشهرها ما في حديث السؤال عن الإيمان والإسلام والإحسان.
    159
    فمن كان جاحدًا لهذا كله أو مرتابًا فيه فليس كلامنا معه، ومن كان مصدقًا علم أنه لا مانع أن يتمثل ملك الموت رجلًا ويأتي إلى موسى فلا يعرفه موسى.
    الجسد المادي الذي يتمثل به الملك ليس جسده الحقيقي، وليس من لازم تمثله فيه أن يخرج الملك عن ملكيته، ولا أن يخرج ذاك الجسم المادي عن ماديته، ولا أن تكون حقيقة الملك إلى ذاك الجسم كنسبة أرواح الناس إلى أجسامهم، فعلى هذا لو عرض ضرب أو طعن أو قطع لذاك الجسم لم يلزم أن يتألم بها الملك ولا أن تؤثر في جسمه الحقيقي، ما المانع أن تقتضي حكمة الله عز وجل أن يتمثل ملك الموت بصورة رجل ويأمره الله أن يدخل على موسى بغتة ويقول له مثلًا: سأقبض روحك. وينظر ماذا يصنع؟ لتظهر رغبة موسى في الحياة وكراهيته للموت فيكون في قص ذلك عبرة لمن بعده. فعلى هذا فإن موسى لما رأى رجلًا لا يعرفه دخل بغتة وقال ما قال، حمله حب الحياة على الاستعجال بدفعه، ولولا شدة حب الحياة لتأنى وقال: من أنت؟ وما شأنك؟ ونحو ذلك ووقوع الصكة وتأثيرها كان على ذاك الجسد العارض، ولم ينل الملك بأس. فأما قوله في القصة: (فرد الله عليه عينه) فحاصله أن الله تعالى أعاد تمثيل الملك في ذاك الجسد المادي سليمًا، حتى إذا رآه موسى قد عاد سليمًا مع قرب الوقت عرف لأول وهلة خطأه أول مرة.
    قال أبو رية (وفي تاريخ الطبري عن أبي هريرة أن ملك الموت…. )
    أقول: رجاله كلهم موصوفون بأنهم ممن يخطئ، فلا يصح عن أبي هريرة.
    قال: (وأخرجا كذلك عنه قال النبي ص: «تحاجّت الجنة والنار…»).
    أقول: قد وافق أبا هريرة على هذا الحديث أنس بن مالك وحديثه في الصحيحين وغيرهما، وأبو سعيد وحديثه في صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرهما، وأبي بن كعب وحديثه في مسند أبي يعلى. وتفسير الحديث معروف.
    قال: (وروى البخاري عنه: «مابين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع». وخرَّج أوله مسلم عنه مرفوعًا وزاد: «وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام»).
    أقول: هذا من فهم أبي رية وتحريه. راجع فتح الباري (11: 365) تعرف ما في صنيع أبي رية وتعرف الجواب.
    160
    وقال (ص199): (وروى البخاري وابن ماجه عنه عن النبي : «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم يطرحه فإن في أحد جناحيه داء والآخر شفاء»).
    أقول: هذا الحديث قد وافق أبا هريرة على روايته أبو سعيد الخدري وأنس. راجع مسند أحمد بتحقيق وتعليق الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله (12: 124). وعلماء الطبيعة يعترفون بأنهم لم يحيطوا بكل شيء علمًا، ولا يزالون يكتشفون الشيء بعد الشيء، فبأي إيمان ينفي أبو رية وأضرابه أن يكون الله تعالى أطلع رسوله ص على أمر لم يصل إليه علم الطبيعة بعد؟ هذا وخالق الطبيعة ومدبرها هو واضع الشريعة، وقد علم سبحانه أن كثيرًا من عباده يكونون في ضيق من العيش، وقد يكون قوتهم اللبن وحده، فلو أرشدوا إلى أن يريقوا كل ما وقعت فيه ذبابة لأجحف بهم ذلك. فأغيثوا بما في الحديث، فمن خالف هواه وطبعه في استقذار الذباب فغمسه تصديقًا لله ورسوله دفع الله عنه الضرر، فكان في غمس ما لم يكن انغمس ما يدفع ضرر ما كان انغمس، وعلماء الطبيعة يثبتون قوة الاعتقاد تأثيرًا بالغًا، فما بالك باعتقاد منشؤه الإيمان بالله ورسوله؟
    قال (ص200): (وروى الطبراني في الأوسط عن النبي ص: «أتاني ملك برسالة من الله عز وجل ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء والأخرى في الأرض لم يرفعها»).
