الأحيدب: تصغير الأحدب. اسم جبل مشرف على الحدث بالثغور الرومية ذكره أبو فراس بن حمدان فقال في ذلك هذه الأبيات:
ويوم على ظهر الأحيدب مظلم ** جلاه ببيض الهند بيض أزاهر
أتت أمم الكفار فيه يؤمها ** إلى الحين ممدود المطالب كافر
فحسبي بها يوم الأحيدب وقعة ** على مثلها في العز تثني الخناصر وقال أبو الطيب المتنبي:
نثرتهم يوم الأحيدب نثرة ** كما نثرت فوق العروس الدراهم الأحيسى: بفتح أوله وكسر ثانية وياء ساكنة وسين ومهملة والقصر. ثنية الأحيسى. موضع قرب العارض باليمامة. قال:
وبالجزع من وادي الأحيسى عصابة ** سخيمية الأنساب شتى المواسم ومنها طلع خالد بن الوليد على مسيلمة الكذاب.
باب الهمزة والخاء وما يليهما
أخا: بالضم وتشديد الخاء والقصر كلمة نبطية. ناحية من نواحي البصرة في شرقي دجلة ذات أنهار وقرى.
الأخاديد: جمع أخدود وهو الشق المستطيل في الأرض. اسم المنزل الثالث من واسط للمصعد إلى مكة وهي ركايا في طرف البر وفيها قباب وماؤها عذب ثم منها إلى لينة وهو المنزل الرابع وبين الأخاديد والغضاض يوم الأخابث: كأنه جمع أخبث آخره ثاء مثلثة. كانت بنو عك بن عدنان قد ارتدت بعد وفاة النبي بالأعلاب من أرضهم بين الطانف والساحل فخرج إليهم بأمر أبي بكر الصديق رضي الله عنه الطاهر بن أبي هالة فواقعهم بالأعلاب فقتلهم شر قتلة وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى الطاهر بن أبي هالة قبل أن يأتيه بالفتح بلغني كتابك تخبرني فيه مسيرك واستنفارك مسروقا وقومه إلى الأخابث بالأعلاب فقد أصبت فعاجلوا هذا الضرب ولا ترفهوا عنهم وأقيموا بالأعلاب حتى تأمن طريق الأخابث ويأتيكم أمري، فسميت تلك الجموع من عك ومن تأشب إليهم الأخابث الى اليوم وسميت تلك الطريق إلى اليوم طريق الأخابث، وقال الطاهر بن أبي هالة.
فوالله لولا الله لا شيء غيره ** لما فض بالإجراع جمع العثاعث
فلم تر عيني مثل جمع رأيته ** بجنب مجاز في جموع الأخابث
قتلناهم ما بين قنة خامر ** إلى القيعة البيضاء ذات النبائث
وفينا بأموال الأخابث عنوة ** جهارا ولم نحفل بتك الهثاهث الأخارج: يجوز أن يكون في الأصل جمع خراج وهو الإتاوة ويقال خراج وأخراخ وأخاريج وأخارج. هو جبل لبني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وقال موهوب بن رشيد القريظي يرثي رجلا:
مقيم ما أقام ذ رى سواج ** وما بقي الأخارج والبتيل الأخاشب: بالشين المعجمة والباء الموحدة والأخشب من الجبال الخشن الغليظ، ويقال هو الذي لا يرتقي فيه وأرض خشباء وهي التي كانت حجارتها منثورة متدانية. قال أبو النجم:
إذا علون الأخشب المنطوحا يريد كأنه نطح والخشب الغليظ الخشن من كل شيء ورجل خشب عاري العظم. والأخاشب جبال بالصمان ليس بقربها جبال ولا اكام، والأخاشب جبال مكة وجبال منى، والأخاشب جبال سود قريبة من أجإ بينهما رملة ليست بالطويلة عن نصر.
الأخباب: بلفظ جمع الخمب أو الخبب. موضع قرب مكة، وقيل بلد بجنب السوارقية من ديار بني سليم في شعر عمربن أبي ربيعة كذا نقلته من خط ابن نباتة الشاعر الذي نقله من خط اليزيدي. قال:
ومن أجل ذات الخال يوم لقيتها ** بمندفع الأخباب أخضلني دمعي
وأخرى لدى البيت العتيق نظرتها ** إليها تمشت في عظامي وفي سمعي أخثال: بالثاء المثلثة كأنه جمع خثلة البطن وهي ما بين السرة والعانة. وقال عرام: الخثلة بالتحريك مستقر الطعام تكون للانسان كالكرش للشاة، وقال الزمخشري: هو واد لبني أسد يقال له ذو أخثال يزرع فيه على طريق السافرة الى البصرة ومن أقبل منها إلى الثعلبية وذكر في شعر عنترة الحبسي، وضبطه أبو أحمد العسكري بالحاء المهملة وقد ذكرته قبل.
الأخراب: جمع خرب بالضم وهو منقطع الرمل. قال ابن حبيب: الأخراب. أفيرن حمر بين السجا والثعل وحولهما وهي لبني الأضبط وبني قوالة فما يلي الثعل لبني قوالة بن أبي ربيعة وما يلي السجا لبني الأضبط بن كلاب وهما من أ كرم مياه نجد وأجمعه لبني كلاب وسجا بعيدة القعر عذبة الماء والثعل كثرهما ماء وهو شروب وأجلى هضاب ثلاث على مبدأة من الثعل. قال طهمان بن عمرو الكلابي:
ولن تجد الأخراب أيمن من سجا ** إلى الثعل إلآ ألأم الناس عامره وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للراشد بن عبد ربه السلمي لا تسكن الأخراب فقال ضيعتي لا بد لي منها فقال لكأني أنظر إليك تقي أمثال الذآنين حتى تموت فكان كذلك، وقيل الأخراب في هذا الموضع اسم للثغور. وأخراب عزور موضع في شعر جميل حيث قال:
حلفت برب الراقصات إلى منى ** وما سلك الأخراب أخراب عزور
أخرب: بفتح الراء ويروى بضمها فيكون أيضا جمعا للخرب المذكور قبل، وهو موضع في أرض بني عامر بن صعصعة وفيه كانت وقعة بني نهد وبني عامر. قال امرؤ القيس:
خرجنا نريغ الوحش بين ثعالة ** وبين رحيات إلى فج أخرب
إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنا ** تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب الأخرجان: تثنية الأخرج من الخرج وهو لونان أبيض وأسود يقال كبش أخرج وظليم أخرج، وهما جبلان في بلاد بني عامر. قال حميد بن ثور.
عفي الربع بين الأخرجين وأوزعت ** به حرجف تدنى الحصا وتسوق وقال أبو بكر ومما يذكر في بلاد أبي بكر مما فيه جبال ومياه المردمة وهي بلاد واسعة وفيها جبلان يسميان الأخرجين. قال فيهما ابن شبل:
لقد أحميت بين جبال حوضي ** وبين الأخرجين حمى عريضا
لحي الجعفري فما جزاني ** ولكن ظل يأتل أومريضا الآثل- الخانس- وقال حميد بن ثور:
على طللي جمل وقفت ابن عامر ** وقد كنت تعلا والمزار قريب
بعلياء من روض الغضار كأنما ** لها الريم من طول الخلاء نسيب
أربت رياح الأخرجين عليهما ** ومستجلب من غيرهن غريب الأخرج: جبل لبني شرقي وكانوا لصوصا شياطين.
الأخرجة: جمع قلة للخرج المذكور قبله. وهو ماء على متن الطريق الأول عن يسار سميراء.
الأخرجية: الياء مشددة للنسبة. موضع بالشام قال جرير:
يقول بوادي الأخرجية صاحبي ** متى يرعوى قلب النوى المتقاذف أخرم: بوزن أحمر. والخرم في اللغة أنف الجبل والمخارم جمع مخرم وهو منقطع أنف الجبل وهي أفواه الفجاج وعين ذات مخارم أي ذات مخارج، و في عدة مواضع. منها جبل في ديار بني سليم ممايلي بلاد ربيعة بن عامربن صعصعة. قال نصر: وأخرم جبل قبل توز بأربعة أميال من أرض نجد، والأخرم أيضا جبل في طرف الدهناء وقد جاء في شعركثير بضم الراء قال:
موازية هضب المصبح وأتقت ** جبال الحمى والأخشبين بأخرم وقد ثتاه المسيب بن علس فقال:
ترعى رياض الأخرمين له ** فيها موارد ماؤها غدق الأخروت: بالضم ثم السكون وضم الراء والواو ساكنة والتاء فوقها نقطتان. مخلاف باليمن ولعله أن يكون علما مرتجلا أو يكون من الخرت وهو الثقب.
