أعلاها في كانون الأول ويبقى الجذع بطول قامة ويطين موضع القطع بطين أبيض حلو فلا تلبث أن تعود قوية كما كانت. ووقت غرسه من عشرة من شباط إلى آخر آذار أو بعده بأيام وهو يقبل التركيب على ما يشبهه ويشاكله ويمكن خلطه بالطحين ثم يعجن ويخبز. وقيل لا يسقط أحد من شجرته ويسلم من الموت أو الكسر أو الخلع بخلاف السقوط من الزيتون. والتوت الحلو وكذلك التين، منه ما هو على أصول قديمة ومنه عن تركيب مع مثله لا غير، وغرسه في الخرفي والربيع، والإفراط في الماء وفي الزبل يضره ويمكن إنباته من ملوخه أو أوتاده أو قضبانه أو من بزره وتغرس أوتاده على السواقي قائمة أو مبسوطة أو منكوسة فتجود. ويترك من ملوخها فوق الأرض ثلثي شبر لا أكثر، وكذا وتدها، وينقل بعد عامين أو أكثر. ونقله من أول كانون الأول إلى نصف آذار. ويزرع حبه على أن يؤخذ من التين المختار الياس، وينقع في الماء حتى يرطب ثم يخلط بروث البقر ويلطخ حبل غليظ بهذا الخليط ثم يقطع ويوضع في التراب بمقدار نصف شبر ويتعهد بالسقي حتى ينبت، وغرس بصل العنصل معه ينفعه، وكلما تقادم كثر حمله. نزول الغيث الباكر يوقف نضج التين وإذا وضع الزيت في فم التينة أسرع نضجها واستعمل العسل بدل الزيت أحسن. وشوكة العوسج إذا دس منها واحدة في فم التينة لا يمضي عليها أكثر من يوم وليلة حتى تنضج. والتين قوت ويصنع منه خبز كما تقدم وأشعة الشمس والكواكب تنفعه أما القمر فيضره. والريح الشرقية تنعشه وتقويه.
والجميز أشد حرارة من التين وشجره يكبر أكثر من التين.
والنخل يغرس نواه في حفرة عمقها نحو ذراعين وكذلك عرضها، تملأ ترابا وزبلا بمقدار نصف ذراع ويوضع النوى في وسط التراب مضطجعا ثم يلقى عليه التراب المخلوط بالملح بمقدار أربعة أرطال لكل قفيزين من الرمل والتراب حتى يطمره. وتغطى الحفرة بحطب الكرم ويسقى كل يوم حتى ينبت، ثم ينقل وبعضهم لا ينقله. ومن يحب الأرض المالحة لذلك يحفر حوله كل سنة ويلقى عليه ملح وهذا مما يسرع نموه وحمله. ولا يزرع النخل أوتادا ولا ملوخا. أما غراسه فتنقل إلى حفر عمقها شبران ثم تطمر بالتراب والزبل والملح، وتسقى على الفور ثم تسقى كل رابع يوم ويذاب الملح بالماء ويلقى على أصولها مرة كل خمسة عشر يوما ثم يخفف سقيها فيصبح مرة كل ثمانية أيام. وينبغي أن يصب الماء في أصول النخل مرة في كل سنة مخلوطا بدردي الشراب العتيق. وقيل مرتين في العام إلا في الأرض المالحة فيستغنى عن ذلك بالملح في أصولها. ويقطع جريدها في الربيع أي في نصف آذار أو نحوه لا قبله ولا بعده. ويصنع من طلع النخل وجماره خبز وذلك كما يلي: يؤخذ الطلع إذا أخضر وتشقق قشره عنه فإن كان رطبا قطع مع قشره بالسكين قطعا صغارا ثم يجفف بالشمس، ثم يدق ويطحن ويعجن دقيقه بخمير وماء حار وملح ثم يؤكل، وإن سلق بالماء سلقتين أو ثلاثا كان أجود.
أما الكرم فيغرس طولا في خنادق عرض الخندق قدمان وعمقه شبران ويحفر أسفل تلك الحفرة حفرة أخرى عمقها ثمان أصابع يوضع فيها من الزبل ما يكفي، ثم يطمر القضيب ويسوى ما حوله من الأرض، وبعد سنة يحفر حول الكرمة وتزال الجذور التي على وجه الأرض بمنجل من حديد فجذور الكرمة تمتد في كل اتجاه وتغرس الكرمة في الخرفي وتوجه أغصانها في البلاد القليلة الماء نحو الشرق والجنوب ما أمكن وتنحى ع الغرب والشمال ما أمكن ويترك لها عند التقليم والكسح أغصان بطول نحو ذراعين وتكون الفرجة بين الغرسة والغرسة خمس عشرة ذراعا وتسند إلى أشجار لا ثمار له أو على أشجار لها ثمار لكنها قليلة الجذور كالرمان والسفرجل والتفاح والزيتون إذا كان لا تفريع متباعدا، وبعضهم يغرس شجرة التين مع الكرمة لما بينهما من التجانس. وينبغي أن تكون قضبان شجرة الكرمة وسطا بين القديم والجديد أي أن يكون عمرها دون أربع سنين والأفضل أن لا يكون القضيب عريضا و خشنا ولا خفيفا ولا متباعد العقد بل يكون لينا رزينا، وإن قطع القضيب ولم يغرس بسرعة يدفن في أرض رطبة أو في إناء من خزف بين طبقتين من تراب خصب وكذا إذا حمل من بلد إلى بلد فإنه يصل سالما ولو بعد شهرين. وإذا نقعت القضبان في الماء يوم وليلة ثم غرست علقت، ولا ينبغي أن يترك غرس الكرمة بعد قطعه في تراب ندي أو في ماء فإنه ييبس ولا يعلق. وإذا نقلت الغرسات من مكان بعيد وضربها الريح نقعت يوما وليلة في ماء عذب ثم تغرس، وينبغي أن تغرس القضبان بين أول ليلة من الشهر القمري حتى خامس ليلة فإنه يكاد لا فيسد منه شيء ويجود حمله. وتقطع الغراس من الكرم في أول النهار حتى مضي ثلاث ساعات منه، وتغرس مائلة إلى جهة الشرق. ولا يجب أن يباعد بين القضبان في الحفرة ولا يجمع بين زرع الأسود والأبيض في حفرة واحدة، ولا يداس ترابه بالأرجل بل يسوى بالأيدي بلطف وتزال عيون قضيبه بالطمر إلا عينا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)