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #58
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    أقول: تفرد برواية صدقة بن عبد الله السمين وهو ضعيف، والحديث معدود في منكراته فلم يثبت عن أبي هريرة.
    قال: (وروى الترمذي عنه: قال رسول الله : «العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم»).
    أقول: سنده إلى أبي هريرة غريب كما قال الترمذي، لكنه معروف من رواية غيره من الصحابة، فقد ورد من حديث أبي سعيد وجابر، وجاء من حديث بريدة مرفوعًا: «العجوة من فاكهة الجنة». وفي الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا: «من اصطبح كل يوم تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل». وله شاهد من حديث عائشة في صحيح مسلم. وراجع ما مر قريبًا.
    قال: (وروى الحاكم وابن ماجه من حديثه بسند صحيح: «خمروا الآنية، وأوكئوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند المساء، فإن للجن انتشارًا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت»).
    161
    أقول: هذا حديث جابر بن عبد الله عن النبي ، وهو عن جابر بهذا اللفظ حرفًا حرفًا في صحيح البخاري كتاب بدء الخلق. انظر (6: 253)، وهو بألفاظ أخر في موضع آخر من صحيح البخاري وفي صحيح مسلم.
    قال (ص201): (وروى مسلم عنه أن رسول الله قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة»).
    أقول: قد تقدم هذا (ص140) فراجعه وتأمل صنيع أبي رية هناك.
    قال: (وروايات أبي هريرة من هذا القبيل وأوهى منه تفهق الكتب بها…).
    أقول: انتقد أبو رية في ترجمة أبي هريرة نيفًا وثلاثين حديثًا، وهي على خمسة أضرب: ضرب نسبه إلى أبي هريرة اعتباطًا وإنما روي عن غيره. وضرب نحو عشرة أحاديث في سند كل منها كذاب أو متهم أو ضعف أو انقطاع، فهذا لا شأن أبي هريرة به، لأنه لم يثبت عنه، وراجع (ص151). وضرب اختلف فيه أيصح عن أبي هريرة عن النبي أم لا؟ فهذا قريب من سابقه، فإنه على فرض تبين بطلان متنه يترجح عدم صحته عن أبي هريرة؛ لأن تبعة الحديث إنما تتجه إلى الأدنى. وضرب صحيح عن أبي هريرة وقد وافقه عليه غيره من الصحابة اثنان أو ثلاثة أو أكثر. ويبقى بعد الأضرب السابقة ثلاثة أو أربعة أحاديث قد مر الجواب الواضح عنها بحمد الله تعالى.
    واعلم أن الناس تختلف مداركهم وأفهامهم وآراؤهم ولاسيما في ما يتعلق بالأمور الدينية والغيبية لقصور علم الناس في جانب علم الله تعالى وحكمته، ولهذا كان في القرآن آيات كثيرة يستشكلها كثير من الناس وقد ألفت في ذلك كتب. وكذلك استشكل كثير من الناس كثيرًا من الأحاديث الثابتة عن النبي ، منها ما هو رواية كبار الصحابة أو عدد منهم كما مر، وبهذا يتبين أن استشكال النص لا يعني بطلانه. ووجود النصوص التي يستشكل ظاهرها لم يقع في الكتاب والسنة عفوًا وإنما هو أمر مقصود شرعًا ليبلو الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور. وييسر للعلماء أبوابًا من الجهاد يرفعهم الله به درجات.
