والخبازي نوع من الملوخيا، وهي برية وبستانية والبرية ألطف وأيبس والخبازي القرطبية ساعدها غليظ، وحجم ورقها شبران ترتفع بمقدار قامة الفارس. وطبع الخبازي بارد يابس في الأولى، وقيل معتدل في الحر والبرد، وورق البرية مع الزيتون ينفع من حرق النار، والخبازي تسكن لسع الزنبور ضمادا، وخصوصا مع زيت.
والهليون بري وبستاني، وينقل البري إلى البستان ويقلع بعروقه وترابه ويسقى حين غراسه ويرعى حتى يعلق ويتمكن، ويسقى كل أسبوع مرة، ووقت غراسه في شباط، وهو ذو قضبان في غلظ الإصبع أو دونها، عليها ورق وبزور، وأكله عند ظهور بزره وقبل تفتيحه وهو ينبت وحده كثيرا في المواضع الندية ومجتمع مياه الأمطار، وإن أخذ إنسان من الهليون قضيبا واحدا وطلاه بالعسل ومرغه في رماد فحم البلوط وألبسه طينا وطمره في الأرض خرجت منه قضبان كثيرة بيضاء للغاية، وفي بعضها حمرة مشوبة بصفرة، وفي أعلى أطرافه ألوان. والهليون يخرج من قرون الكباش إذا دفنت في الأرض مغمورة كما تقدم، وهو نبات شامي، يجود في الشام ويبعث على الجماع، ويقوي الظهر والذكر، ويزيد في الدم، وأصله يذهب سهولة اللحم، وإذا جفف أصله وسحق وبلّ بدهن سمسم وطلى به إنسان يديه ورجليه وأخذ خوابي النحل لم تضره لدغته ولا تؤلمه. وإن جعل في الخل والملح نيا كما قطف من أصله وترك في إناء نحو شهر صار له طعم لذيذ وأصبح غذاء مقويا. وإن سلق وصب عليه الخل والمري والزيت وتأدم به مع الخبز كان طيبا، وربما طرح في الأطعمة، لا سيما الحامضة، وإذا دسم كان طيبا وأجوده البستاني الغض المنقط، وطبع الهليون معتدل، وقيل حار رطب، وهو فيتح انسداد الأحشاء والكبد والكلى، وينفع من اليرقان والقولنج والبلغم وعسر البول، ويزيد في ألباه، ويولد المني، ويحرك شهوة الجماع، وينفع من وجع المفاصل، وينبغي أن يسلق ويطبخ باللحم، وإن علق أصل الهليون على الضرس قلعه من غير وجع، وإن شرب كلب الماء طبيخه مات.
ولسان الجمل وهو كبير - ويسمى عند أهل الشام إذن الجدي - وصغير، والكبير يزرع بزره في آذار ونيسان، ويتم نموه في آب، ويزرع عند السواقي ونحوها، وهو ينبت وحده على السواقي وأنفعه الكبير الورق الجديد، وهو بارد يابس في الثانية، وورقه قابض رادع يمنع سيلان الدم، ويعلق أصله على عنق صاحب الخنزير فينفعه، وهو ضد الأورام الحارة وحرق النار والنملة والشري وداء الفيل والصراع. وماء ورقه ينفع من القلاع، ويوضع على عضة الكلب الكَلِب.
