والنمام يسمى السيسنبر، ونمام الملك له رائحة عطرة، وينبت في الأرض الرخوة، وهو يحب الماء الكثير، ويصمد للزبل أكثر من الترنجان، ويتجدد من بزره ومن ملوخه ومن عيونه. ويزرع بزره في تشرين الآخر وشباط وآذار ويسقى، وكذا ملوخه تزرع في حفر ويجعل معها حب شعير فتجود وتسرع في الإنبات، وبين كل أصلين يترك قدر شبر ويزرع على السواقي ووقت زرعه في الخرفي ويكون ذلك في أيلول، والربيعي منه أحسن، وإذا حصد وسقي بالماء الجاري يلقح من أصوله، ويحصد إذا عقد بزره وامتلأ ويبس، ويخرج بزره ويحفظ في فخار، وله خاصية في إدخال السرور على النفس، وأن ألقي من نباته في لبن حليب منعه م أن يحمض حتى ولو ألقي فيه لبن وطبخ به لم ينعقد، وهو حار يابس في الثالثة، ويلطف ويحلل ويدر البول ويفتت الحصاة وينفع من الفواق إذا كان سببه الشبع وينفع من الصاع ضمادا بعد طبخه بالخل. وأجوده المشبع الخضرة الذكي الرائحة وسمي نماما لسطوع رائحته فإنه يدلك على نفسه، وقد يقاوم العفونات ويقتل القمل، وينفع من الأورام الباطنة والدموية القاسية. ويطبخ في خل ويخلط بدهن ورد ويطلي به الرأس فينفع من النسيان والصداع واختلاط الذهن وينفع من الديدان وحب القرع، ويخرج الجنين الميت وينفع من اللسع، ويضمد به لسع الزنبور ويشرب منه للسعة مثقال مخلوطا بسكنجين، وشمه ينفع من الصداع الناشئ عن برد ويحلل الفضلات البلغمية من الدماغ.
والنعنع أربعة أنواع أحدها بري، والثلاثة بستانية أحدها النعنع ذو الورق الخشن تسميه العامة الصندل، والثاني ذو الورق الأملس والساق الأكحل وهو بالغ الخضرة، والثالث مدور الورق له رائحة نافذة والرابع السينسبر. والنعنع كله له رائحة حادة، وهو ألطف البقول المأكوله جاهزا، يغذي المعدة، ويسر النفس، ويستعمل في آخر الطعام، ويزرع في نصف آذار وبعده بنحو شهرين، ويبدر بذره كسائر البزور، فإذا صار قدر أربعة أصابع ينقل ويسقى شيئا قليلا، وأجوده البستاني الغض، وأجود يابسه ما جفف في الظل، وهو معتدل وفيه رطوبة زائدة، وقيل حار يابس في الثالثة، وفيه قوة مسخنة وقابضة مانعة، وإذا ترك منه طاقات في اللبن لم يتجبن، وعصارته تقطع سيلان الدم من الباطن، وإذا دلكت به خشونة اللسان أزالها. وهو يمنع نزف الدم، ويضمد به لعقد اللبن في الثدي، ويسكن ورمه، ويقوي المعدة ويسخنها، ويسكن الفواق الذي مصدره الشبع إذا أخذ منه اليسير كان مهضما وإذا اخذ منه الكثير أتخم. ويمنع القيء البلغمي والدموي، ويمنع من اليرقان، ويعين على الباه، ويقتل الديدان، وإذا احتمل قبل الجماع منع الحبل. وإذا شرب منه طاقات بحب رمان سكن الهيضة، وينفع من المغص، ومن عضة الكلب. وإذا أكثر منه أحدث حكة في الحلق، وقيل يولد رياحا.