    هذا وأنت تعلم أن أبا هريرة رجل أمي لا يكتب ولا يقرأ الكتب، وعاش حتى ناهز الثمانين، منها نحو أربعين سنة يحدث، وكثر حديثه، ولم يكن معصومًا عن الخطأ، وكذلك الموثقون من الرواة عنه ومن بعدهم. أما غير الموثقين فلا اعتداد بهم وقد عاداه المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والرافضة وغلاة أصحاب الرأي كما مرت شواهده في الترجمة، وحرصوا كل الحرص على أن يجدوا في أحاديثه
    162
    ما يطعنون به عليه وتتابعت جهودهم، ثم جاء أبو رية فأطال التفتيش والتنبيش وقضى في ذلك سنين من عمره، ومع ذلك كله كانت النتيجة ما تقدم، فعلى ماذا يدل هذا؟
    أبو هريرة والبحرين

    ذكر جماعة أن النبي ص بعث أبا هريرة مع العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، وفي طبقات ابن سعد (4/2/76) عن الواقدي بسنده إلى العلاء بن الحضرمي أن النبي ص بعثه منصرفه من الجعرانة إلى المنذر بن ساوى العبدين بالبحرين… وبعث رسول الله ص معه نفرًا فيهم أبو هريرة وقال له: «استوص به خيرًا» ثم قال الواقدي: (حدثني عبد الله بن يزيد عن سالم مولى بني نصر قال سمعت أبا هريرة يقول: «بعثني رسول الله ص مع العلاء بن الحضرمي وأوصاه بي خيرًا، فلما فصلنا قال لي: إن رسول الله ص قد أوصاني بك خيرًا فانظر ماذا تحب؟ قال: قلت: تجعلني أؤذن لك. ولا تسبقني بآمين، فأعطاه ذلك»). والواقدي ليس بحجة لكن للقصة شواهد، ففي فتح الباري (2: 217) (فروى سعيد بن منصور من طريق محمد بن سيرين أن أبا هريرة كان مؤذنًا بالبحرين، وأنه اشترط على الإمام أن لا يسبقه بآمين. والإمام بالبحرين كان العلاء بن الحضرمي بينه عبد الرزاق من طريق أبي سلمة عنه) وعند ابن سعد (4/2/54) بسند صحيح عن أبي هريرة قال: «صحبت النبي ص ثلاث سنين، ما كنت سنوات قط أعقل مني ولا أحب إليَّ أن أعي ما يقول رسول الله ص مني فيهن» هذا مع أن قدومه على النبي ص كان في صفر سنة (7)، فمنه إلى وفاة النبي ص أربع سنين وشيء، فاقتصاره على (ثلاث سنين) يدل أنه غاب في أثناء المدة سنة أو نحوها، وقد كان البعث بعد الانصراف من الجعرانة كما مر، وكان الانصراف منها في أواخر ذي القعدة أو ذي الحجة (سنة 8)، وفي الطبقات (4/2/77) أن العلاء قدم على النبي ص فولى النبي ص مكانه أبان بن سعيد بن العاص، فعلى هذا لما رجع العلاء رجع معه أبو هريرة، وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة أنه ممن حج مع أبي بكر (سنة 9)، وكان ينادي مع علي: «أن لا يحج بعد العام مشرك». انظر صحيح البخاري –تفسير سورة براءة– فصح أن غيبته كانت سنة أو دونها.
    وثم ما يدل أن أبا هريرة عاد إلى البحرين في خلافة أبي بكر، ففي الطبقات (4/2/77) عن الواقدي بسنده أن أبا بكر أعاد في خلافته العلاء بن الحضرمي على البحرين، وذكر القصة، وفيها فتح العلاء
    163
    دارين سنة أربع عشرة، ثم ذكر ابن سعد بسند آخر أن عمر كتب إلى العلاء أن يذهب ليخلف عتبة بن غزوان على عمله، فخرج العلاء ومعه أبو هريرة فمات العلاء في الطريق ورجع أبو هريرة إلى البحرين، وذكر عن أبي هريرة قوله: «رأيت من العلاء بن الحضرمي ثلاثة أشياء ولا أزال أحبه أبدًا، رأيته قطع البحر على فرسه يوم دارين... وخرجت معه من البحرين إلى صف البصرة، فلما كنا بلياس (؟) مات.. » ومن أهل الأخبار أن أبا هريرة رجع إلى البحرين مع العلاء حين ولاه أبو بكر وكان بها سنة أربع عشرة.