الأخروج: بوزن الذي قبله وحروفه إلا أن اخره جيم.مخلاف باليمن أيضا: أخزم: بالزاي بوزن أحمر. والأخزم في كلام العرب الحية الذكر. وأخزم اسم جبل بقرب المدينة بين ناحية ملل والروحاء له ذكر في أخبار العرب. قال إبراهيم بن هزمة:
ألاما لرسم الدار لا يتكلم ** وقد عاج أصحابي عليه فسلموا
بأخزم أو بالمنحنى من سويقة ** ألا ربما أهدى لك الشوق أخزم
وغيرها العصران حتى كأنها ** على قدم الأيام برد مسهم وأخزم أيضا جبل نجدي في حق الضباب عن نصر.
أخسيسك: بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء ساكنة وسين أخرى مفتوحة وكاف. بلد بما وراء النهر مقابل زم بين ترمذ وفربر وزم في غربي جيحون وأخسيسك في شرقيه وعملهما واحد والمنبر بزم.
أخسيكث: بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء ساكنة وكاف وثاء مثلثة وبعضهم يقوله بالتاء المثناة وهو الأولى لأن المثلثة ليست من حروف العجم. اسم مدينه بما وراء النهر وهي قصبة ناحية فرغانة وهي على شاطىء نهر الشاش على أرض مستوية بينها وبين الجبال نحو من فرسخ على شمالي النهر ولها قهندز أي حصن ولها ربض ومقدارها في الكبر نحو ثلاثة فراسخ وبناؤها طين وعلى ربضها أيضا سور وللمدينة الداخلة أربعة أبواب وفي المدينة والربض مياه جارية وحياض كثيرة وكل باب من أبواب ربضها يفضي إلى بساتين ملتفة وأنهار جارية لا تنقطع مقدار فرسخ وهي من أنزه بلاد ما وراء النهر وهي في الاقليم الرابع طولها أربع وتسعون درجة وعرضها سبع وثلانون درجة ونصف، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب. منهم أبو الوفاء محمد بن محمد بن القاسم الأخسيكثي كان إماما في اللغة والتاريخ توفي بعد سنة 520، وأخوه أبو رشاد أحمد بن محمد بن القاسم كان أديبأ فاضلا شاعرا وكان مقامهما بمرو وبها ماتا، ومن شعر أحمد يصف بلده قوله:
من سوى تربة أرضي ** خلق الله اللئاما
إن أخسيكث أم ** لم تلد إلا الكراما وأيضا نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العباس بن الحارث الفرغاني الأخسيكثي أبو عصمة قال شيرويه قدم همذان سنة 415 روى عن بكربن فارس الناطفي وأحمدبن محمدبن أحمد الهروي وغيرهما حدثنا عنه أبو بكر الصندوقي وذكره الحافظ أبو القاسم وقال في حديثه نكارة وهو مكثر وسمع بالعراق والشام وخراسان.
الأخشبان: تثنية الأخشسب وقد تقدم اشتقاقه في الأخاشب، والأخشبان جبلان يضافان تارة إلى مكة وتارة إلى منى وهما واحد أحدهما أبو قبير والآخر قعيقعان، ويقال بل هما أبو قبيس والجبل الأحمر المشرف هنالك ويسميان الجبجبان أيضا، وقال ابن وهب الأخشبان الجبلان اللذان تحت العقبة بمنى، وقال السيد علي العلوي الأخشب الشرقي أبو قبيس والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخط والخط من وادى إبراهيم، وقال الأ صمعي الأخشبان أبو قبيس وهو الجبل المشرف على الصفا وهو ما بين حرف أجياد الصغير المشرف على الصفا إلى السويداء التي تلي الخندمة وكان يسمى في الجاهلية الأمين لأن الركن كان مستودعا فيه عام الطوفان فلما بنى إسماعيل عليه السلام البيت نودي أن الركن في مكان كذا وكذا والأخشب الآخر الجبل الذي يقال له الأحمر كان يسمى في الجاهلية الأعرف وهو الجبل المشرف وجهه على قعيقعان. قال مزاحم العقيلي:
خليلي هل من حيلة تعلمانها ** يقرب من ليلى إلينا احتيالها
فإن بأعلى الأخشبين أراكة ** عدتني عنها الحرب دان ظلالها
وفي فرعها لو يستطاب جنابها ** جنى يجتنيه المجتني لوينالها
ممنعة في بعض أفنانها العلا ** يروح علينا كل وقت خيالها والذي يظهر من هذا الشعر أن الأخشبين فيه غير التى بمكة إنه يدل على إنها من منازل العرب التي يحكونها بأهاليهم وليس الأخشبان كذلك ويدل أيضا على أنه موضع واحد لأن الأراكة لا تكون في موضعين وقد تقدم أن الأخشبين جبلان كل واحد منهما غير الاخر، وأما الشعر الذي قيل فيهما بلا شك فقول الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفربن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أحبك ما أقام منى وجمع ** وما أرسى بمكة أخشباها
وما نحروا بخيف منى وكبوا ** على الأذقان مشعرة ذراها
نظرتك نظرة بالخيف كانت ** جلاء العين أو كانت قذاها
ولم يك غير موقفنا وطارت ** بكل قبيلة منا نواها وقد تفرد هذه التثنية فيقال لكل واحد منهما الأخشب. قال ساعدة بن جوية:
إي وأهديهم وكل هدية ** مما تثج لها ترائب تثعب
ومقامهن إذا حبسن بمأزم ** ضيق ألف وصدقهن الأخشب يقسم بالحجاج والبدن التي تنحر بالمأزمين وتجمع على الأخاشب. قال:
فبلدح أمسى موحشا فالأخاشب
أخشنبة: بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة ونون ساكنة وباء موحدة. بلد بالأندلس مشهور عظيم كثير الخيرات بينه وبين شلب ستة أيام وبينه وبين لب ثلاثة أيام.
أخشن وخشين: جبلان فى بادية العرب أحدهما أصغر من الآخر.
الإخشين: بالكسر ثم السكون وكسر الشين وياء ساكنة ونون. بلد بفارس.
الأخصاص: جمع خص. اسم لقريتين بالفيوم من أرض مصر.
الأخضر: بضاد معجمة بلفظ الأخضر من الألوان. منزل قرب تبوك بينه وبين وادي القرى كان قد نزل رسول الله في مسيره إلى تبوك وهناك مسجد ة مصلى النبي وأخضر تربة اسم واد تجتمع فيه السيول التي تنحط من السراة، وقيل نهي طوله مسيرة ثلاث وعرضه مسيرة يوم، ويقال الأخضرين والأخضر. موضع بالجزيرة للنمر بن قاسط ومواضع كثيرة عربية وعجمية تسمى الأخضر.
أخطب: بلفظ خطب الخطيب يخطب وزيد أخطب من عمرو، وقيل أخطب: اسم جبل بنجد لبني سهل بن أنس بن ربيعة بن كعب. قال ناهض بن ثومة:
لمن طلل بين الكثيب وأخطب ** حمته السواحي والهدام الرشائش
وجر السواقي فارتمى فوقه الحصى ** فدف النقى منه مقيم وطائش
ومن الليالي فهو من طول ما عفا ** كبرد اليماني وشه الحبر نامش - وشه- أراد وشاه أي حبره. وقال نصر لطييء الأخطب لخطوط فيه سود وحمر.
أخطبة: بالهاء. من مياه ألي بكر بن كلاب عن أبي زياد أخلاء: بالفتح ثم السكون والمد. صقع بالبصرة. أصقاع فراتها عامرآهل.
الأخلفة: بالفتح ثم السكون وكسر اللام والفاء الخلف خلف الناقة والخلف القوم المخلفون يجوز أن يكون جمع قلة لأحدهما، وهو أحد محال بولان بن عمروبن الغوث بن طيىء بأجإ.