والنيل ويسمى حبق العجب، وهو صنفان، أحدهما تصبغ به الثياب الرقاق بعد تدبير ورقه وطبخه في القدور وعقده، والثاني حب النيل وهو اللبلاب، وهو أربعة أصناف، أحدهما زهره أزرق والثاني نزاره أبيض وورقه فيه لين وغبرة والأزرق أفضلها. تناسبه الأرض الرطبة والرخوة والسمينة، والماء الحلو. وزرعه في شباط وآذار، ويعمق له إصبع ويزبل ويسقى مرة ويترك حتى يصير بطول أصبع، ويسقى ثلاث مرات في الأسبوع، والإكثار من الماء فيسده، وينصب له قصب يصعد عليه ويلتوي، وتمد له حبال يتعلق بها، ويتعلق بكل ما قاربه، ويعرف بحبل المساكين. واللبلاب هو شيء يلتوي على الشجر وله خيوط دقاق وورق طويل، وهو مركب من أرضية قابضة ومائية ملينة، وحراقة نارية، ومنه صنف رديء، وأجوده الجديد كبير الورق، وهو معتدل إلى حرارة ويبس، ملين ينفع من الصداع المزمن ومن انسداد الكبد، وورقه بالخل نافع للطحال، وماؤه يسهل الصفراء وقدر ما يؤخذ منه حتى ثلاثين درهما مع سكر من غير أن يغلى، وإذا طبخ بدهن لوز الهند نقع أصحاب قرحة الأمعاء والسعال. ولبن اللبلاب يحلق الشعر، ويقتل القمل، والعتيق الرديء من اللبلاب يسهل الدم، وحب النيل وهو القرطم، وهو حار يابس في الثانية، وقيل في الأولى، وقيل في الثالثة، وقيل بارد يسهل الأخلاط الغليظة والسوداء والبلغم والدودان وحب القرع، وشربته ما بين دانق ونصف إلى نصف درهم، وهو كريه يجلب الغثيان، وينبغي أن يخلط بدهن اللوز والأهليلج.
والأفسنتين أصناف، خراساني وطرسوسي وسوسي وسوري ونبطي ورومي، وهو حشيشة شبه ورق الصعتر فيه مرارة وقبض وحدة ورائحة عطرية وقيل هو من أصناف الشيح، وأجوده الرومي والطرسوسي الحديث الأصفر العطر الرائحة، وتناسبه الأرض الرطبة بعد زبلها، ويزع بزره في شباط، ويسقى باستمرار حتى يشب نباته ويزرع ملخوه في كانون الثاني وشباط، ومن خواصه، أنه يمنع السوس من الثياب، ويمنع فساد الهواء ويبعد القرضة عن الكاغد، وهو حار في الأولى، ويابس في الثانية، وقيل حار في الثانية يابس في الأولى، ينفع المعدة الباردة ويسهل الصفراء، ويحسن اللون، وينفع من الأورام القاسية ضمادا ويدر البول والحيض إذا اخذ مع ماء العسل ويشرب منه بين درهم وأربعة دراهم، ومن خواصه أنه يمنع المواد من التغير، وإذا نقع وخلط بزيت وطلي به شيء أو مسح به منع البق أن يقربه، وإن شرب على الريق لم يسكر شاربه ذلك اليوم ولو أكثر من شرب الخمر، وهو يقوي الكبد والمعدة، ويفتح انسداد الكبد، وينفع من داء الثعلب والحية والرمد العتيق، وشرابه يقوي المعدة، وطبيخه إذا شرب عشرة أيام كان عجبا في تنبيه الشهوة، والتخلص من الاستسقاء واليرقان، وينفع من نهش التنين البحري والعقرب، والشربة من مطبوخه بين خمسة دراهم وسبعة وقيل يضر المعدة الحارة ويجفف الرأس ويؤلمه ويصلحه الأونيسون.
