واحدة. وقيل الكرمة، التي تعرش على الشجر تكون أقوى وأجود وأحسن إذا عرش على الخشب والقصب. وقيل، الكرمة النائمة على الأرض أفضل من المعرشة لمحبة الكرمة للتراب، والمعرشة لا توافقها الأماكن الباردة جدا. ووضع قطع الصخور الصغار بين الغروس يدفع عنها الآفات، ويعجل بإنباتها وكذلك التراب المجموع من الطرق وفيه الأزبال وتبن الكتان فإنه يخلط حتى يصير شيئا واحدا ثم يجعل في أصول الكرم ترعرعت الكرمة ونمت ويكون ذلك من نصف تشرين الأول إلى نصف تشرين الثاني. وقيل: كان آدم ونوح عليهما السلام يزرعان البزر من النصف الأول من آذار حتى آخره في كل بلد، ويزرع بينه القثاء والقرع والبقلة وذلك ينفعه. وقيل أجود ما يزرع بين أغراس الكرمة الباقلي والماش والكرسنة واللوبيا، ويمنع زرع الكرنب فإنه يضره كما لا يزرع الحمص لملوحته، ولا اللفت ولا الفجل، ولا يغرس معه التين ولا في البلاد الباردة، ولا الزيتون، ولا الرمان، ويباعد بين شجره ما أمكن، فذلك أنفع من جعله متقاربا ويكون بين الكرمة والكرمة مقدار خمسة عشر قدما فأكثر، ويجود الكرم في الأرض السهلة، والرياح الجنوبية نافعة للكروم جدا. وعنب العرايش أطيب من الجفان، لكن الجفان أكثر حملا. وعند قطع أوتاد العنب يترك منها غرناسان في كل غرناس أربعة أعين، وبعد ست سنين يترك في كل دالية أربعة غرانيس. والأترج يغرس في الخرفي بقرب الحيطان، لتستره من الريح الشمالي لأنه يضره، أما ريح الجنوب فينفعه، ويغطى بعض الوقت بالحصر ونحوها. ويزرع في المكان الدافئ ويضيق بين أشجاره ليحمي بعضه بعضا من الجليد والريح البارد، وتغرض أوتاده في آذار وتكون بطول ذراع في غلظ ما يملأ الكف ويختار منها الناعمة الخضراء فإنها خير من اليابسة. وقد تسلخ قضبانه الناعمة سلخا بالأيدي وتغرس كما يمكن غرس نواه، أما نقله فيكون من أيلول إلى آخر كانون الثاني، لكن غرسه أوتادا أفضل ويكون ذلك من آذار ونيسان حتى منتصف أيار في أحواض خلطت تربتها بالزبل ويكون بين الوتدين ثلاثة أشبار ثم يسقى بالماء. وإذا زرعت أوتاده يحذر من شقها أو تخديش قشرها عنه الغرس، ويتعهد شجر الأترج بالكسح والتخفيف إذا ثقل حملها أو استطال أغصانها، ويجب أن يجنى ثمره بعد بلوغه واستحكام صفرته فإذا ترك أضر به ضررا بالغا. وقد يكبر حتى لا يقوى الغصن على حمله. ولا يغفل عن سقيه إذ ليس في الأشجار أعظم حاجة منه إلى الماء في الصفي والخرفي والشتاء والربيع، لأنه شجر مائي وبعر الغنم ينفعه كثيرا. وفي البرد يحفر حوله ويطمر الزبل الحار، ثم يسقى بالماء وإن خلط بعر الغنم ببعض رماد الحمامات كان أجود وموعد زبله في الخرفي والربيع. والأترج إذا غرس مع شجر الرمان احمر ثمره. وإذا طلي ثمره في الشتاء بجص معجون بالماء قاوم الثلج. وقشر الأترج إذا مضغ يزيل رائحة الثوم، وأكله يقوي الأحشاء الباردة، وإذا جعل في الثياب منع التسوس.
والكباد المصري يزرع بذورا أو يغرس أوتادا، ثم ينقل بعروقه. وقيل ينقل بعد عامين، ويغرس في الجهات التي تطلع عليها الشمس، ولا يركب في شيء، ولا يركب منه شيء من الأشجار.
والليمون يزرع بذورا في أوعية سقيت بالماء، ولا يكاد يجف ترابها حتى تنبت، ولا تنقل غرسه حتى تجف أرضه ويكون بقدر قامة الإنسان وليس أقل. وقد يزرع أوتادا فيؤخذ العود الأملس منه ويقطع أوتادا كل وتد بطول شبرين ونصف، يغيب منها في الأرض شبران، ويبقى شبر ونصف ظاهرا ويسقى يوميا على مدار ثمانية أيام، ثم يسقى كل أربعة أيام هكذا ثم كل ثمانية أيام ثم كل خمسة عشر يوما وتنبش أرضه نبشا خفيفا دون مس الأوتاد أو التراب الذي حولها، ويحبس عنها الماء في الشتاء.