والبنج ينبت وحده كثيرا في الأرض الصلبة المحجرة، وفي حيطان البنايات ذات الأحجار، وهو ثلاثة أنواع، أسود، وأحمر، وأبيض. وزهر الأسود أرجواني، وزهر الأحمر أصفر، وزهر الأبيض أبيض. والأبيض رطوبته دهنية، وهو أجودها وأسلمها، وهو الذي يجوز استعماله. وإن لم يوجد فالأحمر، ولا يجوز استعمال الأسود بحال. والأبيض بارد في أول الثانية، وهو مخدر يقطع نزف الدم، وقوة بزره شبيهة بقوة الأفيون، ينفع من نفث الدم المفرط، ويسكن الأوجاع كوجع النقرس طلاء وشربا قدر ثلاثة قراريط مخلوطا بماء العسل وينفع من وجع الأذن، ومع دهن ورد وخل يعين على وجع الأسنان، ويطلى به على أورام الثدي وهو فيسد العقل ويبلد الذهن، ويحدث جفافا وجنونا وورما في اللسان وخروج زبد من الفم واحمرارا في العين وضيق نفس، وغشاوة على العين، ويداوى من سقي منه بالماء الحار والدهن والعسل وتنظفي المعدة منه ثم يسقى اللبن الحليب ومرق الدجاج والحملان السمان.
والكرفس منه بستاني عريض الورق ومنه دقيق الورق يشبه ورق الكزبرة، ينبت على شواطئ الأنهار ومجاري المياه، ومنه بري يسمى سمورينون، ومنه ما ينبت في الماء، ويسمى السير، والكرفس البستاني يزرع في أيلول وشباط وآذار وهو يحب الماء الكثير، ولا يطيق الزبل، ومنه الكرفس الرومي، وهو المقدونس، ون احب أن يكبر الكرفس ويعظم ويغلظ، يأخذ من بزره مقدار ثلاثة أصابع ويصرها في خرقة كتان ثم توضع في حفرة وتغطى فيجيء النبات عظيما. وكذا الكراث، وإن حفر عن أصله بعد أن ينبت ثم يطرح حواليه تبن مخلوط تراب، ثم يسقى كبر كثيرا، ومما يزيد في حجمه أن يدق بزره برفق ويزرع بعد أن يدلك دلكا رفيقا، ويزرع في السنة كلها، وينثر نثرا على الماء. ويزبل الكرفس كالسداب في منبته بجقيق الكرسنة وإذا زبلت به أصوله وسقي الماء أطعم وطاب طعمه ورائحته. ويختلف الكرفس باختلاف البلاد فمنه الرومي، وهو المقدونس، وهو جيد للمعدة، ويدر البول والطمث، ومنه الجبلي وهو ذو بزر أسود شبيه بزبيب الجبل، وهو حار يابس في الثالثة، يدخل في الأدوية وغيرها، وأقوى الكرفس الرومي الجبلي، وقرة العين ينبت في الماء، ويسمى كرفس الماء وجرجير الماء، ويسمى السير، ويكون في المياه الراكدة، وفيه عطرية، وهو مسخن وينفع من الانتفاخ ويفتح الانسداد وراكب البحر إذا شرب من بزره درهمين سكن عنه الغثيان. والبري ينفع من داء الثعلب، وشقوق الأظفار وشقوق البرد،
والثآليل، والبستاني منه ينفع من الربو وضيق النفس وأورام الثدي، وطبيخه وحده أو مع العدس يقيء به من سقي سماء وهو يسكن وجع الأسنان، لكنه يفتتها، ويضر المصروعين وبالحبالى ويهيج الصداع ويصلحه الخس. والسداب منه بري ومنه بستاني، يزرع في الربيع كله، وبزره يزرع في كانون الثاني وشباط وآذار، ويسقى بالماء مرتين في الأسبوع حتى ينبت ثم يعطش ويسقى مرة في الأسبوع في فصل الربيع والصفي والخرفي، ويقطع عنه الماء في الشتاء، ولا يزيل إلا بالرماد في الشتاء. ويقال أن المرأة الحائض إذا مسته مات. ويزرع كل سنة، وكل وقت، وأنسب