صفية بنت حيى بن أخطب

صفية بنت حيى بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج ابن أبى حبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم. روى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح خيبر وجمع السبى، أتاه دحية بن خليفة فقال : أعطنى جارية من السبى. قال : اذهب فخذ جارية، فذهب فأخذ صفية. قيل : يا رسول الله، إنها سيدة قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ جارية من السبى غيرها. وأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصطفاها، وحجبها ثم أعتقها وتزوجها، وقسم لها وكانت عاقلة من عقلاء النساء. عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها. وعن صفية بنت حيى : أن النبى صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها، فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك، فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش : يا زينب، أفقرى أختك جملاً وكانت من أكثرهن ظهراً قالت : أنا أفقر يهوديتك ؟‍ فغضب النبى صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها، فلم يكلمها حتى قدم مكة، وأيام منى فى سفره حتى رجع إلى المدينة، ومحرم وصفر، فلم يأتيها ولم يقسم لها، ويئست منه، فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها، فلما رأت ظله قالت : هذا ظل رجل، وما يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل النبى صلى الله عليه وسلم، فلما رأته قالت : يا رسول الله، ما أصنع ؟ قالت : وكانت لها جارية تخبؤها من النبى صلى الله عليه وسلم - فقالت : فلانة لك. قال : فمشى النبى صلى الله عليه وسلم إلى سرير صفية، وكان قد رفع، فوضعه بيده، ورضى عن أهله. وتوفيت سنة ست وثلاثين.وقيل سنة خمسين.