إخميم? بالكسر ثم السكون وكسر الميم وياء ساكنة وميم أخرى. بلد بالصعيد في الإقليم الثاني طوله أربع وخمسون درجة وعرضه أربع وعشرون درجة وخمسون دقيقة. وهو بلد قديم على شاطىء النيل بالصعيد وفي غربيه جبل صغير من أصغى اليه بأذنه سمع خرير الماء ولغطا شبيها بكلام الآدميين لا يدرى ما هو. وبإخميم عجائب كثيرة قديمة منها البرابي وغيرها والبراي أبنية عجيبة فيها تماثيل وصور واختلف في بانيها والأكثر الأشهر أنها بنيت في أيام الملكة دلوكة صاحبة حائط العجوز، وقد ذكرت ما بلغني من خبرها وكيفية بنانها والسبب فيه في البرابي من هذا الكتاب وهو بناء مسقف بسقف واحد وهو عظيم السعة مفرطها وفيه طاقات ومداخل وفي جدرانه صور كثيرة منها صور الآدميين وحيوان مختلف منه ما يعرف ومنه ما لا يعرف وفي تلك الصور صورة رجل لم ير أعظم منه ولا أبهى ولأ أنبل وفيها كتابات كثيرة لا يعلم أحد المراد بها ولأ يدري ما هي و الله أعلم بها. وينسب إليها ذو النون بن إبراهيم الإخميمي المصري الزاهد طاف البلاد في السياحة وحدث عن مالك بن أنس والليث بن سعد وفضيل بن عياض وعبد الله بن لهيعة وسفيان بن عيينة وغيرهم روى عنه الجنيد بن محمد وغيره وكان من موالي قريش يكنى أبا الفيض قال وكان أبوه إبراهيم نوبيا. وقال الدارقطني ذو النون بن إبراهيم روى عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر وكان واعظا وقيل إن اسمه ثوبان وذوالنون لقب له ومات بالجيزة من مصر وحمل في مركب حتى عدي به خوفا عليه من زحمة الناس على الجسر ودفن في مقابر المعافر وذلك في ذي القعدة سنة 246 وله أخ اسمه ذو الكفل، وإخميم أيضا موضع بأرض العرب. قال أبو عبد الله محمد بن المعلى بن عبد الله الأزدي في شرحه لشعر تميم بن مقبل وذكر أسماء جاءت على وزن إفعيل فقال وإخميم موضع غوري نزله قوم من عنزة فهم به إلى اليوم. قال شاعرمنهم:
لمن طلل عاف بصحراء إخميم ** عفا غير أوتاد وجون يحاميم إخنا: بالكسر ثم السكون والنون مقصور وبعض يقول إخنو ووجدته في غير نسخة من كتاب فتوح مصر بالجيم وأحفيت في السؤال عنه بمصر فلم أجد من يعرفه إلا بالخاء، وقال القضاعي وهو يعدد كور الحوف الغربي وكورتا إخنا ورشيد والبحيرة وجميع ذلك قرب الاسكندرية وأخبار الفتوح تدل على أنها مدينة قديمة ذات عمل، منفرد وملك مستبد وكان صاحبها يقال له في أيام الفتوح طلما وكان عنده كتاب من عمرو بن العاصي بالصلح على بلده ومصرجميعها فيما رواه بعضهم. وروى الآخرون عن هشام بن أبي رقية اللخمي أن صاحب إخنا قدم على عمرو بن العاص فقال له أخبرنا بما على أحدنا من الجزية فنصير لها فقال عمرو وهو مشير إلى ركن كنيسة لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك بما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم وهذا يدل على أن مصر فتحت عنوة لا بصلح معين على شيء معلوم قال فغضب صاحب إخنا وخرج إلى الروم فقدم بهم فهزمهم الله وأسر صاحب إخنا فأتي به عمرو بن العاص فقال له الناس اقتله فقال لا بل أطلقه لينطلق فيجيئنا بجيش آخر.
أخناث: بالفتح وآخره ثاء مثلثة جمع خنث وهو التثني. موضع في شعر بعض الأزد حيث قال:
شط من حل باللوى الأبراثا ** عن نوى من تربع الأخناثا الأخنونية: بالضم ثم السكون وضم النون وواو ساكنة ونون أخرى مكسورة وياء مشددة. موضع من أعمال بغداد قيل هي حربى.
الأخيان: بالضم ثم الفتح وياء مشددة كأنه تصغير تثنية أخ. وهو اسم جبلين في حق ذي العرجاء على الشبيكة وهو ماء في بطن واد فيه ركايا كثيرة.
أخي: واحد الذي قبله تصغير أخ، ويوم أخي من أيام العرب أغار فيه أبو بشر العذري على بني مرة.
باب الهمزة والدال وما يليهما
أدامى: بالفتح والقصر. قال أبو القاسم السعدي: أدامى موضع بالحجاز فيه قبر الزهري العالم الفقيه ولاأعرفه أنا، وفي كتاب نصر الأدامي من أعراض المدينة كان للزهري هناك نخل غرسه بعد أن أسن. والأدامي أيضا من ديار قضاعة بالشام وقيل بضم الهمزة.
أدام: بالضم كأنه من قولهم أدام زيد يديم فأنا أدام، وقال محمود بن عمر أدام. وادي تهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة، وقال السيد علي العلوي: أدام بكسر أوله، وقال فيه: ماءه يقال لها بئر أدام على طريق، اليمن لبني شعبة من كنانة.
أدام: بالفتح. قال الأ صعي: أدام بلد وقيل واد، وقال أبو حازم: هو من أشهر أودية مكة. قاد صخر الغي الهذلي:
لعمرك والمنايا غالبات ** وما تغني التميمات الحماما
لقد أجرى لمصرعه تليد ** وساقته المنية من أداما
إلى جدث بجنب الجوراس ** به ما حل ثم به أقاما الأداهم: جمع أدهم كما قالوا الأحاوص في جمع أحوص وقد تقدم تعليله: اسم موضع في قول عمرو بن خرجة الفزا ري:
ذكرت ابنة السعدي ذكرى ودونها ** رحا جابر واحتل أهلي الأداهما الأداة: بالفتح بلفظ واحدة الأدوات. اسم جبل.
الأدبر: بالباء الموحدة. موضع في عارض اليمامة يقال له ثقب الأدبر.
أدبي: بفتح أوله وثانيه وكسر الباء الموحدة وياء مشدة. جبل قرب العوارض. قال الشماخ:
كأنها وقد بدا عوارض ** وأدبي في السراب غامض
والليل بين قنوين رابض ** بحيرة الوادي قطا نواهض وقال نصر أدبي جبل في ديار طييء حذاء عوارض وهو جبل أسود في أعلى ديار طييء وناحية دار فزارة.
أدرفركال: بفتح أوله وثانيه وراء ساكنة وفاء مكسورة وراء أخرى ساكنة وكاف وألف ولام. اسم ناحية بالمغرب من أرض البربرعلى البحر المحيط من أعمال أغمات دونها السوس الأقصى وفي غربيها رباط ماسة على نحو البحر وبحذائها من الجنوب لمطة ودونها من الشرق تامدلت ثم شرقي السوس على سمتها أيضا شرقا سجلماسة.
أذرنكة: بالضم ثم السكون وراء مضمومة ونون ساكنة وكاف وهاء. من قرى الصعيد فوق أسيوط زرعها الكتان حسب.
إدريت: بالكسر ثم السكون وراء مكسورة وياء وتاء مثناة. علم لموضع عن العمراني.
إدريجة: بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وجيم وهاء. من قرى البهنسا من صعيد مصر.
أدفاء: جمع دفء. اسم موضع.
أدفو: بضم الهمزة وسكون الدال وضم الفاء وسكون الواو. اسم قرية بصعيد مصر الأعلى بين أسوان وقوص وهي كثيرة النخل بها تمر لا يقدر أحدعلىأ كله حتى يدق في الهاون كالسكر ويذر على العصائد قاله ابن زولاق. منها أبو بكر محمد بن علي الأدفوي الأديب المقري صاحب النخاس له كتاب في تفسير القران المجيد في خمس مجلدات كبار وله غير ذلك من كتب الأدب وقد استوفيت خبره في كتاب مع الأدباء وأدفوا إيضا قرية بمصر من كورة البحيرة ويقال أتفوا بالتاء المثناة فيهما.
أدفة: بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والهاء. من قرى إخميم بالصعيد من مصر.
ادقية: بالضم ثم السكون وكسر القاف وياء مشددة جبل لبني قشير.
أدماء: بالضم والمد. موضع بين خيبر وديار طييء غدير مطرق.
أدماث: بالفتح ثم السكون وميم وألف وثاء مثلثة جمع دمث وهو مكان الرمل اللين وجمعه دماث وأدماث والدماثة سهولة الخلق منه. وهو موضع.
أدمام: بالضم ثم الفتح وميم وألف وميم أخرى. اسم بلد بالمغرب وأنا منه في شك.
