والكبر ويسمى القبار بري، وينقل من البر إلى البساتين، وهو حاد جدا حار، وما يزرع في البساتين أطيب وألذ طعما وأكثر طراوة، وهو ينبت وحده في الخراب والبر، وينقل في آذار بأصوله وعروقه وترابه اللاصق به، ويزبل كثيرا ويدار عليه الماء باستمرار كالباذنجان ويكبر حتى يلحق بالكرم ويحمل شيئا كالنبق خاليا من المرارة يجيد في البر أكثر من البساتين لكن ثمرته أكثر مرارة، وينقع في الخل والملح أياما ثلاثة ثم يصب ذلك عنه ويغسل بالماء الحار حتى تذهب الملوحة والحموضة، ثم ينشر في الهواء حتى يجف فيؤكل ألوانا مربى بعسل أو بس أو سكر، وينقع في الخل ويؤكل مخللا، ويكبس بالملح ويؤكل، أو يطبخ باللحم قبل تحليته، وربما يغمر باللبن ويطرح عليه قليل من أرز مطحون نيا أو محمصا قليلا ويؤكل بعد سبعة أيام فما بعدها. ومن خواصه إذا جعل في عصير العنب يحفظه من الغليان كالخردل، وأصله حاد ومنه نوع يخرج لبثور الفم ويورم اللثة، وأجوده البستاني، وأنفعه قشور أصله، وهو حار يابس في الثانية، وقيل في الثالثة محلل، وفي قشوره مرارة وحدة ويحلل ورم الخنازير والقروح الخبيثة، والمملح منه ينفع من الربو، وهو أنفع شيء للطحال شربا وضمادا بدقيق الشعير، ويدر الحيض، ويقتل الديدان في البطن، ويزيد في الباه، وهو ترياق من السموم. والمصنوع بخل فيتح انسداد الطحال وتصلبه، وينقي بلغم المعدة، وقدر ما يؤخذ منه درهمان. وقيل إنه يضر المثانة، ويصلحه الأسطوخودس، ويحقن بعصيره لعرق النساء، ويقطر في الأذن فيقتل دودها.
والسبستان أجوده القوي الرائحة، وهو يحمل خمسة أغصان لطاف، تتفرع من أصل واحد، وعليها ورق يحمل حبا يؤكل إذا جف وطحن وخبز وربما قلي على نار قليلا قبل طبيخه، ويزرع حبه في كانون الأول، ويزبل كالشجر، وفي البلاد المصرية يزرع حول الأرض المزروعة قصب السكر ونحوه، وإذا طبخ حبه بالماء حتى ينضج جعل في صحيفة وترك حتى يجف من الماء ويصب على اللبن المخيض ويؤكل، وهو أشبه الأدوية من الأغذية، وأجوده القوي الرائحة، وهو حار يابس في الثانية، وقيل إن حرارته في الأولى، ودرهمان منه ينفع من أورام الطحال مع أوقية سكنجبين، وإن غلي بالخل وضمد به على الطحال نفعه. وهو يقطع الباه ويزيل الصداع البارد ضمادا، وينفع من انسداد الكبد والطحال مع السكنجبين.
والسماق توافقه الجبال والصخور والأرض الصلبة، ويعلو قدر ثلاثة أذرع، ويصنع منه خبز بعد نقعه. والسماق منه خراساني، ومنه شامي وهو أخضر، والخراساني أحمر، وهو بري وبستاني، ومنه أبيض، ولا يحتاج إلى كثرة اعتناء وزبل، ومنه البعل ومنه ما يسقى وأجوده الحديث الأحمر، وهو بارد في الثانية، وقيل في الأولى، يابس في الثالثة، قابض يمنع النزف، وإن صر في خرقة وعلق على من به سيلان دم من أي عضو كان من جرح أو رعاف أو نزف بواسير أو مخرج قطعه. وإن رش بمائه في بيت هربت من البراغيث، ويمنع انصباب الصفراء في الأحشاء، ويمنع الغثيان وفيتح الشهية للطعام، وماؤه يقوي البصر إذا اكتحل به، ويسكن العطش، وهو دباغ للمعدة مقوّ لها يمسك البطن، وقدر ما يؤخذ منه للمداواة خمسة دراهم، وإذا اكتحل بمائه في ابتداء علل العين الحادثة عن حرارة منع امتداد المرض إليها، وقوى العين، وصمغه جيد لتآكل الأسنان، وإذا وضع في الأضراس سكن وجعها، والسماق يضر الكبد لكن يصلحه المصطكي، وهو ضار لأصحاب السوداء.
والماميتا بستاني وبري، وهو من أصناف الخشخاش، مر الطعم، ساطع الرائحة، زعفراني العصارة، لوون زهره كلون زهر الزعفران المحلول بالماء وهو يشبه الهندباء تعلوه غبرة، ويصير له أغصان في أعلاها أقماع تنشق عن نوار أصفر كالنرسج، مثل اللوبياء، أطرافها كأفواه العلق، وبزره أسود دقيق أغلظ من بزر الرجلة ويمكث في الأرض أربع سنين، وهو بارد يابس في الولى، قابض ينفع من الأورام الحارة، وابتداء بالرمد، ويقوي العين.
والجرشف منه بستاني، والبستاني يزرع في تشرين الآخر، وتنضج ثمرته في الربيع، وهو يتجدد كل عام عن عروقه وبصلته الباقية تحت الأرض، ويالي سقيه في الحر فيعظم ثمره، وهو يحب الزبل والماء خصوصا في الحر. والبري من الجرشف معتدل الحرارة رطب في الثانية، وقيل بارد، وقيل حار يابس في الثانية. وماؤه يقتل القمل إذا غسل به الرأس، ويزيل نتن الإبط إذا أكل، وهو محلل للأورام، ويخرج البول النتن، ويزيد في الباه، ويلين الطبع، ويخرج البلغم.
والحرمل يزرع بزره في آذار ولا يتحمل الماء الكثير ولا الزبل، ويجمع بزره في حزيران وتموز، وهو ينبت وحده كثيرا وتناسبه الأرض المحجرة. ورقه كورق الخلاف، له نوار كنوار الياسمين ابيض طيب الرائحة، وهو حار يابس في الرابعة، وقيل في الثالثة، وينفع من وجع المفاصل طلاء، ويدر البول والطمث، وإذا خلط بعسل ومرارة حجل أو دجاج وماء الرازيانج قوى البصر إلا إنه يسبب الغثيان ويمنع القولنج شربا وطلاء، وهو يسكر كالخمر ويصلح غثيانه مربيات الفواكه.