********
خرجت من حجرتي متوجهاً إلى سارة التي أسمع ضحكاتها في الصالة ..
كانت تتحدث في الهاتف ..
غريبة!! .. منذ متى وسارة تتحدث به لغير ضرورة؟!..
لقد تغيرت 180 درجة منذ أن دخلت المستشفى .. وتعرفت على ربى في لمح البصر ..
جلست على الكرسي المقابل للتلفاز وأنا انظر إليها ..
هاهو حبيب القلب قد وصل .. هل من رسالة أوجهها إليه .. ربــــــــــى؟!..
قمت من مكاني مسرعا ً أخذت السماعة وأغلقتها ..
اسمعي سارة ..
إذا كنت ظننت أنت ومن تدعى ربى بأنكن ستنلن ما تردن فهذا من المستحيل ..
وإذا عدت وهاتفتها مرة أخرى فلا تلومي إلا نفسك ..
ابتسمت كعادتها منذ خروجها من المستشفى واقتربت مني ..
ابتعدت عنها خوف صدمة أخرى ..
قالت بهدوء (حسناً بابا) .. وذهبت..!!
فعلا أصيبت بالجنون .. ألطف يارب ..

مر أسبوعان ونحن على هذا الحال ..
سارة تعصي أوامري .. وتكلم ربى .. وتوصل لي كل شيء ..
وأنا دائم الصراخ في وجهها .. حتى كادت حنجرتي أن تخرج ..
لقد فازت ربى .. وفرضت نفسها عليّ ..
لم استطع تربيتها .. فلا تكاد تمر ساعة دون ذكر اسمها أو التفكير فيها
لابد أن أضع حداً لهذه المهزلة !!..

**********

مرحبا أحمد ..
أهلا سارة .. تفضلي ..
من دون أن تقول .. وسأجلس أيضا !!..
أريد أن أقول لك أن ربى ..
سارة.. أرجوك أغلقي الموضوع حالا ً..
ربى ستأتي غداً .. مفهوم !!..
خرجت سارة دون أن تعطيني أي فرصة للكلام ..
إذن الموضوع موضوع تحدي !!..
حسناً ..
سأريك من هو أحمد الذي تغيظينه يا.. ربى ..
استيقظت في الصباح ليس لدي رغبة في الذهاب إلى العمل
أريد أن أكون في استقبالها وأريها من هو أحمد ..
جلست في الصالة أقلب التلفاز
فجأة .. طرأت جواهر في مخيلتي ..
يا إلهي .. كيف نسيتها طوال هذه المدة ..
تتساءل يأحمد .. بالتأكيد الآنسة بل القارصة ربى .. من أنستك إياها ..
أخذت هاتفي النقال واتصلت بالرقم الذي خزنته من قبل ..
للأسف .. غير موجود في الخدمة ..

أحمد هيا قم .. ستصل ربى قريباً .. قمت متثاقلا دون أن أتكلم ..
هل من الممكن أن تذهب إلى السوق وتحضر لي طبق حلوى ..
أنت تعرف أني لا أجيد صنعها ..
حسناً .. أخذت مفتاح السيارة .. وفي داخلي بركان يغلي
أريد أن استقبلها وأعطيها درساً لن تنساه ..
اعتقد بأن ما أخطط له سيفشل 100%
لا أريد لسارة أن تتعلق بها كثيراً .. فربما تفقدها كما فقدت جواهر من قبل ..
لا أريد لأختي أن تعيش في شقاء .. فيكفي ما عاشته من قبل ..
عدت إلى المنزل .. دخلت الصالة
كانتا جالستين ..
تراجعت للوراء وأصدرت صوتاً يدل على وجودي..
أقبلت سارة وأخذت مني الطبق ..
أحمد .. ربى تريد الحديث معك ..
تنهدت قليلا ماذا تريد ؟!..
قلت تريد الحديث معك .. هل من الممكن ذلك ؟؟
ومنذ متى وأنت تأخذين رأيي يا آنسة سارة ؟
ضحكت وقد أعطتني ظهرها متجهه إلى حيث كانت ربى ..
انتظرت قليلا .. ثم تشجعت وذهبت إليهما ..
الآن سأضع حداً لكل شيء ..
جلست على كرسي بعيد قليلا عنهما بعد أن سلمت ..
ودون أن انظر ..
فقد كنت موخياً برأسي حتى لا أرى شيئاً يزعجني ..
قلت بجفاء:
ماذا تريدين مني