أدمان: بالضم ثم السكون وميم وألف ونون. قال يعقوب: أدمان شعبة تدفع عن يمين بدر ثلاثة أميال قال كثير:
لمن الديار بأبرق الحنان ** فالبرق فالهضبات من أدمان أدم: بفتح أوله وثانيه بلفظ الأدم من الجلود وهوجمع أديم وأديم كل شيء ظاهر جلده مثل أفيق وأفق و يجمع على أدمة مثل رغيف وأرغفة أدم. موضع قريب من ذي قار وإليه انتهى من تبع فل الأعاجم يوم ذي قار وهناك قتل الهامرز. وأدم أيضا ناحية قرب هجر من أرض البحرين. وأدم أيضا من نواحي عمان الشمالية تليها شمليل وهي ناحية أخرى من عمان قرية من البحر. وأدم أيضا بقرب العمق قال نصر وأظنه جبلا، وأدم أيضا أول منزل من واسط للحاج القاصد إلى مكة وهو من العيون إن لم يكن الأول. وأدم من قرى اليمن ثم من أعمال صنعاء.
ادم: بضم أوله وثانيه، والأدم من الظباء البيض تعلوهن جدد فيهن غبرة. من قرى الطائف.
أدمى: بضم أوله وفتح ثانيه. قال ابن خالويه: ليس في كلام العرب فعلى بضم أوله وفتح ثانيه مقصور غير ثلاثة ألفاظ شعبى اسم موضع وأدمى اسم موضع وأربى اسم للداهية ثم أنشد. يسبقن بالأدمى فراخ تنوفة.
وفعلى هذا وزن مختص بالمؤنث، وقال بعضهم. أدمى اسم جبل بفارس، وفي الصحاح أدمى على فعلى بضم الفاء وفتح العين اسم موضع، وقال محمود بن عمر أدمي أرض ذات حجارة في بلاد قشير، وقال القتال الكلابي:
وأرسل مروان الأمير رسوله ** لآتيه إني إذا لمضلل
وفي ساحة العنقاء أو في عماية ** أو الأدمي من رهبة الموت موئل وقال أبو سعيد السكرى في قول جرير:
يا حبذا الخرج بين الدام والأدمي ** فالرمث من برقة الروحان فالغرف الدام والأدمي من بلاد بني سعد، وبيت القتال يدل على أنه جبل، وقال أبو خراش الهذلي:
ترى طالبي الحاجات يغشون بابه ** سراعا كما تهوي إلى أدمي النحل قال في تفسيره أدمي جبل بالطائف، وقال محمد بن إدريس الأدمي جبل فيه قرية باليمامة قريبة من الدام وكلاهما بأرض اليمامة.
الأدنيان: بالفتح ثم السكون وفتح النون وياء وألف ونون كأنه تثنية الأدنى أي الأقرب من دنا يدنو. اسم واد في بلادهم.
الأد واء: كأنه جمع داء. موضع، وقال نصر الأدواء بضم الهمزة وفتح الدال موضع في ديار تميم بنجد.
الأد هم: رعن ينقاد من أجإ مشرقا والنعف رعن بطرفه عن الحا زمي.
أديات: بالضم ثم الفتح وياء مشددة كأنه جمع أدية مصغر. موضع بين ديار فزارة وديار كلب. قال الراعي النميري:
إذا بتم بين الأيات ليلة ** وأخنستم من عالج كل أذرعا أديم: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وميم، وأديم كل شيء ظاهره. موضع في بلاد هذيل. قال أبو جندب منهم:
وأحياء لدى سعد بن بكر ** بأملاح فظاهرة الأديم أديم: بلفظ التصغير. أرض تجاور تثليث تلي السراة بين تهامة واليمن كانت من ديار جهينة وجرم قديما. وأديم أيضا عند وادي القرى من ديار عذرة كانت لهم بها وقعة مع بني مرة عن نصر.
أديمة: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وميم كأنه تصغير أدمة. اسم جبل عن أبي القاسم محمود بن عمر، وقال غيره أديمة جبل بين قلهى وتقتد بالحجاز.
باب الهمزة والذال وما يليهما
أذاخر: بالفتح والخاء المعجمة مكسورة كأنه جمع الجمع. يقال ذخر وأذخر وأذاخر نحو أرهط وأراهط. قال ابن إسحاق لما وصل رسول الله مكة عام الفتح دخل من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة وضربت هناك قبته.
أذافر: بالفاء. جبل لطيء لا نخل فيه ولا زرع.
أذاسا: بالفتح والسين المهملة. اسم لمدينة الرها التي بالجزيرة. قال يحيى بن جرير الطبيب التكريتي النصراني في السنة السادسة من موت الإسكندر بنى سلوقوس الملك في السنة السادسة عشرة من ملكه مدينة اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروا وهي حلب وأذاسا وهي الرها وكمل بناء إنطاكية.
أذبل: بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة ولام لغة فى يذبل. جبل في طريق اليمامة من أرض نجد معدود في نواحي اليمامة فيما قيل.
أذربيجان: بالفتح ثم السكون وفتح الراء وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وجيم. هكذا جاءفي شعر الشماخ
تذكزتها وهنا وقد حال دونها ** قرى أذربيجان المسالح والحال
رقد فتح قوم الذال وسكنوا الراء ومد آخرون الهمزة مع ذلك، وروي عن المهلب ولا أعرف المهلب هذا آذربيجان بمد الهمزة وسكون الذال فيلتقي ساكنان وكسر الراء ثم ياء ساكنة وباء موحدة مفتوحة وجيم وألف ونون. قال أبو عون إسحاق بن علي في زيجه أذربيجان في الاقليم الخامس طولها ثلاث وسبعون درجة وعرضها أربعون درجة. قال النحويون: النسبة إليه أذري بالتحريك وقيل أذرى بسكون الذال لأنه عندهم مركب من أذر وبيجان فالشبة إلى الشطر الأول وقيل أذربي كل قد جاء وهو اسم اجتمعت فيه خمس موانع من الصرف العجمة والتعريف والتأنيث والتركيب وإلحاق الألف والنون ومع ذلك فإنه إذا زالت عنه إحدى هذه الموانع وهو التعريف صرف لأن هذه الأسباب لا تكون موانع من الصرف إلا مع العلمية فإذا زالت العلمية بطل حكم البواقي ولولا ذلك لكان مثل قائمة ومانعة ومطيعة وغير منصرف لأن فيه التأنيت والوصف ولكان مثل الفرند واللجام غير منصرف لاجتماع العجمة والوصف فيه وكذلك الكتمان لأن فيه الألف والنون والوصف فاعرف ذلك. قال بن المقفع: أذربيجان مسماة بأذرباذ بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح عليه السلام وقيل أذرباذ بن بيوراسف وقيل: بل أذر اسم النار بالفهلوية وبايكان معناه الحافظ والخازن فكان معناه بيت النار أو خازن النار وهذا أشبه بالحق وأحرى به لأن بيوت النار في هذه الناحية كانت كثيرة جدا، وحد أذربيجان من برزذعة مشرقا إلى أرزنجان مغربا ويتصل حدها من جهة الشمال ببلاد الديلم والجيل والطرم وهو إقليم واسع ومن مشهور مدائنها تبريز وهي اليوم قصبتها وأكبر مدنها وكانت قصبتها قديما المراغة ومن مدنها خوي وسلماس وأرمية وأردبيل ومرند وغير ذلك، وهو صقع جليل ومملكة عظيمة الغالب عليها الجبال وفيه قلاع كثيرة وخيرات واسعة وفواكه جمة ما رأيت ناحية أكثر بساتين منها ولا أغزر مياها وعيونا لا يحتاج السائر بنواحيها إلى حمل إناء للماء لأن المياه جارية تحت أقداه أين توجه وهو ماء بارد عذب صحيح وأهلها صباح الوجوه حمرها رقاق البشرة ولهم لغة يقال لها الأذرية لا يفهمها غيرهم وفي أهلها لين وحسن معاملة إلا أن البخل يغلب على طباعهم وهي بلاد فتنة وحروب ما خلت قط منها فلذلك أكثر مدنها خراب وقراها يباب، وفي أيامنا هذه هي مملكة جلال الدين منكبرني بن علاء الدين محمد بن تكش خرارزم شاه وقد فتحت أولا في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عمر قد أنفذ المغيرة بن شعبة الثقفي واليا على الكوفة ومعه كتاب إلى حذيفة بن اليمان بولاية أذربيجان فورد الكتاب على حذيفة وهو بنهاوند فسارمنها إلى أذربيجان في جيش كثيف حتى أتى أردبيل وهي يومئذ مدينة أذربيجان وكان مرزبانها قد جمع المقاتلة من أهل باجروان وميمذ والبذ وسراو وشيز والميانج وغيرها فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا أياما ثم إن المرزبان صالح حذيفة على جميع أذربيجان على ثمانمائة ألف درهم وزنا على أن لا يقتل منهم أحدا ولا يسبيه ولا يهدم بيت نار ولا يعرض لأكراد البلاشجان وسبلان ومياه روذان ولا يمنع أهل الشيز خاصة من الزفن في أعيادهم لاظهار ما كانوا يظهرو ثم إنه غزا موقان وجيلان فأوقع بهم وصالحهم على إتاوة، ثم إن عمررضي الله عنه عزل حذيفة وولى عتبة بن فرقد على أذربيجان فأتاها من الموصل ويقال بل أتاها من شهرزورعلى الشك الذي يغرف بمعاوية الأذري فلما دخل أردبيل وجد أهلها على العهد وقد انتقضت عليه نواح فغزاها وظفروغنم فكان معه ابنه عمروبن عتبة بن فرقد الزاهد، وعن الواقدي غزا المغيرة بن شعبة أذربيجان من الكوفة سنة اثنتين وعشرين ففتحها عنوة ووضع عليها الخراج، وروى أبو المنذر هشام بن محمد عن أبي مخنف أن المغيرة بن شعبة غزا أذربيجان في سنة عشرين ففتحها ثم إنهم كفروا فغزاهم الأشعث بن قيس الكندي ففتح حصن جابروان وصالحهم على صلح المغيرة ومض صلح الأشعث إلى اليوم، وقال المدايني لما هزم المشركون بنهاوند رجع الناس إلى أمصارهم وبقي أهل الكوفة مع حذيفة فغزا بهم أذربيجان فصالحهم على ثمانمائة ألف درهم ولما استعمل عثمان بن عفان رضي الله عنه الوليد بن عقبة على الكوفة عزل عتبة بن فرقد عن أذربيجان فنقضوا فغزاهم الوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين وعلى مقدمته عبد الله بن شبيل الأحمسي فأغارعلى أهل موقان والتبريز والطيلسان فغنم وسبا ثم صالح أهل أذربيجان على صلح حذيفة. الأحمسي فأغارعلى أهل موقان والتبريز والطيلسان فغنم وسبا ثم صالح أهل أذربيجان على صلح حذيفة.