الأوقات تشرين الأول. ويعطش أسبوعا ويسقى أسبوعا وتزبل أصوله بغائط الناس. ومن خواصه النفع من الصرع فإذا مضغ المصروع شيئا من بزره وأمسك نفسه قليلا عقب شمه وتنشقه لم ترجع العلة اليه، ومضغه يقطع من الفم رائحة كل شيء يأكله أو يشربه الإنسان. وإذا علق السداب عند مأوى الدجاج لم يعرض لهن النمس، وإذا علق على طير تحت جناحه لم تقربه النسور. ولا يؤكل السداب مع البصل، فقد أعمى كثيرا. وإذا خلط بمرارة الثور وطليت به البثور والثآليل أبرأها، وإذا خلط بلبن المرأة وضمد به الرأس أذهب ظلمة البصر والكلف. وإن سحق مع الزيت وطليت به عضة الكلب الكَلِب سكن وجعه. والبري أشد اسودادا من الخردل. وصمغه أقوى فعلا منه، وفيهما حدة وقليل من مرارة. وأجوده الأخضر الحاد الرائحة البستاني، الذي ينبت عند شجر التين. والأخضر الرطب منه حار يابس في الثانية، واليابس في الثالثة، والبري في الرابعة. وقيل في الثالثة ينفع من داء الخنازير إذا ضمدت به، وينفع من الفالج والرعشة وأوجاع المفاصل شربا وضمادا. ويضمد به الصداع المزمن مع السويق، ويضمد به الأنف مع خل يحبس الرعاف، ويسكن دوي الأذن وطنينها ويقتل الدود ويحد البصر كحلا وأكلا، وينفع من الاستسقاء ضمادا مع التين، وهو يقوي الشهية ويقوي المعدة، ويسكن المغص. وينفع مع الحميات وهو يقاوم السموم وينفع الكابوس، وقدر ما يؤخذ منه ثلاثة دراهم، لنه يجفف المني ويقطع شهوة الباه. وقد يضر البصر ويصلحه الآينسون.
والصعتر منه بستاني ومنه بري، ومنه طويل الورق، وهو أقوى فعلا، والآخر مدور، وأجوده صغير الورق البري، ومنه نوع زهره أخضر مائل إلى الصفرة، يزهر في الصفي في حزيران وتموز. ومنه نوع أحمر مائل إلى السواد، يشبه زهر الحبق وزهره أصفر يميل إلى البياض. ومن أنواعه الصعتر الفارسي، وزهره أزرق، وهو صفيي ويدوم حتى الخرفي، ويعرف بفلفل الصقالبة وتناسبه الأرض الجبلية البيضاء وتصلحه الشمس، ولا ينبت في الظل، ولا يحب الماء الكثير، ويزرع بزره في آب حتى آخر الخرفي، وقيل حتى أوله وهو يتجدد كل عام من أصوله. وينقل البري إلى البساتين وإذا أكل دفع ضرر البقول الباردة المسببة للانتفاخ وهو يحد البصر ويجلو غشاوة العين الناشئة عن رطوبة، وهو حار يابس في الثالثة، محلل ملطف، ينفع من أوجاع الوركين، ويسكن وجع الضرس إذا مضغ، وينفع الكبد والمعدة ويخرج الديدان، ويدر البول والطمث، ويقوي الشهية للطعام، ويحلل الرياح، ومقدار ما يؤخذ منه مثقال دهنه ينفع الصدر والرئة ويصلحه الخل الخمري.
والجرجير منه بستاني ومنه بري. وأجوده البستاني، وهو عريض الورق، خضرته فستقية، حدته قليلة طري رطب. ومنه ما ورقه دقيق فيه ضغط ودخول في جوانبه كثير، وهذا حاد حتى نوره، والبستاني العريض الورق يزرع في تشرين الأول، وهو حار في الثالثة وقيل في الثانية، يابس في الأولى، ورطبه رطب في الأولى، وماؤه يدر اللبن وهو يساعد على هضم الغذاء، ويزيد في الباه والمني، ويطلق الطبع، لكنه يسبب الصداع، ويصلحه الخس والهندباء أو الرجلة والخل.