والنفاش يزرع بذرا أو ينقل بعروقه مجردة من تراب مغرسه، وقيل يغرس أوتادا وينقل بعد عامين، ويركب في نوعه وغيره مما يشبهه.
والسرو يزرع من بزره وهو أن يبدر ويزرع عليه شعير ثم ينقل، ولا يغرس أوتادا ولا ملوخا، وكيفية زرعه من حبه أن يؤخذ جوزه الأخضر الناضج من شجرته في أواخر شباط، ويستخرج منه بزره ثم يزرع في التراب الأحمر المرمل، ويغطى بطبقة رقيقة من رمل مغربل لم يعرض لأشعة الشمس. ويحفظ من المطر قبل نبته لكنه يسقى بالماء العذب كل أسبوع مرتين، وبعد عام ينقل بعروقه وترابه ويسقى كل أربعة أيام حتى يقوى ثم يسقى كل ثمانية أيام وهو يتطلب العناية حتى ينمو. ومن خواص السرو إنه إذا بخر به قضى على البق أو ما يعرف بالفسفس.
والأبهل يزرع مثل السرو وكذا العرعر، والسبستان توافقه الأرض الرخوة اللينة ويغرس أوتادا أو بذورا في شهر كانون الأول ولا يركب في شيء ولا يركب فيه شيء، وتفلح شجرته في البلاد الحارة، ولا تفلح في الباردة وهي تحتاج إلى التشذيب. وقيل إنها شجرة الجن، يجتمعون إليها بالليل وهي لا ترتوي من الماء قط.
والميس، وهو القيقب، توافقه المواضع الرطبة إلا أنه ينبت في كل أرض وينمو في كل مكان إلا في الأرض السوداء الحارة، فلا يكون بها البتة. وهو يزرع من ملوخه ومن نواه. والزرازير تأكل منه وترمي حبه في زرقها فينبت في الربيع ويمكن نقله دون كثير عناء وهو من الأشجار المحبة للماء، وزرعه في الكروم يفيد أشجار الكرمة ويقويها.
والازدراخت يمتد كالياسمين والكرمة، وهو كثير بأرض عكا من الشام، وهي شجرة لها ساق كساق الكرمة وأصل كأصل النخل، وورق كورق الصفصاف، وزهر في عنقود كعنقود العنب، أبيض كلون الياسمين، يزرع فسخه أو نواه في الخرفي حين يعرى من ورقه، ولا يزرع أوتادا ولا ملوخا، وهو يحب المياه بكثرة والزلزلخت تنقل شجرته أو من شتله النابت حوله. والياسمين تغرس قضبانا وتفصيل ذلك أن تنتقى من الأغصان التي ظهرت في العام الماضي ويكون غرسها في نيسان وتسقى بالماء دون انقطاع حتى تعلق. وينبغي أن يغطى في البرد، فإن الثلج يحرقه، ويمكن زرعه ملوخا أو أوتادا أو شتلات. ويغرس في شهر شباط وآذار وأول نيسان.
والورد النسرين كالياسمين في كل ما ذكرنا، ولشجرته شوك، وهو يجود في الأرض الرطبة والماء العذب فينفعه أما الماء المتغير فيقتله. والخيزران ينقل من البر إلى البساتين ويركب الياسمين منه فينجب ويكون نقله بقلعه مع ترابه في آذار، ويغرس عند مجاري المياه. لأنه يحب الماء الكثير، وينبت البحري منه بقرب شاطئ البحر، ويمتد كالياسمين ويسمى في بلاد الشام قف وأنظر. وشجرة البان والخلاف والحيلاف والصفصاف كلها تحب الماء الكثير وهي تغرس قضبانا أو ملخا أو أوتادا أو تنقل نقلا وهي سريعة الانطلاق كيفما زرعت وموعد غرسها في شباط وآذار غرس يسقى كل أسبوع مرة.
والحور بالحاء المهملة من خواصه أنه مع خفته شديد الحمل قويه وإذا عتق وانكسر لا ينقض كالخشب الصلب الثقيل، بل يتعلق بعضه ببعض، وقيل: قلّ منه ما يموت من الكبر وتصنع منه أخشاب تستعمل في سقف البيوت بدمشق، ويمكن إنباته بغرس قضبانه أو أوتاده أو ملوخه أو نقله نقلا ويكون ذلك في شباط، ويشذ ما ينبت في ساق شجرته ومن طبيعته أن يعلو ويكبر جدا. وهو يحب الماء وينمو به سريعا، ويكون غرسه قريبا بعضه من بعض فذلك ينفعه ويقويه. وأما الفارسي منه فإنه كالسفساف لا يطول ويعوج كما أنه سريع النمو لا سيما إذا كان على الماء. ويقال أن الكهربا هو صمغ الحور الرومي.