  • #59
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ثم كان أبو هريرة بالبحرين أيضًا في إمارة قدامة بن مظعون عليها كما يعلم من ترجمة قدامة في الإصابة وغيرها، وفي فتوح البلدان (ص92) عن أبي مخنف في ذكر العلاء بن الحضرمي (… حتى مات وذلك في سنة أربع عشرة أو في أول سنة خمس عشرة، ثم إن عمر ولى قدامة بن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة الأحداث والصلاة…) وفيه (ص93) عن الهيثم (كان قدامة بن مظعون على الجباية والأحداث، وأبو هريرة على الصلاة والقضاء… ثم ولاه عمر البحرين بعد قدامة، ثم عزله وقاسمه، وأمره بالرجوع فأبى فولاها عثمان بن أبي العاص…).
    والقضية تحتاج إلى مزيد تتبع وتأمل، غير أن في ما تقدم ما يكفي للدلالة على أن إقامة أبي هريرة بالبحرين كانت كافية لأن يتمول، وبذلك يتأكد صدقه في قوله: «خيل نتجت... » كما مر (148).
    من فضل أبي هريرة

    أما ما يعمّه وغيره من الصحابة رضي الله عنهم فيأتي في موضعه. وأما ما يخصه فمنه في الصحيحين عنه «أن النبي لقيه في طريق من طرق المدينة وهو جنب فانسل فذهب فاغتسل، فتفقده النبي ، فلما جاء قال: أين كنت يا أبا هريرة؟ قال: يا رسول الله، لقيتني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل. فقال رسول الله : «سبحان الله، إن المؤمن لا ينجس»، لفظ مسلم.
    ومر (ص100) ما في صحيح البخاري من قول النبي : «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني أحد عن هذا الحديث أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث…».
    164
    وفي صحيح مسلم وغيره في قصة إسلام أمه قول النبي : «اللهم حبب عُبيدك هذا -يعني أبا هريرة– وأمه إلى عبادك المؤمنين…» قال ابن كثير في البداية (8: 105) وهذا الحديث من دلائل النبوة، فإن أبا هريرة محبب إلى جميع الناس…).
    وفي الإصابة: (وأخرج النسائي بسند جيد في العلم من كتاب السنن أن رجلًا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله فقال له زيد: «عليك بأبي هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو الله ونذكره إذ خرج علينا رسول الله حتى جلس إلينا فقال: عودوا للذي كنتم فيه، قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي فجعل رسول الله يؤمن على دعائنا ودعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك ما سأل صاحبي وأسألك علمًا لا ينسى، فقال رسول الله : آمين. فقلنا: يا رسول الله، ونحن نسأل الله علمًا لا ينسى، فقال: سبقكم بها الغلام الدوسي» ونحوه في تهذيب التهذيب، وفيهما بعض ألفاظ محرفة.
    وفي مسند أحمد (2: 541) وسنن أبي داود وغيرهما عنه قال: «بينما أنا أوعك في مسجد المدينة إذ دخل رسول الله المسجد فقال: من أحس الفتى الدوسي؟ من أحس الفتى الدوسي؟ فقال له قائل: هو ذاك يوعك في جانب المسجد حيث ترى يا رسول الله. فجاء فوضع يده عليَّ وقال لي معروفًا، فقمت فانطلق حتى قام في مقامه الذي يصلي فيه…».
    ومر ما روي من تولية عمر لقدامة بن مظعون وأبي هريرة البحرين، وقدامة على الجباية، وأبا هريرة على الصلاة والقضاء، ثم جمع الكل لأبي هريرة. هذا مع أن قدامة من السابقين البدريين، ثم قاسم عمر أبا هريرة كما كان يقاسم عماله، وأراد أن يعيده على الإمارة فأبى أبو هريرة.