والشبث يزرع بستانيا من كانون الآخر إلى أواسط شباط، ويزبل وأجوده الغض الطري الذي قد خرج من زهره، وهو منضج للأخلاط الباردة، مسكن للأوجاع، يطرد الرياح، ورطبه أشد انضاجا، ويابسه أشد تحليلا، وهو ينضج الأورام وينوّم، وقدر ما يؤخذ منه خمسة دراهم، وهو يدر اللبن وينفع من فواق الامتلاء الكائن من أصناف الطعام، وينفع من المغص، وعصارته تنفع من رطوبة الأذن، وتفتت الحصا في المثانة، ورماده يقلع البواصير الناتئة إذا ضمدت به، وإدمان أكله يضعف البصر ويضر بالمعدة والكلى والمثانة ويصلحه الليمون وقيل العسل.
والكبر ويسمى القبار بري، وينقل من البر إلى البساتين، وهو حاد جدا حار، وما يزرع في البساتين أطيب وألذ طعما وأكثر طراوة، وهو ينبت وحده في الخراب والبر، وينقل في آذار بأصوله وعروقه وترابه اللاصق به، ويزبل كثيرا ويدار عليه الماء باستمرار كالباذنجان ويكبر حتى يلحق بالكرم ويحمل شيئا كالنبق خاليا من المرارة يجيد في البر أكثر من البساتين لكن ثمرته أكثر مرارة، وينقع في الخل والملح أياما ثلاثة ثم يصب ذلك عنه ويغسل بالماء الحار حتى تذهب الملوحة والحموضة، ثم ينشر في الهواء حتى يجف فيؤكل ألوانا مربى بعسل أو بس أو سكر، وينقع في الخل ويؤكل مخللا، ويكبس بالملح ويؤكل، أو يطبخ باللحم قبل تحليته، وربما يغمر باللبن ويطرح عليه قليل من أرز مطحون نيا أو محمصا قليلا ويؤكل بعد سبعة أيام فما بعدها. ومن خواصه إذا جعل في عصير العنب يحفظه من الغليان كالخردل، وأصله حاد ومنه نوع يخرج لبثور الفم ويورم اللثة، وأجوده البستاني، وأنفعه قشور أصله، وهو حار يابس في الثانية، وقيل في الثالثة محلل، وفي قشوره مرارة وحدة ويحلل ورم الخنازير والقروح الخبيثة، والمملح منه ينفع من الربو، وهو أنفع شيء للطحال شربا وضمادا بدقيق الشعير، ويدر الحيض، ويقتل الديدان في البطن، ويزيد في الباه، وهو ترياق من السموم. والمصنوع بخل فيتح انسداد الطحال وتصلبه، وينقي بلغم المعدة، وقدر ما يؤخذ منه درهمان. وقيل إنه يضر المثانة، ويصلحه الأسطوخودس، ويحقن بعصيره لعرق النساء، ويقطر في الأذن فيقتل دودها.
والسبستان أجوده القوي الرائحة، وهو يحمل خمسة أغصان لطاف، تتفرع من أصل واحد، وعليها ورق يحمل حبا يؤكل إذا جف وطحن وخبز وربما قلي على نار قليلا قبل طبيخه، ويزرع حبه في كانون الأول، ويزبل كالشجر، وفي البلاد المصرية يزرع حول الأرض المزروعة قصب السكر ونحوه، وإذا طبخ حبه بالماء حتى ينضج جعل في صحيفة وترك حتى يجف من الماء ويصب على اللبن المخيض ويؤكل، وهو أشبه الأدوية من الأغذية، وأجوده القوي الرائحة، وهو حار يابس في الثانية، وقيل إن حرارته في الأولى، ودرهمان منه ينفع من أورام الطحال مع أوقية سكنجبين، وإن غلي بالخل وضمد به على الطحال نفعه. وهو يقطع الباه ويزيل الصداع البارد ضمادا، وينفع من انسداد الكبد والطحال مع السكنجبين.