والدرداء ثمرته تسمى لسان العصفور، ويكون إنباته إما من أوتاده أو ينقل نقلا بعروقه وموعد ذلك في الخرفي، ويركب على نوعه وعدى غيره كالزعرور والفستق، والدلب ثمره لا يؤكل لأنه سم كله، وهو يطول كثيرا كما أن خشبه يصبر على الماء إذا استعمل في النواعير والسواقي، ويصبر على الندا فلا يعفن وموعد زرعه في شباط وفي آذار والمعروف أنه لا يركب فيه ولا منه. والدفلي وهي شجرة قتالة لا ينجو من الموت من أكلها من الناس أو البهائم، ووردها الأحمر أعظم سما وأشد فتكا وهي لا ثمر لها، وإذا طرحت قطعة خشب من الدفلي في حفرة وسط بيت ورش البيت بماء وملح دون أن ترش الحفرة اجتمعت فيه البراغيث. والبشام شجر طيب الرائحة يستاك به، ويسميه أكثر الناس البلسان، لكنه ليس هو، ويكون إنباته أوتاد أو ملوخا أو شتلات، وموعد ذلك في الخرفي عندما تسقط أوراقه وإذا شذب أو قلم فسد وذبل وهذا الشجر أكبر من أشجار البلسان، وساقه وأغصانه ليست ناعمة وورقه يميل إلى الاستدارة وهو أكبر من ورق الصعتر.
والعليق يزرع نقلا أو قضبانا أو بزرا جافا وموعد زراعته تشرين الأول وفي كانون الثاني. والعوسج يتخذ لتحصين البساتين والكروم كالعليق، وزرعه يكون قضبانا أو أوتادا أو بزرا أو ينقل نقلا وهو سريع النمو.
والورد أنواع وألوان يحتاج للعناية والسقي، ويمكن إنباته من بزره أو من ملوخه أو ينقل بعروقه ويغرس في أول الخرفي بعد نزول الغيث، ويغرس بزره في آب في الأواني ويغطى بطبقة من الزبل سمكها إصبع ويسقى بالماء حين زرعه مرتين في الأسبوع حتى يجيء فصل الربيع فيستغني عن الماء، فإذا قوي ونما نقل إلى الأحواض كما يمكن غرسه قضبانا أو ملوخا ويكون طول القضيب أربع أصابع ويترك في الشتاء بلا سقي وكذلك في الخرفي لأن الأمطار تغذيه وتنبش أرضه، وإذا نقل من مكان إلى آخر اقتلع من ترابه ولا يتحمل الماء الكثير ويغرس في البساتين في تشرين الأول. والورد لا يتحمل الماء الكثير ويمكن أن يركب في العنب وفي اللوز فيزهر مع اللوز حين يزهر اللوز كما يمكن أن يركب في التفاح وأشباهه. وتغرس أصول منه مجتمعة كل ستة أو ثمانية معا في قواديس طول كل قادوس نحو ذراعين، وبعد أن تملأ بالتراب الصالح وتعهد بالماء.
وقصب السكر يغرس في عشرين آذار ويمكن غرسه من ساقه أو من جذوره بعد أن تسوى الأرض ويطرح فيها زبل كثير قديم وروث البقر زبل نافع له، وهو يزرع في أحواض طول الحوض اثنا عشر ذراعا وعرضه خمسة أذرع، ويختار منه القريب العقد الغليظ الحجم، لأنه إذا كثرت عقده كان أكثر لقحا، وإذا غلظ كان أكثر مادة، وتدفن قضبانه في التراب حين قطعها وتترك فيه إلى أول آذار فتخرج القضبان ويقطع كل واحد قطعا طول كل قطعة شبران وتقشر باليد ولا يمسها حديد، وتغرس في تلك الأحواض بعد أن يدفن منها في الأرض ما مقداره أربع عقد، وقي ثلاث عقد، وقيل ست عقد، يدفن منها أربع عقد ثم يوضع عليها روث البقر والفرجة بين القطعة والقطعة ذراع، ويجري هذا في تشرين الأول، وقيل في كانون الأول على أن يتعهد بالسقي حتى ينبت. ويقطع القصب الحلو في كانون الثاني من كل عام، ويعمر القصب الحلو ثلاثة أعوام.