    وتقدم صفحة (106 و 120 و 123) شهادة طلحة والزبير وأبي أيوب وعائشة له، وتقدم (ص106 و 118- 119) ثناء ابن عمر عليه. وذكر الحاكم في المستدرك أنه روى عنه بضعة وعشرون من الصحابة عد منهم: أبي بن كعب وأبا موسى الأشعري وعائشة وزيد بن ثابت وأبا أيوب وابن عمر وابن عباس وابن الزبير وجابر بن عبد الله وجماعة.
    وفي الإصابة: (قال البخاري: روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث
    165
    في عصره. قال وكيع في نسخته: حدثنا الأعمش عن أبي صالح قال: «كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد ». وأخرجه البغوي عن رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش بلفظ: ما كان أفضلهم، ولكنه كان أحفظ… وقال الربيع: قال الشافعي: «أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره». وقال أبو الزعيزعة كاتب مروان: «أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدث به، حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن أنظر، فما غير حرفًا عن حرف». وأخرجه الحاكم في المستدرك (3: 510) وفيه: «فما زاد ولا نقص، ولا قدم ولا أخر» قال الحاكم: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي.
    وقال ابن كثير في البداية (8: 110): (وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم…).
    وفي طبقات ابن سعد (4/ 2/ 62) (أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك بن أنس عن المقبري عن أبي هريرة «أن مروان دخل عليه في شكواه الذي مات فيه فقال: شفاك الله يا أبا هريرة! فقال أبو هريرة: اللهم إني أحب لقاءك، فأحب لقائي قال: فما بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات أبو هريرة».
    ثم ذكر أبو رية (ص202-206) جماعة من الصحابة قلت أحاديثهم، وقد نظرت في ذلك (ص42).
    أحاديث مشكلة


    ثم قال ص207: (أحاديث مشكلة.. عن ابن عباس: «إن الله خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء... ».
    أقول: هذا من قول ابن عباس، أخرجه الحاكم في المستدرك (2: 474) من طريق أبي حمزة الثمالي وقال الحاكم: (صحيح الإسناد) تعقبه الذهبي فقال: (اسم أبي حمزة ثابت، وهو واهٍ بمرة). وينظر وجه الاستشكال؟
    قال: (وروى الشيخان.. عن أبي ذر قال رسول الله ص لأبي ذر حين غربت الشمس: «أتدري أين تذهب؟…»).
    أقول: النظر في هذا الحديث يتوقف على بيان معنى قول الله عز وجل: { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا } ثم جمع طرقه وتدبر ألفاظه، ولم يتيسر لي ذاك الآن والله المستعان. (ثم نظرت فيه فيما يأتي ص213).
    166
    قال: (وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص صاحب الزاملتين قال: «إن في البحر شياطين... »).
    أقول: هذا ذكره مسلم في مقدمة صحيحه، وهو من قول عبد الله بن عمرو، ليس بحديث عن النبي ص.
    قال: (وروى البخاري… عن عامر بن سعد [بن أبي وقاص] عن أبيه قال: قال النبي ص: «من اصطبح كل يوم تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر…» وفي رواية: «سبع تمرات عجوة». وكذا لمسلم عن بن أبي العاص. وعند النسائي من حديث جابر: «العجوة من الجنة وهي شفاء من السم».
    أقول: الحديث في الصحيحين من رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه. ولم أجد ذكر سعيد بن أبي العاص. وراجع ما مر (ص160)
    قال: (وأخرج الشيخان عن أبي هريرة: «إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين…» وقال العلماء المحققون في شرح هذا الحديث: «لئلا يسمع فيضطر أن يشهد بذلك يوم القيامة»).
    أقول: أما الحديث فلا إشكال فيه عند من يؤمن بالقرآن، وفي بعض رواياته («وله حصاص»)، وفي صحيح مسلم عن جابر: سمعت النبي ص يقول: «إن الشيطان إذا سمع النداء ذهب حتى يكون مكان الروحاء». وأما التفسير الذي نسبه إلى المحققين فهو قول بعضهم، فإن كان حقًا فلماذا السخرية منه؟ وإن كان باطلًا فتبعته على قائله، فلماذا يذكر هنا؟
    قال ص 208: (وروى مسلم عن أبي سفيان أنه قال للنبي ص: «يا رسول الله! أعطني ثلاثًا: تزوج ابنتي أم حبيبة، وابني معاوية اجعله كاتبًا، وأمرني أن أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين…» وأم حبيبة تزوجها النبي ص وهي [56] بالحبشة…).