والسماق توافقه الجبال والصخور والأرض الصلبة، ويعلو قدر ثلاثة أذرع، ويصنع منه خبز بعد نقعه. والسماق منه خراساني، ومنه شامي وهو أخضر، والخراساني أحمر، وهو بري وبستاني، ومنه أبيض، ولا يحتاج إلى كثرة اعتناء وزبل، ومنه البعل ومنه ما يسقى وأجوده الحديث الأحمر، وهو بارد في الثانية، وقيل في الأولى، يابس في الثالثة، قابض يمنع النزف، وإن صر في خرقة وعلق على من به سيلان دم من أي عضو كان من جرح أو رعاف أو نزف بواسير أو مخرج قطعه. وإن رش بمائه في بيت هربت من البراغيث، ويمنع انصباب الصفراء في الأحشاء، ويمنع الغثيان وفيتح الشهية للطعام، وماؤه يقوي البصر إذا اكتحل به، ويسكن العطش، وهو دباغ للمعدة مقوّ لها يمسك البطن، وقدر ما يؤخذ منه للمداواة خمسة دراهم، وإذا اكتحل بمائه في ابتداء علل العين الحادثة عن حرارة منع امتداد المرض إليها، وقوى العين، وصمغه جيد لتآكل الأسنان، وإذا وضع في الأضراس سكن وجعها، والسماق يضر الكبد لكن يصلحه المصطكي، وهو ضار لأصحاب السوداء.
والماميتا بستاني وبري، وهو من أصناف الخشخاش، مر الطعم، ساطع الرائحة، زعفراني العصارة، لوون زهره كلون زهر الزعفران المحلول بالماء وهو يشبه الهندباء تعلوه غبرة، ويصير له أغصان في أعلاها أقماع تنشق عن نوار أصفر كالنرسج، مثل اللوبياء، أطرافها كأفواه العلق، وبزره أسود دقيق أغلظ من بزر الرجلة ويمكث في الأرض أربع سنين، وهو بارد يابس في الولى، قابض ينفع من الأورام الحارة، وابتداء بالرمد، ويقوي العين.
والجرشف منه بستاني، والبستاني يزرع في تشرين الآخر، وتنضج ثمرته في الربيع، وهو يتجدد كل عام عن عروقه وبصلته الباقية تحت الأرض، ويالي سقيه في الحر فيعظم ثمره، وهو يحب الزبل والماء خصوصا في الحر. والبري من الجرشف معتدل الحرارة رطب في الثانية، وقيل بارد، وقيل حار يابس في الثانية. وماؤه يقتل القمل إذا غسل به الرأس، ويزيل نتن الإبط إذا أكل، وهو محلل للأورام، ويخرج البول النتن، ويزيد في الباه، ويلين الطبع، ويخرج البلغم.
والحرمل يزرع بزره في آذار ولا يتحمل الماء الكثير ولا الزبل، ويجمع بزره في حزيران وتموز، وهو ينبت وحده كثيرا وتناسبه الأرض المحجرة. ورقه كورق الخلاف، له نوار كنوار الياسمين ابيض طيب الرائحة، وهو حار يابس في الرابعة، وقيل في الثالثة، وينفع من وجع المفاصل طلاء، ويدر البول والطمث، وإذا خلط بعسل ومرارة حجل أو دجاج وماء الرازيانج قوى البصر إلا إنه يسبب الغثيان ويمنع القولنج شربا وطلاء، وهو يسكر كالخمر ويصلح غثيانه مربيات الفواكه.