والقصب الفارسي يتخذ للبناء وهو أصل قصب السكر، وتعتمد حياته على الماء والعناية وموعد قطع هذا القصب في أول الخرفي. أما طريقة غرسه فيؤخذ منه الأخضر الغليظ ويقطع ويغرس مبسوطا في خطوط من الأرض. ولا يغرس القصب في موضع فيه دخان، لأن الدود يتولد فيه، أما قصب الأقلام، فمواضعه الجبال الجافة، ولا ينمو في البلاد الشديدة البرد، وإن وجد في بعضها فإن يكون رخوا ورقيقا جدا كقصب الحصر والأقفاص. ويوجد من قصب الأقلام ما هو غليظ جدا حتى إنه يصنع منه أقواس يرمى بها البندق الطيني على الطيور، ومنه القنا، وهو قصب في حجم القصب الفارسي، غير أنه متين جدا، ومنه تتخذ الرماح، وله عقد كعقد القصب، والطباشير هو أصول القنا المحرقة ويقال إنها تحترق لاحتكاك أطرافها عند عصف الرياح فيخرج منها الطباشير، وأجوده الخفيف الأبيض السريع الفرك والسحق، وهو بارد في الثانية يابس في الثالثة، وقيل في الثانية ينفع ضعف المعدة والتهابها ويسكن العطش ويقوي القلب.
والموز له أوراق طوال عراض، طول الورقة نحو اثني عشر شبرا، وعرشها نحو ثلاثة أشبار، ويسمى حمله قاتل أبيه، ويتخذ منه شبه صل يكون في أصوله وهو لا ينبت في البلاد الباردة، ويقلع في شهر آذار بأصوله، ويغرس في حفرة عمقها شبران أو ثلاثة، وتكون المسافة بين الشجرة والشجرة ستة أذرع. فإذا غرس ردم بالتراب والزبل دون الدوس عليه بشدة ويسقى من فوره بالماء ثم يسقى مرة كل أربعة أيام حتى آخر آذار، فيسقى كل ثمانية أيام مرة ويطعم بعد عامين، فيظهر فيه عنقود واحد في أعلاه فيقطف وفيه اخضرار، فيعلق في البيوت وشيئا فشيئا ينضج وإذا قطع العنقود سقطت الشجرة وخلفها من نباتها غيرها وأصل توليدها يؤخذ الثمر الطيب ويدق معه أصول القلقاس في موضع مشمس دائم، ويسقى دون انقطاع، ويكون في موضع لا تناله الرياح حتى ينبت، فيكشف عن أصله ويشق بقطعة ذهب، ويوضع فيه نواة ثمر طيبة، ويشد عليها بورقة بردى أو بخيط صوف، ويطين بطين لزج ثم يدفن على عمق أربعة أصابع ويسقى كل يوم حتى ينبت فيخرج منه الموز. وغرسه في كانون الأول وشباط ويطعم آخر الصفي. وقيل يدخل في الشق ثمرة مشدوخة وتكون النواة أنثى وهي النواة القصيرة.
الباب الخامستقليم الأشجار وكسحها وتذكيرها وتحسين حملها وحفظه
اعلم أنه إذا ضعف من الفروع شيء ينبغي قطعه لترجع المادة إلى الأقوى، ويقطع ما نشأ في غير موضعه، ويكون الكسح في الشتاء قبل جري الماء في العود. والزيتون ينبغي أن تكون عيونه أكثر، ويكون الكسح في الزيتون كل ثلاث سنين أو أربع، أما ما ينبت في السواقي فيقطع كل سنة. وأول تشذيب الشجر يكون من الحادي عشر من تشرين الثاني حتى الرابع عشر من كانون الأول. والكمثري يشذب تشذيبا خفيفا أما السفرجل فشذبه كفي شئت. والأجاص والبرقوق يشذبان بلطف. أما التين فإنه يجود بالكسح، ولا يضره كثرة ما يقطع منه، وكذا الكرم به إنها ينموان أكثر بالكسح، ولا يضره كثرة ما يقطع فإنها تجود بالكسح الكثير. والبندق وأشجار النُفل تحتاج إلى الكسح في صغرها قبل إثمارها فإنها تنمو وتطول، ولكنها لا تقطع بحديد إلا بعد أربعة أعوام، لأنه سم لها بل تقطع باليد وإذا قطعت بالحديد فلا يكون بالضرب فإنه يؤذيها وإن كان موضع القطع كبيرا يطين بطين لزج من تراب أبيض.