أذرح: بالفتح ثم السكون وضم الراء والحاء المهملة، وهو جمع ذريح وذريحة جمعها الذرائح وأذرح إن كان منه فهو على قياس لأن أ فعلا جمع فعل غالبا وهي هضاب تنبسط على الأرض حمر وإن جعل جمع الذرح وهو شجر تتخذ منه الرحال نحو زمن وأزمن فأصل أفعل أن يجمع على أفعال فيكون أيضاعلى غيرقياس فأما أزمن فمحمول على دهر وأدهر لأن معناهما واحد. وهو اسم بلد في أطراف الشام من أعمال السراة ثم من نواحي البلقاء وعمان مجاورة لأرض الحجاز. قال ابن الوضاح هي من فلسطين وهو غلط منه وإنما - هي في قبلي فلسطين من ناحية الشراة، وفي كتاب مسلم بن الحجاج بين أذرح والجرباء ثلاثة أيام. وحدثني الأمير شرف الدين يعقوب بن الحسن الهذياني قبيل من الأكراد ينزلون في نواحي الوصل قال: رأيت أذرح والجرباء غير مرة وبينهما ميل واحد وأقل لأن الواقف في هذا ينظر هذه واستدعى رجلا من أهل تلك الناحية ونحن بدمشق واستشهده على صحة ذلك فشهد به ثم لقيت أنا غير واحد من أهل تلك الناحية وسألتهم عن ذلك فكل قال مثل قوله وقد وهم فيه قوم فرووه بالجيم، وبأذرح إلى الجرباء كان أمر الحكمبن بين عمرو بن العاص وأبي موس الأشعري وقيل بدومة الجندل، والصحيح أذرح والحرباء، ويشهد بذلك قول ذي الرمة يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
أبوك تلافى الدين والناس بعد ما ** تساؤا وبيت الدين منقطع الكسر
فشد إصار الدين أيام أذرح ** ورد حروبا قد لقحن إلى عقر وكان الأصعي يلعن كعب بن جعيل لقوله في عمرو بن العاص.
كأن أبا موسى عشية أذرح ** يطيف بلقمان الحكيم يواربة
فلما تلاقوا في تراث محمد ** سمت بابن هند في قريش مضاربة
يعني بلقمان الحكيم عمرو بن العاص، وقال الأسود بن الهيثم:
ولما تداركت الوفود بأذرح ** وفي أشعري لا يحل له غدر
أدى أمانته ووفى نذره ** عنه وأصبح غادرا عمرو
يا عمرو إن تدع القضية تعترف ** ذل الحياة وينزع النصر
ترك القران فما تأول آية ** وارتاب إذ جعلت له مصر
وفتحت أذرح والجرباء في حياة رسول الله سنة تسع صولح أهل أذرح على مائة دينار جزية.
أذرعات: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء. كأنه جمع أذرعة جمع ذراع جمع قلة. وهو بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان ينسب إليه الخمر، وقال الحافظ أبو القاسم: أذرعات مدينة بالبلقاء، وقال النحويون: بالتثنية والجمع تزول الخصوصية عن الاعلام فتنكر وتجري مجرى النكرة من أسماء الأجناس فإذا أردت تعريفة عرفته بما تعرف به الأجناس وأما نحو أبانين وأذرعات وعرفات فتسميته ابتداء تثنية وجمع كما لو سميت رجلا بخليلان أو مساجد وإنما عرزف مثل ذلك بغير حرف تعريف وجعلت أعلاما لأنها لا تفترق فنزلت منزلة شيء واحد فلم يقع إلباس واللغة الفصيحة في عرفات الصرف ومغ الصرف لغة تقول هذه عرفات وأذرعات ورأيت عرفات وأذرعات ومررت بعرفات وأفرعات لأن فيه سببا واحدا وهذه التاء التي فيه للجمع لأ للتأنيث لأنه اسم لمواضع مجتمعة فجعلت تلك المواضع اسما واحدا وكان اسم كل موضع منها عرفة وأذرعة، وقيل بل الاسم جمع والمسمى مفرد فلذلك لم يتنكر، وقيل إن التاء فيه لم تتمحض للتأنيت ولا للجمع فأشبهت التاء في بنات وثبات وأما من منعها الصرف فإنه يقول إن التنوين فيها للمقابلة التي تقابل النون التي في جمع المذكر السالم فعلى هذا غير منصرفة، وقد ذكرتها العرب في أشعارها لأنها لم تزل من بلادها في الإعلام وقبله. قال بعض الأعراب:
ألا أيها البرق الذي بات يرتقي ** ويجلو دجى الظلماء ذكرتني نجدا
وهيجتني من أذرعات وما أرى ** بنجد على ذي حاجة طربا بعدا
ألم تر أن الليل يقصر طوله ** بنجد وتزداد الرياح به بردا
وقال امرؤ القيس:
ومثلك بيضاء العوارض طفلة ** لعوب تنسيني إذا قمت سربالي
تنورتها من أذرعات وأهلها ** بيثرب أذنى دارها نظر عال
وينسب إلى أذرعات أذرعي، وخرج منها طائفة من أهل العلم. منهم إسحاق بن إبراهيم الأذرعي بن هشام بن يعقوب بن إبراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد ويقال ابن إبراهيم بن زامل أبو يعقوب النهدي أحد الثقات من عباد الله الصالحين رحل وحدث عن محمد بن الخضر بن علي الرافعي ويحيى بن أيوب بن ناوي العلاف وأبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي وأحمد بن حماد بن عيينة وأبي زرعة وأبي عبد الرحمن النسائي وخلق كثير غير هؤلاء وحدث عنه أبو علي محمد بن هرون بن شعيب وتمام بن محمد الرازي وأبو الحسين بن جميع وعبد الوهاب الكلابي وأبو عبد الله بن مندة وأبو الحسين الرازي وغيرهم وقال أبو الحسن الرازي كان الأذرعي من أجلة أهل دمشق وعبادها وعلمائها ومات يوم عيد الأضحى سنة 344 عن نيف وتسعين سنة، ومحمد بن الزعيزعة الأذرعي وغيرهما، ومحمد بن عثمان بن خراش أبو بكر الأذرعي حدث عن محمد بن عقبة العسقلاني ويعلى بن الوليد الطبراني وأبي عبيد محمد بن حسان البصري ومحمد بن عبد الله بن موسى القراطيسي والعباس بن الوليدبن يوسف بن يونس الجرجاني ومسلمة بن عبد الحميد روى عنه أ بو يعقوب الأذرعي وأبو الخير أحمدبن محمدبن أيي الخير وأبوبكر محمدبن إبراهيم بن أسد القنوي وأبو الحسن علي بن جعفر بن محمد الرازي وغيرهم، وعبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب بن المعمر بن قعنب بن يزيد بن كثير بن مرة بن مالك أبو نصر المري الإمام الحافظ الشروطي يعرف بابن الأذرعي وبابن الجبان روى عن أبي القاسم الحسن بن علي البجلي وأبي علي بن أبي الزمام والمظفر بن حاجب بن أركين وأبي الحسن الدارقطني وخلق كثير لا يحصون روى عنه أبو الحسن بن السمسار وأبوعلي الأهوازي وعبد العزيز الكتاني وجماعة كثيرة وكان ثقة وقال عبد العزيز الكتاني مات شيخنا وأستاذنا عبد الوهاب المري في شؤال سنة 425 وصنف كتبا كثيرة وكان يحفظ شيئا من علم الحديث.
