هذا قول أهل الكوفة يرون أن فتح أصبهان كان لهم، وأما أهل البصرة وكثير من أهل السير فيرون أن أبا موسى الأشعري لما انصرف من وقعة نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها أياما ثم افتتحها ووجه الأحنف بن قيس إلى قاشاق ففتحها عنوة ويقال بل كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري يأمره بتوجيه عبد الله بن بديل الرياحي إلى أصبهان في جيش فوجهه ففتح عبد الله بن بديل جيا صلحا على أن يؤدي أهلها الخراج والجزية وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم وأموالهم خلا ما في أيديهم من السلاح ونزل الأحنف بن قيس على اليهودية فصالحه أهلها على مثل صلح أهل جي. قال البلاذري وكان فتح أصبهان ورساتيقها في بعض سنة 23 وبعض 24 في خلافة عمر رضي الله عنه، ومن نسب إلى أصبهان من العلماء لا يحصون إلا إنني أذكر من أعيان أئمتهم جماعة غلبت على نسبهم فلا يعرفون إلا بالأصبهاني. منهم الحافظ الامام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران سبط محمد بن موسى البناء الحافظ المشهور صاحب التصانيف منها حلية الأولياء وغير ذلك مات يوم الاثنين لعشرين من محرم سنة 430 ودفن بمردبان ومولده في رجب سنة 330 قاله ابن مندة يحيى.
أصبهبذان: بسكون الهاء وضم الباء الثانية وذال معجمة وألف ونون، والأصبهبذان في أصل كلام الفرس لغة لكل من ملك طبرستان كما نعت ملك الفرس بكسرى وملك الترك بخاقان وملك الروم بقيصر، وهي مدينة في بلاد الديلم كان يسكنها ملك تلك الناحية وبينها وبين البحر ميلان.
الأصدار: كأنه جمع الصدر ضد الورد. مواضع بنعمان الأراك قرب مكة يجلب منها العسل والمراد بها صدور الوادي عن الأصمعي.
أصطاذنة: ناحية بالمغرب غزاها عابس بن سعد وجهه مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل معاوية إليها قبيل سنة 57 إصطخر: بالكسر وسكون الخاء المعجمة والنسبة إليها إصطخري وإصطخرزي بزيادة الزاي. بلدة بفارس من الإقليم الثالث طولها تسع وسبعون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها. قيل كان أول من أنشأها اصطخر بن طهمورث ملك الفرس وطهمورث عند الفرس بمنزلة آدم. قال جرير بن الخطفي يذكر أن فارس والروم والعرب من ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام
ويجمعنا والغر أبناء سارة ** أب لا نبالي بعده من تعذرا
وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا ** حمائل موت لابسين السنورا
إذا افتخروا عدوا الصبهبذ منهم ** وكسرى وعدوا الهرمزان وقيصرا
وكان كتاب فيهم ونبوة ** وكانوا باصطخر الملوك وتسترا
قال الإصطخري، وأما إصطخر فمدينة وسطة وسعتها مقدار ميل وهي من أقدم مدن فارس وأشهرها وبها كان مسكن ملك فارس حتى تحول اردشير إلى جور، وفي بعض الأخبار أن سليمان بن داود عليه السلام كان يسير من طبرية إليها من غدوة إلى عشية، وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان عليه السلام وزعم قوم من عوام الفرس أن جم الملك الذي كان قبل الضحاك سليمان بن داود قال وكان في قديم الأيام على مدينة إصطخر سور فتهدم وبناؤه من الطين والحجارة والجص على قدر يسار الباني وقنطرة خراسان خارجة عن المدينة على بابها مما يلي خراسان ووراء القنطرة أبنية ومساكن ليست بقديمة ولازال باصطخر وباء، إلا أن خارج المدينة صحيح الهواء وبين اصطخر وشيراز اثنا عشر فرسخا قال ويرتفع من جبال اصطخر حديد وبقرية من كورة إصطخر تعرف بدار أبجرد معدن الزيبق ويقولون أن كور فارس خمس وقيل سبع أكبرها وأجلها كورة إصطخر وبها كانت قبل الإسلام خزائن الملوك، وكان إدريس بن عمران يقول أهل اصطخر أكرم الناس أحسابا ملوك وأبناء ملوك، ومن مشهور مدن كورتها البيضاء ومائين ونيريز وابرقويه ويزد وغير ذلك وطول ولايتها اثنا عشر فرسخا في مثلها والمنسوب إليها جماعة وافرة من أهل العلم. منهم أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى المفضل الإصطخري القاضي أحد الأئمة الشافعية وصاحب قول فيهم مولده سنة 244 ووفاته في جمادى الآخرة سنة 328، وأبو سعيد عبد الكريم بن ثابت الإصطخري ثم الجزري مولى بني أمية وهو ابن حصيف أصله من اصطخر سكن حران، وأحمد الحسين بن داناج أبو العباس الزاهد الإصطخري سكن مصر وسمع إبراهيم بن دحيم ومحمد بن صالح عصمة بدمشق وعبد الله بن محمد بن سلام المقدسي ومحمد بن عبيد الله بن فضيل الحمصي وعبدان أحمد الأهوازي وجعفر الفريابي وعبد الله بن أحمد حنبل والحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز بالبصرة و علي بن عبد العزيز البغوي بمكة وأبا علي الحسن أحمد بن المسلم الطبيب بصنعاء وغيرهم روى أبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن جابر التنيسي وأبو محمد بن النحاس وغيرهما ومات بمصر لعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 336.