أما التقليم فيكون على علو قامة الإنسان. وذوات الألبان يوافقها الكسح كل عام، كالتين والتوت أيام جمع ورقه، وليحذر من سلخ جسم الشجرة أو شقه والشجر الهرم يقطع بالمنشار أو بغيره من أسفله، ثم يعرك موضع القطع بالطين لئلا يسوس أما الشجر الشاب فيبقى ويخفف من أغصانه أما الجوز والحور فاقطعه كفي شئت والحور الرومي تصلحه التنقية وتقويه، وكذا الميس والرند قلمه ونقه كفي شئت، وإن قطع أعلاه صلح وعاد أجمل مما كان. والزيتون لا يضره ما قطع منه، وإن جف عرق منه وقطع من عند الأخضر عاد إلى حالته الطبيعية، وإن بقي شيء من اليابس لا ينبت شيء في أسفله وإذا قطع الزائد من قضبانها زاد حملها. أما وقت قطعها وبعد جني ثمرها، وكذلك العنب والخروب والبلوط. يكسح الزيتون بكلاّب حديد ضربا متتابعا. والأشجار ذوات الأصماغ لا تتحمل الكسح ولا التقليم ولا قطع أعلاها إذا جاوز ذلك قدر قامة الإنسان كالخوخ فإنه لا يمس بحديد، وكذا السفرجل والقراصيا والتفاح والأجاص والصنوبر، وإذا قطع أعلاه لم يعد كما كان، بل ينبعث فيه شعب ضعيفة هزيلة. والنارنج والليمون والسرو وأشباهها مما لا يسقط ورقه يقلل تقليمها، وكذا الرمان والتفاح والفستق والأجاص والبشم لا تقلم. وإذا توقف شجر عن النمو أو يبس أعلاه يقطع بحديد قاطع أو منشار على قدر ذراع من الأرض أو أكثر ويتعهد بالسقي والمداراة حتى تثمر، وقد عولج بهذه الطريق كثير من الشجر كالسفرجل والرمان وغيرهما فعاش نحو مائة سنة.
وحب الملوك إذا ضعف يقطع من أسفله، لا من أعلاه، والتوت إذا ضعف يقطع أعلاه، فإنه يعود كما كان، والأترج والنارنج والليمون والياسمين تقطع الشجرة أو تنشر على وجه الأرض إذا يبست ويتعهدها الزراع بالسقي فإنها تعود سريعا كما كانت. وشجرة الخوخ إذا ضعفت وهرمت تقطع بالمنشار من فوق وجه الأرض بنحو شبر ويكون ذلك في تشرين الأول، ثم يرد التراب عليها وتسقى بالماء كل ثمانية أيام، فإذا نبتت تسقى كل خمسة عشر يوما مرة إلى آخر الصفي، ويتكرر ذلك في العام الثاني والثالث، فإنها تعود شجرة كما كانت ويكثر حملها. وشجرة الأجاص والتوت وشبهها مما يسقط ورقه، إذا هرمت تعالج بالقطع، فإنها تلقح لقحا جيدا، وترجع فتية. والأشجار التي ييبس جزء كبير منها تقطع من أعلاها إلى موضع ليس فيه يبس، ويكون ذلك في الخرفي، فإذا تعهدها صاحبها بالعناية والدراية رجعت كما كانت. وفي تشرين الأول ينقى الورد بالأيدي من العشب ثم يقطع جميع ما حوله من النبات والعليق، وتنبش أرضه في تشرين الثاني يقطع جميع ما فيه من اليابس وكذلك في نصف نيسان، لا تمس حتى فصل الربيع.
وأما تذكير الشجار فالتين الذكر وهو الفج البيض أو الأخضر، ووقته في أيار وطريقته أن يجنى التين الذكر حين يبيض أو يصفر وتبدو في فمه فتحة صغيرة يخرج منها حشرة تشبه البعوض فينضم منها اثنتان أو أكثر في شعرة أو خيط، ويعلق على أغصان التين وهو طري ناعم وحجم التين الذكر بقدر الفولة أو نحوها. وإن فرش في أصل شجرة التين رماد - أي رماد - كثر نتاجه واخضراره. وقيل إن علق ورق السوسن عليها لم يتساقط ثمارها وإن كشف عن أصلها وطليت عروقها وغصونها بثمرة الفرصاد لم يسقط ثمرها قبل نضجه، وكذا إن حشيت عروقها بملح فإن يسرع في نموها وحملها. وقيل يخلط ماء الزيتون بماء عذب ويصب على أصلها فيكثر حملاه. ومنها الرمان فإن علق على شجرة من أصول لسان الجمل حتى يجف فإن ذلك يكثر في حملها ويمنع فساد لونه وقشره. وإن تساقط الرمان قبل نضجه دخن بالخزامي من حوله، وإذا علق في ثلاثة أغصان أو أربعة منها في وسطها من ناحية الجوف صرر في كل صرة وزن درهمين كمون فهو ذكارة لجميع بطونها وإن علق عليها صفائح رصاص لم تسقط ثمرتها. وقيل يثقب الأصل بمثقب ويضرب فيه مسمار من عود الطرفا فيكون ذلك ذكاره. وإن جمع أغصان الطرفا في حزيران بورقها ونورها فإذا كان صباح اليوم الرابع والعشرين جمع قبل طلوع الشمس وجعل ذلك على شجر الرمان بين أغصانها فإنه ذكاره. وقيل أوفق ما يكون أن يجعل في أصل كل شجرة