أذرع أكباد: بضم الراء كأنه جمع ذراع. موضع في قول تميم بن مقبل.
أفست بأذرع أكباد فحم لها ** ركب بلينة أو ركمب بساوينا
أذرع: غير مضاف. موضع نجدي في قوله، وأوقدت نارا للرعاء بأذرع.
أذرمة: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الراء والميم. قال أحمد بن يحيى بن جابر أذرمة من ديار ربيعة. قرية قديمة أخذها الحسن بن عمر بن الخطاب التغليي مرصاحبها وبنى بها قصرا وحصنها. قال أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف في كتاب له ذكر فيه رحلة المعتضد إلى الرملة لحرب خمارويه بن أحمد بن طولون وكان السرخسي في خدمته ذكر فيه جميع ما شاهده في طريقه في مضيه وعوده فقال ورحل يعني المعتضد من برقعيد إلى أذرمة وبين المنزلين خسمة فراسخ وفي أذرمة نهر يشقها وينفذ إلى آخرها وإلىصحرائها يأخذ من عين على رأس فرسخين منها وعليه في وسط المدينة قنطرة معقودة بالصخر والجص وعليه رحى ماء وعليها سوران واحد دون الآخر وفيها خرابات وسوق قدر مائتي حانوت ولها باب حديد ومن خارج السور خندق يحيط بالمديتة ويينها وبين السميعية قرية الهيثم بن المعمر فرسخ عرضا وبينها وبين مدينة سنجار في العرض عشرة فراسخ انتهى قول السرخسي، وأذرمة اليوم من أعمال الموصل من كورة تعرف ببين النهرين بين كورة البقعاء ونصيبين ولم تزل هذه الكورة من أعمال نصيبين وأذرمة اليوم قرية ليس فيها مما وصف شيء، وإليها ينسب أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الذرمي النصيبيني. قال ابن عساكر: أذرمة من قرى نصيبين وكان عبد الله المذكور من العباد الصالين انتقل إلى الثغر فأقام بأذرمة حتى مات وهو الذي ناظر أحمد بن أبي داود في خلق القران نقطعه في قصة فيها طول وكان سمع صفيان بن عيينة وغندر وهشيم بن بشير وإسماعيل بن علية وإسحاق بن يوسف الأزرق روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو داود السجستاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل ويحيى بن محمد بن صاعد وقدم بغداد وحدث بها، وقد غلط الحافظ أبو سعد السمعاني في ثلاثة مواضع أحدها أنه مد الألف وهي غير ممدودة وحرك الذال وهي ساكنة وقال: مي من قرى أذنة وهي كما ذكرنا قرية بين النهرين وإنما غره أن أبا عبد الرحمن كان يقال له الأذني أيضا لمقامه بأذنة.
أذرنت: مدينه بصقلية.
أذكان: بالفتح ثم السكون وكاف وألف ونون. ناحية من كرمان ثم من رستاق الروذان.
أذلق: بالفتح ثم السكون وفتح اللام وقاف. لسان ذلق وهذا أذلق من هذا أي أحد منه. قال الخارزنجي. الأذلق حفر وأخاديد.
أذن: بلفظ الأذن حاشة السمع أم أذن. قارة بالسماوة تقطع منها الرحى. قال أبو زياد: ومن جبال بني أبي بكر بن كلاب أذن وإياها أراد جهم بن سبل الكلابي بقوله فسكن:
فيا كبدأ طارت ثلاثين صدعة ** يا ويحما لاقت مليكة حاليا
فنضحك وسط القوم أن يسخروا بنا ** وأبكي إذا ما كنت في الأرض خاليا
فإني لأذن والستارين بعد ما ** عنيت لأذن والستارين قاليا
لباقي الهوى والشوق ما هبت الصبا ** وما لم يغير حادث الدهر حاليا
أذنة: بفتح أوله وثانيه ونون بوزن حسنة، وأذنة بكسر الذال بوزن خشنة. قال السكوني: بحذاء توز جبل يقال له الغمر شرقي توز ثم يمضي الماضي فيقع في جبل شرقيه أيضأ يقال له أذنة ثم يقطع إلى جبل يقال له حبشي، وقال نصر. آذنة خيال مغ أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا وقد جمع في الشعر فقيل اذنات. وأذنة أيضا بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور. خرج منه جماعة من أهل العلم وسكنه اخرون. قال بطليموس: طول أذنة ثمان وستون درجة وخمس عشرة دقيقة وهي في الإقليم الرابع تحت إحدى وعشرين درجة من السرطان وخسى وأربعين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان. قال أحمد بن يحيى ثن جابر: بنيت أذنة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة وجنود خراسان معسكرون عليها بأمر صالح بن عك بن عبد الله بن عباس ثم بنى الرشيد القصر الذي عند أذنة قريب من جسرها على سيحان في حياة أبيه المهدي سنة 165 فلما كانت سنة 193 بنى أبو سليم فرج الخادم أذنة وأحكم بناءها وحصنها وندب إليها رجا لا من أهل خراسان وذلك بأمر محمد الأمين بن الرشيد، وقال ابن الفقيه عمرت أذنة في سنة 190 على يدي أبي سليم خادم تركي للرشيد ولاه الثغور وهو الذي عمر طرسوس وعين زربة، وقال أحمد بن الطيب: رحلنا من المصيصة راجعين إلى بغداد إلى أذنة في مرج وقرى متدانية جدا وعمارات كثيرة وبين المنزلين أربعة فراسخ ولأذنة نهر يقال له سيحان وعليه قنطرة من حجارة عجيبة بين المدينة وبين حصن مما يلي المصيصة وهو شبيه بالربض والقنطرة معقودة عليه على طاق واحد قال: ولأذنة ثمانية أبواب وسور وخندق، وينسب إليها جماعة من أهل العلم. منهم أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود الكتاني الأذني وغير.، وعدي بن أحمد بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله أبو عمير الاذني حدث عن عمه أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي الأذني وأبي عطية عبدالرحيم بن محمدبن عبدالله بن محمد الفزاري روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الكريم بن يعقوب الحلبي وأبو الطيب عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون المغربي وأبو حفص عمر بن علي بن الحسن الإنطاكية مات في سنة 337، والقاضي علي بن الحسين بن بندار بن عبيد الله بن جبر أبو الحسن الأذني قاضي أذنة سمع بدمشق أبا بكر عبد الرحمن بن محمد بن العباس بن الدرفس وغيره وبغيرها أبا عروبة الحزاني وعلي بن عبد الرحيم الغضائري ومكحولا البيروتي وسمع بحران وطرسوس ومصر وغيرها روى عنه عبد الغني بن سعيد وغيره وقال الجبائي مات سنة 385.
أذون: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وآخره نون. قرية من نواحي كورة قصران الخارج من نواحي الري. ينسب إليها أبو العباس أحمد بن الحشن بن بابا الزيدي سمع منه أبو سعد.
أذينه: بضم أوله وفتح ثانيه كأنه تصغير الأذن. اسم واد من أودية القبلية عن أبي القاسم عن على العلوي وعلي هذا بضم العين وفتح اللام.
باب الهمزة والراء وما يليهما
إراب: بالكسر واخره باء موحدة. من مياه البادية، ويوم إ راب من أيامهم غزا فيه هذيل بن هبيرة الأكبر التغلبي بن رياح بن يربوع والحي خلوف فسبى نساءهم وساق نعمهم. قال مساور بن هند:
وجلبته من أهل أبضة طائعا ** حتى تحكم فيه أهل إراب وقال منقذ بن عرفطة يرثي أخاه أهبان وقتلته بنو عجل يوم إراب:
بنفسي من تركت ولم يوسد ** بقف إراب وانحدروا سراعا
وخادعت المنية عنك سرا ** فلا جزغ تلان ولا رواعا وقال الفضل بن العباس اللهي:
أتبكي إن رأيت لام وهب ** مغاني لا تحاورك الجوابا
أثافي لا يرمن وأهل خيم ** سواجد قد خوين على إرابا وبخط اليزيدي في شرحه إراب ماء لبني رياح بن يربوع بالحزن.