والزنجبيل البستاني وهو الراسن والجناح والقصيط البستاني والرومي، ومنه نوع كل ورقه منه لها بين شبر وذراع منفرش على الأرض كالنمام، ويعلو قدر شبر، وورقه عريض أخضر خشن، وله عرق غليظ أسود وهو مستعمل منه، وأجوده الأخضر الغض، وهو شديد الحرارة وينبت وحده غالبا، وتغرض أصوله وعروقه في أيلول، ويكثر سقيه بالماء وتوافقه الأرض الرخوة والمتخلخلة، والتي فيها رمل والتي ترابها أسود، وهو حار يابس في الثانية، وقيل في الثالثة. وفيه رطوبة زائدة، وينفع من الأورام الباردة وعرق النسا ووجع المفاصل إذا طبخ بدهن وطلي به، وهو فيرح القلب ويقويه، وينفع من نهش الهوام، ويقوي الباه ويهيجه ومن أدام آكله لا يحتاج للبول كل ساعة، وقيل يقلله وينفع تقطير البول العارض من البرد، وإن دق وعجن وشرب منه مثقال سخن الأعضاء التي تتألم من البرد، وينفع من البلغم ألا أنه يصدع الرأس وقوة شرابه كقوته أو أفضل، وإذا خلط بالخل انكسر حره، والمربى منه قليل الحر يساعد على هضم الغذاء، ويقلل البول، ويفتح انسداد الكبد والطحال، وينفع المعدة ويسكن الرياح، وينفع أصحاب المزاج البارد والمفلوجين ومرض الكلى، ويسخن الظهر، ويقلل المني والدم، وأما إصلاح طبيخه فهو بالماء والملح والخل، حتى تخرج قوته ثم يصب ويعاد عليه مثله وهو حار، ويطبخ مدة طويلة ثم يصب عنه ويعاد ذلك ثلاث مرات ثم يترك حتى يبرد ويقطع قطع صغارا ثم يصب عليه الزيت أولا ثم المريء ثم تقطع عليه البقول أو ينقع في الخل يوما وليلة، ثم يرفع منه ثم يغسل بالماء بعد نقعه فيه يوما، ثم يصب عنه ويكرر ذلك مرات حتى تزول الحموضة، فيطيب طعمه، أو ينقع في الماء والملح يوما وليلة، ويراق عنه الماء، ثم يكرر ذلك مرات حتى تزول مرارته وتذهب ملوحته ويطيب طعمه، فيأكل بالخل والمريء والزيت أو يطرح في الطبيخ فيطيبه.
واللوف ويسمى قليحوش، ومنه صنف كبير، وله أصل مستدير، ويقوم على ساق موشى مثل جلد الحنش، وهو العرطنيثا. ومن اللوف الجعد ومنه السبط، والجعد أسخن، والصبط ثمره أصغر من ثمر الجعد وطوله شبر وهو يشبه بصل العنصل. والمستعمل من العرطنيثا أصله وهو بخور مريم، وله شوك كثفي قصير له أصل ابيض، يغسل به الصوف، يغرس أصله في آب عند أطراف الحدائق حيث لا يكثر المشي، ومنه صنف له ساق بطول شبر تقريبا ولونه يميل إلى الفرفيرية، وعليه ثمر لونه لون الزعفران، ولا حدة فيه. والبري فيه حدة وورقه كبير فيه نقط بيض، وقد يكون لونه لون البنفسج ممتلئ مدور غليظ جدا، وقد يطبخ ويأكل بالصباغات والأبازير والبقول، وقد يستعمل الأصل والورق في الطبيخ، ويعمل منه خبز وهو يشبه اللوف، وينبت في الفيء وفي المواضع الباردة، وقد يشبه ورقه ورق اللوف ويسمى الدارصطول، يرتفع على ساق لا عقد فيه، وهو منقط منقوش بنقوش لها ألوان كثيرة، وطوله نحو ذراعين أو اكثر وله حمل كأنه عنقود عنب، فإذا نضج صار أصفر، وأصله كبير مستدير عليه قشر غليظ وهو ينبت في السباخ المشمسة قليلا، وهو نبات في طبعه البعد عن العفن ولا يأكل أصله إلا مطحونا لتزول زغارته بالدق والطحن. واللوف السبط حار يابس في آخر الأولى، والجعد في آخر الثانية، وهو يفتح الانسداد ويقطع الأخلاط الغليظة اللزجة، وأصل الجعد يجلو الكلف والبهق والنمش إذا خلط مع العسل، وورقه نافع للجراحات المستعصية، وهو ينفع من الربو العتيق، وإذا دلك البدن بأصله لم تنهشه أفعى، وثمرة الجعد تسقط الجنين ويتولد من أكله خل غليظ، ورماده يبيض الأسنان وينزل ما في الرأس من الفضلات، وأن علق لوفة جعد في خرقة صوف حمراء في عنق الكبش الذي يقدم الغنم رفع الضرر عن تلك الغنم كلها والعرطنيثا حار يابس في الثالثة محلل جيد لأوجاع الوركين، معطش ينفع من فتح انسداد الأنف ويدفع الفواق، ويسقط الأجنة، وينفع السموم وشربه يورث الغثيان حتى ظانه ربما خنق أو أضعف القوة ويعالج بالتقيؤ والحقنة القوية.