مقدار حمل من الرماد - أي رماد كان - في شهر كانون الثاني ويسقى بالماء ثلاث مرات فإنها تجود. وإن غرس بصل الغار إلى جنب شجرة الرمان بحيث تلتحم عروقهما كان ذلك نافعا له. وكذا إن غرس الآس إلى جانب الرمان زاد حمل الرمان وطرد عنه الآفات. ومما يزيد في حجم الرمان أن يجعل مع قضبانه أو حبه إذا زرع دقيق الباقلاء بقشوره وبقدر ملء الكف وذلك بأن يلقى في الحفرة وتغرس القضبان عليه، وأحسن من ذلك أن يدق الحمص معه ويبل باللبن الحليب ويجعل مع القضبان أو الحب إذا زرع، ويصب على الحب في حفرته العسل، فيخرج شديد الحلاوة بغير نوى. ومنها النخل وهو شجر لا بد من تلقيحه بكش نخلة ذكر وهو معروف ويكون ذلك حين تنفرج الشماريخ ويصب الحب كالأقماع وطريقته أن يؤخذ الشمراخ من كش النخلة الفحل ليحرك فوق النخلة. ومنها الفستق يذكر بالبطم، وإذا أخذ ورق السرو وجفف ودق ناعما حتى يصير غبارا ثم يذر على شجرة الفستق مع كل ريح تهب مدة ثلاثة أيام أو خمسة، فإن حب الفستق لا يسقط وقيل يكون بين كل مرة وأخرى عشرة أيام. وقيل يعمل بورق البطم مثل ذلك. وقيل يؤخذ حب الحبة الخضراء أو ورقها وينظم في خيط ويعلق على الفستق فهو ذكارة. وقيل، يذكر الفستق بالذهب الخالص، فيؤخذ منه زنة ثمان حبات أو سبع حبات شعير ويقسم أربعة أقسام ويكشف عن جذورها بعمق نحو شبر ثم توضع تلك القطعات فيه من أربع جهات ثم يرد التراب عليها. وقيل ينقر بمثقب في أصله في أربع جهات، ويوضع في كل ثمن دينار من الذهب. ومنها الخوخ إذا تساقط قبل نضجه تعلق عليه العظام وأحسنها عظام الكلاب، فإنها تحمل ولا يسقط ثمرها عنها، وإن علقت عليها الخرق الحمراء واللبود الحمر الموجودة في المزابل أمسكت. وقيل يكشف عن أصلها ويشق ويضرب فيه وتد كبير من عرعر حديث طيب الرائحة، ويرد عليه التراب، فإنها تحمل، وكذا المشمش والموز والقراصيا والأجاص. وإذا دق وتد من خشب الصفصاف في أصل الخوخ تقلص حجم نواه. وحب الملوك - وهو القراصيا - يؤخذ من أول حملها نواة واحدة، ويشق أصل الشجرة أو يثقب، وتوضع تلك النواة فيه فهو تذكيرها. والكمثري - وهو الأجاص - يذكر بالذهب، وذلك بأن يكشف عن أصلها أيام إزهارها ويشق في أربعة مواضع متوازية، ويدخل في كل شق سير من الذهب، ويرد التراب على أصلها، فلا يسقط ثمرها ويكثر حملها. وقيل يؤخذ ربع دينار من ذهب ويعلق في أعلى الشجرة وقد جرب كثيره وقليله فنجح. وقيل يوضع الملح في أصلها في كانون الأول. وقيل إذا لم تحمل شجرة الكمثري فاثقب في أصلها ثقوبا على السواء، واضرب في كل ثقب مثل إصبعك في الطول وتدا من عتيق خشب الصنوبر الأحمر حتى يغيب ويستوي مع الأصل، ثم غطه بالتراب، فتحمل ولا يسقط ورقها وهي عملية مجربة. وقيل يكون الوتد من العرعر. ومما يكبر الكمثري أن تثقب ساقها قريبا من الأرض وتدخل فيه وتد بلوط ويضرب حتى يغيب ثم يطمر بالتراب. ومما يزيد في حلاوته وعصارته المائية صب ماء عذب في أصل الشجرة بعد غليه في قدر ويرش منه على أغصانها وورقها كل شهر يوما عند زيادة القمر فإذا تكرر ذلك أربع مرات كثر الحمل وحلا وزادت عصارته. وإذا طلي ساق شجرة الكمثري بعكر زيت، وكذا كل شجرة لها قبض أو حموضة زال قبضها وأسرعت حلاوتها. ومما يزيل الدود منها وينضجها تزبيلها بزبل خليط من روث البقر وغائط الناس وورقها. فينبش عن جذورها ويطمر مخلوطا بتراب ناعم جاف. وكذا روث البقر إذا سحق وخلط بتراب الطرق المسلوكة وبل بماء عذب وخلط بدردي الزيت ثم طليت به أصول شجر الكمثري فإن ذلك ينفعها ويدفع عنها الفساد. وقيل يذكر شجر الكمثري بالطرفا تدخينا. وإذا أردت أن يكثر حمل الكمثري ويكون حلوا كالعسل، فاثقب في أصل شجرتها القريب من الأرض ثقبا نافذا واضرب فيه وتدا من عود دردار أو صنوبر، حتى يمتلئ الثقب أو عود بلوط، وغطه بالتراب.