أرابن: بالضم وبعد الألف باء موحدة مكسورة ثم نون. اسم منزل على نقا مبرك ينحدر من جبل جهينة على مضيق الصفراء قرب المدينة. قال كثير:
لما وقفت بها القلوص تبادرت ** حبب الدموع كأنهن عزالي
وذكرت عزة إذ تصاقب دارها ** برحيب فأرابن فنخال
الأرأسة: بالفتح ثم السكون وهمز الألف والسين مهملة. من مياه أبي بكر بن كلاب.
إرار: بكسر أوله. اسم واد في كتاب نصر.
أرار: اخره راء أيضا. من نواحي حلب عن الحازمي، ولست منه على ثقة.
إراش: بالكسر والشين معجمة. موضع في قول عدي بن الرقاع:
فلا هن بالبهمى وإياه إذ شتى ** جنوب إراش فاللها له فالعجب أراط: بالضم. من مياه بني نمير عن أبي زياد، وأنشد بعضهم:
أنى لك اليوم بذي أراط ** وهن أمثال الثري الأمراط
تنجو ولو من خلل الأمشاط ** يلحن أمثال من ذي لائب شرواط وفي كتاب نصر. ذو أراط واد في ديار بني جعفر بن كلاب في حمى ضرية، ويقال بفتح الهمزة، وذو أراط ودا لبني أسد عند لغاط، وذو أراط أيضا واد ينبت الثمام والعلجان بالوضح وضح الشطون بين قطيات وبين الحفيرة حفيرة خالد. وذو أراط أيضا واد في بلاد بني أسد، وأراط باليمامة.
أراطة: مثل الذي قبله وزيادة الهاء اسم ماء لبني عميلة شرقي سميراء، وقال نصر الأراطة من مياه غني بينها وبين أضاح ليلة.
أراطى: بألف مقصورة، ويقال: أراط أيضا، وهو ماء على ستة أميال من الهاشمية شرقي الخزيمية من طريق الحاج وينشد بيت عمرو بن كلثوم التغلبي على الروا يتين:
ونحن الحابسون بذي أراط ** تسف الجلة الخور الدرينا ويوم أراطى من أيام العرب، وقال ظالم بن البراء الفقيمي:
ونحن غداة يوم ذوات بهدى ** لدى الويدات إذ غشيت تميم
ضربنا الخيل بالأبطال حتى ** تولت وهى شاملها الكلوم
فأشبعنا ضباع ذوي أراطى ** من القتلى وألجثت الغنوم
قتلنا يوم ذلكم ببشر ** فكان كفاء مقتلكم حكيم أراظ: بالفتح والظاء معجمة. في كتاب نصر قال: موضع ينبغي أن يكون حجازيا. قلت: وأنا به مرتاب أظنه غلطا.
أراق: بالضم والقاف. موضع في قول ابن أحمر:
كأن على الجمال أوان حفت ** هجائن من نعاج أراق عينا وقال زيد الخيل الطائي
ولما أن بدت لصفا أراق ** تجمع من طوائفهم فلول
كأنهم بجنب الحوض أصلا ** نعام قالص عنه الظلول أراك: بالفتح واخره كاف، وهو وادي الأراك قرب مكة يتصل بغيقة قال نصر أراك فرع من دون ثافل قرب مكة، وقال الأ صمعي أراك جبل لهذيل، وذو أراك في. الأشعار، وقد قالت امرأة من غطفان:
إذا حنت الشقراء هاجت لي الهوى ** وذكرني أهل الأراك حنينها
شكوت إليها نأي قومي وبعدهم ** وتشكو إلي أن أصيب جنينها وقيل هو موضع من نمرة في موضع من عرفة يقال لذلك الموضع نمرة وقد ذكر في موضعه، وقيل هو من مواقف عرفة بعضه من جهة الشام وبعضه من جهة اليمن، والأراك في الأصل شجر معروف وهو أيضا شجرمجتمع يستظل به.
الأراكة: واحدة الذي قبله ذو الأراكة. نخل بموضع من اليمامة لبني عجل. قال عمارة بن عقيل:
وغداة بطن بلاد كان بيوتكم ** ببلاد أ نجد منجدون وغاروا
وبذي الأراكة منكم قد غادروا ** جيفا كأن رؤسها الفخار وقال رجل يهجو بني عجل وكان قد نزل بهم فأساؤا قراة
لا ينزلن بذي الأراكة راكمب ** حتى يقدم قبله بطعام
ظلت بمخترق الرياح ركابنا ** لا مفطرون بها ولا صوام
ياعجل قد زعمت حنيفة أنكم ** عتم القرى وقليلة الادام أراال: بالفتح واخره لام. قال الأصمعي ولهذيل. جبل يقال له أرال، وأنشد غيره لكثير:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ** أرال فصر ما قادم فتناضب إرام الكناس: بالكسر. رمل في بلاد عبد الله بن كلاب.
أرا نب: جمع أرنب من الدواب الوحشية ذات الأرانب. موضع في قول عدي بن الرقاع العاملي:
فذر ذا ولكن هل ترى ضوء بارق ** وميضا ترى منه على بعده لمعا
تصعد في ذات الأرانب موهنا ** إذا هزرعدا خلت في ودقه شفعا أران: بالفتح وتشديد الراء وألف ونون، إسم أعجمي
لولاية واسعة وبلاد كثيرة منها جنزة وهي التي تسميها العامة كنجة وبرذعة وشمكور وبيلقان وبين أذربيجان وأزان نهر يقال له الرس كلما جاوره من ناحية المغرب والشمال فهو من أران وما كان من جهة المشرق فهو من أذربيجان. قال نصر أزان من أصقاع إرمينية يذكر مع سيسجان وهو أيضا اسم لحران البلد المشهور من ديار مضر بالضاد المعجمة كان يعمل بها الخز قديما، ومنسب إلى هذه الناحية الفقيه عبد الخالق بن أبي المعالي بن محمد الأراني الشافعي قدم الموصل وتفقه على أيي حامد بن يونس وكان كثيرا ما ينشد قول أبى المعالي الجويني الإمام:
بلاد الله واسعة فضاها ** ورزق الله في الدنيا فسيح
فقل للقاعدين على هوان ** إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا وأران أيضا قلعة مشهورة من نواحي قزوين.
أرباع: جمع ربع. وهو اسم موضع.
أربد: بالفتح ثم السكون والباء الموحدة. قرية بالأردن قرب طبرية عن يمين طريق المغرب بها قبر أم موسى ابن عمران عليه السلام وقبور أربعة من أولاد يعقوب عليه السلام وهم دان وأيساجار وزبولون وكاد فيما زعموا.
الأربس: بالضم ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وسين مهملة. مدينة وكورة بإفريقية وكورتها واسعة وأكثر غلتها الزعفران وبها معدن حديد وبينها وبين القيروان ثلاثة أيام من جهة المغرب. قال أبو عبيد: البكري الأبكري مدينة مسورة لها ربض كبير ويعرف ببلد العنبر وإليها سارإبراهيم بن الأغلب حين خرج من القيروان في سنة 296 وزحف إليها أبو عبد الله. الشيعي ونازلها وبها جمهورأجناد إفريقية مع إبراهيم بن الأغلب ففرعنها في جماعة من القؤاد والجند إلى طرابلس ودخلها الشيعي عنوة ولجأ أهلها ومن بقي فيها من فل الجند إلى جامعها فركب بعض الناس بعضا فقتلهم الشيعي أجمعين حتى كانت الدماء تسيح من أبواب الجامع كسيلان الماء بوابل الغيث وكان في المسجد ألوف وكان ذلك من أول العصر إلى اخر الليل وإلى هذا الوقت كانت ولاية بني الأغلب لإفريقية ثم انقرضت، وينسب إليها أبو طاهر الأربسي الاشاعر من أهل مصر، وهو القائل لابن فياض سليمان وقانا الله شره.
لحية ليست تساوي ** في نفاق الشعر بعره ويعلى إبراهيم الأربسي شاعر مجود ذكره ابن رشيق في الأنموذج وذكر أن وفاته كانت بمصر في سنة 418 وقد أربي على الستين.
الأربعاء: بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة والعين المهملة والألف ممدودة. كذا ضبطه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي فيما استدركه على سيبويه في الأبنية، وقال هو أفعلاء بفتح العين ولم يأت غيره على هذا الوزن، وأنشد لسحيم بن وثيل الرياحي:
ألم ترنا بالأربعاء وخيلنا ** غداة دعانا قعنمب والكياهم وقد قيل فيه أيضأ الأربعاء بضم أوله وسكون الثاني وضم الباء الموحدة. قلت والمعروف سوق الأربعاء، بلدة من نواحي خوزستان على نهر ذات جانبين وبها سوق والجانب العراقي أعمر وفيه الجامع.