    أقول: لفظ مسلم قال: «عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها» وفي سنده عكرمة بن عمار موصوف بأنه يغلط ويهم، فمن أهل العلم من تكلم في هذا الحديث وقال: إنه من أوهام عكرمة، ومنهم من تأوله، وأقرب تأويل له أن زواج النبي ص لما كان قبل إسلام أبي سفيان كان بدون رضاه فأراد بقوله: (أزوجكها) أرضى بالزواج فأقبل مني هذا الرضا.
    قال: (وفي مسند أحمد عن عكرمة عن ابن عباس «أن النبي ص صدق أمية بن أبي الصلت… في قوله: والشمس تطلع…» البيتين.
    167
    أقول: مداره على محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عكرمة عن ابن عباس، وفي مجمع الزوائد (8: 127): (رجاله ثقات، إلا أن ابن إسحاق مدلس) والمدلس لا يحتج بخبره وحده ما لم يتبين سماعه.
    قال: (وروى مسلم عن أنس بن مالك أن رجلًا سأل النبي ص قال: «متى تقوم الساعة؟ قال فسكت رسول الله ص هنيهة، ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة فقال: إن عُمِّرَ هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة، قال أنس: ذاك الغلام من أترابي يومئذ…»).
    أقول: من عادة مسلم في صحيحه أنه عند سياق الروايات المتفقة في الجملة يقدم الأصح فالأصح، [57] فقد يقع في الرواية المؤخرة إجمال أو خطأ تبينه الرواية المقدمة، في ذاك الموضع قدم حديث عائشة: «كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله ص سألوه عن الساعة متى الساعة؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال: إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم». وهذا في صحيح البخاري بلفظ: «كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي ص فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعته». قال هشام: يعني موتهم) ثم ذكر مسلم حديث أنس بلفظ: «إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة» ثم ذكره باللفظ الذي حكاه أبو رية. وراجع فتح الباري (11: 313).


  • #60
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ثم قال (ص209) (أحاديث المهدي…. ). وقال (ص210): (المهدي العباسي) ثم قال (المهدي السفياني…) ولم يسق الأخبار. والكلام فيها معروف.
    ثم قال (ص210): (الخلفاء الاثنا عشر. جاءت أحاديث كثيرة: تنبئ أن الخلفاء سيكونون اثنى عشر خليفة. للبخاري عن جابر بن سمرة: «يكون اثنا عشر أميرًا كلهم من قريش». ورواية مسلم: «لا يزال أمر الناس ماضيًا ما وليهم اثنا عشر رجلًا». وفي رواية أخرى: «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي له فيهم اثنا عشر خليفة»، فقد رووا حديثًا يعارض هذه الأحاديث جميعًا وهو حديث سفينة… «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يكون ملكًا»).
    أقول: إن كان أصل اللفظ النبوي (أميرًا) كما في رواية البخاري وبعض روايات مسلم فواضح أنه لا يعارضه، وإن كان بلفظ (خليفة) فالمراد به من يتسمى بهذا الاسم أو يخلف غيره في الإمارة،
    168
    والخلافة في حديث خلافة النبوة. نقل معنى هذا عن القاضي عياض وهو ظاهر.
    قال: (وكذلك أخرج أبو داود في حديث ابن مسعود رفعه: «تدور رحى الإسلام.. »).
    أقول: قد بسط الكلام في هذا في فتح الباري (13: 181-186) فراجعه، وحكى أبو رية (ص212) بعض ما قيل في ذلك مما يزيد في تصوير التعارض، وهذا دأبه: كلما وجد إشكالًا قد حل أو اعتراضًا قد أجيب عنه، ذكر الإشكال أو الاعتراض وهول، ولم يعرض للجواب.