وأما شجرة اللوز فإنه إذا أخذ الريش القصير من الطير فجعل في خرقة حمراء أو لبد أحمر وعلق على شجرة اللوز لم يسقط ثمرها. وقيل إذا أزهر، تعلق عليه خرقة حمراء قرمزية فإن زهره لا يسقط وإذا لم يحمل اكشف عن أصله في الشتاء واثقب فيه ثقبا وضع فيه عود دردار واسقه بولا عتيق وغطه بالتراب، وكذا الجوز تؤخذ خرقة من صوف أحمر أو لبد أحمر ويصر فيهما الناعم من ريش الطير ويعلق على الجوز فلا يسقط ثمره. وإن طرحت زهرها علق عليها خرقة حمراء قرمزية فإن لم تحمل يثقب أصلها ويوضع فيه عود دردار. وقيل تعلق عليها خرقة صوف أحمر يصر فيها ريش ناعم يؤخذ من أي طير كان في مواضع منها، فإن حملها يعظم ولا يسقط. وقيل يشق أصلها في موضعين ويدس في ذلك عود عرعر وقراضة ذهب أحمر يوطمر بالتراب فإنها تحلم.
وأما المشمش فتوضع عند أصله العظام والشقف والحصى فإن ثمره لا يسقط. وأما الزيتون الذي لا يحمل فإن أخذ رجل أسود ملء يمينه من حب الزيتون الناضج وأخذ بشماله فأسا وحفر في أصل زيتونة نقص حملها أو غيرته آفة ويكون ذلك يوم السبت، ودفن ذلك في أصلها بحيث يقع حب الزيتون على العروق وغطاه بالتراب وصب عليه من أول ليلة الأحد الماء وكذلك في الليلة التالية فإن تلك الشجرة يكثر حملها وثمرها ويكبر ورقها ويطول بقاؤها. وإن عدمت الماء لا يضرها. وإذا بلغ ثمرها لا يسود، بل يستمر أصفر إلى بياض، وهذا من الخواص. وتبن الباقلي إذا ألقي عند أصولها ثم سقيت لا يسقط ثمرها ولا ورقها. وإذا زرع الرمان مع الزيتون كثر حمل الزيتون. وإذا سقط ثمر الزيتون قبل نضجه تؤخذ حبات فول مما فيه الدود فيدفن في أصل الزيتونة، ثم يغطى بالتراب والروث، فإن ثمرها لا يسقط قبل نضجه. وقيل يجعل حواليها قليل من ملح وزبل بمقدار نصف قدح عند أصلها، ويغطى بالتراب الناعم، ويحفر بعد ذلك فإن الثمر لا يسقط قبل نضجه. وكذلك الرند والفستق والزعرور والقراصيا. وأما التفاح فإنه يعلق عليه - إذا نور - بصل الغار فيتماسك ثمره. وقيل يثقب أصله ويسمر فيه عود طري من صنوبر، فإنه يذكره ويدفع عنه الدود.
والخروب منه ذكر وأنثى، فإذا لقحت الأنثى بالذكر نفعها. والعنب إذا سقط ثمره وهو صغير يلقى في أصله رماد عتيق فإنه نافع له. وإن أريد تكثير حمله تؤخذ ثلاث قرون من قرون العنز وتدفن منكسة حوالي الكرمة، فإنه تحمل حملا كثيرا. والأجاص، وهو عيون البقر، ذكاره أن يكسر بعض أغصانه النابتة معلقة غير منفصلة فتحمل حملا كثيرا. وكذا إذا حمل عليها الدوالي، فإنه كلما كثر ثقله عليها حملت حملا وافرا. وقيل إن ضرب وتد من الدردار في أصلها عند أزهارها وانعقاده كثر حملها، واشتدت حلاوته. وإن ثقب من أصل الشجرة بمثقب غليظ ثقبا وأدخل فيه عود بلوط، كثر حملها وحلا وطاب. وإذا قلّ حمله أو سق، يكشف عن أصله على عمق ذراعين من كل جهة، ويصب الملح ثم يرد التراب عليه ويدك بالقدم ويسقى ساعات ويغمر بالماء ويكون ذلك مرة واحدة في كانون الأول، فإنه يكثر حمله ولا يسقط ورقه ولا ثمره.