أربق: بالفتح ثم السكون وباء مفتوحة موحدة وقد تضم وقاف ويقال بالكاف مكان القاف وقد ذكر بعده من نواحي رامهرمز من نواحي خوزستان. ينسب إليها أبو طاهرعلي بن أحمد بن الفضل الرامهرمزي الأربقي، وقرأت في كتاب المفاوضة لأبي الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب حدثني القاضي أبو الحسن أحمد بن الحسن الأربقي بأربق وكان رجلا فاضلا قاضي البلد وخطيبه وإمامه في شهر رمضان ومن أفضل على منزلة قال تقلد بلدنا بعض العجم الجفاة والتف به جماعة ممن حسدني وكره تقدمي فصرفني عن القضاء ورام صرفي عن الخطابة والإمامة فثار الناس ولم تساعده المسلمون، فكتبت إليه بهذه الأبيات:
قل للذين تألبوا وتحزبوا ** قد طبت نفسا عن ولاية أربق
هبني صددت عن القضاء تعديا ** أأصد عن حذقي به وتحققي
وعن الفصاحة والنزاهة والنهى ** خلقا خصصت به وفضل المنطق
أربك: بالفتح ثم السكون وباء موحدة تضم وتفتح وآخره كاف وهو الذي قبله بعينه يقال بالكاف والقاف من نواحي الأهواز. بلد وناحية ذات قرى ومزارع وعنده قنطرة مشهورة لها ذكر في كتب السير وأخبار الخوارج وغيرهم. فتحها المسلمون عام سبعة عشر في خلافة أمير المؤمنين عمربن الخطاب رضي الله عنه قبل نهاوند وكان أمير جيش المسلمين النعمان بن مقرن المزني. وقد قال في ذلك:
عوت فارس واليوم حام أواره ** بمحتفل بين الدكاك وأربك
فلا غزو إلا حين ولوا وأدركت ** جموعهم خيل الرئيس بن أرمك
وأفلتهن الهرمزان موائلا ** به ندب من ظاهر اللون أعتك إربل: بالكسر ثم السكون وباء موحدة مكسورة ولام بوزن إثمد ولا يجوز فتح الهمزة لأنه ليس في أوزانهم مثل إفعل إلأ ماحكى سيبويه من قولهم إصبع وهي لغة قليلة غير مستعملة فإن كان إربل عربيا فقد قال الأصمعي الربل ضرب من الشجر إذا برد الزمان عليه وأد بر الصيف تفطر بورق أخضر من غير مطر يقال تربلت الأرض لا يزال بها ربل فيجوز أن تكون إربل مشمقة من ذلك، وقد قال الفراء الريبال النبات الكثير الملتف الطويل فيجوز أن تكون هذه الأرض اتفق فيها في بعض الأعوام من الخصب وسعة التنبت ما دعاهم إلى تسميتها بذلك ثم استمر كما فعلوا بأسماء الشهور فإنهم سموا كل شهر بما اتفق به في فصله من حر أو برد فسقط جمادى في شدة البرد وجمود المياه والربيعان في أيام الصيف وصفر حيث صفرت الأرض من الخيرات وكان تسميتها لذلك في أزمنة متباعدة ولم. يكن في عام واحد متوال ولو كان في عام واحد كان من المحال أن يجيء جمادى وهم يريدون به جمود الماء وشدة البرد بعد الربيع ثم تغيرت الأزمنة ولزمها ذلك الاسم. وإربل قلعة حصينة ومدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسع بسيط ولقلعتها خندق عميق وهى من طرف ين المدينة وسور المدينة ينقطع في نصفها وهي على تل عال من التراب عظيم واسع الرأس وفي هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية وجامع للصلاة وهي شبيهة بقلعة حلب إلا أنها أكبر وأوسع رفعة، وطول إربل تسع وستون درجة ونصف وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث وهي بين الزابين تعد من أعمال الموصل وبينهما مسيرة يومين، وفي ربض هذه القعلة في عصرنا هذا مدينة كبيرة عريضة طويلة قام بعمارتها وبناء سورها وعمارة أسواقها وقيسارياتها الأمير مظفر الدين كوكبري بن زين الدين كوجك علي فأقام بها وقامت بمقامه بها لها سوق وصار له هيبة وقاوم الملوك ونابذهم بشهامته وكثرة تجربته حتى هابوه فانحفظ بذلك أطرافه وقصدها الغرباء وقطنها كثير منهم حتى صارت مصرا كبيرا من الأمصار وطباع هذا الأمير مختلفة متضادة فإنه كثير الظلم عسوف بالرعية راغب في أخذ الأموال من غير وجهها وهو مع ذلك مفضل على الفقراء كثير الصدقات على الغرباء يسير الأموال الجمة الوافرة يستفك بها الأسارى من أيدي الكفار وفي ذلك. يقول الشاعر:
كساعية للخير من كسب فرجها ** لها الويل لا تزني ولا تتصدق ومع سعة هذه المدينة فبنيانها وطباعها بالقرى أشبه منها بالمدن وأكثر أهلها أكراد قد استعربوا وجميع رساتيقها وفلاحيها وما ينضاف إليها أكراد وينضم إلى ولايتها عدة قلاع وبينها وبين بغداد. مسيرة سبعة أياء للقوافل وليس حولها بستان ولا فيها نهر جار على وجه الأرض وأكثر زروعها على القنى المستنبطة تحت الأرض وشربهم من ابارهم العذبة الطيبة المريئة التي لا فرق بين مائها وماء دجلة في العذوبة والخفة وفواكهها تجلب من جبال تجاورها ودخلتها فلم أر فيط من ينسب إلى فضل. غير أبي البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة بن غالب يعرف بالمستوفى فإنه متحقق بالأدب محب لأهله مفضل عليهم وله دين واتصال بالسلطان وخلة شبيهة بالوزارة وقد سمع الحديث الكثير ممن تدل عليهم إربل وألف كتبأ وقد أنشدني من شعره وكتب لي بخطه عدة قطع، منها:
تذكرنيك الريح مرت عليلة ** على الروض مطلولا وقد وضح الفجر
وما بعدت دار ولا شط منزل ** إذا نحن أدنتنا الأماني والذكر
وقد كان اشتهر شعر أنوشروان البغدادي المعروف بشيطان العراق الضرير فيها سالكا طريق الهزل راكبا سنن الفكاهة موردا ألفاظ البغداديين والأكراد ثم إقلاعه عن ذلك والرجوع عنه ومدحه لإربل وتكذيبه نفسه وأنا أورد مختار كلمتيه ها هنا قصدا لترويح الأرواح والأحماض بنوع ظريف من المزاح، وهي هذه:
تبا لشيطاني وما سولا ** لأنه أنزلني إربلا
نزلتها في يوم نحس فما ** شككت أني نازل كربلا
وقلت ما أخطا الذي مثلا ** بإربل إذ قال بيت الخلا
هذا وفي البازار قوم إذا ** عاينتهم عاينت أهل البلا
من كل كردي حمار ومن ** كل عراقي نفاه الغلا
أما العراقيون ألفاظهم ** جب لي جفاني جف جال الجلا
جمالك أي جعجع جبة تجي ** تجب جماله قبل أن ترجلا
هتا مخاعيطي الكشحلي مشى ** كف المكفنى اللنك أي أبو العلا
جعة بجعصة أنتفه مدة ** يكفو به أشفقه بالملا
عكلى ترى هواي قسيمة أغفقه ** قل له البويذ بخين كيف أنقلا
هذى القطيعة هجعة الخط من ** عندي تدفع كم تحط الكلا
والكرد لا تسمع إلا جيا ** أو نجيا أو نتوى زنكلا
كلا وبوبو علكوا خشتري ** خيلوا وميلوا موسكا منكلا
مموا ومقوا ممكى ثم إن ** قالوا بو يركى تجي قلت لا
وفتية تزعق في سوقهم ** سردا جليدا صوتهم قد علا
وعصبة تزعق والله تنفر ** وشو ترايم هم سخام الطلا
ربغ خلا من كل خير بلى ** من كل عيب وسقوط ملا
فلعنة الله على شاعر ** يقصد ربعا ليس فيه كلا
أخطأت والمخطىء في مذهبي ** يضفع في قمته بالدلا
إذ لم يكن قصدي إلى سيد ** جماله قد جمل الموصلا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 11 (0 من الأعضاء و 11 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)