    ثم قال (ص213): (الدجال: جاء في الدجال… أحاديث كثيرة بعضها يصرح بأن النبي كان يرى أن من المحتمل الدجال في زمنه… وبعضها يصرح بأنه يخرج بعد فتح المسلمين لبلاد الروم).
    أقول: لم يكن أولًا يعلم ثم أعلمه الله.
    قال: (وبعض الأحاديث تقول بأنه سيكون معه جبال من خبز وأنهار من ماء وعسل).
    أقول: لم أر في الأخبار ذكر العسل، ويظهر أن أبا رية اختطف كلماته في فتح الباري (13: 81) وليس هناك ذكر العسل، فأما ذكر جبل -أو جبال- خبز فقد روي، مع أن الصحيحين عن المغيرة بن شعبة أنه قال للنبي : «يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء؟! فقال النبي : بل هو أهون على الله من ذلك» لفظ البخاري. وقد يحمل ما ورد في أن معه (جبال خبز) على المجاز، أي أن معه مقادير عظيمة من الخبز، مع أن مخالفيه محتاجون.
    قال: (وزاد مسلم: «جبال من لحم»).
    أقول: إنما في صحيح مسلم في كلام المغيرة أنه قال للنبي : «إنهم يقولون معه جبال من خبز ولحم فقال النبي : هو أهون على الله من ذلك» فانظر، واعتبر‍!
    قال: (وأخرج نعيم بن حماد من طريق كعب…).
    أقول: هو كلام منسوب إلى كعب من قوله، والسند إليه مع ذلك واهٍ.
    قال: (ومن أخباره أنه ينزل…).
    أقول: هذا كسابقه.
    وذكر اختلاف الروايات في مخرجه.
    أقول: في حديث أبي بكر الصديق عند أحمد وغيره أنه يخرج من خراسان،
    169
    ولا ينافيه ما في صحيح مسلم أنه يتبعه يهود أصبهان، إذ لا يلزم من اتباعهم له أن يكون أول خروجه من عندهم. وكذا ما جاء في رواية: «أنه خارج بين الشام والعراق» إذ لا يلزم أن يكون ذلك أول خروجه. فأما ما في حديث الجساسة أنه محبوس في جزيرة. فإن حمل على ظاهره فلا مانع من أن يذهب بعد إطلاقه إلى خراسان ثم يظهر أمره منها، وإن حمل على التمثيل كما مرت الإشارة إليه (ص95) فالأمر أوضح.
    قال: (وهناك أحاديث…كلها مرفوعة إلى النبي ص).
    أقول: ليس كل ما ورد في الدجال بمرفوع، على أن أبا رية ترك المرفوعات الثابتة في صحيح البخاري وغيره، وسَقط على ما نسب إلى كعب مع أنه لا يصح عنه.
    قال: (ولكي يمكنوا لهذه الخرافة أو الأسطورة في عقول المسلمين أوردوا حديثًا عن النبي ص بأن من كذب بالمهدي فقد كفر، ومن كذب بالدجال فقد كفر).
    أقول: لا أعرف حديثًا هكذا، ولا أرى ذكر النبي ص للمهدي متواترًا ولا قريبًا منه، فأما ذكره الدجال فمتواتر قطعًا، ومن اطلع على ما في صحيح البخاري وحده علم ذلك، ومع هذا فإنما أقول: من كذّب رسول الله ص في خبر من أخباره عن الغيب فقد كفر.
    قال (ص214): (عمر الدنيا).
    فأشار إلى صنيع السيوطي ولم يذكر الأحاديث حتى ننظر فيها، والذي أعرفه أنه ليس في ذلك صحيح صريح.
    قال: (وقد أعرضنا كذلك عن إيراد أخبار الفتن، وأشراط الساعة، ونزول عيسى التي زخرت بها كتب السنة المعتمدة بين المسلمين والمقدسة من الشيوخ الحشويين).
    أقول: صدق الله تبارك وتعالى: { بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ }.