وأما الأترج والنارنج فيضرب في أصله تحت الأرض وتدان من خشب الليمون ومن الآبنوس ويغطى بالتراب فذلك نافع له. وإذا ذُكِّر بالذهب في أربعة ثقوب في الأصل حمل ومما يزيد في حمله وحجم ثمره ولذة طعمه أن يحفر حوله بلطف ويزبل بغائط الإنسان القديم ثم يسقى بالماء فينتفع به انتفاعا كبيرا. ومن التذكير العام لسائر الأشجار إذا قلّ حملها بأن يكشف عن أصولها من ناحية الجنوب ويثقب فيه ثقبا نافذا إلى الشمال، ويؤخذ قضبان من شجرة زيتون ويدخلان في ذلك الثقب مخالفين بطين معجون بشعر، فإن تلك الشجرة تحمل إن كانت شجرة زيتون أو غيره، ويفعل ذلك أيضا بقضبان الدردار والبلوط. ومن تذكير الشجار أيضا على العموم ورق السرو إذا جفف ودق ناعما وذر على الشجرة أي كانت في وقت إزهارها ثلاث مرات أو خمس مرات في خمسة عشر يوما، فإنه لا يسقط حملها. ومتى كثر سقوط الحمل من أي شجرة كانت يثقب في أصل تلك الشجرة ثقب واسع يدخل فيه حجر ويضرب بقوة حتى يغيب فيها، ثم يطين بطين أبيض، فإنها لا يسقط من ثمرها شيء. أو أن يكشف عن عروقها برفق، وتحشى الحفرة بتراب أبيض فلا يسقط بعد ذلك من ثمرها شيء البتة، ومنه حشيشة يذكر بها الشجر تنبت مع القمح والشعير، ذات حب أسود تقلع ويصنع منه اكاليل يوضع على كل فرع شجرة مثمرة إكليل فإنه لا يسقط ثمرها بعد ذلك البتة، ويزيد حملها. وبعضهم يصر شونيز القمح في خرقة ويعلقها في عنق الشجرة فتمنع تساقط ورقها. وقيل إن زرق الحمام إذا وضع على أصول الشجر مبلولا بالماء فيعل ذلك. وقيل إن طوقت الشجرة من أسفل بطوق من رصاص وغطي بالتراب فعل ذلك أيضا. وقد جرب المجربون في تثبيت الثمر حتى لا يسقط قبل النضج أن يكتب رقعة فيها هذه الآية (إنّ الله يُمسكُ السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهُما من أحد من بعده) وتعلق على الشجرة. وقيل تكتب آية أخرى وهي (إن الله يمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه إن الله بالناس لرؤف رحيم) أو تكتب الآية (ولبثُوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا).
وقال جماعة من الحكماء: يمكن الحصول على تمر حلو لذيذ إذا سقيت منابت الشجر بالماء المحلى بدبس النحل. ويسقى الرمان الماء مخلوطا بالعسل وكذا البطيخ والقثاء. ومما يقوي الكروم ويحسنه ويزيد فيه ويسمن حمله أن تُحرق أغصان الخلاف مع ورقه ثم يخلط رمادها بروث البقر المحروق أو المسحوق وينثر الخليط على ورق الكرم. وكذا ينثر على ورق البطيخ والقرع وما أشبهها مما ينبت منبسطا على وجه الأرض ولا يقوم على ساق. ومما ينفع الكرمة ويسرع في إنباته وضع قطع من البلوط بالقرب من جذورها أو نثر الكرسنة جريشا مدقوقا في هاون كما ينفعه الخليط المصنوع من تبن الباقلي وتبن الشعير وتبن الذرة وخشب الكرمة المضروب بالعصا وروث البقر وإذا خلط مع قليل من ورق الخردل أبعد عنها الحشرات والهوام. ومن علامات نمو أشجار الكرمة ودلائل صحتها أن يخرج من كل عقدة في الغصن عنقودان أو ثلاث وقيل أن أسراج المصابيح في الليل بين أشجار الكرمة ينفعها كثيرا. وكذلك إذا جعل عند جذورها قليلا من العنب والزبيب المرضوض أو غير المرضوض فإن يزيد من عصارته. وإذا توقفت شجرة عن الحمل يشق أصلها ويدخل فيه حجر فإنها تطعم على أن لا يكون الحجر مدحرجا. ومما جرب تهديد الشجرة بالقطع بعد أن تضرب ضربة خفيفة فيقول صاحبها إني سأقطعك إذا لم تحملي فيشفع فيها رجل آخر بقوله دعها، فإنها ستحمل من قابل فيتركها فتحمل وهذا ما اتفق عليه الفلاحون والمجربون، وبهذا استدل الحكماء أن للنبات نفسا مدركة وكذلك يصنع بالتي تحمل سنة ولا تحمل أخرى.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)