والحبق، وهو أنواع كثيرة، ويسمى كله في الشام ومصر والحجاز وغيرها الريحان، ومنه الحمامي والصنوبري والحاجي، وهو الباذروخ، وله زهر عجيب، وورقه كورق البقلة اليمانية بحجم كف الإنسان ومنه الصعتري وله زهر أخضر يميل إلى الصفرة، ومن القرنفلي، ومنه المشرقي، وورقه دقيق وزهره فرفيري اللون يميل إلى سواد، ومنه الترنجاني ورائحته تشبه رائحة الأترج، ومنه السروي، وهو كالصعتري، إلا في الورق والزهر، فإن السروي يميل إلى غبرة، ونواره إلى حمرة، وورقه أبيض، ومنه الصقلبي، وقيل هو نوع من الحمامي، ومنه الرومي وهو كثير الورق، نواره جميل المنظر قصير السنابل، ومنه المقلوب الورق، وهو يتطلب الاعتناء والماء العذب، ووقت زرع ذلك كله النصف الثاني من كانون الثاني وشباط ونصف آذار، إلا القرنفلي فيزرع في النصف الأخير من نيسان وأيار. والحمامي له زهر أبيض في غلف مائلة إلى السواد، ووقت زرعه كانون الثاني، وينقل في آذار، ومنه حبق نهري، وتسميه العامة طرطور الحاجب، وبزره يزرع في آذار ونيسان ويحب الزبل الكثير لكنه لا يحب كثرة الماء.
والحوك وهو الباذروخ ينقص ذهن آكله وينسيه كثيرا مما كان يذكر ولا تأكله المعز. والباذروخ ثلاثة أصناف، القرنفلي وهو الفرنجمشك رائحته حادة، ويزرع من آذار حتى آخر نيسان، وقد يزرع في تموز، ولورقه زغب لطيف وهو أطيبها رائحة، وأفضلها، ويستعمل في الأدوية كدواء للامساك وغيره، له بهجة منظر الريحان، ويسقى في الأسبوع مرتين إلى أن يصير بطول الإصبع. والترنجاني وهو الباذرنجوية، رائحته كالترنجان، وورقه عريض كالإبهام مفرغ الباطن عليه شبه الغبار، ويجود في البلاد الباردة، ولا يحب كثرة الزبل ولا المياه. والمقلوب الورق عريضها قصيرها مفرغ البطن، فإذا نبت انقلبت مغاليق أوراقه وصارت أوراقه مما يلي السماء إلى جهة الأرض، وهو نوع غريب، ويحصد الريحان إذا امتلأ بزره وكمل ويبس، ويخزن بزره في ظروف فخّار مثقوبة فيها تراب مزبل ويحفظ من البرد ومن الشمس إلى أن ينبت بزره. والحماحمي بارد يابس في الأولى، وهو فيتح انسداد الدماغ، ويسكن حرارة المعدة والكبد إذا شرب من مائه المطبوخ مع جلاب أو سكنجبين، وبزره المقلّى بدهن ورد وماء بارد ينفع من الإسهال المزمن، وقيل إن من أكله ثم لسعته العقرب لم تؤلمه، وإن ضمد لا تقربه العقرب. وقال هرمس: إن أخذ من ورقه ما وزنه وزن عقرب وسحق مع العقرب وجعل منه حب كالفلفل وسقي منه المصروع عند وقته ثلاثة أيام أبرأه وإن شربه صحيح صار مجنونا، وإن أخذ أطرافه وبزره وقلب خطاف ثم جعل في جلد ابل وعلق على المصاب الذي يقع في رأس الشهر أبرأه، وإن مضغ مع الخبز الحار حتى يختلط ويجعل بين لوحين صار عقربا بعد ثلاثة أيام، وإن عجن بخبز الشعير الحار وترك تولدت منه عقارب خضر، إذا جعلت في بيت لم يدخله الهواء.