أصطفانوس: بالفتح والفاء وألف ونون مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة. محلة بالبصرة مسماة باسم كاتب نصراني قديم كان في أيام زياد أو ما قاربها.
اصطنبول: بسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو ولام. هو اسم لمدينة القسطنطينية وهناك يبسط القول فيها إن شاء الله تعالى.
أصفون: بضم الفاء وسكون الواو ونون. قرية بالصعيد الأعلى على شاطىء غربي النيل تحت إشني وهي على تل عال مشرف.
إصمت: بالكسر وكسر الميم وتاء مثناة. اسم علم لبرية بعينها. قال الراعي:
أشلى سلوقية باتت وبات بها ** من وحش إصمت في أصلابها أود وقال بعضهم العلم هو وحش إصمت الكلمتان معا، وقال أبو زيد يقال لقيته بوحش إصمت وببلدة اصمت أي بمكان قفر وإصمت منقول من فعل الأمر مجردا عن الضمير وقطعت همزته ليجري على غالب الأسماء وهكذا جميع ما يسمى به من فعل الأمر وكسر الهمزة من إصمت إما لغة لم تبلغنا وإما أن يكون غير في التسمية به عن أصمت بالضم الذي هو منقول في مضارع هذا الفعل وإما أن يكون مجردا مرتجلا وافق لفظ الأمر الذي بمعنى أسكت وربما كان تسمية هذه الصحراء بهذا الفعل للغلبة لكثرة ما يقول الرجل لصاحبه إذا سلكها اصمت لئلا تسمع فنهلك لشدة الخوف بها.
أصم: بفتحتين وتشديد الميم ضد السميع، أصم بالجلحاء وأصم السمرة في ديار بني عامر بن صعصعة ثم لبني كلاب منهم خاصة ويقال لهما الأصمان عن نصر.
الأصنام: جمع صنم. إقليم الأصنام بالأندلس من أعمال شدونة وفيه حصن يعرف بطبيل في أسفله عين غزيرة الماء عذبة اجتلب الأوائل منها الماء إلى جزيرة قادس في خرز الصخر المجوف أنثى وذكر وشقوا به الجبال فإذا صاروا إلى موضع المنخفضة والسباخ بنيت له فيه قناطر على جنايا كذلك حتى وصلوا إلى البحر ثم دخلوا به في البحر الملح ستة أميال في خرز من الحجارة كما ذكرنا حتى أخرج إلى جزيرة قادس وقيل إن أعلامها إلى اليوم باقية وقد ذكر السبب الداعي إلي هذا الفعل في ترجمة قادس.
الأصهبيات: بفتح الهاء وكسر الباء الموحدة وياء مشددة وألف وتاء كأنه جمع الأصهبية وهو الأشقر ماء وأنشد:
دعاهن من ثاج فأزمعن ورده ** أو الأصهبيات العيون السوافح
الأضيغ: ياء مفتوحة وغين معجمة. هو واد وقيل ماء.
أصيل: ياء ساكنة ولام. بلد بالأندلس. قال سعد الخير: ربما كان من أعمال طليطلة. ينسب إليه أبومحمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي محدث متقن فاضل معتبر تفقه بالأندلس فانتهت إليه الرياسة وصنف كتاب الآثار، والدلائل في الخلاف ثم مات بالأندلس في نحر سنة 395، وذكر أبو الوليد بن الفرضي في الغرباء الطارئين على الأندلس قال ومن الغرباء في هذا الباب عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأصيلي من أصيلة يكنى أبا محمد سمعته يقول قدمت قرطبة سنة 342 فسمعت بها من أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد ومحمد بن معاوية القرشي وأبي بكر اللؤلؤي وإبراهيم ورحلت إلى وادي الحجارة إلى وهب بن مسرة فسمعت منه وأقمت عنده سبعة أشهر وكانت رحلتي إلى المشرق في محرم سنة 351 ودخلت بغداد وصاحب الدولة بها أحمد بن بويه الأقطع فسمعت بها من أبي بكر الشافعي وأبي علي بن الصواف وأبي بكر الأبهري وآخرين وتفقه هناك لمالك بن أنس ثم وصل إلى الأندلس في آخر أيام المستنصر فشوور وقرأ عليه الناس كتاب البخاري رواية أبى زيد المروزي وغير ذلك وكان حرج الصدر ضيق الخلق وكان عالما بالكلام والنظر منسوبا إلى معرفة الحديث وقد حفظت عنه أشياء ووقف عليها أصحابنا وعرفوها وتوفي لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة 392، ويحقق قول أبي الوليد أن الأصيلي من الغرباء لا من الأندلس كما زعم سعد الخير ما ذكره أبو عبيد البكري في كتابه في المسالك عند ذكره بلاد البربر بالعدوة بالبر الأعظم فقال ومدينة أصيلة أول مدينة العدوة مما يلي الغرب وهى في سهلة من الأرض حولها رواب لطاف والبحر بغربيها وجنوبيها وكان عليها سور ولها خمسة أبواب فإذا ارتج البحر بلغ الموج حائط الجامع وسوقها حافلة يوم الجمعة وماء آبار المدينة شروب وبخارجها آبار عذبة وهي الان خراب وهي بغربي طنجة بينهما مرحلة، وكان والد أبي محمد الأصيلي إبراهيم أديبا شاعرا له شعر في أهل فاس ذكر في ترجمة فاس.
الأصيهب: بلفظ تصغير الأصهب وهو الأشقر. ماء قرب المروت في ديار بني تميم ثم لبني حتان أقطعه النبي حصين بن مشئت لما وفد إليه مسلما مع مياه آخر.