    قال: (وكذلك أهملنا ذكر الأحاديث الواردة في خروج النيل والفرات وسيحون وجيجون من أصل سدرة المنتهى فوق السماء السابعة وهي في البخاري وغيره).
    أقول: الذي في صحيح البخاري في حديث الإسراء عند ذكر سدرة المنتهى: «وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران. فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران
    170
    فالنيل والفرات» وقد فسره أهل العلم بما فسروا، ورأيت بعض العصريين يذكر وجهًا سأحكيه لينظر فيه، قال: لا ريب أن كل ما رآه النبي ص ليلة الإسراء حق، لكن منه ما كان بضرب من التمثيل يحتاج إلى تأويل، وقد ذكر في بعض الروايات أشياء من هذا القبيل، انظر فتح الباري (7/153)، وقد يقال: إن سدرة المنتهى مع أنها حقيقة ضربت مثلًا لكلمة الإسلام على نحو قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } الآيات، وجعل مغرسها مثلًا للأرض التي ستثبت فيها كلمة الإسلام في الدنيا والأرض التي يرثها أهله في الجنة، فرمز إلى الأولى بما فيه مثال النيل والفرات، وإلى الثانية بما فيه مثال النهرين اللذين في الجنة، وكأنه قيل للنبي ص: هذه كرامتك، كما يدفع الملك إلى من يكرمه وثيقة فيها رسم أرض معروفة فيها قصر وحديقة، فيكون معنى ذلك أنه أنعم بها عليه، أما سيحون وجيجون فلا ذكر لهما، نعم في حديث لمسلم تقدم (ص132) ذكر سيحان وجيجان، وهما غير سيحون وجيجون.
    ثم قال أبو رية (ص215): (كلمة جامعة… انتهى العلامة السيد رشيد رضا في تفسيره… إلى هذه النتائج القيمة: 1- أن النبي ص لم يكن يعلم الغيب… وإنما أعلمه الله ببعض الغيوب بما أنزل عليه في كتابه، وهو قسمان: صريح ومستنبط).
    أقول: اقتصر أبو رية على هذا، مع أن في ذاك الموضع من تفسير المنار (9: 504) زيادة فيها (2- إن الله تعالى أعلمه ببعض ما يقع في المستقبل بغير القرآن من الوحي…. 3- إنه كان يتمثل له بعض أمور المستقبل كأنه يراه كما تمثلت له الجنة والنار عرض الحائط، وكما تمثل له في أثناء حفر الخندق ما يفتح الله لأصحابه من الملك… وكشفه هذا حق، وهو ما يسميه أهل الكتاب نبوءات وقد ظهر منه شيء كثير كالشمس.. ).
    قال: (لا شك أن أكثر الأحاديث قد روي بالمعنى… فعلى هذا كان يروي كل أحد ما فهمه، وربما يقع في فهمه الخطأ؛ لأن هذه أمور غيبية، وربما فسر بعض ما فهمه بألفاظ يزيدها…).
    أقول: ليس من الحق إنكار هذا الاحتمال، لكن ليس من الحق أن يجاوز به حده، فهو احتمال نادر يزيده أو يدفعه البتة أن تتفق روايتان صحيحتان فأكثر، والظاهر الغالب من رواية الثقة هو الصواب، وبه يجب الحكم ما لم تقم حجة صحيحة على الخطأ.
    171
    ثم قال: (إن العابثين بالإسلام… قد وضعوا أحاديث كثيرة… وراج كثير منها بإظهار رواتها للصلاح والتقوى).
    أقول: راجع ما تقدم (61-65).
    قال: (ولم يعرف بعض الأحاديث الموضوعة إلا باعتراف من تاب إلى الله من واضعيها).

  • صفحة 15 من 21 الأولىالأولى ... 51314151617 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 13 (0 من الأعضاء و 13 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. الجزيرة يقيل مدربه العراقي عماد توما رغم بقاء الفريق بدوري الأضواء
      بواسطة Mgtrben Sport في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-13-2010, 02:30 AM
    2. «أصيلة» الإماراتي يخطف الأضواء في مهرجان سينما الأطفال
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 03:46 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1