والترنجان بستاني وبري، ومنه عريض الورق جدا أزغب، وصغير الورق قليل الزغب، وأغصانه إلى البياض أقرب، وكلاهما له زهر أبيض يظهر في نيسان وأيار وفي الربيع كله، ورائحته كالأترج. والنحل يستطيب الحلو منه، ويزرع بزره في شباط، ولا يقوى على الزبل الكثير، وينبت كل عام وحده من أصوله، ويتجدد من الباقية تحت الأرض، وإذا طال حصد، ويسقى بالماء فينبت، ويسمى مفرح القلب المزون، فإن فيه خاصية عجيبة في تفريح القلب وتقويته، وينفع الأحشاء، وأجوده البكر، وهو حار يابس في الثالثة، وقيل في الأولى وقيل معتدل في الحرارة يابس في الثانية، وينفع من جميع العلل البلغمية والسوداوية، وينفع من الجرب ومن انسداد الدماغ، ويقوي الكبد، ويذهب الخفقان، ويعين على الهضم، وينفع من الفواق، ويصفي الذهن، وقدر ما يؤخذ منه مائة وعشرون درهما. وقيل يضر الورك، ويصلحه الصمغ العربي، ويذهب البخار، ويطيب النكهة.
والبنفسج منه بستاني ومنه جبلي دقيق الورق، والبستاني عريض الورق، ينبت في المواضع الظلية وتناسبه الأرض الرطبة والرملية الرطبة والجبلية، ويزرع بزره في آب ولا يؤخر عنه، بعد أن يزبل وجه الأرض ويخلط بمثله زرق الحمام أو رماد الحمامات، ويسقى بالماء في الأسبوع مرتين ولا يوافقه إلا الماء العذب الخفيف، وماء الآبار يضعفه وقد يهلكه، وإذا غاظ الإنسان في مجاري مائه فشربه البنفسج هلك وانحل، وكذا فسا أحد أو ضرط على البنفسج، وكذا سائر الأنتان والقاذورات فإنها مهلكة له. والرعد الشديد المتتابع يضعفه ويوهنه، ووقع الغبار الكثير عليه يضعفه، والدخان ربما يهلكه إذا دام عليه، ولا يوضع في منبته تراب قبور فإنه يضعفه. ومنه أزرق ولازوردي وما يميل إلى حمرة وأبيض، وأجوده اللازوردي المضاعف، ثم العراقي، ثم الأرجاني، وهو بارد رطب في الثالثة، وقيل رطب في الأولى، وقيل حار، وهو يسكن الأورام الحارة ضمادا مع دقيق الشعير، ويسكن الصداع الناتج من الحرارة شما وضمادا، وينفع من السعال الحار، ويلين الصدر، ويسهل الصفراء، ومقدار ما يؤخذ منه درهمان إلى أربعة دراهم، وشربه يضر القلب ويجلب الحزن، ويصلحه الأنيسون، وشمه يضر الزكام من برد وشربه بالسكر ينفع من ذات الجنب والرئة والتهاب المعدة وخشونة الحنجرة.
والنرجس يسمى عبهرا ومنه خففي ومنه مضاعف، ومن أراد أن يجعله مضاعفا يأخذ بصلة من بصله سمينة يشق وسطها ويغرس فيه ضرس ثوم غير مقشور ثم تطمر البصلة في التراب فإنها تحمل نرجسا مضاعفا. والنرجس الأصفر هو العرار، ويغرس في حفرة عمقها نصف شبر، ويجعل فيه ثلاث بصلات أو أربع، ويرد التراب عليها ويكون ذلك في شهر أيار وحزيران، وهو يحب الماء الكثير والأرض المالحة وأجوده ما كان في أرض جبلية. ومن أحب أن يكون النرجس طيب الريح تشوب بياضه خضرة، ويجعل فيه ثومة خضراء رطبة، ويغرسه في موضع بارد كثير الرطوبة. والنرجس معتدل في الحرب واليبس لطفي. وقيل حار يابس في الثانية، وهو فيتح انسداد الدماغ، وينفع من الصداع الناشئ عن رطوبة أو سوداء، ويصدع الرؤوس الحارة ويصلحه البنفسج والكافور.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)